"جمع الطوابع".. هواية تلفظ أنفاسها مع إنحسار البريد

مع انحسار العمل بالرسائل والطرود البريدية في السنوات الأخيرة بسبب تعدد وتطور وسائل الاتصال الالكترونية، إلا إن هناك أشخاصاً ما زالوا يتوجّهون إلى دوائر البريد للتعرف على آخر إصدارات الطوابع والتصاميم الجديدة لتنمية هوايتهم في جمع الطوابع التي كانت تجمع محبّي الطوابع في أماكن التجمعات والمقاهي لتبادل أقدم الأنواع وأندر التصاميم.

ويقول الدكتور المهندس المتقاعد ميثم محمد الذي يناهز عمره 65 عاما، انه يمتلك أكثر من 100 ألبوم كبير للطوابع النادرة والقديمة من العراق ومن بلدان أخرى، مضيفاً:
"أجمع الطوابع منذ عام 1958، وكانت هذه هوايتي المفضلة منذ الطفولة، وأسسنا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي تجمعات لمحبي الطوابع، وكانت أكثر الطوابع قرباً إلى نفوسنا التي تحمل صور الملك، والان أنا مازلت أتردد على دائرة البريد للتعرف على أخر الإصدارات، واقوم بمراسلة روابط عالمية في جميع إنحاء العالم، ولدينا علاقات واسعة بهذا الإطار، لان الطابع رمز من الرموز الفنية والتاريخية، ويعطي صورة لإعلام البلاد ومدى تحضرها وذوق شعبها".

وتوجد شعبة متخصصة بإصدار الطوابع والاهتمام بجمعها والعناية بها، في دائرة البريد والتوفير التابعة لوزارة الاتصالات الكائنة في منطقة الصالحية.
ويقول مدير الشعبة واثق محمد غالب إن حجم إصدار الطابع انخفض بشكل كبير من مليون طابع شهرياً إلى قرابة 50 إلف شهرياً، بسبب انخفاض نسب التداول عبر البريد الورقي أو الطرود البريدية، ويشير الى ان الطوابع من فئات متعددة حسب حجم الطرود، تصل إلى طابع فئة 50 ألف دينار لإحجام الطرود الكبيرة جداً، مضيفاً:
" هناك مسابقات تجرى بشكل سنوي أو نصف سنوي لاختيار التصاميم الجميلة والمعبرة عن تاريخ العراق، ويتقدم عدد من الفنانين التشكيلين لعرض تصاميمهم، وهناك جوائز مالية للفائزين، كما إن هناك معارض في بغداد وكردستان لعرض أخر الأعمال بمشاركة ممثلي الوزارات ومنظمات فنية وثقافية، ويساهم فيها محبو جمع الطوابع الذين لديهم رابطة تأسست من خمسينات القرن الماضي".

واضاف غالب ان مديرية البريد تولي اهتماماً خاصاً للطوابع وهواة جمعها، وخصصت مقراً ثابتاً للرابطة في مركز بريد القشلة الذي تجرى فيه مزادات شهرية لبيع وتداول الطوابع مع وجود تنسيق عال المستوى من دول العالم ومع روابط دولية لجمع الطوابع.

وبيّن مدير شعبة الطوابع إن آخر تصاميم الطوابع التي أصدرت مؤخرا تم اختيارها وفق مواصفات إبداعية ووطنية وتاريخية من خلال لجنة خبراء في دائرة البريد مع التأكيد على اختيار صور المشاهير من المفكرين والرياضيين والأدباء والعلماء من مختلف الفترات التاريخية كنوع من الاحتفاء برموز العراق وتثبيت هوية البلد الوطنية.