عامل صيني داخل منشآت حقل الأحدب النفطي في محافظة واسط
تلوث في ناحية الأحرار بسبب حقل الأحدب النفطي
طالب متظاهرون من أهالي ناحية الاحرار بمحافظة واسط وزارة النفط والحكومة المحلية بحمايتهم من الامراض والنهوض بحياتهم المعيشية جرّاء ارتفاع كثافة الغازات السمية المنبعثة من حقل الأحدب النفطي الواقع قرب الناحية. وخلال تظاهرة سلمية نظموها امام مجلس محافظة واسط، شدد المحتجون على ضرورة تكثيف الاجراءات البيئية والقانونية، وتوفير فرص عمل لابناء الناحية في حقول نفط الاحدب بمدينتهم التي تقع على بعد 30 كلم غرب مدينة الكوت.
ويقول مدير ناحية الاحرار باقر جعفر الشوكي بأن مخاطر العمل غير النظامي لشركة الواحة الصينية العاملة في حقل الاحدب النفطي التي باشرت اعمالها في مطلع عام 2009 وفق عقود التراخيص التي منحتها لها الحكومة العراقية، تسبب في إحداث تلوث بيئي بارتفاع نسب الغازات السمية الناتجة عن عمليات الحفر والتنقيب الجارية حالياً في اراضي محافظة واسط على مساحة تزيد على 400 الف دونم، اغلبها اراض صالحة للزراعة، مشيرا الى ان هذه العمليات أدت الى تزايد ما وصفه بـ"الأمراض السرطانية وحالات العقم والتشوهات الخلقية لدى الاطفال"، اضافة الى "كثرة الاصابات المرضية بين المواشي خلال السنتين الاخيرتين".
وتعمل لجان شعبية وحكومية في واسط على رفع شكاوى ضد الشركة عن الاضرار التي لحقت بالاراضي الزراعية كون المنطقة تتميز بإنتاجها الزراعي والحيواني وتشتهر بزراعة محاصيل الحنطة والشعير والذرة اضافة الى الخضر وكانت تتصدر المدن العراقية في كمية الانتاج خلال تسعينات القرن الماضي.
ويشير الفلاح جاسم كريم البسروكي الذي يترأس جمعية فلاحية تضم اكثر من 200
فلاح، الى ان عدد سكان اهالي ناحية الاحرار تراجع الى نحو 48 الف نسمة بعد ان كان نفوسها تزيد على 63 الفاً، مضيفاً:
"هناك نزوح لاهالي المنطقة خاصة القريبة من حقول النفط بعد تزايد الاصابات بالامراض السرطانية جراء انبعاث الغازات من حرق الابار ونفوق المواشي جراء اصابتها بمرض حمى مالطا مع كثرة حالات الاجهاض بين الاغنام والماعز وحالات اقل في الابقار فضلا عن ارتفاع نسبة التفحم في محصول
القمح".
الى ذلك قالت الحكومة المحلية في واسط انها الزمت الجانب الصيني استخدام الاساليب التقنية الحديثة في عمليات الحفر التي تتعلق بمعالجة التلوث البيئي، وأكد المهندس صباح عباس القريشي مدير بيئة المحافظة التوصل الى توفير منظومة حرق حديثة هي الاولى في العراق تستخدم في تقليل التلوث الناتج عن عملية حرق الابار بعد ان كانت الشركة العاملة تستخدم اتجاه الرياح وبذلك انخفضت نسبة التلوث عما كان عليه سابقاً.
