تُـقْـرَعُ طبولُ حربٍ جديدة في المنطقة على خلفيةِ تراشق تركيا وسوريا النيران خلال الأيام الماضية على نحوٍ يُـعيدُ إلى الأذهان مُسلسلَ التصعيد بين العراق وإيران بالطريقةِ نفسِها قبل تَـطوّرِهِ إلى حربٍ شاملةٍ في عام 1980.
بغداد حذّرت منذ بدء الأزمة السورية قبل تسعة عشر شهراً من احتمالات امتدادها إلى دول الجوار فيما أبدت أنقرة تشدداً مع ضبط النفس قبل أن تُـضطَر إلى الردّ أخيراً بعد أن أدى سقوط قذائف وقصف من الجانب السوري إلى مقتل خمسة مدنيين أتراك. وفي تصريحاتٍ أدلى بها غداة التفويض البرلماني باستخدام القوة العسكرية عبر الحدود، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إن بلاده لا تريد حرباً ولكنه حذّر سوريا من ارتكاب ما وصَفه بـ "خطأ فادح" باختبارها عزيمةَ تركيا.
والسبت، تحدث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في برنامج تلفزيوني بثته قناة (تي آر تي) التركية عن جاهزية بلاده الدفاعية في أعقاب التفويض البرلماني، قائلاً:
"نعلم أن السوريين تسلمّوا هذه الرسالة عبر الإعلام غير المباشر والتصريحات التي أدلينا بها. وبهذا التفويض، ارتفعت قدرتنا على الردع. كما أن جدّية تركيا وعزيمتـها التي لا يمكن اختبارها قد أصبحت واضحة للحكومة السورية."
من جهته، عَـبّر مواطن سوري يدعى "أبو أحمد" في قرية الريحانية في تركيا القريبة من حدود سوريا عن المعاناة جرّاء نقل مواد غذائية إلى مناطق في الداخل السوري بسبب الوضع الأمني على الطرق، قائلاً في تصريحاتٍ لرويترز:
"نأخذ هذه المواد إلى ريف حلب من أجل أن نعيش إذ نحن نسكن هنا في الريحانية ولدينا مصاريف مثل إيجار بيت وغير ذلك، مع عدم وجود شغل، ونتعذب في الطريق وهي مسيطَر عليها من قبل الجيش السوري الحر، والحمد لله رب العالمين."
الوزيـرُ التركي والمواطـنُ السوري كانا يتحدثان بعد ساعات من إعلان مكتب حاكم إقليم هاتاي الحدودي التركي عن سقوط ثلاث قذائف على الأقل أُطلقت من سوريا داخل منطقة يايلاداغي يوم السبت. وأضاف أن القذائف أطلَـقَـتها القواتُ الحكومية السورية فيما يبدو لاستهداف معارضين بمحاذاة الحدود. ولم تقع أي خسائر بشرية. وَردّت قوات حرس الحدود التركية بإطلاق قذائف هاون.
وكانت المدفعية التركية قصفت يوميْ الأربعاء والخميس أهدافاً عسكرية في سوريا ما أسفر عن مقتل عدد من الجنود السوريين بعد قصف سوري أسقط قتلى. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم السوري. فيما ذكرت روسيا أنها تلقت تأكيداً من حليفتها دمشق بأن الهجوم على تركيا كان حادثاً مأساوياً عارضاً.
وزيـرُ الدفاع الأميركي ليون بانيتا عَـبّر من جهته السبت أيضاً عن قلق الولايات المتحدة من احتمال اتساع نطاق الأعمال العسكرية في سوريا. وأضاف قائلاً في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى ليما عاصمة بيرو:
"ننتظر لنرى هل سيبدأ الصراع في التمدد إلى دول مجاورة مثل تركيا. لكن من الواضح أن حدوث تراشقات بالنيران الآن بين هذين البلدين يـثير مخاوف إضـافية من أن هذا الصراع قد يـتّسع نطاقه".
هل ثمة ما يبرر هذه "المخاوف الإضافية" التي أشـارَ إليها مسؤول البنتاغون؟ الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد أجاب قائلاً في مقابلة أجريتُها عبر الهاتف الأحد "هناك أكثر من دور مرسوم لتركيا للتدخل العسكري من أجل حل النزاع في سوريا بعد أن كُشِفت في الآونة الأخيرة أسرار إسقاط سوريا للطائرة التركية وتداعيات ذلك الحادث ما يؤشر إلى اتجاه الطرفين نحو حرب غير مسبوقة بينهما، مع الإشارة إلى سيناريو حرب القذائف المشتعلة حالياً على حدود البلدين وهي حدود مكشوفة يستطيع أي مراقب عسكري أن يشاهدها بالعين المجردة." وأضاف محيي أنه في حال تَـطـوّرَت هذه التراشقات الحالية إلى حرب شاملة "ستكون هناك خسائر كبيرة جداً للطرفين بالإضافة إلى سقوط عشرات بل مئات الضحايا مع تَـعرّض المدن والقرى المجاورة للحدود إلى أكبر قدر من الأذى والتخريب".
وفي المقابلة التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث خبير الشؤون الأمنية لإذاعة العراق الحر عن موضوعات أخرى ذات صلة بينها الموقف العراقي الـمُـتَوَقع في حال تَـطـوّرَ التراشق الحالي للنيران بين تركيا وسوريا إلى حرب شاملة بين هذين البلدين المجاورين. كما أجابَ عن سؤالين آخرين أحدهما عن الدور الـمُـتَوَقع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أي حرب شاملة قد يخوضها الحليف التركي مع سوريا، والثاني عما إذا كانت مستجدات الأزمة السورية سوف تُـناقَـش خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى روسيا التي تبدأ الاثنين.
وفي هذا الصدد، توقعت الخبيرة الروسية ييليينا سوبونينا مديرة مركز (آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو أن تُسهم زيارة المالكي في تنشيط التعاون العراقي الروسي لا سيما في المجالات الاقتصادية والعسكرية. وأضافت في تـعليقٍ يمكن الاستماع إليه في الملف الصوتي المرفق أن "العلاقات الاقتصادية بين البلدين لها إمكانيات واسعة بسبب ارتباطات تاريخية بين موسكو وبغداد، ولكن علينا أن نعترف أن بعض الدول الغربية وخاصةً أميركا لديها عقود أكثر بكثير من روسيا...وهناك محاولات لتنشيط هذا التعاون علماً بأن بعض الشركات الروسية تعمل في العراق ليس في مجال النفط فقط بل في مجال الكهرباء أيضاً، مع الإشارة إلى زيارات متعددة لوفود عسكرية عراقية تم التطرّق خلالها إلى مواضيع عقود عسكرية بين البلدين".
بغداد حذّرت منذ بدء الأزمة السورية قبل تسعة عشر شهراً من احتمالات امتدادها إلى دول الجوار فيما أبدت أنقرة تشدداً مع ضبط النفس قبل أن تُـضطَر إلى الردّ أخيراً بعد أن أدى سقوط قذائف وقصف من الجانب السوري إلى مقتل خمسة مدنيين أتراك. وفي تصريحاتٍ أدلى بها غداة التفويض البرلماني باستخدام القوة العسكرية عبر الحدود، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إن بلاده لا تريد حرباً ولكنه حذّر سوريا من ارتكاب ما وصَفه بـ "خطأ فادح" باختبارها عزيمةَ تركيا.
والسبت، تحدث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في برنامج تلفزيوني بثته قناة (تي آر تي) التركية عن جاهزية بلاده الدفاعية في أعقاب التفويض البرلماني، قائلاً:
"نعلم أن السوريين تسلمّوا هذه الرسالة عبر الإعلام غير المباشر والتصريحات التي أدلينا بها. وبهذا التفويض، ارتفعت قدرتنا على الردع. كما أن جدّية تركيا وعزيمتـها التي لا يمكن اختبارها قد أصبحت واضحة للحكومة السورية."
من جهته، عَـبّر مواطن سوري يدعى "أبو أحمد" في قرية الريحانية في تركيا القريبة من حدود سوريا عن المعاناة جرّاء نقل مواد غذائية إلى مناطق في الداخل السوري بسبب الوضع الأمني على الطرق، قائلاً في تصريحاتٍ لرويترز:
"نأخذ هذه المواد إلى ريف حلب من أجل أن نعيش إذ نحن نسكن هنا في الريحانية ولدينا مصاريف مثل إيجار بيت وغير ذلك، مع عدم وجود شغل، ونتعذب في الطريق وهي مسيطَر عليها من قبل الجيش السوري الحر، والحمد لله رب العالمين."
الوزيـرُ التركي والمواطـنُ السوري كانا يتحدثان بعد ساعات من إعلان مكتب حاكم إقليم هاتاي الحدودي التركي عن سقوط ثلاث قذائف على الأقل أُطلقت من سوريا داخل منطقة يايلاداغي يوم السبت. وأضاف أن القذائف أطلَـقَـتها القواتُ الحكومية السورية فيما يبدو لاستهداف معارضين بمحاذاة الحدود. ولم تقع أي خسائر بشرية. وَردّت قوات حرس الحدود التركية بإطلاق قذائف هاون.
وكانت المدفعية التركية قصفت يوميْ الأربعاء والخميس أهدافاً عسكرية في سوريا ما أسفر عن مقتل عدد من الجنود السوريين بعد قصف سوري أسقط قتلى. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم السوري. فيما ذكرت روسيا أنها تلقت تأكيداً من حليفتها دمشق بأن الهجوم على تركيا كان حادثاً مأساوياً عارضاً.
وزيـرُ الدفاع الأميركي ليون بانيتا عَـبّر من جهته السبت أيضاً عن قلق الولايات المتحدة من احتمال اتساع نطاق الأعمال العسكرية في سوريا. وأضاف قائلاً في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى ليما عاصمة بيرو:
"ننتظر لنرى هل سيبدأ الصراع في التمدد إلى دول مجاورة مثل تركيا. لكن من الواضح أن حدوث تراشقات بالنيران الآن بين هذين البلدين يـثير مخاوف إضـافية من أن هذا الصراع قد يـتّسع نطاقه".
هل ثمة ما يبرر هذه "المخاوف الإضافية" التي أشـارَ إليها مسؤول البنتاغون؟ الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد أجاب قائلاً في مقابلة أجريتُها عبر الهاتف الأحد "هناك أكثر من دور مرسوم لتركيا للتدخل العسكري من أجل حل النزاع في سوريا بعد أن كُشِفت في الآونة الأخيرة أسرار إسقاط سوريا للطائرة التركية وتداعيات ذلك الحادث ما يؤشر إلى اتجاه الطرفين نحو حرب غير مسبوقة بينهما، مع الإشارة إلى سيناريو حرب القذائف المشتعلة حالياً على حدود البلدين وهي حدود مكشوفة يستطيع أي مراقب عسكري أن يشاهدها بالعين المجردة." وأضاف محيي أنه في حال تَـطـوّرَت هذه التراشقات الحالية إلى حرب شاملة "ستكون هناك خسائر كبيرة جداً للطرفين بالإضافة إلى سقوط عشرات بل مئات الضحايا مع تَـعرّض المدن والقرى المجاورة للحدود إلى أكبر قدر من الأذى والتخريب".
وفي المقابلة التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث خبير الشؤون الأمنية لإذاعة العراق الحر عن موضوعات أخرى ذات صلة بينها الموقف العراقي الـمُـتَوَقع في حال تَـطـوّرَ التراشق الحالي للنيران بين تركيا وسوريا إلى حرب شاملة بين هذين البلدين المجاورين. كما أجابَ عن سؤالين آخرين أحدهما عن الدور الـمُـتَوَقع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أي حرب شاملة قد يخوضها الحليف التركي مع سوريا، والثاني عما إذا كانت مستجدات الأزمة السورية سوف تُـناقَـش خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى روسيا التي تبدأ الاثنين.
وفي هذا الصدد، توقعت الخبيرة الروسية ييليينا سوبونينا مديرة مركز (آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو أن تُسهم زيارة المالكي في تنشيط التعاون العراقي الروسي لا سيما في المجالات الاقتصادية والعسكرية. وأضافت في تـعليقٍ يمكن الاستماع إليه في الملف الصوتي المرفق أن "العلاقات الاقتصادية بين البلدين لها إمكانيات واسعة بسبب ارتباطات تاريخية بين موسكو وبغداد، ولكن علينا أن نعترف أن بعض الدول الغربية وخاصةً أميركا لديها عقود أكثر بكثير من روسيا...وهناك محاولات لتنشيط هذا التعاون علماً بأن بعض الشركات الروسية تعمل في العراق ليس في مجال النفط فقط بل في مجال الكهرباء أيضاً، مع الإشارة إلى زيارات متعددة لوفود عسكرية عراقية تم التطرّق خلالها إلى مواضيع عقود عسكرية بين البلدين".