أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في تصريحاتٍ نُشِرت الأحد أن بغداد عازمة على تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة عبر أجواء البلاد إلى سوريا. وقال في مقابلةٍ نشَرتها صحيفة (الحياة) اللندنية الأحد إن السلطات العراقية أكدت "للمسؤولين الأميركيين أن الحكومة عازمة على إنزال الطائرات الإيرانية وإجراء كشف عشوائي"، مضيفاً أن بغداد أبلغت طهران أيضاً "بضرورة وقف الرحلات" التي قد تحمل معدات عسكرية إلى سوريا.
ونُقل عنه القول إن "العراق لا يقبل أن يكون معبراً أو ممراً لهذا، وأن تُستخدم أراضيه أو مياهه أو أجواؤه للتسليح والتمويل. لسنا مع عسكرة النزاع، لا مع تسليح النظام ولا مع تسليح المعارضة. وأوضحنا للجانب الأميركي أن قدرات العراق الدفاعية الجوية محدودة، ونحن في مرحلة بناء هذه القدرات".
وكان الجانب الأميركي أثـارَ غير مرة عبر تقارير إعلامية ولقاءات رسمية مع مسؤولين عراقيين قضية المساعدات العسكرية الإيرانية التي تمرّ إلى سوريا عبر العراق. وجدّدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مطالبةَ بغداد باتخاذ إجراءاتٍ أكثرَ صرامةً فيما يتعلق بتنفيذ العقوبات الدولية على طهران ودمشق وذلك خلال لقائها يوم الثلاثاء الماضي مع نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي المقابلة المنشورة الأحد، قال زيباري إن الرحلات الجوية الإيرانية إلى سوريا عبر العراق بدأت في آذار الماضي. وأضاف "طلبنا من الإيرانيين وقفها، وبعد أيام توقفت فعلاً، واستؤنفت في أواخر تموز. قالوا إن هذه الرحلات ليست فيها أسلحة ولا عتاد، وإنها تنقل حجاجاً أو زواراً أو مسائل أخرى، لكن للتحقق من حمولتها، سنطلب هبوط هذه الطائرات."
وأكد زيباري أن الطائرات الإيرانية "طُلب منها الهبوط لإجراء عمليات كشف والتحقق من حمولتها، لكن قلنا للجانب الأميركي والأطراف الأخرى إنه إذا كان هناك قرار ملزم من مجلس الأمن، وطالما أن قدرات العراق غير موجودة أو غير مكتملة لحد الآن، فإن الدول التي لديها القابلية والقادرة هي من يقوم بالردع أو المنع".
وفي تحليله لهذه التصريحات الجديدة، قال الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد لإذاعة العراق الحر إن الحكومة العراقية تسلّمت في الفترة الماضية "أكثر من رسالة أميركية في شأن هذه القضية"، معتبراً أن المقابلة الصحفية المنشورة الأحد تدلل على أن "بغداد بدأت تلمس أهمية هذه الرسائل وقيمتها بالنسبة للعلاقة المستقبلية بين العراق وأميركا والتحالف المبدئي بين الطرفين والمتمثل في توقيعهما على اتفاقية تعاون إستراتيجي في العديد من المجالات لا سيما الدفاعية والعسكرية منها."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث محيي أيضاً عن جوانب أخرى من عملية التفتيش التي يزمع العراق أجراءها على الرحلات الإيرانية ولا سيما المستلزمات الفنية والتقنية. وفي هذا الصدد، أشار إلى إمكانية طلب بغداد المساعدة من دول مجاورة أو حتى جهات ومنظمات دولية أخرى مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على سبيل المثال، لها خبرة وباع في هذا المضمار.
يُشار إلى ما قالَـهُ زيباري لصحيفة (الحياة) في ردّه على سؤال بشأن حقيقة الموقف العراقي من الأزمة السورية بأن هذا الموقف "متزن وينبع من مصالحه، وليس مسألة شخصية لهذا المسؤول أو ذاك. إعلان بغداد الذي اتفقنا عليه يدعم المطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وبناء مستقبله وتقرير مصيره بنفسه من دون تدخل خارجي."
وفي هذا السياق، أُعلن في موسكو أن وزيريْ خارجية روسيا والعراق أكدا معارضة بلديهما للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية السورية. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدَرته السبت بعد اجتماع
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع زيباري على هامش الدورة 67 للأمم المتحدة في نيويورك أن الجانبين "يتبنيان مواقف متقاربة، تنطلق من عدم السماح بالتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية وأهمية الوصول إلى التسوية السياسية للأزمة السورية وفق التفاهمات الدولية واتفاقيات جنيف."
وجاء في النبأ الذي بثته وكالة إيتار- تاس الروسية للأنباء أن لافروف "رحّب بالجهود التي تبذلها السلطات العراقية من أجل استقرار الوضع في البلاد واستعادة مكانة العراق في الساحة الدولية ورفع العقوبات المتبقية المفروضة عليه من قبل الأمم المتحدة."
من جهتها، قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان إن محادثات زيباري ولافروف مساء الجمعة في مقر البعثة الروسية في الأمم المتحدة استعرضت تطوير العلاقات الثنائية "في مجالات الطاقة والنفط والدفاع والبنية التحتية." كما تبادل الجانبان الرأي "حول تطورات الأزمة السورية والمواقف الدولية والإقليمية وحرص كافة الأطراف لوقف العنف ونزيف الدم المستمر وآفاق عملية الانتقال السياسي ومهمة المبعوث الدولي والعربي الجديد"، بحسب تعبير البيان المنشور على موقع وزارة الخارجية العراقية.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو التي قالت لإذاعة العراق الحر "إن موقفيْ العراق وروسيا متقاربان جداً بالفعل فيما يتعلق برفض التدخل الأجنبي في شؤون سوريا الداخلية." وأضافت أن "روسيا كانت دائماً تشير إلى العراق في تأكيدها بأنه ليست كل الدول العربية لديها نفس الموقف المشابه لدولة قطر على سبيل المثال والداعي إلى تدخل خارجي لحل الأزمة السورية".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أعربت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط عن اعتقادها بأن العراق يمكن "أن يكون ناشطاً أكثر في محاولات إيجاد الحل السياسي للأزمة السورية لأن روسيا ليست جارة لسوريا بينما العراق دولة جارة ومرتبطة ارتباطاً وطيداً بالأمن الإقليمي ولا سيما الأمن والاستقرار في سوريا."
وفيما يتعلق بما تضمّنه بيان وزارة الخارجية العراقية عن محادثات زيباري ولافروف في شأن تطوير العلاقات بين العراق وروسيا، أشارت سوبونينا إلى زيارتين مرتقبتين الأولى لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والأخرى لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إلى موسكو هذا الخريف.
ونُقل عنه القول إن "العراق لا يقبل أن يكون معبراً أو ممراً لهذا، وأن تُستخدم أراضيه أو مياهه أو أجواؤه للتسليح والتمويل. لسنا مع عسكرة النزاع، لا مع تسليح النظام ولا مع تسليح المعارضة. وأوضحنا للجانب الأميركي أن قدرات العراق الدفاعية الجوية محدودة، ونحن في مرحلة بناء هذه القدرات".
وكان الجانب الأميركي أثـارَ غير مرة عبر تقارير إعلامية ولقاءات رسمية مع مسؤولين عراقيين قضية المساعدات العسكرية الإيرانية التي تمرّ إلى سوريا عبر العراق. وجدّدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مطالبةَ بغداد باتخاذ إجراءاتٍ أكثرَ صرامةً فيما يتعلق بتنفيذ العقوبات الدولية على طهران ودمشق وذلك خلال لقائها يوم الثلاثاء الماضي مع نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي المقابلة المنشورة الأحد، قال زيباري إن الرحلات الجوية الإيرانية إلى سوريا عبر العراق بدأت في آذار الماضي. وأضاف "طلبنا من الإيرانيين وقفها، وبعد أيام توقفت فعلاً، واستؤنفت في أواخر تموز. قالوا إن هذه الرحلات ليست فيها أسلحة ولا عتاد، وإنها تنقل حجاجاً أو زواراً أو مسائل أخرى، لكن للتحقق من حمولتها، سنطلب هبوط هذه الطائرات."
وأكد زيباري أن الطائرات الإيرانية "طُلب منها الهبوط لإجراء عمليات كشف والتحقق من حمولتها، لكن قلنا للجانب الأميركي والأطراف الأخرى إنه إذا كان هناك قرار ملزم من مجلس الأمن، وطالما أن قدرات العراق غير موجودة أو غير مكتملة لحد الآن، فإن الدول التي لديها القابلية والقادرة هي من يقوم بالردع أو المنع".
وفي تحليله لهذه التصريحات الجديدة، قال الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد لإذاعة العراق الحر إن الحكومة العراقية تسلّمت في الفترة الماضية "أكثر من رسالة أميركية في شأن هذه القضية"، معتبراً أن المقابلة الصحفية المنشورة الأحد تدلل على أن "بغداد بدأت تلمس أهمية هذه الرسائل وقيمتها بالنسبة للعلاقة المستقبلية بين العراق وأميركا والتحالف المبدئي بين الطرفين والمتمثل في توقيعهما على اتفاقية تعاون إستراتيجي في العديد من المجالات لا سيما الدفاعية والعسكرية منها."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث محيي أيضاً عن جوانب أخرى من عملية التفتيش التي يزمع العراق أجراءها على الرحلات الإيرانية ولا سيما المستلزمات الفنية والتقنية. وفي هذا الصدد، أشار إلى إمكانية طلب بغداد المساعدة من دول مجاورة أو حتى جهات ومنظمات دولية أخرى مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على سبيل المثال، لها خبرة وباع في هذا المضمار.
يُشار إلى ما قالَـهُ زيباري لصحيفة (الحياة) في ردّه على سؤال بشأن حقيقة الموقف العراقي من الأزمة السورية بأن هذا الموقف "متزن وينبع من مصالحه، وليس مسألة شخصية لهذا المسؤول أو ذاك. إعلان بغداد الذي اتفقنا عليه يدعم المطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وبناء مستقبله وتقرير مصيره بنفسه من دون تدخل خارجي."
وفي هذا السياق، أُعلن في موسكو أن وزيريْ خارجية روسيا والعراق أكدا معارضة بلديهما للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية السورية. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدَرته السبت بعد اجتماع
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع زيباري على هامش الدورة 67 للأمم المتحدة في نيويورك أن الجانبين "يتبنيان مواقف متقاربة، تنطلق من عدم السماح بالتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية وأهمية الوصول إلى التسوية السياسية للأزمة السورية وفق التفاهمات الدولية واتفاقيات جنيف."
وجاء في النبأ الذي بثته وكالة إيتار- تاس الروسية للأنباء أن لافروف "رحّب بالجهود التي تبذلها السلطات العراقية من أجل استقرار الوضع في البلاد واستعادة مكانة العراق في الساحة الدولية ورفع العقوبات المتبقية المفروضة عليه من قبل الأمم المتحدة."
من جهتها، قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان إن محادثات زيباري ولافروف مساء الجمعة في مقر البعثة الروسية في الأمم المتحدة استعرضت تطوير العلاقات الثنائية "في مجالات الطاقة والنفط والدفاع والبنية التحتية." كما تبادل الجانبان الرأي "حول تطورات الأزمة السورية والمواقف الدولية والإقليمية وحرص كافة الأطراف لوقف العنف ونزيف الدم المستمر وآفاق عملية الانتقال السياسي ومهمة المبعوث الدولي والعربي الجديد"، بحسب تعبير البيان المنشور على موقع وزارة الخارجية العراقية.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو التي قالت لإذاعة العراق الحر "إن موقفيْ العراق وروسيا متقاربان جداً بالفعل فيما يتعلق برفض التدخل الأجنبي في شؤون سوريا الداخلية." وأضافت أن "روسيا كانت دائماً تشير إلى العراق في تأكيدها بأنه ليست كل الدول العربية لديها نفس الموقف المشابه لدولة قطر على سبيل المثال والداعي إلى تدخل خارجي لحل الأزمة السورية".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أعربت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط عن اعتقادها بأن العراق يمكن "أن يكون ناشطاً أكثر في محاولات إيجاد الحل السياسي للأزمة السورية لأن روسيا ليست جارة لسوريا بينما العراق دولة جارة ومرتبطة ارتباطاً وطيداً بالأمن الإقليمي ولا سيما الأمن والاستقرار في سوريا."
وفيما يتعلق بما تضمّنه بيان وزارة الخارجية العراقية عن محادثات زيباري ولافروف في شأن تطوير العلاقات بين العراق وروسيا، أشارت سوبونينا إلى زيارتين مرتقبتين الأولى لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والأخرى لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إلى موسكو هذا الخريف.