تُـثار من جديد قضية الاستخدام الـمُحتمل لممراتٍ جوية وبرية عراقية في نقلِ مساعداتٍ إيرانية لسوريا والتي نَفتها بغداد غير مرة.
لكن تقارير إعلامية غربية تواصل تسليط الضوء على هذا الموضوع بعد أن أثيرَ رسمياً قبل نحو أسبوعين خلال المحادثات التي أجراها ثلاثة من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
القضية تأخذ أبعاداً جديدة في أعقاب التصريحات التي نُسبت إلى قائد الحرس الثوري الإيراني الأحد بشأن وجود أفراد من هذه المنظمة في سوريا ولبنان لتقديم مساعدات "غير عسكرية". ثم ما لبثت طهران أن نفت على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين صحة ما تناقلته وسائل الإعلام في هذا الشأن.
وفي عرضها لما أعلنه قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري ونفاهُ الناطق باسم الخارجية رامين مهمان باراست، ذكرت رويترز أنه لم يتسنّ على الفور استيضاح التناقض بين تصريحات كلٍ منهما فيما يبدو. ووصفت هذه الوكالة العالمية للأنباء تصريحات جعفري بأنها أول اعتراف رسمي بأن لإيران وجوداً عسكرياً في سوريا. وأضافت أن النفي اللاحق يشير إلى احتمال أن تكون طهران أُحرِجت بسبب مطالبتها من قبل الرئيس اللبناني بتأكيد عدم وجود أي أفراد من حرسها الثوري في بلاده الآن.
اللافتُ في إعلان جعفري أنه تزامنَ مع تصريحاتٍ لنائب الرئيس العراقي الهارب طارق الهاشمي ذكر فيها أن إيران تستخدم المجال الجوي العراقي في نقل إمدادات إلى قوات الرئيس السوري بشار الأسد وان آلافاً من مقاتلي الميليشيات العراقية عبروا الحدود إلى سوريا لدعم قوات الأسد. وأضاف في مقابلة أجرتها معه رويترز في اسطنبول أن العراق تحوّل إلى ممر للدعم الإيراني للنظام السوري، مشيراً في ذلك إلى تقارير تلقاها من محافظة الأنبار العراقية المتاخمة للحدود مع سوريا ومن المعارضة السورية. ونُسب إلى الهاشمي القول في المقابلة ذاتها
إن العراق يسمح لإيران بالإفلات من العقوبات الاقتصادية التي تقودها ضدها الولايات المتحدة بهدف كبح برنامجها النووي.
لكن علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نفى مجدداً هذه الاتهامات، وأكد أن بغداد ملتزمة بعدم الانحياز لأيٍ من طرفيْ الصراع في سوريا.
كما نقلت رويترز عنه القول إن المالكي يؤكد دائماً على أن العراق لن يسمح لأي دولة باستخدام مجاله الجوي لنقل الأسلحة إلى سوريا.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط علي رضا نوري زاده الذي قال في ردّه على سؤال لإذاعة العراق الحر عن أسباب التناقضات في التصريحات الإيرانية الرسمية الأخيرة إن طهران "ربما باتت تشعر بالحرَج خاصةً بعد استدعاء سفيرها من قبل الرئيس اللبناني وتوجيه استفسارات إلى إيران...لذلك حاولوا بشكل أو آخر تبرير ما نُشر باعتباره خطأ...بينما نحن سمعنا التصريحات الأولى عندما صدرت وكانت تتضمن نفس الكلام الذي نُشر..."، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أضاف نوري زاده أن طهران "كانت في وضع محرج جداً خاصةً على ضوء مشاركتها في اجتماعات الرباعية وحضور وزير خارجيتها في القاهرة" خلال هذه المحادثات التي تتركز على تنسيق الجهود الإقليمية في حل الأزمة السورية.
من جهته، قال الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد لإذاعة العراق الحر في ردّه على سؤال بشأن الإشارات المتجددة لدعمٍ محتمل من قبل ما توصف بميليشيات عراقية للنظام السوري إن محافظ الأنبار "تحدث قبل أشهر عن الموضوع ذاته حينما صرح بوجود متطوعين عراقيين يأتون من محافظات جنوبية ويسلكون الطريق الدولي باتجاه سوريا."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث محيي أيضاً عن تأثير هذه القضية على علاقة التحالف بين بغداد وواشنطن خاصةً وأنها أُثيرت خلال المحادثات الأخيرة التي أجراها وفد رفيع من الكونغرس الأميركي مع مسؤولين عراقيين في وقت سابق من الشهر الحالي. كما أجاب عن سؤال آخر بشأن الترابط المحتمل بين الجهود الإقليمية التي تشارك بها إيران حالياً لحل الأزمة السورية والتمارين البحرية الضخمة التي تجريها دول التحالف في مياه الخليج.
يشار إلى تَـزامُن التصريحات المتعلقة بمساعداتٍ إيرانية محتملة إلى سوريا عبر العراق مع بدء أكبر مناورات بحرية لإزالة الألغام في الخليج بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة أكثر من ثلاثين دولة، بينها بريطانيا وفرنسا واليابان والأردن واليمن.
المناورات التي بدأت الأحد وتستمر حتى 27 أيلول تشمل الخليج وبحر عُمان وخليج عدن لكنها تستثني مضيق هرمز. واعتبرها محللون بمثابة استعراض للقوة يُراد منه توجيه رسالة تحذير شديدة لإيران من مغبة غلق هذا الممر البحري الإستراتيجي والحيوي بالنسبة للتجارة العالمية.
لكن مسؤولين عسكريين في الولايات المتحدة ودول التحالف قللوا من أهمية التمارين. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة (فايننشيال تايمز) Financial Times اللندنية الثلاثاء
عن الليوتنانت كريغ رايلسون الناطق باسم الأسطول الخامس الأميركي ومقره البحرين القول "إن المناورات لا تُجرى ردّاً على أي تهديد أو وضع"، بحسب تعبيره. فيما سعى مسؤولون في البنتاغون إلى تجاهل البعد الإيراني للتمارين التي أُعلن عنها في تموز الماضي في إطار إجراءاتٍ أخرى شملت نشر كاسحات ألغام إضافية في منطقة الخليج منذ ذلك الحين. وقال جورج ليتل الناطق باسم البنتاغون إن "العملية لا تقصد إرسال أي إشارة خاصة عدا عن قوة عزم الولايات المتحدة في إبقاء وجود عسكري قوي في منطقة الشرق الأوسط"، على حد تعبيره. فيما ذكر نائب الأميرال جون ميلر قائد القوات البحرية التابعة للقيادة الأميركية الوسطى أن التمارين "تتعلق بالألغام والجهود الدولية المبذولة لإزالتها"، بحسب ما نقلت عنه (فايننشيال تايمز).
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع د. معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد، والخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط د. علي رضا نوري زاده في لندن.
لكن تقارير إعلامية غربية تواصل تسليط الضوء على هذا الموضوع بعد أن أثيرَ رسمياً قبل نحو أسبوعين خلال المحادثات التي أجراها ثلاثة من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
القضية تأخذ أبعاداً جديدة في أعقاب التصريحات التي نُسبت إلى قائد الحرس الثوري الإيراني الأحد بشأن وجود أفراد من هذه المنظمة في سوريا ولبنان لتقديم مساعدات "غير عسكرية". ثم ما لبثت طهران أن نفت على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين صحة ما تناقلته وسائل الإعلام في هذا الشأن.
وفي عرضها لما أعلنه قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري ونفاهُ الناطق باسم الخارجية رامين مهمان باراست، ذكرت رويترز أنه لم يتسنّ على الفور استيضاح التناقض بين تصريحات كلٍ منهما فيما يبدو. ووصفت هذه الوكالة العالمية للأنباء تصريحات جعفري بأنها أول اعتراف رسمي بأن لإيران وجوداً عسكرياً في سوريا. وأضافت أن النفي اللاحق يشير إلى احتمال أن تكون طهران أُحرِجت بسبب مطالبتها من قبل الرئيس اللبناني بتأكيد عدم وجود أي أفراد من حرسها الثوري في بلاده الآن.
اللافتُ في إعلان جعفري أنه تزامنَ مع تصريحاتٍ لنائب الرئيس العراقي الهارب طارق الهاشمي ذكر فيها أن إيران تستخدم المجال الجوي العراقي في نقل إمدادات إلى قوات الرئيس السوري بشار الأسد وان آلافاً من مقاتلي الميليشيات العراقية عبروا الحدود إلى سوريا لدعم قوات الأسد. وأضاف في مقابلة أجرتها معه رويترز في اسطنبول أن العراق تحوّل إلى ممر للدعم الإيراني للنظام السوري، مشيراً في ذلك إلى تقارير تلقاها من محافظة الأنبار العراقية المتاخمة للحدود مع سوريا ومن المعارضة السورية. ونُسب إلى الهاشمي القول في المقابلة ذاتها
إن العراق يسمح لإيران بالإفلات من العقوبات الاقتصادية التي تقودها ضدها الولايات المتحدة بهدف كبح برنامجها النووي.
لكن علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نفى مجدداً هذه الاتهامات، وأكد أن بغداد ملتزمة بعدم الانحياز لأيٍ من طرفيْ الصراع في سوريا.
كما نقلت رويترز عنه القول إن المالكي يؤكد دائماً على أن العراق لن يسمح لأي دولة باستخدام مجاله الجوي لنقل الأسلحة إلى سوريا.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط علي رضا نوري زاده الذي قال في ردّه على سؤال لإذاعة العراق الحر عن أسباب التناقضات في التصريحات الإيرانية الرسمية الأخيرة إن طهران "ربما باتت تشعر بالحرَج خاصةً بعد استدعاء سفيرها من قبل الرئيس اللبناني وتوجيه استفسارات إلى إيران...لذلك حاولوا بشكل أو آخر تبرير ما نُشر باعتباره خطأ...بينما نحن سمعنا التصريحات الأولى عندما صدرت وكانت تتضمن نفس الكلام الذي نُشر..."، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أضاف نوري زاده أن طهران "كانت في وضع محرج جداً خاصةً على ضوء مشاركتها في اجتماعات الرباعية وحضور وزير خارجيتها في القاهرة" خلال هذه المحادثات التي تتركز على تنسيق الجهود الإقليمية في حل الأزمة السورية.
من جهته، قال الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد لإذاعة العراق الحر في ردّه على سؤال بشأن الإشارات المتجددة لدعمٍ محتمل من قبل ما توصف بميليشيات عراقية للنظام السوري إن محافظ الأنبار "تحدث قبل أشهر عن الموضوع ذاته حينما صرح بوجود متطوعين عراقيين يأتون من محافظات جنوبية ويسلكون الطريق الدولي باتجاه سوريا."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث محيي أيضاً عن تأثير هذه القضية على علاقة التحالف بين بغداد وواشنطن خاصةً وأنها أُثيرت خلال المحادثات الأخيرة التي أجراها وفد رفيع من الكونغرس الأميركي مع مسؤولين عراقيين في وقت سابق من الشهر الحالي. كما أجاب عن سؤال آخر بشأن الترابط المحتمل بين الجهود الإقليمية التي تشارك بها إيران حالياً لحل الأزمة السورية والتمارين البحرية الضخمة التي تجريها دول التحالف في مياه الخليج.
يشار إلى تَـزامُن التصريحات المتعلقة بمساعداتٍ إيرانية محتملة إلى سوريا عبر العراق مع بدء أكبر مناورات بحرية لإزالة الألغام في الخليج بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة أكثر من ثلاثين دولة، بينها بريطانيا وفرنسا واليابان والأردن واليمن.
المناورات التي بدأت الأحد وتستمر حتى 27 أيلول تشمل الخليج وبحر عُمان وخليج عدن لكنها تستثني مضيق هرمز. واعتبرها محللون بمثابة استعراض للقوة يُراد منه توجيه رسالة تحذير شديدة لإيران من مغبة غلق هذا الممر البحري الإستراتيجي والحيوي بالنسبة للتجارة العالمية.
لكن مسؤولين عسكريين في الولايات المتحدة ودول التحالف قللوا من أهمية التمارين. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة (فايننشيال تايمز) Financial Times اللندنية الثلاثاء
عن الليوتنانت كريغ رايلسون الناطق باسم الأسطول الخامس الأميركي ومقره البحرين القول "إن المناورات لا تُجرى ردّاً على أي تهديد أو وضع"، بحسب تعبيره. فيما سعى مسؤولون في البنتاغون إلى تجاهل البعد الإيراني للتمارين التي أُعلن عنها في تموز الماضي في إطار إجراءاتٍ أخرى شملت نشر كاسحات ألغام إضافية في منطقة الخليج منذ ذلك الحين. وقال جورج ليتل الناطق باسم البنتاغون إن "العملية لا تقصد إرسال أي إشارة خاصة عدا عن قوة عزم الولايات المتحدة في إبقاء وجود عسكري قوي في منطقة الشرق الأوسط"، على حد تعبيره. فيما ذكر نائب الأميرال جون ميلر قائد القوات البحرية التابعة للقيادة الأميركية الوسطى أن التمارين "تتعلق بالألغام والجهود الدولية المبذولة لإزالتها"، بحسب ما نقلت عنه (فايننشيال تايمز).
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع د. معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد، والخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط د. علي رضا نوري زاده في لندن.