شهدت القاهرة تحركات إقليمية مهمة، وأثار وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال زيارته إلى مصر، عاصفة من التساؤلات على الساحة السياسية، في الوقت الذي أعلن عن زيارة قريبة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد للقاهرة.
رغم أن سبب زيارة الصالحي المعلن هو الملف السوري فقد أثارت الزيارة التكهنات بعودة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بعد انقطاع منذ سنة 1980.
وقال رئيس مكتب الرعايا المصريين في طهران الأسبق السفير محمود فرج إن "الحكومة الحالية تريد استغلال العلاقات مع إيران على أنها كارت إرهاب يمكن أن تلعب به مع العرب، خاصة في ظل التوترات التي تمر بها الآن".
في المقابل، حذر مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير محمود زين من هدف صالحي بافتعال أزمة بين مصر والخليج، لا سيما في ظل التوتر الحالي مع الامارات، وقرب تهاوي النظام السوري.
فيما قلل أستاذ الدراسات الإيرانية أحمد لاشين من أهمية الزيارة، وقال إن التباين في وجهات النظر بين مصر وإيران حول سوريا سيظل عائقا لوجود علاقات سياسية ودبلوماسية بين البلدين، إضافة إلى أن الأزمة الداخلية التي تعيشها إيران لن تمكنها من دعم الاقتصاد المصري".
وأشار زين إلى أن إيران سبق أن أرسلت رسائل لمغازلة أخوان مصر واستدراجهم إلى حلف "الممانعة"، لكنهم اختاروا الوقوف بالصف المقابل، مع التحالف الإقليمي المرتبط بالولايات المتحدة وبإغراءات قطرية.
وكانت أزمة قد تفجرت مؤخرا بين مصر والإمارات بسبب قيام الأخيرة باعتقال عدد من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين، ثم تبعت ذلك باعتقال عدد من نساء الجماعة بتهمة قلب نظام الحكم وهو ما أثار ثائرة جماعة الإخوان المسلمين.
وقال عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد عماد الدين أن هناك مؤامرة من قبل جهات وأفراد بالإمارات تعمل وتدبر مؤامرات ضد الإخوان، مؤكدا أن جماعة الأخوان المسلمين سيكون لها إجراءات وردود على هذه المؤامرة لإسقاطها.
المثير أن القاهرة تشهد بالتزامن مع زيارة الوزير الإيراني انعقاد مؤتمر تحت عنوان "نصرة الشعب العربي الأحوازي" تنظمه هيئات وأحزاب إسلامية على رأسهم الأزهر الشريف، ويناقش المؤتمر مختلف جوانب قضية الشعب الأحوازي العربي الذي يرزخ تحت الاحتلال الإيراني منذ أكثر من 85 سنة منذ احتلال الإقليم على يد رضا شاه سنة 1925.
وزير الخارجية الايراني صالحي التقى خلال زيارته للقاهرة الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأخضر الإبراهيمي الممثل الأممي العربي المشترك إلى سوريا، ومحمد كامل عمرو وزير الخارجية كلا على حدة وفقا لسفير إيران في القاهرة مجتبي أماني.
وقال مصدر في الجامعة العربية إن "الإبراهيمي أطلع الوزير الإيراني خلال لقاء جرى بعيدا عن أنظار الإعلام على تفاصيل مبادرته لحل الأزمة السورية، والتي تضمنت تحقيق وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية من شخصيات مستقلة وقوية ولديها قبول من الطرفين، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية".
ويسعى الإبراهيمي للحصول على تأييد إيران للخطة باعتبارها الداعم الرئيسي لنظام الأسد، وهي أيضا تكاد تكون القوة الخارجية الوحيدة التي لديها علاقات مع الكتل الرئيسية داخل النظام لاسيما الأمنية والعسكرية.
كما بحث الوزير الإيراني مع العربي ومحمد كامل عمرو سبل تقريب وجهات النظر العربية والإيرانية إزاء الأزمة السورية.
تتواكب زيارة علي أكبر صالحي مع محادثات جرت في القاهرة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، والتي أسفرت عن توافق على المصالحة بين الجانبين، غير أنها لم تصل إلى "خط النهاية"، بحسب تعبير المستشار السياسي لرئيس حكومة غزة، يوسف رزقه.