تتواصلُ احتجاجات شعبية على الفيلم المسيء للإسلام في الوقت الذي دعا تنظيم القاعدة إلى شنّ مزيدٍ من الهجمات على سفارات غربية ويستنكر قادة سياسيون ودينيون العنف ضد البعثات الدبلوماسية باعتباره مشوّهاً للدين الإسلامي.
هذه التظاهرات التي شهدتها غير دولة في الأيام الماضية تستأثر باهتمامٍ إعلامي عالمي واسع مع تحليلاتٍ متواصلة في كبريات الصحف الغربية لتداعياتها وتأثيراتها المحتملة سواءً في سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم الإسلامي أو الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
وفي الساعات الماضية، تناقلت وكالات أنباء عالمية بيان المفتي العام للسعودية الذي شجَب استهداف دبلوماسيين وسفارات أجنبية باعتباره مسيئاً للدين الإسلامي، داعياً في الوقت ذاته دول العالم والمنظمات الدولية إلى "تجريم الإساءة للأنبياء والرسل"، ومندداً بما سماه "المحاولة الإجرامية البائسة بنشر الفيلم المسيء للنبي."
وأشار تقرير لرويتر أنه على العكس تماماً فإن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن حضّ المسلمين السبت على تصعيد احتجاجاتهم وقتل مزيد من الدبلوماسيين الأميركيين في الدول الإسلامية، وقالت القاعدة إنه فصل جديد فيما وصفتها بـ "الحروب الصليبية" على الإسلام.
العراق كان من بين الدول التي شهدت تظاهرات احتجاج على الفيلم المسيء نُظمّت في عدة مدن رئيسية بما في ذلك العاصمة بغداد.
وفي كربلاء، حذر الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة من أن "هذه الإساءات المتكررة يمكن أن تهدد التعايش السلمي." لكنه رفض أعمال العنف قائلاً "يتحتم علينا التحلي بالخلق الكريم وحسن التعايش مع الديانات الأخرى ليعرف هؤلاء مدى بشاعة الجناية التي ارتكبوا"، بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس للأنباء.
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيانٍ رسمي نُشر على موقعه الإلكتروني إن "تكرار الإساءة إلى المقدسات الدينية من قبل أشخاص وجماعات مشبوهة يستحق أشد حالات الإدانة والاستنكار خصوصاً الفيلم الأخير." وأضاف "أن الرد الطبيعي على هؤلاء المشبوهين وأعمالهم المشينة يكون بالتعاون بين أتباع الديانات السماوية على محاصرة العنصريين وعدم نشر أفكارهم الخطيرة والامتناع عن اللجوء إلى العنف والتحلي بمبادئ الإسلام وقيمه الحضارية"، بحسب تعبيره.
وفي الولايات المتحدة، كرر الرئيس باراك أوباما القول إن بلاده ترفض أي إساءة للإسلام، مشيراً إلى عدم وجود أي مبرر أو عذر لمهاجمة السفارات الأميركية ومؤكداً أنه لن يتسامح أبداً مع جهود إلحاق الضرر بالأميركيين. ملاحظة أوباما ورَدت في سياق كلمته الإذاعية الأسبوعية التي قال فيها السبت:
"لقد أوضحتُ أن الولايات المتحدة لديها احترام عميق للناس من جميع الأديان. نحن ندافع عن الحرية الدينية ونرفض تشويه سمعة أي دين، بما في ذلك الإسلام. ولكن ليس هناك أبداً أي مبرر للعنف. لا دين يتغاضى عن استهداف الأبرياء من الرجال والنساء، وليس هناك مبرر لشن هجمات على سفاراتنا وقنصلياتنا. وطالما أنا القائد العام للقوات المسلحة، فإن الولايات المتحدة لن تتسامح مع جهود إلحاق الضرر بمواطنينا الأميركيين."
أوباما كرر تعهدّه بتقديم مهاجمي القنصلية الأميركية في ليبيا للعدالة. وذكر أن الاضطرابات يجب ألا تردع الجهود الأميركية لدعم الديمقراطية في المنطقة وأماكن أخرى، مضيفاً القول:
"أعلم أن الصور على أجهزة التلفزيون مزعجة، ولكن دعونا لا ننسى أبداً أنه مقابل كل غوغائي غاضب يوجد ملايين يتوقون للحرية والكرامة والأمل التي يمثّلها علمُنا."
ولمزيدٍ من المتابعة لتداعيات الاحتجاجات الشعبية المتواصلة على الفيلم المسيء، أجريتُ مقابلة مع الشيخ عبد الله جلال مدير الوقف السني في محافظة الأنبار الذي أجاب أولاً عن سؤال لإذاعة العراق الحر عن أسباب استمرار الغضب الجماهيري في غير دولة عربية وإسلامية، ومن بينها العراق، بالإشارة إلى "حقيقة أن النبي أكبر وأجلّ وأعلى مما وصفوه وما فعلوه"، معتبراً "أن هؤلاء الذين صنعوا مثل هذه المسائل إنما يريدون الفتنة بين المسلمين."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب الشيخ جلال عن سؤال بشأن العنف الذي ترافَـق مع بعض الاحتجاجات الشعبية وأسفر عن مقتل دبلوماسيين أجانب. وفي هذا الصدد، قال "إن النبي (ص) لو عُرض عليه قتل هؤلاء الناس لم يرضَ إذ أنه ربّانا على أن نكون أمة إسلامية تُحسن الخير. أما قتل الأبرياء فهو بعيد كل البُعد عن الإسلام والمسلمين... "
ولاحظَ مدير الوقف السني في محافظة الأنبار أن "التظاهر فيه جوانب سلبية وأخرى إيجابية... ولكن غضب الجماهير يحصل بسبب حبّهم للنبي (ص)...ولربما انزعجوا ولكنهم لم يعرفوا التعبير... ولربما هناك مَـنْ اندسّوا مع هؤلاء لتشويه سمعة الإسلام والمسلمين..."، بحسب تعبيره.
وفي إجابته عن سؤال آخر، ذكر الشيخ جلال أنه "لا يجوز شرعاً مهاجمة السفارات"، ولكنه أكد "حق التظاهر بشكل سلمي".
من جهته، قارَن رجل الدين اللبناني السيد وسام ترحيني المستشار الثقافي في مؤسسة الخوئي وممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لندن بين "ردود الفعل الشعبية العارمة" على الفيلم الأخير وردود أخرى "طفيفة" كانت تصدر في كل مرة سابقة يُساء فيها إلى الإسلام "خصوصاً من قبل الذين يتشدقون بحماية الأنظمة الدولية والأعراف الإنسانية وما إلى ذلك..".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث السيد ترحيني عن أسباب العنف الذي ترافَق مع التظاهرات الغاضبة والذي حضّت بيانات رسمية على تجنّبه لكونه يتنافى مع التعاليم الدينية. وفي سياق أجابته، اعتبر "أن الأشخاص الذين يقومون بأعمالهم من رجال ونساء أتوا من وراء البحار...ثم يتعرضون للقتل بهذه الطريقة فإننا جميعاً نـتّحد باستنكار هذا الأمر."
وفي حديثه عن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، أشار إلى المقطع "المؤثر جداً من حديث وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حينما تساءلت عن أسباب قتل السفير الأميركي وعدم تصديقها لما جرى خاصةً وأنه ساعدهم في تحرير بلادهم." وأضاف قائلاً:
"نحن نقول أنه مَـن يريد أن لا يُساء إلى النبي (ص) لا مرة ولا ثانية ولا ثالثة لا في أوروبا ولا في المشرق ولا في أميركا أنه لا بد أن يكون هناك تعاون من أجل عدم مساعدة القاعدة وعدم إفساح المجال لهذا التنظيم المسؤول عن مئات القتلى في العراق، على سبيل المثال، ولم نرَ العالم يحرّك ساكناً...".
هذه التظاهرات التي شهدتها غير دولة في الأيام الماضية تستأثر باهتمامٍ إعلامي عالمي واسع مع تحليلاتٍ متواصلة في كبريات الصحف الغربية لتداعياتها وتأثيراتها المحتملة سواءً في سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم الإسلامي أو الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
وفي الساعات الماضية، تناقلت وكالات أنباء عالمية بيان المفتي العام للسعودية الذي شجَب استهداف دبلوماسيين وسفارات أجنبية باعتباره مسيئاً للدين الإسلامي، داعياً في الوقت ذاته دول العالم والمنظمات الدولية إلى "تجريم الإساءة للأنبياء والرسل"، ومندداً بما سماه "المحاولة الإجرامية البائسة بنشر الفيلم المسيء للنبي."
وأشار تقرير لرويتر أنه على العكس تماماً فإن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن حضّ المسلمين السبت على تصعيد احتجاجاتهم وقتل مزيد من الدبلوماسيين الأميركيين في الدول الإسلامية، وقالت القاعدة إنه فصل جديد فيما وصفتها بـ "الحروب الصليبية" على الإسلام.
العراق كان من بين الدول التي شهدت تظاهرات احتجاج على الفيلم المسيء نُظمّت في عدة مدن رئيسية بما في ذلك العاصمة بغداد.
وفي كربلاء، حذر الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة من أن "هذه الإساءات المتكررة يمكن أن تهدد التعايش السلمي." لكنه رفض أعمال العنف قائلاً "يتحتم علينا التحلي بالخلق الكريم وحسن التعايش مع الديانات الأخرى ليعرف هؤلاء مدى بشاعة الجناية التي ارتكبوا"، بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس للأنباء.
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيانٍ رسمي نُشر على موقعه الإلكتروني إن "تكرار الإساءة إلى المقدسات الدينية من قبل أشخاص وجماعات مشبوهة يستحق أشد حالات الإدانة والاستنكار خصوصاً الفيلم الأخير." وأضاف "أن الرد الطبيعي على هؤلاء المشبوهين وأعمالهم المشينة يكون بالتعاون بين أتباع الديانات السماوية على محاصرة العنصريين وعدم نشر أفكارهم الخطيرة والامتناع عن اللجوء إلى العنف والتحلي بمبادئ الإسلام وقيمه الحضارية"، بحسب تعبيره.
وفي الولايات المتحدة، كرر الرئيس باراك أوباما القول إن بلاده ترفض أي إساءة للإسلام، مشيراً إلى عدم وجود أي مبرر أو عذر لمهاجمة السفارات الأميركية ومؤكداً أنه لن يتسامح أبداً مع جهود إلحاق الضرر بالأميركيين. ملاحظة أوباما ورَدت في سياق كلمته الإذاعية الأسبوعية التي قال فيها السبت:
"لقد أوضحتُ أن الولايات المتحدة لديها احترام عميق للناس من جميع الأديان. نحن ندافع عن الحرية الدينية ونرفض تشويه سمعة أي دين، بما في ذلك الإسلام. ولكن ليس هناك أبداً أي مبرر للعنف. لا دين يتغاضى عن استهداف الأبرياء من الرجال والنساء، وليس هناك مبرر لشن هجمات على سفاراتنا وقنصلياتنا. وطالما أنا القائد العام للقوات المسلحة، فإن الولايات المتحدة لن تتسامح مع جهود إلحاق الضرر بمواطنينا الأميركيين."
أوباما كرر تعهدّه بتقديم مهاجمي القنصلية الأميركية في ليبيا للعدالة. وذكر أن الاضطرابات يجب ألا تردع الجهود الأميركية لدعم الديمقراطية في المنطقة وأماكن أخرى، مضيفاً القول:
"أعلم أن الصور على أجهزة التلفزيون مزعجة، ولكن دعونا لا ننسى أبداً أنه مقابل كل غوغائي غاضب يوجد ملايين يتوقون للحرية والكرامة والأمل التي يمثّلها علمُنا."
ولمزيدٍ من المتابعة لتداعيات الاحتجاجات الشعبية المتواصلة على الفيلم المسيء، أجريتُ مقابلة مع الشيخ عبد الله جلال مدير الوقف السني في محافظة الأنبار الذي أجاب أولاً عن سؤال لإذاعة العراق الحر عن أسباب استمرار الغضب الجماهيري في غير دولة عربية وإسلامية، ومن بينها العراق، بالإشارة إلى "حقيقة أن النبي أكبر وأجلّ وأعلى مما وصفوه وما فعلوه"، معتبراً "أن هؤلاء الذين صنعوا مثل هذه المسائل إنما يريدون الفتنة بين المسلمين."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب الشيخ جلال عن سؤال بشأن العنف الذي ترافَـق مع بعض الاحتجاجات الشعبية وأسفر عن مقتل دبلوماسيين أجانب. وفي هذا الصدد، قال "إن النبي (ص) لو عُرض عليه قتل هؤلاء الناس لم يرضَ إذ أنه ربّانا على أن نكون أمة إسلامية تُحسن الخير. أما قتل الأبرياء فهو بعيد كل البُعد عن الإسلام والمسلمين... "
ولاحظَ مدير الوقف السني في محافظة الأنبار أن "التظاهر فيه جوانب سلبية وأخرى إيجابية... ولكن غضب الجماهير يحصل بسبب حبّهم للنبي (ص)...ولربما انزعجوا ولكنهم لم يعرفوا التعبير... ولربما هناك مَـنْ اندسّوا مع هؤلاء لتشويه سمعة الإسلام والمسلمين..."، بحسب تعبيره.
وفي إجابته عن سؤال آخر، ذكر الشيخ جلال أنه "لا يجوز شرعاً مهاجمة السفارات"، ولكنه أكد "حق التظاهر بشكل سلمي".
من جهته، قارَن رجل الدين اللبناني السيد وسام ترحيني المستشار الثقافي في مؤسسة الخوئي وممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لندن بين "ردود الفعل الشعبية العارمة" على الفيلم الأخير وردود أخرى "طفيفة" كانت تصدر في كل مرة سابقة يُساء فيها إلى الإسلام "خصوصاً من قبل الذين يتشدقون بحماية الأنظمة الدولية والأعراف الإنسانية وما إلى ذلك..".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث السيد ترحيني عن أسباب العنف الذي ترافَق مع التظاهرات الغاضبة والذي حضّت بيانات رسمية على تجنّبه لكونه يتنافى مع التعاليم الدينية. وفي سياق أجابته، اعتبر "أن الأشخاص الذين يقومون بأعمالهم من رجال ونساء أتوا من وراء البحار...ثم يتعرضون للقتل بهذه الطريقة فإننا جميعاً نـتّحد باستنكار هذا الأمر."
وفي حديثه عن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، أشار إلى المقطع "المؤثر جداً من حديث وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حينما تساءلت عن أسباب قتل السفير الأميركي وعدم تصديقها لما جرى خاصةً وأنه ساعدهم في تحرير بلادهم." وأضاف قائلاً:
"نحن نقول أنه مَـن يريد أن لا يُساء إلى النبي (ص) لا مرة ولا ثانية ولا ثالثة لا في أوروبا ولا في المشرق ولا في أميركا أنه لا بد أن يكون هناك تعاون من أجل عدم مساعدة القاعدة وعدم إفساح المجال لهذا التنظيم المسؤول عن مئات القتلى في العراق، على سبيل المثال، ولم نرَ العالم يحرّك ساكناً...".