روابط للدخول

خبر عاجل

القمتان الخليجية والعراقية-الأردنية تبحثان أزمة سوريا


متظاهرون ضد الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة إدلب يرفعون لافتة تقول: "عيد ميلاد سعيد قداسة البابا من سوريا حيث قتل الأسد بابا نوئيل".
متظاهرون ضد الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة إدلب يرفعون لافتة تقول: "عيد ميلاد سعيد قداسة البابا من سوريا حيث قتل الأسد بابا نوئيل".
تَستأثـرُ الأزمةُ السوريّـةُ باهتمامٍ عالمي وإقليمي مع استمرارها بشكلٍ دموي لأكثر من عشرين شهراً دون أن تَـلوحَ بوادرُ حلٍ في الأيام الأخيرة من عام 2012. وفي أحدث مطالبةٍ من دول المنطقة لإنهاء العنف، دعا المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء المجتمع الدولي إلى "التحرّك الجاد والسريع لوقف المجازر والانتهاكات الصارخة في سوريا."

جاءت هذه المناشدة في ختام أعمال القمة الخليجية الثالثة والثلاثين في المنامة والتي عـبّرَ زعماء ست دول في المنطقة، هي الكويت والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر وعُمان، عـبّروا خلالها عن الألم الشديد "لاستمرار تدهور الأوضاع والمعاناة الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب السوري واستمرار النظام في سفك الدماء البريئة وتدمير المدن والبنى التحتية الأمر الذي يجعل من عملية الانتقال السياسي للسلطة أكثر حتمية ومطلباً يجب الإسراع في تحقيقه" بحسب تعبير البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي.
ودعا المجلس المجتمع الدولي "دولاً ومنظمات" إلى تقديم جميع أشكال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب السوري لمواجهة الظروف الحياتية القاسية مؤكداً في هذا الإطار أهمية (المؤتمر الدولي الأول للدول المانحة) الذي سيُعقد في دولة الكويت نهاية كانون الثاني المقبل بالمشاركة مع الأمم المتحدة.

أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح
أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح
أميرُ دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أعلن الاثنين عن استضافة هذا المؤتمر خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية قائلاً إنه سينعقد استجابةً لدعوة وجّهها الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون. وبذلك كان يشير إلى دعوة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى جمع 1.5 مليار دولار للمساعدة في إنقاذ حياة ملايين السوريين الذين يتعرضون لوضع إنساني وُصفَ بأنه "بالغ التدهور". وتطلب المنظمة الدولية هذا التمويل لمساعدة أربعة ملايين شخص داخل سوريا ونحو مليون لاجئ سوري في خمس دول حتى تموز المقبل.

البيانُ الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي أكد دعمه لمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي "شريطة أن تكون مرتبطة بتحقيق التوافق في مجلس الأمن وخاصة الدول دائمة العضوية وفق صلاحيات ومسؤوليات المجلس في الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي."
وفيما يتعلق بالعراق، أكد البيان ضرورة استكمال الجانب العراقي "تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولية ذات الصلة" وحضّ في هذا الإطار "الأمم المتحدة والهيئات الأخرى ذات العلاقة على الاستمرار في جهودها القيّمة لإنهاء تلك الالتزامات." كما أكد "مجدداً مواقفه الثابتة تجاه العراق والمتمثلة في احترام سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وسلامته الإقليمية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية" بالإضافة إلى تأكيده "أهمية أن تبذل جميع الأطراف في العراق الجهود لتحقيق مصالحة سياسية دائمة وشاملة تلبي طموحات الشعب العراقي لتحقيق الأمن الاستقرار والحفاظ على هويته العربية والإسلامية"، بحسب تعبير المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي.

قمة عراقية أردنية
قمة عراقية أردنية
يُشار إلى أن الأزمة السورية وتداعياتها كانت من محاور المحادثات التي أُجريَت خلال استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عمّان الاثنين. وأشار بيان رسمي في هذا الخصوص إلى "تطابق وجهات النظر حول اعتماد الحلول السلمية ودعم الاعتدال، كما جرى الاتفاق على ضرورة التواصل بين البلدين في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة"، بحسب تعبير البيان المنشور على موقع المالكي.
صاروخ غير منفجر شرق دمشق
صاروخ غير منفجر شرق دمشق
وقبل بضعِ ساعات من لقاء القمة الأردني-العراقي في عمان، تحدث الإبراهيمي للصحافيين في دمشق الاثنين عن اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً إنه تَـبادلَ معه وجهات النظر "وكلّـمتُه على ما رأيته في الخارج أي المقابلات التي أجريتها في مدن مختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارج المنطقة وعلى الخطوات التي أرى أيضاً أنها يمكن أن تتخذ لمساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الأزمة." وأضاف الإبراهيمي أن "الوضع في سوريا لا يزال يدعو للقلق ونأمل أن تتجه الأطراف كلها نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع إليه"، بحسب تعبيره.

وفي تعليقه على تأكيد اللقاء العراقي-الأردني أهمية "اعتماد الحلول السلمية" للأزمة السورية، قال المحلل السياسي العراقي حسين العادلي لإذاعة العراق الحر إن "الأردن والعراق وحتى لبنان معنية بشكل مباشر بإيجاد حلول أقل تكلفة إذا صحّ التعبير، سياسية واقتصادية ومجتمعية، فيما يتعلق بالملف السوري ذلك أن الخوف الحقيقي هو من تأثير التداعي السوري غير المنضبط على التركيبة السياسية والمجتمعية لدول الجوار"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب العادلي أيضاً عن سؤال آخر يتعلق بالفقرة الواردة في البيان الختامي للقمة الخليجية التي دعت المجتمع الدولي "إلى التحرّك الجاد والسريع لوقف المجازر في سوريا." وفي هذا الصدد، أعرب عن اعتقاده بأن "الحديث عن سوريا أصبح حديثاً عن أزمة إقليمية ودولية إذ أن هذا الأزمة قد دُوّلَـت منذ أمَد ولم تعد شأناً داخلياً وطنياً بقدر ما هي قضية إقليمية ودولية بالنظر كما هو معروف إلى موقفيْ روسيا والصين دولياً، وإقليمياً موقف إيران وحلفائها من جهة في مقابل موقف قطر والسعودية وحلفائهما من جهة أخرى ما يجعل القضية شرق أوسطية بامتياز"، على حد تعبيره.

من جهته، وصف الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي الدكتور فهد المكراد الوضع في سوريا بأنه "مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى". وقال لإذاعة العراق الحر إنه لهذا السبب لم يكن من الواقعي "أن تنعقد قمة مجلس التعاون الخليجي دون أن تتعرض للموضوع السوري الذي هو الأهم حالياً في الساحتين العربية والإسلامية لا سيما وأنه يشكّل خطورة على دول الجوار التي تعاني هي بحد ذاتها من أوضاع غير مستقرة كلبنان والعراق إضافةً إلى الوضع الحالي في مصر وتونس.....". وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب المكراد عن سؤال آخر يتعلق بأهمية تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لضحايا الصراع في سوريا والتي سينعقد من أجلها المؤتمر الدولي الأول للمانحين في الكويت
نهاية الشهر المقبل.

وللوقوف على تطورات موقف روسيا من الأزمة السورية والذي تشير تقارير إعلامية وتصريحات صدرَت أخيراً عن الكرملين إلى تغـيّرٍ محتمل في تحالفها مع دمشق بعد أن أدى استخدامها مع الصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات متتالية إلى عرقلة صدور قرار دولي ملزم عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أجريتُ مقابلة مع مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو الدكتورة ييلينا سوبونينا التي قالت لإذاعة العراق الحر الثلاثاء إن "روسيا تدعم مهمة الأخضر الإبراهيمي ليس فقط لأنها تستهدف التوصل للحل السياسي في سوريا ولكن الأهم من وجهة نظر موسكو بالنسبة للشرق الأوسط هو ما قاله وزير الخارجية الروسي لافروف بأنه لا يستبعد تطبيق السيناريو العراقي في سوريا وبذلك كان يقصد الأزمة العراقية في عاميْ 2006 و 2007 حينما كان العراق على وشك حرب أهلية ذات صبغة طائفية. والآن نفس الخطورة موجودة في سوريا فضلاً عن أن الأزمة السورية لها تأثيرها السلبي على دول الجوار مثل لبنان والعراق. ولذلك تخشى روسيا من انتشار عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وهي تحاول الآن أن تنسّق مع الأمم المتحدة ومع أميركا لإيجاد الحل السياسي في سوريا"، بحسب تعبيرها.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجابت سوبونينا عن سؤال آخر عن مدى دقة ما تضمّـنَتهُ تقارير إعلامية خلال الأيام القليلة الماضية في شأن ما وُصف باتفاق أميركي روسي غير مُـعلَـن لحل الأزمة السورية.

please wait

No media source currently available

0:00 0:16:12 0:00
رابط مباشر
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG