يـَتزايدُ الحديثُ عن احتمالاتِ بدءِ حوارٍ أميركي-إيراني شامل لدرءِ مخاطر حربٍ جديدةٍ تَـعهّـدَ الرئيس باراك أوباما بعدمِ إقـحامِ الولايات المتحدة فيها خلال ولايته الثانية.
وحَـظيت فكرةُ إجراء محادثات شاملة بين واشنطن وطهران بدعمٍ من موسكو التي ذكرت أخيراً أنها تؤيد مثل هذا الحوار المباشر فيما يتعلق بقضايا الملف النووي الإيراني المثير للجدل. وأشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي صرح بذلك الأحد أشار في الوقت ذاته إلى وجود اتصالات غير رسمية بين الولايات المتحدة وإيران.
ردّ فعل طهران الرسمي جاء الاثنين على لسان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي ذكر في إجابته عن سؤال بشأن الدعم الروسي لحوارٍ بين طهران وواشنطن أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي "هو صاحب القرار بشأن مباحثات سياسية شاملة وثنائية بين البلدين." وأضاف صالحي في تصريحاتٍ للصحافيين في طهران أنه سبق لبلاده والولايات المتحدة أن عقدتا محادثات في إطار منتديات إقليمية حول العراق وأفغانستان لكن إجراء مباحثات ثنائية مباشرة "أمر مختلف"، على حد وصفه. كما نُقل عنه القول إن المحادثات بين الطرفين موجودة حالياً "بشكل غير مباشر حول الملف النووي في إطار المفاوضات مع مجموعة (5+1) التي تضم ممثلاً عن أميركا."
مراقبون اعتبروا أن إقرارَ الوزير الإيراني عـلَـناً بمحادثاتٍ سابقة بين بلاده والجانب الأميركي فيما يتعلق بالعراق وأفغانستان يعزز المزاعم التي كانت تتردد منذ سقوط نظام صدام حسين بأن واشنطن كانت تغضّ الطرف عن نفوذٍ إيراني لوحظَ ازديادُه في الشؤون العراقية منذ عام 2003. لكن تقارير إعلامية أميركية نُشِرت خاصةً بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة من العراق في كانون الأول 2011 تضمّنت انتقاداتٍ في واشنطن لما وصفت بتدخلات إيرانية واضحة في شؤون العراق الداخلية.
وفي أحدث مقالٍ نشرته صحيفة نيويورك تايمز New York Times الاثنين تحت عنوان (الحاجة لمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران)، يقول الكاتب روجر كوين Roger Cohen إن الأميركيين بإعادة انتخاب أوباما لولاية ثانية صوّتوا من أجل السلام وعدم إقحام بلادهم بثالث حرب في دولة مسلمة خلال عقد من الزمن. وفي حديثه عن عدم رضى الناخبين عن حروب مكلفة، أشار إلى أحدث استطلاعٍ للرأي أجراه (مجلس شيكاغو للشؤون العالمية) وأظهرَت نتائجه أن 67% من الأميركيين يعتقدون أن حرب العراق لم تستحق ما تكلفّته بلادهم من تضحيات جسيمة، وأن 69% يرون أن الولايات المتحدة هي ليست أكثر أماناً من الإرهاب بسبب حرب أفغانستان، وأن 71% يقولون إن تجربة العراق ينبغي أن تجعل بلادَهم أكثر حذراً فيما يتعلق باستخدام القوة.
ويرى الكاتب أن خوض حرب مع إيران "سوف يكون مدمّراً بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط التي تمرّ بفترة انتقالية، وبالنسبة لمصالح الولايات المتحدة من أفغانستان إلى مصر، وبالنسبة للاقتصاد العالمي"، على حد تعبيره.
وفي تعليقه على رأي الكاتب الأميركي، قال المحلل السياسي العراقي أمير جبار الساعدي لإذاعة العراق الحر "من المعلوم أن الولايات المتحدة هي راعية مصالح إنْ كان في منطقة الخليج أو الشرق الأوسط عموماً، وبالتالي فإن رعاية مصالحها هو الأهم والأشمل بطريقة تداولها في قضايا دولية عامة إنْ كانت تخصّ العراق وأفغانستان." وأضاف "أن ما يجري اليوم في الساحة الإقليمية من تصاعد لأزمة سوريا يدلل على أن الورقة الرابحة لا تكمن في أيدي الأطراف الداخلية أي ليست المعارضة ولا النظام السوري بل في أيدي أطراف فاعلة إقليمية ودولية وعلى رأسها إيران والولايات المتحدة...."، بحسب رأيه.
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب الساعدي عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بتصريحات وزير الخارجية الإيراني التي أقـرّ فيها بوجود محادثات سابقة بين طهران وواشنطن حول قضايا إقليمية مثل العراق وأفغانستان، والثاني عما إذا يرى أي دور وساطة محتملة قد تقوم بها بغداد للمساعدة في إجراء حوار أميركي-إيراني مباشر لدرء مخاطر حرب إقليمية جديدة.
من جهته، قال الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده لإذاعة العراق الحر "بالتأكيد حصلت مباحثات بين إيران والولايات المتحدة مرتين على أرض العراق بين وفد إيراني وآخر شارك فيه السفير الأميركي السابق في بغداد، بالإضافة إلى لقاءات جانبية أخرى بين الدولتين سواء تلك التي عُقدت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس حكام تلك الوكالة أو أخرى غيرها خلال الاجتماعات الدورية للأمم المتحدة." وأوضح نوري زاده في تصريحاتٍ أدلى بها عبر الهاتف من لندن ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق "أن ثلاثة رؤساء إيرانيين من هاشمي رفسنجاني إلى خاتمي إلى أحمدي نجاد حاولوا كسر الجليد بين طهران وواشنطن ولكن خامنئي استخدم الفيتو ولم يسمح بذلك لأنه يعتبر عودة العلاقات الأميركية بداية لرحيل النظام الإيراني وبالتالي ينظر إليها كمصدر خطر وقلق وخوف"، على حد تعبيره.
وختَم الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط نوري زاده تحليله بالقول إن "ما يدور من حديث حول حوار محتمل بين الدولتين يُعزى إلى فوز أوباما ووجود رئيس أميركي في البيت الأبيض لا يريد حرباً بل يريد تجنيب المنطقة حرباً جديدة، ولذلك تحاول طهران الإيحاء بأنها مستعدة للتفاوض ولكن في نهاية الأمر لن يحصل تفاوض حقيقي لتسوية المشاكل الجوهرية العالقة بل ربما تُعقد لقاءات هنا وهنالك على غرار ما حصل خلال الأعوام الثلاثين الماضية"، بحسب رأيه.
وحَـظيت فكرةُ إجراء محادثات شاملة بين واشنطن وطهران بدعمٍ من موسكو التي ذكرت أخيراً أنها تؤيد مثل هذا الحوار المباشر فيما يتعلق بقضايا الملف النووي الإيراني المثير للجدل. وأشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي صرح بذلك الأحد أشار في الوقت ذاته إلى وجود اتصالات غير رسمية بين الولايات المتحدة وإيران.
ردّ فعل طهران الرسمي جاء الاثنين على لسان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي ذكر في إجابته عن سؤال بشأن الدعم الروسي لحوارٍ بين طهران وواشنطن أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي "هو صاحب القرار بشأن مباحثات سياسية شاملة وثنائية بين البلدين." وأضاف صالحي في تصريحاتٍ للصحافيين في طهران أنه سبق لبلاده والولايات المتحدة أن عقدتا محادثات في إطار منتديات إقليمية حول العراق وأفغانستان لكن إجراء مباحثات ثنائية مباشرة "أمر مختلف"، على حد وصفه. كما نُقل عنه القول إن المحادثات بين الطرفين موجودة حالياً "بشكل غير مباشر حول الملف النووي في إطار المفاوضات مع مجموعة (5+1) التي تضم ممثلاً عن أميركا."
مراقبون اعتبروا أن إقرارَ الوزير الإيراني عـلَـناً بمحادثاتٍ سابقة بين بلاده والجانب الأميركي فيما يتعلق بالعراق وأفغانستان يعزز المزاعم التي كانت تتردد منذ سقوط نظام صدام حسين بأن واشنطن كانت تغضّ الطرف عن نفوذٍ إيراني لوحظَ ازديادُه في الشؤون العراقية منذ عام 2003. لكن تقارير إعلامية أميركية نُشِرت خاصةً بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة من العراق في كانون الأول 2011 تضمّنت انتقاداتٍ في واشنطن لما وصفت بتدخلات إيرانية واضحة في شؤون العراق الداخلية.
وفي أحدث مقالٍ نشرته صحيفة نيويورك تايمز New York Times الاثنين تحت عنوان (الحاجة لمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران)، يقول الكاتب روجر كوين Roger Cohen إن الأميركيين بإعادة انتخاب أوباما لولاية ثانية صوّتوا من أجل السلام وعدم إقحام بلادهم بثالث حرب في دولة مسلمة خلال عقد من الزمن. وفي حديثه عن عدم رضى الناخبين عن حروب مكلفة، أشار إلى أحدث استطلاعٍ للرأي أجراه (مجلس شيكاغو للشؤون العالمية) وأظهرَت نتائجه أن 67% من الأميركيين يعتقدون أن حرب العراق لم تستحق ما تكلفّته بلادهم من تضحيات جسيمة، وأن 69% يرون أن الولايات المتحدة هي ليست أكثر أماناً من الإرهاب بسبب حرب أفغانستان، وأن 71% يقولون إن تجربة العراق ينبغي أن تجعل بلادَهم أكثر حذراً فيما يتعلق باستخدام القوة.
ويرى الكاتب أن خوض حرب مع إيران "سوف يكون مدمّراً بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط التي تمرّ بفترة انتقالية، وبالنسبة لمصالح الولايات المتحدة من أفغانستان إلى مصر، وبالنسبة للاقتصاد العالمي"، على حد تعبيره.
وفي تعليقه على رأي الكاتب الأميركي، قال المحلل السياسي العراقي أمير جبار الساعدي لإذاعة العراق الحر "من المعلوم أن الولايات المتحدة هي راعية مصالح إنْ كان في منطقة الخليج أو الشرق الأوسط عموماً، وبالتالي فإن رعاية مصالحها هو الأهم والأشمل بطريقة تداولها في قضايا دولية عامة إنْ كانت تخصّ العراق وأفغانستان." وأضاف "أن ما يجري اليوم في الساحة الإقليمية من تصاعد لأزمة سوريا يدلل على أن الورقة الرابحة لا تكمن في أيدي الأطراف الداخلية أي ليست المعارضة ولا النظام السوري بل في أيدي أطراف فاعلة إقليمية ودولية وعلى رأسها إيران والولايات المتحدة...."، بحسب رأيه.
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب الساعدي عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بتصريحات وزير الخارجية الإيراني التي أقـرّ فيها بوجود محادثات سابقة بين طهران وواشنطن حول قضايا إقليمية مثل العراق وأفغانستان، والثاني عما إذا يرى أي دور وساطة محتملة قد تقوم بها بغداد للمساعدة في إجراء حوار أميركي-إيراني مباشر لدرء مخاطر حرب إقليمية جديدة.
من جهته، قال الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده لإذاعة العراق الحر "بالتأكيد حصلت مباحثات بين إيران والولايات المتحدة مرتين على أرض العراق بين وفد إيراني وآخر شارك فيه السفير الأميركي السابق في بغداد، بالإضافة إلى لقاءات جانبية أخرى بين الدولتين سواء تلك التي عُقدت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس حكام تلك الوكالة أو أخرى غيرها خلال الاجتماعات الدورية للأمم المتحدة." وأوضح نوري زاده في تصريحاتٍ أدلى بها عبر الهاتف من لندن ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق "أن ثلاثة رؤساء إيرانيين من هاشمي رفسنجاني إلى خاتمي إلى أحمدي نجاد حاولوا كسر الجليد بين طهران وواشنطن ولكن خامنئي استخدم الفيتو ولم يسمح بذلك لأنه يعتبر عودة العلاقات الأميركية بداية لرحيل النظام الإيراني وبالتالي ينظر إليها كمصدر خطر وقلق وخوف"، على حد تعبيره.
وختَم الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط نوري زاده تحليله بالقول إن "ما يدور من حديث حول حوار محتمل بين الدولتين يُعزى إلى فوز أوباما ووجود رئيس أميركي في البيت الأبيض لا يريد حرباً بل يريد تجنيب المنطقة حرباً جديدة، ولذلك تحاول طهران الإيحاء بأنها مستعدة للتفاوض ولكن في نهاية الأمر لن يحصل تفاوض حقيقي لتسوية المشاكل الجوهرية العالقة بل ربما تُعقد لقاءات هنا وهنالك على غرار ما حصل خلال الأعوام الثلاثين الماضية"، بحسب رأيه.