ربما صدق القول بان الشعر ديوان العرب، فإذا ما كان لهذه الأمة من وثيقة تخلد مجدها وتميزها، فلن تجد أفضل من شعر الأولين، ليعكس نماذج جميلة ومنوعة في توظيف الشعر لرسم الواقع، ونقل الأفكار والمواقف والأحاسيس
مختارات الكنعاني
شغف الشاعر الراحل نعمان ماهر الكنعاني مبكرا بالشعر ونظمه، وعمل على اختيار قصائد لمائة وتسعين شاعرا عربيا، من عصور أدبية وسياسية مختلفة، تميزت ببلاغتها أو جمالياتها او طرافتها وربما لغرابتها، وضمّنها كتابه الموسوم (مختارات الكنعاني).
شاعرٌ منذ الصبا
ولد الكنعاني في مدينة سامراء عام 1919 التي أنهى دراسته الابتدائية فيها قبل أن ينتقل الى بغداد ويكمل دراسته الثانوية فيها، ويلتحق بالكلية العسكرية التي تخرج منها عام 1939، وتوفي في الاردن عام 2010عن عمر ناهز التسعين عاما.
"مختارات الكنعاني" أحد كتب عديدة وبحوث نشرها الراحل، فضلا عن عدد ٍمن الدواوين الشعرية ضمت تجاربَه وقصائدَه منذ بدأ النظم في بداية المرحلة المتوسطة وخلال تدرجه في الرتب والمناصب العسكرية والإدارية، الى آخر أيام حياته
أراك عصي الدمع معلّقة
خلال حوار أجريته مع الشاعر الكنعاني عام 2005، اشار الى نقاط الجمال والإعجاز والبلاغة والطرافة في قصائد بعض الشعراء العرب، بما يثير لدى المستمع الرغبة َفي استعادة ما علق بذهنه من قصائد، رسختها سني الدراسة، من خلال كتب "النصوص والأدب" المدرسية، وعندما كان الشعر وحفظه ولعا يتباهى به البعض. وقد يتسابق في المطاردة فيه.
حين يقرا الكنعاني مثلا ًأبياتا من قصيدة ابي فراس الحمداني، في الأسر "أراك عصيّ الدمع"، يضيف إشارات خلال إلقائها بصوته، تدلُ على جمال هذه القصيدة، التي يرشحها لتكون مع قصائد المعلقات الشهيرة.
أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبرُ
أما للهوى نهي عليك و لا أمرُ
بلى أنا مشتاق و عندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يدَ الهوى
وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابة و الفكر
معللتي بالوصل و الموت دونه
إذا مت ظمآنا فلا نزل القطرُ
حفظتُ و ضيعتِ المودة بيننا
وأحسن من بعض الوفاء لك العذر
وما هذه الأيام إلا صحائف
لأَحرفها من كف كاتبها بَشر
بنفسي من الغادين في الحي غادة
هواي لها ذنب و بهجتها عذر
تروغ إلى الواشين فيَّ و إن لي
لأذنابها من كل واشية وقر
بدوت وأهلي حاضرون لأنني
أرى أن دارا لست من أهلها قفر
وحاربت قومي في هواك و إنهم
وإياي لولا حبك الماء و الخمر
فإن كان ما قال الوشاة و لم يكن
فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفرُ
مختارات الكنعاني
شغف الشاعر الراحل نعمان ماهر الكنعاني مبكرا بالشعر ونظمه، وعمل على اختيار قصائد لمائة وتسعين شاعرا عربيا، من عصور أدبية وسياسية مختلفة، تميزت ببلاغتها أو جمالياتها او طرافتها وربما لغرابتها، وضمّنها كتابه الموسوم (مختارات الكنعاني).
شاعرٌ منذ الصبا
ولد الكنعاني في مدينة سامراء عام 1919 التي أنهى دراسته الابتدائية فيها قبل أن ينتقل الى بغداد ويكمل دراسته الثانوية فيها، ويلتحق بالكلية العسكرية التي تخرج منها عام 1939، وتوفي في الاردن عام 2010عن عمر ناهز التسعين عاما.
"مختارات الكنعاني" أحد كتب عديدة وبحوث نشرها الراحل، فضلا عن عدد ٍمن الدواوين الشعرية ضمت تجاربَه وقصائدَه منذ بدأ النظم في بداية المرحلة المتوسطة وخلال تدرجه في الرتب والمناصب العسكرية والإدارية، الى آخر أيام حياته
أراك عصي الدمع معلّقة
خلال حوار أجريته مع الشاعر الكنعاني عام 2005، اشار الى نقاط الجمال والإعجاز والبلاغة والطرافة في قصائد بعض الشعراء العرب، بما يثير لدى المستمع الرغبة َفي استعادة ما علق بذهنه من قصائد، رسختها سني الدراسة، من خلال كتب "النصوص والأدب" المدرسية، وعندما كان الشعر وحفظه ولعا يتباهى به البعض. وقد يتسابق في المطاردة فيه.
حين يقرا الكنعاني مثلا ًأبياتا من قصيدة ابي فراس الحمداني، في الأسر "أراك عصيّ الدمع"، يضيف إشارات خلال إلقائها بصوته، تدلُ على جمال هذه القصيدة، التي يرشحها لتكون مع قصائد المعلقات الشهيرة.
أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبرُ
أما للهوى نهي عليك و لا أمرُ
بلى أنا مشتاق و عندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يدَ الهوى
وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابة و الفكر
معللتي بالوصل و الموت دونه
إذا مت ظمآنا فلا نزل القطرُ
حفظتُ و ضيعتِ المودة بيننا
وأحسن من بعض الوفاء لك العذر
وما هذه الأيام إلا صحائف
لأَحرفها من كف كاتبها بَشر
بنفسي من الغادين في الحي غادة
هواي لها ذنب و بهجتها عذر
تروغ إلى الواشين فيَّ و إن لي
لأذنابها من كل واشية وقر
بدوت وأهلي حاضرون لأنني
أرى أن دارا لست من أهلها قفر
وحاربت قومي في هواك و إنهم
وإياي لولا حبك الماء و الخمر
فإن كان ما قال الوشاة و لم يكن
فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفرُ