تتطرق حلقة الأسبوع الحالي من برنامج "حقوق الانسان في العراق" الى قضية العنف الموجّه ضد المرأة وكيفية مناهضته والحد منه.
- أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف في بلادهم إلى العراق تجاوز 63 ألفاً، لجأ معظمهم إلى إقليم كردستان العراق. وبحسب تقرير المفوضية فإن معبر القائم الحدودي في محافظة الأنبار لا يزال مغلقاً ويسمح بالدخول عبره فقط للحالات الطارئة، فيما بقي منفذا الوليد وربيعة مفتوحين أمام اللاجئين.
- دعا وكيل وزارة حقوق الانسان رئيس لجنة ازالة الاثار السلبية الناتجة عن القرارات الجائرة للنظام البائد ضد الكرد الفيليين حسين الزهيري الجهات المعنية الى تنفيذ التوصيات والنتائج التي توصلت لها اللجنة والتي من شأنها انصاف هذه الشريحة المظلومة واعادة جميع حقوقهم وممتلكاتهم المسلوبة ورفع الحيف عنهم. واكد الزهيري ان العالم لم يطلع حتى الان بشكل كامل على الجرائم التي ارتكبها النظام الدكتاتوري البائد التي تجاوزت جميع القوانين والمعاهدات والاعراف الدولية. وقال ان من اهم التوصيات التي توصلت اليها اللجنة هي تخليد ذكرى التهجير القسري واسقاط الجنسية العراقية وجرائم الابادة الجماعية التي ارتكبت يوم 4/4/1980 واعتبار هذا اليوم يوما وطنيا لضحايا الكرد الفيليين يحتفل به كل عام .. والتوجيه الى وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي بإدخال موضوع جريمة الابادة الجماعية للكرد الفيليين ضمن مواد المناهج الدراسية والتركيز عليها.
- أعلن محافظ الديوانية سالم علوان أن مؤسسات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة التابعة للمحافظة توفر فرصاً تعليمية وتدريبية لقرابة 14% من ذوي الاحتياجات في المحافظة فقط، باستثناء فئتي المصابين بالعوق الفيزيائي وشديدي العوق. وأكد علوان أن زيادة الميزانية التي تطالب بها المحافظة ستسمح بإنشاء معاهد توفر التدريب على المهن بما ينسجم مع إمكانات المعاق، ليصبح عضوا منتجا في المجتمع بدلاً من أن يكون عالة عليه.
ولو تبصرنا أعمق في الموضع سنرى ان العنف يمارس ضد المرأة في الريف والحضر وهو لا يصدر فقط عن الرجال غير المتعلمين بل ان هناك نسبة كبيرة ممن يحملون مستوى تعليم متوسط وعال يمارسون العنف ضد المراة خاصة داخل الاسرة.. وتتضاعف المشكلة لدى المراة العراقية المعنًّفة اذا ما كانت متعلمة اذ سيتسبب العنف ضدها باذى نفسي كبير.
تقول الشابة آية مهدي تعمل موظفة في العشرينات من عمرها ان الرجل يمارس ضغوطاً على المرأة وهي تضطر للانصياع له، مضيفةً انه كلما تقدمت المرأة خطوة في حياتها يحاول الرجل إرجاعها خطوات الى الوراء. ويقوم والد آية بتقييد حركتها في الدخول والخروج الى الحد غير المعتاد ولدرجة باتت تشعر بألم وشعور بالاضطهاد، لاسيما وانه يلوح باستخدام القوة اذا ما رفضت تنفيذ اوامره.
ويمارس الرجل في العائلة العراقية شتى صنوف القهر ضد المراة سواء كانت زوجته او اخته او ابنته، وهو لا يتورع عن ضربها اذا ما يجد انها تخالف رأيه او تناقشه في قراره. وتتحدث المواطنة منتهى الساعدي عن حالات لاحظتها في بيوت أقرباء لها، حيث نصّب الاخ نفسه آمراً على اخواته وزوجات اخوانه، أي بمعنى النساء داخل بيته، مستخدماً الضرب والكلام الخشن ضدهن ومنعهن من الخروج. وتقول منتهى ان احد اقربائها قام بضرب اخته بعنف لانها خرجت الى السوق. وتؤكد ان قريباً لها وضع كاميرا مراقبة داخل بيته ربطها مع كاميرا في محله ليراقب بدقة تحركات النساء داخل البيت. وترى منتهى ان الاخ يمارس العنف على اخواته اكثر من الاب، وتبرر ذلك انه قد يرى بعض الامور والسلوكيات الاجتماعية المشينة في المجتمع فيمارس اضطهاده لنساء اسرته ومنعهن من الخروج الا مع محرم.
من جهته، يقول الاكاديمي عادل سلمان ان المجتمع العراق يعد مجتمعاً ذكورياً تفسر كل الامور لصالح الرجل، حتى التفسيرات الدينية والايات القرأنية تم تحريف تفسيرها لتتطابق مع مصلحة الرجل، في حين ان الدين الاسلامي أكرم المرأة.
التوعية بقيمة المرأة في المجتمع من مسؤولية الجميع الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وايضا مسؤولية النخب المثقفة.. ويرى الاكاديمي سلمان انه قبل الشروع باي مبادرة للتوعية على الدولة ان تمنح المراة حقوقها اولا وتعترف بكفاءتها وقدراتها.
استخدام العنف ضد المراة يشكل سلوكاً شاذا للذين يلجؤون اليه كحل لمشاكلهم ..وهذا النوع من العنف ابتلت به كل المجتعات حتى الغربية، ولو بنسبة اقل مما في مجتمعاتنا، وهذا ما دفع بالامم المتحدة بان تتبنى يوما عالميا لمناهضة العنف ضد المراة تشجع فيه الحكومات والمؤسسات غير الحكومية للعمل لحماية المراة من العنف وايجاد وسائل تحد منه.
وقد أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مارتن كوبلر، عن دعمه القوي للحملة المستمرة التي أطلقتها الأمم المتحدة لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي والتي تستمر 16 يوما بدأت في الخامس من الشهر الحالي، كما دعا إلى بذل المزيد من الجهود لحماية المرأة العراقية من انتهاكات حقوق الانسان وإشراكها في الحياة العامة. واكد كوبلر ان حكومة العراق التزمت بتحسين وضع المرأة في البلاد غير انه اعرب عن امله بان يترجم هذا الالتزام إلى أفعال ملموسة لاحداث تأثير في حياة جميع النساء العراقيات.
وفي هذا الصدد بينت استاذة الاعلام بكلية الاعلام بجامعة بغداد الدكتورة سهام الشجيري ان هناك العديد من الحلول تحد من العنف ضد النساء اهمها التشريعات القانونية فضلا على التنسيق بين الاعلام ومنظمات المجتمع المدني لمكافحة الظاهرة.
وبالنسبة لمنظمات المجتمع المدني فهناك العديد منها تبنى مشروعا حقيقيا لمناهضة العنف ضد النساء، وتؤكد نائبة رئيسة رابطة المراة العراقية نقية اسكندر ان منظمتهم تستقبل حالات النساء المعنفات وأغلبهن يمتنعن عن ذكر اسمائهن خوفا من الزوج او الاب او الاخ الذي استخدم العنف، كما ان القانون والمجتمع يعطيه الحق، لذلك تتخوف النساء المعنفات تقديم شكوى او القيام بزيارات الى منظمات المجتمع المدني لشرح ما تعرضن له.
وترى اسكندر ان الحلول الناجعة للحد من ظاهرة العنف ضد النساء هو تطبيق الديمقراطية بشكلها الصحيح وتوحيد جهود منظمات المجتمع المدني في هذا الاطار. كما دعت الى ضرورة تجريم الرجل الذي يمارس العنف ضد المرأة وان يكون هناك تساوي بالتجريم بين النساء والرجال.
أخبار
- حذر مسؤول الإعلام في دائرة بيئة محافظة واسط علي فخري من إمكانية انهيار 56 مدرسة تعمل بنظام الدوام المزدوج، مؤكدا ان مديرية دفاع مدني واسط أبلغتهم بوجود هذا العدد من المدرس الآيلة للسقوط التي لا تصلح للدراسة فيها موزعة في عموم المحافظة، مبيناً أن المدارس موزعة بين رياض الأطفال والابتدائية والثانوية وتعمل بنظام الدوام المزدوج في اقضية الحي والصويرة والعزيزية وبدرة، فضلاً عن نواحي جصان والزبيدية وشيخ سعد والدجيلي ومركز مدينة الكوت.- أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف في بلادهم إلى العراق تجاوز 63 ألفاً، لجأ معظمهم إلى إقليم كردستان العراق. وبحسب تقرير المفوضية فإن معبر القائم الحدودي في محافظة الأنبار لا يزال مغلقاً ويسمح بالدخول عبره فقط للحالات الطارئة، فيما بقي منفذا الوليد وربيعة مفتوحين أمام اللاجئين.
- دعا وكيل وزارة حقوق الانسان رئيس لجنة ازالة الاثار السلبية الناتجة عن القرارات الجائرة للنظام البائد ضد الكرد الفيليين حسين الزهيري الجهات المعنية الى تنفيذ التوصيات والنتائج التي توصلت لها اللجنة والتي من شأنها انصاف هذه الشريحة المظلومة واعادة جميع حقوقهم وممتلكاتهم المسلوبة ورفع الحيف عنهم. واكد الزهيري ان العالم لم يطلع حتى الان بشكل كامل على الجرائم التي ارتكبها النظام الدكتاتوري البائد التي تجاوزت جميع القوانين والمعاهدات والاعراف الدولية. وقال ان من اهم التوصيات التي توصلت اليها اللجنة هي تخليد ذكرى التهجير القسري واسقاط الجنسية العراقية وجرائم الابادة الجماعية التي ارتكبت يوم 4/4/1980 واعتبار هذا اليوم يوما وطنيا لضحايا الكرد الفيليين يحتفل به كل عام .. والتوجيه الى وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي بإدخال موضوع جريمة الابادة الجماعية للكرد الفيليين ضمن مواد المناهج الدراسية والتركيز عليها.
- أعلن محافظ الديوانية سالم علوان أن مؤسسات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة التابعة للمحافظة توفر فرصاً تعليمية وتدريبية لقرابة 14% من ذوي الاحتياجات في المحافظة فقط، باستثناء فئتي المصابين بالعوق الفيزيائي وشديدي العوق. وأكد علوان أن زيادة الميزانية التي تطالب بها المحافظة ستسمح بإنشاء معاهد توفر التدريب على المهن بما ينسجم مع إمكانات المعاق، ليصبح عضوا منتجا في المجتمع بدلاً من أن يكون عالة عليه.
حقوق في قضية
يأخذ العنف الموجه ضد المرأة اشكالا متعددة، ومهما تعددت اساليب مكافحته تبقى التوعية بخطورته عبر وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني تمثل الحل الانجع للحد منه. وفي المجتمعات الشرقية عموماً والعراق خصوصا، فان اكثر اشكال العنف ضد المراة تاتي من الرجل.. الأب والاخ والزوج وحتى الابن، فضلاً على العنف الذي قد تتعرض له المرأة في الشارع وفي العمل، سواء استخدام العنف الجسدي وهو الاكثر انتشاراً او اللفظي.ولو تبصرنا أعمق في الموضع سنرى ان العنف يمارس ضد المرأة في الريف والحضر وهو لا يصدر فقط عن الرجال غير المتعلمين بل ان هناك نسبة كبيرة ممن يحملون مستوى تعليم متوسط وعال يمارسون العنف ضد المراة خاصة داخل الاسرة.. وتتضاعف المشكلة لدى المراة العراقية المعنًّفة اذا ما كانت متعلمة اذ سيتسبب العنف ضدها باذى نفسي كبير.
تقول الشابة آية مهدي تعمل موظفة في العشرينات من عمرها ان الرجل يمارس ضغوطاً على المرأة وهي تضطر للانصياع له، مضيفةً انه كلما تقدمت المرأة خطوة في حياتها يحاول الرجل إرجاعها خطوات الى الوراء. ويقوم والد آية بتقييد حركتها في الدخول والخروج الى الحد غير المعتاد ولدرجة باتت تشعر بألم وشعور بالاضطهاد، لاسيما وانه يلوح باستخدام القوة اذا ما رفضت تنفيذ اوامره.
ويمارس الرجل في العائلة العراقية شتى صنوف القهر ضد المراة سواء كانت زوجته او اخته او ابنته، وهو لا يتورع عن ضربها اذا ما يجد انها تخالف رأيه او تناقشه في قراره. وتتحدث المواطنة منتهى الساعدي عن حالات لاحظتها في بيوت أقرباء لها، حيث نصّب الاخ نفسه آمراً على اخواته وزوجات اخوانه، أي بمعنى النساء داخل بيته، مستخدماً الضرب والكلام الخشن ضدهن ومنعهن من الخروج. وتقول منتهى ان احد اقربائها قام بضرب اخته بعنف لانها خرجت الى السوق. وتؤكد ان قريباً لها وضع كاميرا مراقبة داخل بيته ربطها مع كاميرا في محله ليراقب بدقة تحركات النساء داخل البيت. وترى منتهى ان الاخ يمارس العنف على اخواته اكثر من الاب، وتبرر ذلك انه قد يرى بعض الامور والسلوكيات الاجتماعية المشينة في المجتمع فيمارس اضطهاده لنساء اسرته ومنعهن من الخروج الا مع محرم.
من جهته، يقول الاكاديمي عادل سلمان ان المجتمع العراق يعد مجتمعاً ذكورياً تفسر كل الامور لصالح الرجل، حتى التفسيرات الدينية والايات القرأنية تم تحريف تفسيرها لتتطابق مع مصلحة الرجل، في حين ان الدين الاسلامي أكرم المرأة.
التوعية بقيمة المرأة في المجتمع من مسؤولية الجميع الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وايضا مسؤولية النخب المثقفة.. ويرى الاكاديمي سلمان انه قبل الشروع باي مبادرة للتوعية على الدولة ان تمنح المراة حقوقها اولا وتعترف بكفاءتها وقدراتها.
استخدام العنف ضد المراة يشكل سلوكاً شاذا للذين يلجؤون اليه كحل لمشاكلهم ..وهذا النوع من العنف ابتلت به كل المجتعات حتى الغربية، ولو بنسبة اقل مما في مجتمعاتنا، وهذا ما دفع بالامم المتحدة بان تتبنى يوما عالميا لمناهضة العنف ضد المراة تشجع فيه الحكومات والمؤسسات غير الحكومية للعمل لحماية المراة من العنف وايجاد وسائل تحد منه.
وقد أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مارتن كوبلر، عن دعمه القوي للحملة المستمرة التي أطلقتها الأمم المتحدة لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي والتي تستمر 16 يوما بدأت في الخامس من الشهر الحالي، كما دعا إلى بذل المزيد من الجهود لحماية المرأة العراقية من انتهاكات حقوق الانسان وإشراكها في الحياة العامة. واكد كوبلر ان حكومة العراق التزمت بتحسين وضع المرأة في البلاد غير انه اعرب عن امله بان يترجم هذا الالتزام إلى أفعال ملموسة لاحداث تأثير في حياة جميع النساء العراقيات.
وفي هذا الصدد بينت استاذة الاعلام بكلية الاعلام بجامعة بغداد الدكتورة سهام الشجيري ان هناك العديد من الحلول تحد من العنف ضد النساء اهمها التشريعات القانونية فضلا على التنسيق بين الاعلام ومنظمات المجتمع المدني لمكافحة الظاهرة.
وبالنسبة لمنظمات المجتمع المدني فهناك العديد منها تبنى مشروعا حقيقيا لمناهضة العنف ضد النساء، وتؤكد نائبة رئيسة رابطة المراة العراقية نقية اسكندر ان منظمتهم تستقبل حالات النساء المعنفات وأغلبهن يمتنعن عن ذكر اسمائهن خوفا من الزوج او الاب او الاخ الذي استخدم العنف، كما ان القانون والمجتمع يعطيه الحق، لذلك تتخوف النساء المعنفات تقديم شكوى او القيام بزيارات الى منظمات المجتمع المدني لشرح ما تعرضن له.
وترى اسكندر ان الحلول الناجعة للحد من ظاهرة العنف ضد النساء هو تطبيق الديمقراطية بشكلها الصحيح وتوحيد جهود منظمات المجتمع المدني في هذا الاطار. كما دعت الى ضرورة تجريم الرجل الذي يمارس العنف ضد المرأة وان يكون هناك تساوي بالتجريم بين النساء والرجال.