بصرف النظر عن البلبلة وتضارب الأنباء بشأن عدد الرهائن الذين قُتلوا خلال العملية التي نفذها الجيش الجزائري ضد خاطفيهم في مجمع عين ميناس جنوب شرقي الجزائر، فان ما اصبح واضحا خلال الأيام الماضية هو الحقيقة الماثلة في ان تغيرا حدث في توجه المسلحين الاسلاميين في الصحراء الكبرى. وان جماعات مسلحة كانت في السابق ذات طابع محلي يقتصر نشاطها على نطاق بلدها أخذت الآن تضم قواها في حملة جهادية عالمية، واجندتها لتطبيق الشريعة كما تفهمها تتخطى الآن الحدود القومية.
ودفع هذا التوجه المتغير للحركات الجهادية المسلحة بعض المعلقين الفرنسيين الى الحديث عن امكانية تحول مالي الى مستنقع للقوات الفرنسية التي أُرسلت الاسبوع الماضي لوقف زحف المسلحين الاسلاميين جنوبا نحو العاصمة باماكو.
كما تضغط فرنسا على الدول الأفريقية الخمس عشرة الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "ايكواس" للاسراع بإرسال قوات الى مالي قبل ايلول القادم الذي كان في الأصل الموعد المحدد لنشر قوة افريقية.
وفي بروكسل قال دبلوماسيون ان حكومات الاتحاد الاوروبي وافقت على المضي قدما بارسال مئات الخبراء لتدريب القوات المالية.
في هذه الأثناء كان احتجاز مئات الرهائن في مجمع الغاز الجزائري اعلانا بأن جماعة "الموقعون بالدم" التي يتزعمها مختار بلمختار قررت تدويل برنامجها الجهادي. وقال بلمختار المعروف بلقب "الأعور" ان الهجوم على مجمع عين ميناس لاستخراج الغاز واحتجاز الرهائن كان ردا على التدخل العسكري الفرنسي وموافقة الجزائر على السماح للطائرات الحربية الفرنسية بالمرور عبر اجوائها الى مالي.
ويؤكد الهجوم ان الحرب الأهلية في مالي فاضت عبر الحدود الى دول مجاورة.
وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يسعى حتى عام 2012 الى التخلص من جذوره الجزائرية. وهو يعمل الآن بنشاط على دعم جماعات اسلامية متطرفة في مالي مثل انصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا.
وقال دومنيك توماس الخبير بالحركات الجهادية لاذاعة فرانس انفو ان احتجاز الرهائن جزء من توجّه تتبناه الجماعات الاسلامية في المنطقة لتدويل الجهاد:
"اليوم ليس لدى الحركات الجهادية مثل تنظيم القاعدة وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا أجندة محلية ، ربما باستثناء انصار الدين. فان أجندتها أجندة أممية والهدف هو تدويل الأزمة وبناء جبهة عالمية للجهاد في المنطقة. ويكون ذلك بعمليات جريئة لا بد ان تؤثر في دول الجوار".
ولاحظ ميشيل دوتي خبير الادارة السياسية في "مبادرة المجتمع المفتوح لغرب افريقيا" ان تحالف الجماعات الاسلامية في المنطقة يعكس توجهها العابر للحدود:
"الفرق بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وجماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا مثل الفرق بين كوكا كولا وبيبسي كولا لأنهما عملة واحدة ذاتُ وجهين. ومَنْ يستطيع ان يجد اختلافا بينهما حين تدعو الجماعتان الى فرض الشريعة؟ هل تتعلق المسألة باختلاف لون البَشَرة فحسب؟ لأن بامكان المرء ان يرى ان عناصر حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا ينتمون في الغالب الى بلدان غرب افريقية وخاصة نيجيريا وبنين وتوغو".
وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي خرج من معطف الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية. وحين أُعلن عن تأسيس الجماعة في عام 1998 كان برنامجها السياسي يركز على اسقاط نظام الحكم في الجزائر واقامة دولة اسلامية. وسرعان ما اصبحت الجماعة أخطر التنظيمات الارهابية وأكبرها في الجزائر.
وكان بلمختار من اكبر قادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال والمسؤول العسكري للجماعية في جنوب الجزائر. ويُعتقد ان بلمختار وهو جندي سابق في الجيش الجزائري يبلغ من العمر 40 عاما فقد عينه اليمنى عام 1991 في افغانستان حيث يقول انه تدرب على الجهاد وتمرَّس في القتال.
وبعد انبثاق تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي من الجماعة السلفية انشق بلمختار لتشكيل جماعة باسم "الموقعون بالدم". ولكنه حافظ على علاقته بقيادة تنظيم القاعدة الذي يتزعمه ايمن الظواهري.
ونُقل عن بلمختار قوله في اواخر عام 2011 ان قواته رُفدت بوصول ضباط وجنود انشقوا عن جيش القذافي وهربوا من ليبيا عبر الحدود. وان هؤلاء العسكريين المنشقين انضموا الى جماعة بلمختار بما لديهم من اسلحة ثقيلة وآليات عسكرية.
كتب هذا التقرير رونالد سينوفيتز لغرفة الأخبار المركزية في إذاعة أوروبا الحرة، وترجمه الى العربية فارس عمر.
ودفع هذا التوجه المتغير للحركات الجهادية المسلحة بعض المعلقين الفرنسيين الى الحديث عن امكانية تحول مالي الى مستنقع للقوات الفرنسية التي أُرسلت الاسبوع الماضي لوقف زحف المسلحين الاسلاميين جنوبا نحو العاصمة باماكو.
كما تضغط فرنسا على الدول الأفريقية الخمس عشرة الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "ايكواس" للاسراع بإرسال قوات الى مالي قبل ايلول القادم الذي كان في الأصل الموعد المحدد لنشر قوة افريقية.
وفي بروكسل قال دبلوماسيون ان حكومات الاتحاد الاوروبي وافقت على المضي قدما بارسال مئات الخبراء لتدريب القوات المالية.
في هذه الأثناء كان احتجاز مئات الرهائن في مجمع الغاز الجزائري اعلانا بأن جماعة "الموقعون بالدم" التي يتزعمها مختار بلمختار قررت تدويل برنامجها الجهادي. وقال بلمختار المعروف بلقب "الأعور" ان الهجوم على مجمع عين ميناس لاستخراج الغاز واحتجاز الرهائن كان ردا على التدخل العسكري الفرنسي وموافقة الجزائر على السماح للطائرات الحربية الفرنسية بالمرور عبر اجوائها الى مالي.
ويؤكد الهجوم ان الحرب الأهلية في مالي فاضت عبر الحدود الى دول مجاورة.
وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يسعى حتى عام 2012 الى التخلص من جذوره الجزائرية. وهو يعمل الآن بنشاط على دعم جماعات اسلامية متطرفة في مالي مثل انصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا.
وقال دومنيك توماس الخبير بالحركات الجهادية لاذاعة فرانس انفو ان احتجاز الرهائن جزء من توجّه تتبناه الجماعات الاسلامية في المنطقة لتدويل الجهاد:
"اليوم ليس لدى الحركات الجهادية مثل تنظيم القاعدة وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا أجندة محلية ، ربما باستثناء انصار الدين. فان أجندتها أجندة أممية والهدف هو تدويل الأزمة وبناء جبهة عالمية للجهاد في المنطقة. ويكون ذلك بعمليات جريئة لا بد ان تؤثر في دول الجوار".
ولاحظ ميشيل دوتي خبير الادارة السياسية في "مبادرة المجتمع المفتوح لغرب افريقيا" ان تحالف الجماعات الاسلامية في المنطقة يعكس توجهها العابر للحدود:
"الفرق بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وجماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا مثل الفرق بين كوكا كولا وبيبسي كولا لأنهما عملة واحدة ذاتُ وجهين. ومَنْ يستطيع ان يجد اختلافا بينهما حين تدعو الجماعتان الى فرض الشريعة؟ هل تتعلق المسألة باختلاف لون البَشَرة فحسب؟ لأن بامكان المرء ان يرى ان عناصر حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا ينتمون في الغالب الى بلدان غرب افريقية وخاصة نيجيريا وبنين وتوغو".
وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي خرج من معطف الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية. وحين أُعلن عن تأسيس الجماعة في عام 1998 كان برنامجها السياسي يركز على اسقاط نظام الحكم في الجزائر واقامة دولة اسلامية. وسرعان ما اصبحت الجماعة أخطر التنظيمات الارهابية وأكبرها في الجزائر.
وكان بلمختار من اكبر قادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال والمسؤول العسكري للجماعية في جنوب الجزائر. ويُعتقد ان بلمختار وهو جندي سابق في الجيش الجزائري يبلغ من العمر 40 عاما فقد عينه اليمنى عام 1991 في افغانستان حيث يقول انه تدرب على الجهاد وتمرَّس في القتال.
وبعد انبثاق تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي من الجماعة السلفية انشق بلمختار لتشكيل جماعة باسم "الموقعون بالدم". ولكنه حافظ على علاقته بقيادة تنظيم القاعدة الذي يتزعمه ايمن الظواهري.
ونُقل عن بلمختار قوله في اواخر عام 2011 ان قواته رُفدت بوصول ضباط وجنود انشقوا عن جيش القذافي وهربوا من ليبيا عبر الحدود. وان هؤلاء العسكريين المنشقين انضموا الى جماعة بلمختار بما لديهم من اسلحة ثقيلة وآليات عسكرية.
كتب هذا التقرير رونالد سينوفيتز لغرفة الأخبار المركزية في إذاعة أوروبا الحرة، وترجمه الى العربية فارس عمر.