تتضمن حلقة الأسبوع الحالي من برنامج (المجلة الثقافية) لقاءاً مع الفنانة المسرحية اقبال محمد علي التي عادت الى البلاد بعد عقود من الطواف في بلدان مختلفة، وهي تنظر للمشهد المسرحي وتتطلع للمشاركة فيه بعد هذه الرحلة الطويلة. كما تتضمن الحلقة وقفة مع مقال الناقد محسن الذهبي عن معرض الفنان التشكيلي أمين شاتي الذي اقيم مؤخرا في لندن والذي استلهم فيه الاجواء الرافدينية والسومرية القديمة.
المبنى الذي يتميز من الداخل بالطابع الشرقي بوجود مساحات مفتوحة واسعة بين ممراتها وغرفها، يتكون من طابقين ويضم اكثر من 100 غرفة وعدة اجنحة، وكان قد استخدم أول مرة كمتصرفية للواء الديوانية عام 1934، ضمت جميع إدارات الدوائر خلال تلك الفترة.
** صدر العدد الثامن من مجلة "كلتور" (الثقافة) الفصلية الكردية التي تعنى بالفلسفة والفكر التقدمي. ويتضمن العدد طائفة من المواضيع الفكرية والثقافية، إذ يتناول جمال نوزاد دراسة مفهوم الحرية في الفلسفة الاجتماعية لهربرت ماركوز، في حين يبحث شورش حسن في تأثير النظام الرئاسي على انحسار الديمقراطية في الدول المتخلفة، فيما تتناول بيان عزيزي دراسة الديمقراطية التوافقية والعقبات التي تعترض طريقها في العراق، ويقدم آرام علي عزيز دراسة مستفيضة عن الحركة المهدوية في العراق وتاريخ نشوئها وافكارها السياسية، ويدرس هيمن عزيز ابراهيم طبيعة الاختلاف في الفلسفة والحياة العامة. ويتضمن العدد ايضا قراءة مكثفة لكتاب "هرطقات" للمفكر السوري جورج طرابيشي كتبها بوطان جمال.
** افتتح في هولندا مهرجان روتردام السينمائي الدولي بنسخته الثانية والاربعين. وستعرض في المهرجان افلام من 60 بلدا، إذ ستقدم فيه قائمة من الافلام الروائية الطويلة والافلام الوثائقية الطويلة والقصيرة وهي تتنافس على جائزة (النمر الذهبي) التي يمنحها المهرجان لافضل فلم، فيما تتنافس افلام اخرى على مجموعة من الجوائز التي تمنحها مؤسسات داعمة، بالاضافة الى جائزة الجمهور لافضل فلم. وسيعرض بين الافتتاح والاختتام 344 فيلماً قصيراً ومتوسطاً، و255 فيلما روائياً طويلاً، من بينها 44 فيلماً تعرض لأول مرة. مدينة روتردام الهولندية ستشهد في أيام المهرجان عدداً كبيراً من الفعاليات الموسيقية والترفيهية، وسيحضر المهتمون بالسينما جلسات الحوار مع مخرجي وصانعي الافلام لمناقشتهم حول افلامهم.
غادرت الفنانة إقبال محمد علي العراق نهاية عام 1978، وسافرت الى (اليمن الديمقراطية) انذاك ثم الى موسكو واكملت الماجستير والدكتوراه في النقد المسرحي، بعدها الى المغرب ثم الى كندا، حيث تعيش حالياً منذ عام 1989، وكان من الصعب عليها هناك العمل في المسرح لصعوبات تتعلق بمتطلبات العمل المسرحي غير المتوفرة، بالاضافة الى التزامها بالعمل كمدرسة لغرض المعيشة.
الان اذ عادت الى العراق تتابع المشهد الثقافي والاعمال المسرحية وتطمح للعمل وهناك عروض لاعمال مسرحية قدمت لها ولكن لم تحسم امرها بعد. وهي ترى ان المسرح العراقي في تقهقر رغم محاولات المسرح الوطني واكاديمية ومعهد الفنون الجميلة لتجاوز ذلك، وترى ان السبب الاساس الذي يقف وراء هذا التقهقر هو قلة الدعم من الدولة او جهات اخرى قادرة على ذلك، لانه من دون هذا الدعم، ولا سيما الدعم المادي، من الصعب ان ينهض المسرح، كما ان الجمهور لا يزال لا يحضر العروض المسرحية بصورة غير منتظمة ومتقطعة، والمطلوب ان تكون هناك عروض مسرحية منتظمة، اسبوعية مثلاً، وليس عروض متفرقة كل بضعة اشهر، وهذا ما يمكن تخطيه اذا توفر الدعم الكافي للمسرح.
"في عاصمة الضباب وعلى قاعة المركز الثقافي العراقي في لندن، ومن خلال نشاطه الجديد لعرض عمق وبلاغة الابداع العراقي بكل ما يحوي من مساحات ابداعية ، كان لعزف (قيثارة سيد القصب) حضور متميز أدهش الجميع، عبر ستة عشر عملا مختلفا عرضها الفنان العراقي المغترب (أمين شاتي) في معرضه الاخير المستوحى من سرديات وتراث الابداع الرافديني القديم، استمراراً لمنجزه الابداعي الدؤوب في بحثه عن روح وجذور الفن العراقي والسومري بالخصوص. فبعد تجربته السابقة في معرضه السابق (ترانيم سومرية) والذي اقيم بلندن ايضا في العام الماضي ومساهماته ومشاركاته في المعارض الجماعية، قدم لنا اعمالا أبداعية مستوحاة من تلك الاجواء تحمل روح المعاصرة والمغامرة الفنية".
ويمضي الذهبي الى استقراء العناصر الجمالية التي تعكس استلهام الفنان للاجواء السومرية القديمة عبر تحليله لهذه العناصر:
"حاول الفنان الخروج من أطار اللوحة التقليدية الى أطر النحت والمعمار التشكيلي كي يجسم مفهوم العمل الفني ويضيف اليه بعدا اعمق للاستيعاب، فاستعار من التاريخ السومري بعده الايحائي، ومن المعاصرة والتجديد أطارا لفعله الابداعي، مستخدما كل الممكنات الابداعية من تجسيم البناء التشكيلي مرورا بدور اللون وتأثيره في خلق الرؤية، فنراه يستعين بالموروث اللوني لاشتقاقات وتدرجات الازرق واللازوردي بشكل طقسي، فهو يأتي بكل ما يتخيله من موارد الواقع من مواد واصباغ ومعاجين، بل يهرع لاستخدام الرصاص المذاب وحتى الاحجار الملونه، لبناء عمل يستفز الذاكرة ويعود بها الى افق ذلك الماضي الغني بمدلولاته، والذي يريد بالرجوع اليه أنارة ابداعه".
ويختتم الناقد قراءته لاعمال الفنان امين شاتي بفقرة تعكس تصوره عن الرؤية الكامنة وراء هذه الاعمال:
"انه يبني قيثارته السومرية بطريقة اخرى تبتعد عن المألوف في رؤية التاريخ الذي نعرفه، ويحملها بعدا اخر هو بعد المعاصرة كي تعبر عن ما يرمز اليه ويمتع العين بانغامها، فهو لا يريد ان يعيد رسم الواقع الغابر كما هو بل يوقظ حلم الماضي الموروث لانارة افق المستقبل في عيون المتلقي وليخلق في روحه مجموعة من الاسئلة وهذا ما يحسب له ابداعيا، وعبر خاصية الانتقال من الأشارات المحددة الدلالات الى الرموز المنفتحة المتعددة المدلولات. وبذلك إنتقل فكريا وبصريا من التعامل مع المادي الملموس الى صورتهِ الذهنية، ومن الإستخدام المجرد للاشياء الى الإستخدام الرمزي وتوسيع مدلول تلك الرموز."
أخبار ثقافية
** أعلنت محافظة الديوانية عن تحويل مبنى ادراة المحافظة القديم الى مبنى تراثي تابع لوزارة الاثار والسياحة، حيث كشفت لجان متخصصة على المبنى عدة مرات قبل اقرار الامر. وكان مركز الذاكرة الموسوعية يسعى منذ سنتين الى تحويل البناية الى مبنى تراثي للحفاظ على المعالم المهمة التي يتضمنها، فضلا عن حمايتها من الاستخدام غير الصحيح الذي قد يعرضها للتلف. واشار خبر في موقع ألكتروني الى ان المبنى تم انشاؤه عام 1930 باشراف بريطاني وبمشاركة عمال هنود في المراحل الاولى، ثم أكمل بناءه عمالٌ من المدينة. وقد صمم على شكل التاج الملكي البريطاني الذي يعد تصميماً فريداً من نوعه في البلاد.المبنى الذي يتميز من الداخل بالطابع الشرقي بوجود مساحات مفتوحة واسعة بين ممراتها وغرفها، يتكون من طابقين ويضم اكثر من 100 غرفة وعدة اجنحة، وكان قد استخدم أول مرة كمتصرفية للواء الديوانية عام 1934، ضمت جميع إدارات الدوائر خلال تلك الفترة.
** صدر العدد الثامن من مجلة "كلتور" (الثقافة) الفصلية الكردية التي تعنى بالفلسفة والفكر التقدمي. ويتضمن العدد طائفة من المواضيع الفكرية والثقافية، إذ يتناول جمال نوزاد دراسة مفهوم الحرية في الفلسفة الاجتماعية لهربرت ماركوز، في حين يبحث شورش حسن في تأثير النظام الرئاسي على انحسار الديمقراطية في الدول المتخلفة، فيما تتناول بيان عزيزي دراسة الديمقراطية التوافقية والعقبات التي تعترض طريقها في العراق، ويقدم آرام علي عزيز دراسة مستفيضة عن الحركة المهدوية في العراق وتاريخ نشوئها وافكارها السياسية، ويدرس هيمن عزيز ابراهيم طبيعة الاختلاف في الفلسفة والحياة العامة. ويتضمن العدد ايضا قراءة مكثفة لكتاب "هرطقات" للمفكر السوري جورج طرابيشي كتبها بوطان جمال.
** افتتح في هولندا مهرجان روتردام السينمائي الدولي بنسخته الثانية والاربعين. وستعرض في المهرجان افلام من 60 بلدا، إذ ستقدم فيه قائمة من الافلام الروائية الطويلة والافلام الوثائقية الطويلة والقصيرة وهي تتنافس على جائزة (النمر الذهبي) التي يمنحها المهرجان لافضل فلم، فيما تتنافس افلام اخرى على مجموعة من الجوائز التي تمنحها مؤسسات داعمة، بالاضافة الى جائزة الجمهور لافضل فلم. وسيعرض بين الافتتاح والاختتام 344 فيلماً قصيراً ومتوسطاً، و255 فيلما روائياً طويلاً، من بينها 44 فيلماً تعرض لأول مرة. مدينة روتردام الهولندية ستشهد في أيام المهرجان عدداً كبيراً من الفعاليات الموسيقية والترفيهية، وسيحضر المهتمون بالسينما جلسات الحوار مع مخرجي وصانعي الافلام لمناقشتهم حول افلامهم.
اقبال محمد علي: المسرح العراقي في تقهقر
تضيّف (المجلة الثقافية) في هذه الحلقة الفنانة اقبال محمد علي التي عادت الى العراق بعد اعوام من الغربة امضتها في بلدان مختلفة. وكانت الفنانة ابتدأت نشاطها المسرحي منذ سبعينات القرن الماضي مع فرقة المسرح الفني الحديث كممثلة في مسرحية (القربان) عام 1976 اخراج فاروق فياض، ثم في مسرحية (الخان) و(اضواء على حياة يومية) اعداد واخراج الفنان قاسم محمد وغيرها. وخلال تلك الفترة حصلت على عدة جوائز منها جائزة (افضل ممثلة) سنة 1976 عن مسرحية (مركب بلا صياد)، ونفس الجائزة عن مسرحية (القربان)، اما جائزتها في مسرحية (اضواء على حياة يومية) فحولت الى شخص اخر لاسباب سياسية كما عرفت عن الموضوع.غادرت الفنانة إقبال محمد علي العراق نهاية عام 1978، وسافرت الى (اليمن الديمقراطية) انذاك ثم الى موسكو واكملت الماجستير والدكتوراه في النقد المسرحي، بعدها الى المغرب ثم الى كندا، حيث تعيش حالياً منذ عام 1989، وكان من الصعب عليها هناك العمل في المسرح لصعوبات تتعلق بمتطلبات العمل المسرحي غير المتوفرة، بالاضافة الى التزامها بالعمل كمدرسة لغرض المعيشة.
الان اذ عادت الى العراق تتابع المشهد الثقافي والاعمال المسرحية وتطمح للعمل وهناك عروض لاعمال مسرحية قدمت لها ولكن لم تحسم امرها بعد. وهي ترى ان المسرح العراقي في تقهقر رغم محاولات المسرح الوطني واكاديمية ومعهد الفنون الجميلة لتجاوز ذلك، وترى ان السبب الاساس الذي يقف وراء هذا التقهقر هو قلة الدعم من الدولة او جهات اخرى قادرة على ذلك، لانه من دون هذا الدعم، ولا سيما الدعم المادي، من الصعب ان ينهض المسرح، كما ان الجمهور لا يزال لا يحضر العروض المسرحية بصورة غير منتظمة ومتقطعة، والمطلوب ان تكون هناك عروض مسرحية منتظمة، اسبوعية مثلاً، وليس عروض متفرقة كل بضعة اشهر، وهذا ما يمكن تخطيه اذا توفر الدعم الكافي للمسرح.
"قيثارة سيد القصب" لأمين شاتي
نتوقف في العدد الحالي من (المجلة الثقافية) مع معرض الفنان امين شاتي الذي اقيم على قاعة المركز الثقافي العراقي في لندن، وقراءة الناقد محسن الذهبي لهذا المعرض المنشورة على موقع (ادب فن). المعرض تضمن 16 عملاً مختلفاً يراها الذهبي استمراراً لاعمال الفنان السابقة فيقول:"في عاصمة الضباب وعلى قاعة المركز الثقافي العراقي في لندن، ومن خلال نشاطه الجديد لعرض عمق وبلاغة الابداع العراقي بكل ما يحوي من مساحات ابداعية ، كان لعزف (قيثارة سيد القصب) حضور متميز أدهش الجميع، عبر ستة عشر عملا مختلفا عرضها الفنان العراقي المغترب (أمين شاتي) في معرضه الاخير المستوحى من سرديات وتراث الابداع الرافديني القديم، استمراراً لمنجزه الابداعي الدؤوب في بحثه عن روح وجذور الفن العراقي والسومري بالخصوص. فبعد تجربته السابقة في معرضه السابق (ترانيم سومرية) والذي اقيم بلندن ايضا في العام الماضي ومساهماته ومشاركاته في المعارض الجماعية، قدم لنا اعمالا أبداعية مستوحاة من تلك الاجواء تحمل روح المعاصرة والمغامرة الفنية".
ويمضي الذهبي الى استقراء العناصر الجمالية التي تعكس استلهام الفنان للاجواء السومرية القديمة عبر تحليله لهذه العناصر:
"حاول الفنان الخروج من أطار اللوحة التقليدية الى أطر النحت والمعمار التشكيلي كي يجسم مفهوم العمل الفني ويضيف اليه بعدا اعمق للاستيعاب، فاستعار من التاريخ السومري بعده الايحائي، ومن المعاصرة والتجديد أطارا لفعله الابداعي، مستخدما كل الممكنات الابداعية من تجسيم البناء التشكيلي مرورا بدور اللون وتأثيره في خلق الرؤية، فنراه يستعين بالموروث اللوني لاشتقاقات وتدرجات الازرق واللازوردي بشكل طقسي، فهو يأتي بكل ما يتخيله من موارد الواقع من مواد واصباغ ومعاجين، بل يهرع لاستخدام الرصاص المذاب وحتى الاحجار الملونه، لبناء عمل يستفز الذاكرة ويعود بها الى افق ذلك الماضي الغني بمدلولاته، والذي يريد بالرجوع اليه أنارة ابداعه".
ويختتم الناقد قراءته لاعمال الفنان امين شاتي بفقرة تعكس تصوره عن الرؤية الكامنة وراء هذه الاعمال:
"انه يبني قيثارته السومرية بطريقة اخرى تبتعد عن المألوف في رؤية التاريخ الذي نعرفه، ويحملها بعدا اخر هو بعد المعاصرة كي تعبر عن ما يرمز اليه ويمتع العين بانغامها، فهو لا يريد ان يعيد رسم الواقع الغابر كما هو بل يوقظ حلم الماضي الموروث لانارة افق المستقبل في عيون المتلقي وليخلق في روحه مجموعة من الاسئلة وهذا ما يحسب له ابداعيا، وعبر خاصية الانتقال من الأشارات المحددة الدلالات الى الرموز المنفتحة المتعددة المدلولات. وبذلك إنتقل فكريا وبصريا من التعامل مع المادي الملموس الى صورتهِ الذهنية، ومن الإستخدام المجرد للاشياء الى الإستخدام الرمزي وتوسيع مدلول تلك الرموز."