تعودنا منذ الصغر عند الحديث عن الوطن أن نقرنه بالدفاع عنه، وحبه والتعلق به والموت في سبيله، وتبدو الكلمات للبعض أحيانا محض مفردات لا تنطوي على حقيقة معانيها وجدية مقاصدها.
ولكن عندما يتوجع الوطن، ويعاني من قسوة الأحداث وأهوال الحروب وأحزان الفقدان والخسارات يتجدد السؤال ذاته عن سر العلاقة الساحرة بين الإنسان وأرضه الأولى ووطنه الأم. وهل بالإمكان أن تتغير العلاقة بين المرء ووطنه؟ وهل أن حبل المودة والحب قابل للانقطاع بين الاثنين؟
وطني ليس حقيبة، وأنا لستُ مسافر
ربما لم يفلت كاتب او شاعر عراقي او عربي من الحديث والتغني بالوطن
يقول الشاعر ابن الرومي في حب الأوطان:
عمرت به شرخ الشباب منعما
بصحبة قوم أصبحوا في ظلالكا
فقد ألفتهُ النفسُ حتى كأنه
لها جسد، إن غاب غودر هالكا
وحبب أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم، ذكّرتهم
عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا
وهذا محمود درويش يتغنى بوطنه:
آه يا جرحي المكابر
وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافر
يبدو الأمر لدى البعض محضَ تغنٍ عاطفي، ومبالغة لغوية غالبا ما عُرف به العرب والعراقيون على وجه الخصوص، لكن الكثير من العراقيين في المهاجر تحول الوطن لديهم الى رمز للام والبيت والعائلة المفتقدة.
اعتقال: العراق يشفيني من السرطان
بعضهم يجد العافية والأمان والسعادة عندما يكون في زيارة بلدته الأولى في العراق. ومنهم الإعلامية ومقدمة برنامج "السينما والناس" في السبعينات اعتقال الطائي التي حاورناها حول سر تعافيها من مرض السرطان الذي تقاومه منذ عدة سنوات، بعد تكرارها زيارة العراق، ومدينتها الحلة خلال السنوات الاخيرة.
وما القوة التي يستعيدها المهاجر عند تلمسه أثار الذكريات وصور الحياة الأولى في البيت العتيق والازقة والجسور ويلتقي برفاق الزمن القديم.
اعتقال الطائي المتزوجة من رجل هنغاري تعيش مع ابنتها في بودابست منذ حوالي ثلاثين عاما، ترفض الاتهام بان بعض الزائرين لديارهم في العراق كمن يستعيد الفرجة على فلم قديم ارتبط بسني حياته الأولى، وذكريات صباه وشبابه.
الطائي تتفهم اعتراض العراقيين على من يتحدث برومانسية عن العراق في وقت يعانون هم من تبعات الأوضاع الأمنية والخدمية القاسية في العديد من النواحي الحياتية.
عندما سألنا اعتقال عن المشاهد والصور التي رسخت في ذاكرتها عن رحلته الأخيرة الى العراق، قالت تكاد أشعة الشمس المتكسرة على مياه شط الحلة تتوهج في عينها حتى الساعة.وتمنت اعتقال أن تعود الى حديقة النساء في الحلة لتزرع فسيلة فيها.
ولكن عندما يتوجع الوطن، ويعاني من قسوة الأحداث وأهوال الحروب وأحزان الفقدان والخسارات يتجدد السؤال ذاته عن سر العلاقة الساحرة بين الإنسان وأرضه الأولى ووطنه الأم. وهل بالإمكان أن تتغير العلاقة بين المرء ووطنه؟ وهل أن حبل المودة والحب قابل للانقطاع بين الاثنين؟
وطني ليس حقيبة، وأنا لستُ مسافر
ربما لم يفلت كاتب او شاعر عراقي او عربي من الحديث والتغني بالوطن
يقول الشاعر ابن الرومي في حب الأوطان:
عمرت به شرخ الشباب منعما
بصحبة قوم أصبحوا في ظلالكا
فقد ألفتهُ النفسُ حتى كأنه
لها جسد، إن غاب غودر هالكا
وحبب أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم، ذكّرتهم
عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا
وهذا محمود درويش يتغنى بوطنه:
آه يا جرحي المكابر
وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافر
يبدو الأمر لدى البعض محضَ تغنٍ عاطفي، ومبالغة لغوية غالبا ما عُرف به العرب والعراقيون على وجه الخصوص، لكن الكثير من العراقيين في المهاجر تحول الوطن لديهم الى رمز للام والبيت والعائلة المفتقدة.
اعتقال: العراق يشفيني من السرطان
بعضهم يجد العافية والأمان والسعادة عندما يكون في زيارة بلدته الأولى في العراق. ومنهم الإعلامية ومقدمة برنامج "السينما والناس" في السبعينات اعتقال الطائي التي حاورناها حول سر تعافيها من مرض السرطان الذي تقاومه منذ عدة سنوات، بعد تكرارها زيارة العراق، ومدينتها الحلة خلال السنوات الاخيرة.
وما القوة التي يستعيدها المهاجر عند تلمسه أثار الذكريات وصور الحياة الأولى في البيت العتيق والازقة والجسور ويلتقي برفاق الزمن القديم.
اعتقال الطائي المتزوجة من رجل هنغاري تعيش مع ابنتها في بودابست منذ حوالي ثلاثين عاما، ترفض الاتهام بان بعض الزائرين لديارهم في العراق كمن يستعيد الفرجة على فلم قديم ارتبط بسني حياته الأولى، وذكريات صباه وشبابه.
الطائي تتفهم اعتراض العراقيين على من يتحدث برومانسية عن العراق في وقت يعانون هم من تبعات الأوضاع الأمنية والخدمية القاسية في العديد من النواحي الحياتية.
عندما سألنا اعتقال عن المشاهد والصور التي رسخت في ذاكرتها عن رحلته الأخيرة الى العراق، قالت تكاد أشعة الشمس المتكسرة على مياه شط الحلة تتوهج في عينها حتى الساعة.وتمنت اعتقال أن تعود الى حديقة النساء في الحلة لتزرع فسيلة فيها.