تحولت واقعة كربلاء في بعدها الرمزي الى طاقة للإيحاء وبؤرة للاستدلال، وإذا كانت هذه الواقعة التراجيدية المتمثلة باستشهاد الامام الحسين وعدد من أصحابه وعياله، قد حدثت قبل أكثر من ثلاثة عشر قرنا، فهي استطاعت بما تختزنه من أحداث ومفارقات وشخوص ومواقف، أن تتجاوز راهنيتها في المكان والزمان وأن تتجدد في كل عصر، بحسب الكاتب والشاعر اللبناني شوقي بزيع.
"سفينة الحسين" اختصارٌ لملحمة إنسانية
ويرى بزيع أن واقعة كربلاء في بعض وجوهها تجسيد بالغ الكثافة لملحمة الوجود الأرضي، وبحث الإنسان عن جنته الموعودة ، مثلها مثل الصراع مع التنين كما فعل مار جرجس (أو الخضر وفق التسمية الإسلامية)، او مع الخنزير البري كما فعل أدونيس، او مع الفريسيين وسدنة الهيكل كما فعل السيد المسيح. و يربط بزيع بين مفردات الملحمة الحسينية، وتفاصيل ملاحم ومأثورات تاريخية وأسطورية تداولتها شعوب مختلفة بثقافات متعددة، وفي مراحل زمنية مختلفة.
ينبه بزيع الى دلالات مهمة في توظيف شخصيات مثل الامام الحسين كمعبر عن البطولة والمبدئية، والوجود الدرامي الفاعل للأنثى الممثلة في زينب اخت الحسين وابنته سكينة، وعرس القاسم الموحي الى ديمومة الحياة، ومقتل الرضيع عبد الله في مأساويته، فضلا عن اشارات ودلالات وراء شخصيات أخرى بحسب راي الشاعر بزيع، مثل الشيخ حبيب بن مظاهر والحر الرياحي المتردد بين مغاردة نصرانيته، والانضواء تحت راية الحسين. واشارات أخرى يوردها الكاتب اللبناني.
ويعتقد الشاعر بزيع بان "الحسين" موضوعٌ أنساني عام، لا ينحصر الإفراط بحبه والاستعادة موقفه من قبل شريحة واسعة من الشيعة اليوم، فان مسلمين سنة أيضا يحملون للإمام الحسين وموقفه التاريخي واستشهاده تقديرا كبيرا، وان اختلفت أساليب التعبير ومفرداتها.
قوة النموذج ودلالاته، أمام الاستغلال
ويخشى معنيون من توظيف بعض الشعائر العاشورية في ذكرى استشهاد الحسين لتجديد خلافات سياسية مضت عليها نحو أربعة عشر قرنا، في توظيف سياسي وتحريضي مرفوض من جميع العقلاء، وينتقد ضيف حوارات شوقي بزيع مثل تلكم الممارسات التي تتجاوز المناسبة وصاحبها، لإثارة خلافات لا تخفى دوافعه ونتائجها.
ورغم قدرة شخصية الحسين على اختزال البعد الاستشهادي للبطولة الفردية فإن باحثين يؤشرون توظيفا سياسيا وربحيا لبعض إشكال المراسم العاشورية، اذ يلفت ضيف حوارات الى مواقف عدد من المراجع الشيعية أمثال السيد محسن الأمين، وحسين فضل الله، في رفضهم ممارسات الإيذاء، مثل ضرب الظهور بالزناجيل، وتطبير الرؤوس بالسيوف والمِدى، لإراقة الدماء.
دم البشر أغلى من أن يكون قربانا
ويرى شوقي بزيع أن مثل تلك الممارسات تجاوز على فلسفة القربان التي أوحى الله بها نبيه إبراهيم، بافتداء ولده إسماعيل بكبش كبير كما تقول الآية القرآنية، في إشارة لاحترام دم البشر وحياتهم، وليس العكس حين يفرط بعض الغلاة في إراقة دمائهم بمناسبة عاشوراء، بما يسئ لجوهر تضحية الإمام الحسين وإنسانية أهدافه.
ومع الاعتراف بتجذر قضية الحسين وموقعة كربلاء التي أخذت بُعدا اسطوريا ملحميا، يتناول الحوار إمكانية إنضاج الاحتفال بـ"المناسبة"، ونقل صورة ايجابية ومشجعة لاستيعاب الدرس الأخلاقي والمبدئي لصاحبها، وتجريدها من المبالغات التي دخلت عليها مع تقادم السنين.
"سفينة الحسين" اختصارٌ لملحمة إنسانية
ويرى بزيع أن واقعة كربلاء في بعض وجوهها تجسيد بالغ الكثافة لملحمة الوجود الأرضي، وبحث الإنسان عن جنته الموعودة ، مثلها مثل الصراع مع التنين كما فعل مار جرجس (أو الخضر وفق التسمية الإسلامية)، او مع الخنزير البري كما فعل أدونيس، او مع الفريسيين وسدنة الهيكل كما فعل السيد المسيح. و يربط بزيع بين مفردات الملحمة الحسينية، وتفاصيل ملاحم ومأثورات تاريخية وأسطورية تداولتها شعوب مختلفة بثقافات متعددة، وفي مراحل زمنية مختلفة.
ينبه بزيع الى دلالات مهمة في توظيف شخصيات مثل الامام الحسين كمعبر عن البطولة والمبدئية، والوجود الدرامي الفاعل للأنثى الممثلة في زينب اخت الحسين وابنته سكينة، وعرس القاسم الموحي الى ديمومة الحياة، ومقتل الرضيع عبد الله في مأساويته، فضلا عن اشارات ودلالات وراء شخصيات أخرى بحسب راي الشاعر بزيع، مثل الشيخ حبيب بن مظاهر والحر الرياحي المتردد بين مغاردة نصرانيته، والانضواء تحت راية الحسين. واشارات أخرى يوردها الكاتب اللبناني.
ويعتقد الشاعر بزيع بان "الحسين" موضوعٌ أنساني عام، لا ينحصر الإفراط بحبه والاستعادة موقفه من قبل شريحة واسعة من الشيعة اليوم، فان مسلمين سنة أيضا يحملون للإمام الحسين وموقفه التاريخي واستشهاده تقديرا كبيرا، وان اختلفت أساليب التعبير ومفرداتها.
قوة النموذج ودلالاته، أمام الاستغلال
ويخشى معنيون من توظيف بعض الشعائر العاشورية في ذكرى استشهاد الحسين لتجديد خلافات سياسية مضت عليها نحو أربعة عشر قرنا، في توظيف سياسي وتحريضي مرفوض من جميع العقلاء، وينتقد ضيف حوارات شوقي بزيع مثل تلكم الممارسات التي تتجاوز المناسبة وصاحبها، لإثارة خلافات لا تخفى دوافعه ونتائجها.
ورغم قدرة شخصية الحسين على اختزال البعد الاستشهادي للبطولة الفردية فإن باحثين يؤشرون توظيفا سياسيا وربحيا لبعض إشكال المراسم العاشورية، اذ يلفت ضيف حوارات الى مواقف عدد من المراجع الشيعية أمثال السيد محسن الأمين، وحسين فضل الله، في رفضهم ممارسات الإيذاء، مثل ضرب الظهور بالزناجيل، وتطبير الرؤوس بالسيوف والمِدى، لإراقة الدماء.
دم البشر أغلى من أن يكون قربانا
ويرى شوقي بزيع أن مثل تلك الممارسات تجاوز على فلسفة القربان التي أوحى الله بها نبيه إبراهيم، بافتداء ولده إسماعيل بكبش كبير كما تقول الآية القرآنية، في إشارة لاحترام دم البشر وحياتهم، وليس العكس حين يفرط بعض الغلاة في إراقة دمائهم بمناسبة عاشوراء، بما يسئ لجوهر تضحية الإمام الحسين وإنسانية أهدافه.
ومع الاعتراف بتجذر قضية الحسين وموقعة كربلاء التي أخذت بُعدا اسطوريا ملحميا، يتناول الحوار إمكانية إنضاج الاحتفال بـ"المناسبة"، ونقل صورة ايجابية ومشجعة لاستيعاب الدرس الأخلاقي والمبدئي لصاحبها، وتجريدها من المبالغات التي دخلت عليها مع تقادم السنين.