ويأتي الإعلان العراقي عقب تباينات شهدها اجتماع للمندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية، وتركزت حول محورين، الأول: تحديد سقف زمني لمهمة الإبراهيمي في دمشق، والثاني: تحديد ملامح رئيسية للمهمة، غير أن الإبراهيمي أصر من جانبه على رفض تحديد سقف زمني للمهمة، كما أكد على ضرورة أن يتواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد، كما يفعل مع المعارضة.
وقال السفير العزاوي إن "العراق يضع كل الصلاحيات بيد الإبراهيمي"، وأضاف أن "الإبراهيمي رجل المهام الصعبة، ولا يمكن عرقلة خطته بل لابد من العمل على إنجاح"، وأشار العزاوي إلى أن "بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمة الإبراهيمي، وهو ما رفضه العراق رفضا قاطعا على اعتبار أن المبعوث العربي الأممي المشترك لا يمكن أن يعمل في مهمة صعبة بوقت محدد"، وقال العزاوي إن "الدول العربية توافقت على الموقف العراقي".
وأعلن العزاوي أن "الأخضر الإبراهيمي سيصل إلى دمشق الخميس 13 أيلول، وذلك لعقد لقاءات مع المسؤولين السوريين، والأطراف المعارضة بهدف البدء في خطوات تنفيذ مهمته".
وكان الإبراهيمي قد بدأ مهمته شهر أب الماضي بالاتصال بالدول العربية والإقليمية والدولية، ثم اجتمع بالدول العربية للحصول على تفويض عربي للتعامل مع الأزمة السورية، ووصفه العزاوي بأنه "صاحب عقل وفكر كبير وله تجارب في العراق وأفغانستان وقد وصل إلى حلول منطقية ومهمة".
وقال العزاوي إن "العراق يسعى إلى حل سلمي في الأزمة السورية بالنظر إلى أنها تأثر عليه بصورة مباشرة، وسوف تنتقل تداعياتها إلى الداخل العراق"، وشدد العزاوي على إصرار بغداد على الحل السلمي للأزمة السورية، وعدم خوض في حرب تؤثر علينا بشكل مباشر"، عل حد تعبيره.
وشهدت القاهرة خلال هذا الأسبوع اجتماعات سرية للمعارضة السورية برعاية أساسية من جماعة الأخوان المسلمين، وشهدت هذه الاجتماعات تداولا في شكل السلطة ونظام الحكم ما بعد نظام بشر، وبالتوازي استقبلت القاهرة مسؤولين من إيران وتركيا، والمملكة العربية السعودية تمهيدا لاجتماع للجنة الإقليمية التي اقترحها الرئيس المصري محمد مرسي خلال مؤتمر عدم الانحياز بطهران.
واستقبلت جامعة الدول العربية ثلاثة اجتماعات مهمة حول الملف السوري الأربعاء 12 أب، وانعقد اجتماعا ثلاثيا ضم الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان رئيس وزراء دولة قطر رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا، والأخضر الإبراهيمي الممثل العربي الأممي المشترك، والأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، واجتماع ثالث لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين للدول العربية مع الأخضر الإبراهيمي.
وعلى صعيد الاجتماعات الإقليمية التي تشهدها القاهرة، ذكرت مصادر دبلوماسية عربية أن إيران اقترحت توسعة اللجنة الإقليمية التي دعا إلى تشكيلها الرئيس المصري محمد مرسي، وطلبت ضم العراق إلى هذه اللجنة.
وذكرت المصادر نفسها أن اللجنة العربية الوزارية المعنية بسوريا برئاسة الشيخ حمد بن جاسم طلبت من الأخضر الإبراهيمي تصورا محددا لملامح مهتمه في دمشق، غير أنه يميل لعدم إلزام نفسه بوضع تصور إلا بعد لقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وتعتبر اللجنة أن لقاء الأسد على أهميته معناه التخلي عن فكرة تنحي بشار.
وذكرت المصادر أن الموقف العراقي في اجتماعات مجلس الجامعة العربية حسم الأمر لصالح التصور المطروح من قبل الأخضر الإبراهيمي، وتوافقت الدول العربية عليه مع وجود تباينات من بعض الأطراف في مقدمتها قطر.
وقالت المصادر إن القاهرة بذلت جهدا لمحاولة إقناع طهران بالتخلي عن بشار الأسد، في مقابل الحصول على تطمينات بأن النظام البديل في سوريا لن يكون بالضرورة معاديا للنظام الإيراني، خاصة إذا ما تولى الإخوان المسلمين دور مهم في النظام الجديد.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس المصري المنتمي لجماعة الأخوان المسلمين محمد مرسي بدأ في التواصل مع أفرع جماعة الإخوان في المنطقة، وكذلك تركيا مع الحفاظ على العلاقات المصرية التقليدية مع دول الخليج العربية، والولايات المتحدة، وتهدف تحركات الرئيس المصري إلى إنهاء سريع للأزمة السورية بتخلي نظام بشار عن الحكم.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية لمّح إلى أن الإبراهيمي ليس ملزما بأي مرجعيات، وبما فيها المبادرة العربية التي تدعو إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد والخروج الآمن له ولأسرته.