روابط للدخول

خبر عاجل

مساعٍ إيرانية للتنسيق مع العراق بشأن أزمة سوريا


آثار غارة جوية على منطقة حمورية شرق دمشق
آثار غارة جوية على منطقة حمورية شرق دمشق
تُـضيّـفُ بغداد الأربعاء جولةَ محادثاتٍ في إطارِ أحدث مساعٍ إقليمية تبذلها طهران لحل الأزمة السورية.
العراق أُضـيفَ إلى محطات الجولة التي يواصلها رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني على عواصم المنطقة وزارَ خلالها سوريا ولبنان وتركيا. وأُفيد بأنه سيلتقي بعد زيارة العتبات المقدسة مسؤولين عراقيين في بغداد يتقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي قبل محادثات يُـرجّـحُ عقدها في أربيل أيضاً مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني.

وكان لاريجاني أعلن في تصريحاتٍ نشرتها وسائل إعلام إيرانية قبل مغادرته طهران الجمعة أنه يزور دمشق لمحاولة إيجاد حل للمشكلة السورية، مضيفاً أنه يدعم الديمقراطية والإصلاح لكنه يعارض ما وصفه بأي "عمل متهور". فيما صرح الرئيس السوري بشار الأسد بعد اجتماعه مع لاريجاني بأنه يمضي في "حوار وطني" في الوقت الذي تحارب فيه قواته "الإرهاب" الذي ذكر أنه يهدد بتقويض أمن سوريا والاستقرار الإقليمي.

لاريجاني مع الأسد
لاريجاني مع الأسد
وفي مؤتمر صحفي عقده في بيروت لاحقاً، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني إن بلاده "تؤيد التغيير الديمقراطي في سوريا وليس التدخل الخارجي." وأضاف أن الآخرين يريدون فرض الديمقراطية في سوريا بقوة السلاح وإن هذا لن يؤدي إلا إلى الدمار"، بحسب تعبيره.
وفي عرضها للتصريحات، أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى ما أعلنه (المرصد السوري لحقوق الإنسان) المعارض، ومقره بريطانيا، بأن أكثر من 40 ألف شخص قتلوا خلال الصراع المتواصل منذ 20 شهراً.

مراقبون أشاروا إلى توقيت جولة لاريجاني التي استهلّها بعد اتفاق التهدئة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس إثر قصف متبادَل بين الطرفين تـردّدَ خلاله أن الجانب الفلسطيني استخدم صواريخ إيرانية الصنع. وفي مقالٍ نَشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية Wall Street Journal
الاثنين، قال الكاتب جيرالد سيب Gerald F. Seib إن إيران "برزت في كل عنصر من عناصر الأزمة" التي شهدتها المنطقة خلال أحداث غزة، مشيراً إلى تزويدها حماس صواريخ طويلة المدى ما جعل المواجهة مع إسرائيل تتخذ أبعاداً خطيرة جداً، على حد وصفه. واعتبر الكاتب أن هذه المواجهة أرضَت دون شك إيران التي رأت انشغال إسرائيل بأزمةٍ على حدودها الغربية ما حوّل انتباهها عن بواعث قلقها بشأن برنامج طهران النووي إلى الشرق. كما رجّح أن إيران أسعدتها أيضاً رؤية أحداث غزة وهي تصرف أنظار العالم عما يرتكبها حليفها السوري من أعمال عنف أسفرت عن مقتل المئات من خصومه المعارضين، بحسب رأيه.

وفي تحليل أولويات الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال ولايته الثانية على صعيد الشؤون الدولية، ذكرت الصحيفة أن مسألتين اثنتين تتصدّران هذه الأولويات هما إنهاء الحرب في أفغانستان وتحويل مسار السياسة الخارجية باتجاهٍ يكون أكثر تركيزاً على آسيا باعتبارها المنطقة التي تشكّل تحديات اقتصادية وأمنية في المستقبل. لكن كاتب المقال اعتبرَ أن إيران لديها القدرة على تعطيل الكثير من هذه الجهود، معرباً عن اعتقاده بأن طهران لن تتوانى في هذا السياق عن الاستمرار في تحالفاتها الفلسطينية المعهودة التي ستُرغم أوباما على استثمار الوقت والطاقة في محاولةٍ للحصول على تَـقدمٍ مـا على الجبهة الدبلوماسية المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، رَجّـحَ الكاتب أن الإيرانيين "سيواصلون أيضاً فعل كل ما هو ضروري للحفاظ على حليفهم العربي الوحيد" في دمشق.

وفي تحليله لجولة لاريجاني على عواصم إقليمية بينها بغداد في محاولةٍ لحل الأزمة السورية، قال الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده لإذاعة العراق الحر إن هذه المساعي لا تُجرى في إطار مبادرة رسمية، مضيفاً القول "إن الجولة تمّت بلا علم الرئيس الإيراني السيد أحمدي نجاد ووزير الخارجية، كما أن لاريجاني رفض أن يرافقه مساعد وزير الخارجية المكلف بالملف السوري الأمر الذي يشير إلى وجود دور جديد محدد من قبل المرشد سيقوم رئيس البرلمان بتأديته حتى موعد الانتخابات الرئاسية إذ ينوي لاريجاني الترشّح وهذه فرصة له لإظهار مؤهلاته وحنكته الدبلوماسية تمهيداً للترشيح"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب الخبير الإيراني نوري زاده من لندن على سؤالٍ بشأن تصوّرات طهران لحل الأزمة، قائلاً "ليست هناك مبادرة إيرانية جديدة بهذا المعنى المتعارف عليه، بل إن كل ما حصل هو أن لاريجاني عرض على الرئيس السوري إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا مبكراً، بمعنى آخر أن يعلن الأسد استعداده لإجراء انتخابات مبكرة وذلك من شأنه المساعدة في أخذ موافقة المعارضة بإعلان هدنة تستمر حتى إجراء الانتخابات." وفي ردّه على سؤال آخر بشأن أسباب إضافة العراق إلى جولة لاريجاني، أعرب نوري زاده عن اعتقاده بأن رئيس البرلمان الإيراني "سوف يحاول اختبار مدى استعداد الحكومة العراقية للتنسيق مع طهران في تثبيت هذا المقترح وهذا الرأي باعتباره مجالاً للخروج من الأزمة الراهنة"، بحسب تعبيره.

من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور سعدي كريم أن جولة لاريجاني تندرج في إطار مساعٍ دولية مماثلة تبذلها دول أخرى أيضاً لحل الأزمة السورية مع خشية طهران في الوقت ذاته من احتمال قيام مجموعة الدول الكبرى أو بعض منها "بترتيبٍ في مجلس الأمن الدولي لإيجاد مخرج للأزمة السورية التي طال أمدها في مقابل ما يُعرف عن موقف إيران الواضح والمتمثل بدعم نظام بشار الأسد في الوقت الذي يدعو أيضاً إلى حوار مباشر بين المعارضة والحكومة." وفي هذا الصدد، أشار كريم إلى احتضان طهران لمثل هذا الحوار في الأيام القليلة الماضية "ولكن المسعى جاء مبتوراً على اعتبار أن أغلب أطراف المعارضة السورية لم تشارك في الحوار"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات ذات صلة وأجاب عن أسئلة أخرى تتعلق بأسباب التحرّك الإيراني مباشرةً بعد صراع غزة وإضافة العراق إلى محطات جولة لاريجاني الإقليمية في المرحلة الأخيرة. وختمَ تحليله بالقول إن الزيارة "تأتي ضمن تحركات ومساعٍ دولية للخروج بحل معيّن للأزمة السورية سيما في ضوء التطورات الميدانية التي تظهر تراجعاً في الجانب الرسمي الحكومي مقابل ما يحرزه الثوار من تقدم مع استيلائهم على مطارات وسدود مياه وقرى ومناطق فضلاً عن قطعات عسكرية ما يبيّن للمعارضة إمكانية الحصول على السلاح دون دعم خارجي فيكون سلاح النظام بأيدي المعارضة وبذلك ربما يخلّ توازن القوى الداخلي. ومن هذا المنطلق تأتي التحركات الدبلوماسية في محاولة لإيجاد مخرج رسمي يجمع كل الأطراف على موقف معيّن ربما يحفظ ماء وجه الجميع"، بحسب رأيه.

please wait

No media source currently available

0:00 0:13:41 0:00
رابط مباشر
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG