فيما تتسارعُ جهودٌ إقليمية ودولية للحيلولة دون تـطوّر أحداث غزة إلى حربٍ جديدة يـَنشَـغلُ العراقيون بـمُتابعةِ تطوراتِ خلاف بغداد وأربيل على أملِ احتوائِه قبل أن يتحوّل إلى مواجهة ساخنة.
العراق الذي يرأس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية يشارك في الوفد الوزاري العربي الذي يزور غزة الثلاثاء لإبداء التضامن مع القطاع الذي تتفاقم معاناة سكانه الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي منذ الأربعاء الماضي. وأعلنت السلطات الصحية في غزة مقتل نحو 110 فلسطينيين أغلبهم من المدنيين وبينهم 27 طفلا. وقتل ثلاثة إسرائيليين الأسبوع الماضي عندما سقط صاروخ من غزة على منزلهم.
لكن عدم صدور بيان حكومي عن بغداد في شأن عنف غزة أثار استغراب مراقبين وصفوا رد الفعل الرسمي بأنه خجول وذلك في ضوءِ ما كان يُـتوقَع من دورٍ بارز تمارسه عاصمةٌ استضافت القمة العربية الأخيرة في إطار المساعي الدولية وعدم الاكتفاء بالمشاركةِ بوفدِ عدد من وزراء خارجية الدول العربية الذي يزور غزة مع وزير الخارجية التركي. هذا فيما قرر النواب العراقيون من جهتهم إرسال وفد برلماني إلى غزة خلال اليومين المقبلين وأُعلـِن أنه سينقل معه مساعدات إنسانية إلى سكان القطاع. وفي بيانٍ نُشر على الموقع الإلكتروني لمجلس النواب العراقي الاثنين، قالت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان إنها إذ تستغرب "الموقف الضعيف والمهادن من قبل بعض الدول الكبرى" فهي تطالب "المجتمع الدولي ومؤسساته باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف هذا العدوان وتقديم يد العون والمساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني" فضلاً عن مناشدة "الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف أكثر حزماً" والمطالبة "بفتح المجال أمام البعثات الإنسانية لإغاثة الجرحى والمحتاجين"، بحسب تعبيرها.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصل إلى المنطقة الاثنين قال في تصريحاتٍ أدلى بها في القاهرة الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: "العائلات والأطفال يموتون بسبب العنف الذي لا معنى له. ومرة أخرى، يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون في خوف من الضربة الجوية القادمة. هذا يجب أن يتوقف. والمطلوب من الجميع اتخاذ خطوات فورية لتجنّب المزيد من التصعيد، بما في ذلك عملية برية من شأنها أن تؤدي فقط إلى مزيدٍ من المآسي."
وأضاف بان كي مون قائلاً: "رسالتي واضحة: ينبغي على جميع الأطراف أن توقف إطلاق النار فوراً ذلك أن التصعيد سوف يضع المنطقة بأسرها في خطر."
وفي تحليله لتطورات الوضع في غزة والموقف العراقي الرسمي المعلن حتى الساعة من هذه الأحداث، قال رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي لإذاعة العراق الحر إن تداعيات غزة تتصدّر المشهدين الإقليمي والدولي "نظراً لحجم الدمار وحجم الضربات الصاروخية". وأضاف أن موقف بغداد الرسمي إزاء هذه التداعيات "كان خجولاً جداً وليس بالمستوى المطلوب بالنظر لما يمتلكه العراق من قوة وبُـعد إقليمي بالإضافة إلى رئاسته الحالية للجامعة العربية، ولكن العراق لا يزال منشغلاً بخلافاته السياسية ما أضاع عليه اتخاذ الكثير من المواقف المهمة التي يجب أن يكون حاضراً فيها مثلما عوّدنا منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 وحتى يومنا هذا."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب الهاشمي عن سؤال آخر يتعلق بتزامن العنف المتصاعد في غزة مع تطورات الوضع الداخلي في العراق. كما أعرب عن اعتقاده بأن "المشاكل السياسية بدأت تلقي بظلالها على كل نشاطات العراق الخارجية"، على حد تعبيره.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري لإذاعة العراق الحر إن "المشهد السياسي العام في البلاد ينطوي على جانب كبير من التأزم ما يدفع المواطنين والطبقة السياسية إلى الانشغال بالخلافات الأخيرة بعد أن وصل الموضوع إلى مستويات عالية من التهديد في ضوء التماس العسكري بين قوات البشمركة وقوات دجلة، ولكن ذلك لم يمنع نواب الشعب من مناقشة أحداث غزة في جلستهم البرلمانية صباح الثلاثاء واتفاقهم على إرسال وفد تضامني برئاسة رئيس البرلمان إلى غزة مع معونات إنسانية."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي "أن الوضع في غزة وحجم التهديد الموجود طغى على الكثير من الملفات الإقليمية الساخنة الأخرى ومن بينها ملف الشأن الداخلي العراقي بعد أن بات الوضع على الأرض ينذر بـخطر كبير وجدّي مع رغبة حكومة المركز بفرض إرادتها فيما يتعلق بالجانب الدستوري المتعلق بإدارة الشؤون الأمنية فيما تعرف بالمناطق المتنازع عليها في مقابل ما تبدو رغبة كردية لاستثمار حالة الانقسام في العملية السياسية في محاولة لما يسمى بتثبيت الحقائق على الأرض"، بحسب رأيه.
العراق الذي يرأس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية يشارك في الوفد الوزاري العربي الذي يزور غزة الثلاثاء لإبداء التضامن مع القطاع الذي تتفاقم معاناة سكانه الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي منذ الأربعاء الماضي. وأعلنت السلطات الصحية في غزة مقتل نحو 110 فلسطينيين أغلبهم من المدنيين وبينهم 27 طفلا. وقتل ثلاثة إسرائيليين الأسبوع الماضي عندما سقط صاروخ من غزة على منزلهم.
لكن عدم صدور بيان حكومي عن بغداد في شأن عنف غزة أثار استغراب مراقبين وصفوا رد الفعل الرسمي بأنه خجول وذلك في ضوءِ ما كان يُـتوقَع من دورٍ بارز تمارسه عاصمةٌ استضافت القمة العربية الأخيرة في إطار المساعي الدولية وعدم الاكتفاء بالمشاركةِ بوفدِ عدد من وزراء خارجية الدول العربية الذي يزور غزة مع وزير الخارجية التركي. هذا فيما قرر النواب العراقيون من جهتهم إرسال وفد برلماني إلى غزة خلال اليومين المقبلين وأُعلـِن أنه سينقل معه مساعدات إنسانية إلى سكان القطاع. وفي بيانٍ نُشر على الموقع الإلكتروني لمجلس النواب العراقي الاثنين، قالت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان إنها إذ تستغرب "الموقف الضعيف والمهادن من قبل بعض الدول الكبرى" فهي تطالب "المجتمع الدولي ومؤسساته باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف هذا العدوان وتقديم يد العون والمساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني" فضلاً عن مناشدة "الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف أكثر حزماً" والمطالبة "بفتح المجال أمام البعثات الإنسانية لإغاثة الجرحى والمحتاجين"، بحسب تعبيرها.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصل إلى المنطقة الاثنين قال في تصريحاتٍ أدلى بها في القاهرة الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: "العائلات والأطفال يموتون بسبب العنف الذي لا معنى له. ومرة أخرى، يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون في خوف من الضربة الجوية القادمة. هذا يجب أن يتوقف. والمطلوب من الجميع اتخاذ خطوات فورية لتجنّب المزيد من التصعيد، بما في ذلك عملية برية من شأنها أن تؤدي فقط إلى مزيدٍ من المآسي."
وأضاف بان كي مون قائلاً: "رسالتي واضحة: ينبغي على جميع الأطراف أن توقف إطلاق النار فوراً ذلك أن التصعيد سوف يضع المنطقة بأسرها في خطر."
وفي تحليله لتطورات الوضع في غزة والموقف العراقي الرسمي المعلن حتى الساعة من هذه الأحداث، قال رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي لإذاعة العراق الحر إن تداعيات غزة تتصدّر المشهدين الإقليمي والدولي "نظراً لحجم الدمار وحجم الضربات الصاروخية". وأضاف أن موقف بغداد الرسمي إزاء هذه التداعيات "كان خجولاً جداً وليس بالمستوى المطلوب بالنظر لما يمتلكه العراق من قوة وبُـعد إقليمي بالإضافة إلى رئاسته الحالية للجامعة العربية، ولكن العراق لا يزال منشغلاً بخلافاته السياسية ما أضاع عليه اتخاذ الكثير من المواقف المهمة التي يجب أن يكون حاضراً فيها مثلما عوّدنا منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 وحتى يومنا هذا."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب الهاشمي عن سؤال آخر يتعلق بتزامن العنف المتصاعد في غزة مع تطورات الوضع الداخلي في العراق. كما أعرب عن اعتقاده بأن "المشاكل السياسية بدأت تلقي بظلالها على كل نشاطات العراق الخارجية"، على حد تعبيره.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري لإذاعة العراق الحر إن "المشهد السياسي العام في البلاد ينطوي على جانب كبير من التأزم ما يدفع المواطنين والطبقة السياسية إلى الانشغال بالخلافات الأخيرة بعد أن وصل الموضوع إلى مستويات عالية من التهديد في ضوء التماس العسكري بين قوات البشمركة وقوات دجلة، ولكن ذلك لم يمنع نواب الشعب من مناقشة أحداث غزة في جلستهم البرلمانية صباح الثلاثاء واتفاقهم على إرسال وفد تضامني برئاسة رئيس البرلمان إلى غزة مع معونات إنسانية."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي "أن الوضع في غزة وحجم التهديد الموجود طغى على الكثير من الملفات الإقليمية الساخنة الأخرى ومن بينها ملف الشأن الداخلي العراقي بعد أن بات الوضع على الأرض ينذر بـخطر كبير وجدّي مع رغبة حكومة المركز بفرض إرادتها فيما يتعلق بالجانب الدستوري المتعلق بإدارة الشؤون الأمنية فيما تعرف بالمناطق المتنازع عليها في مقابل ما تبدو رغبة كردية لاستثمار حالة الانقسام في العملية السياسية في محاولة لما يسمى بتثبيت الحقائق على الأرض"، بحسب رأيه.