وضعت وزارة الثقافة الخميس حجر الأساس لإنشاء منتدى معرفيا خاصا بطائفة الصابئة المندائية في مسعى للحفاظ على ما تبقى من أبناء هذه الأقلية الدينية الأساسية المهددة بالانحسار.
ونقلت فرانس برس عن وكيل الوزارة طاهر الحمود قوله أنها خطوة لإنصاف هذه الطائفة لأنها تعرضت الى حيف وظلم كبير شأنها شان أقليات دينية الأخرى كالمسيحيين والايزيديين.
ومن المنتظر ان يباشر بانشاء دار المعرفة المندائي قريبا، ويقع قرب "المندى" احد ابرز معابد الصابئة ، في منطقة القادسية في بغداد والذي شيد في فترة الرئيس السابق صدام حسين في تسعينات القرن الماضي.
وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود وضع الحجر الأساس للمشروع بمشاركة زعيم الطائفة في العراق ستار جبار، و سيقام على مساحة 1080 مترا مربعا بكلفة تبلغ نحو مليون دولار، وسيضم قاعات لعروض متحفية، فضلا عن أماكن لتأدية الطقوس والنشاطات المختلفة لأبناء الطائفة.
طاهر الحمود أشار الى ان إنشاء دار المعرفة المندائي يأتي في إطار السعي للحافظ على ابناء الطائفة ، معترفا بان أعدادا كبيرة منهم تركت العراق بحكم الظروف الصعبة وعمليات الإرهاب التي طالتهم مثلما طالت الطوائف الأخرى. وشدد الحمود في حديثه لفرانس بريس على حرص الحكومة العراقية على المحافظة على هذه الطائفة، وإشعارها بالأمان ماديا ومعنويا.
15 أسرة مندائية تترك السويد وتعود الى البصرة
المتحدث باسم وزارة الثقافة عبد القادر السعدي ذكر في حديث لإذاعة العراق الحر أن وزارته حريصة على انجاز المشروع كتعبير عن اهتمامها بثقافة المكونات العراقية، ولأنه يقع في إطار مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013 .
وعدّ رئيسُ مجلس شؤون الصابئة المندائيين توما زكي زهرون إنشاء دار المعرفة المندائي، اعترافاً بان الصابئة جزء أساس في حضارة وادي الرافدين:
رئيس مجلس شؤون الصابئة المندائيين توما زكي زهرون تحدث لاذاعة العراق الحر عن انخفاض كبير في اعداد الصابئة خلا ل العقود الأخيرة فقد تناقص عديدهم من 100نحو ألف بداية الثمانينات الى حوالي 15 ألف حاليا ، يتركز وجودهم في مدن مثل بغداد والديوانية والكوت والعمارة والبصرة.
وعلى الرغم من نزوح اغلب الصابئة من موطنهم الأصلي العراق، إلا أن الكثير منهم مازال يحن الى العودة الى ارض الجدود، ويكشف رئيس مجلس شؤون الصابئة المندائيين توما زكي زهرون، خلال حديثه لاذاعة العراق الحر عن أن خمس عشرة عائلة صابئية مهاجرة الى السويد ، فضلت مؤخرا العودة الى محافظة البصرة، بسبب صعوبة تأقلمها أبنائها مع المجتمعات الغربية
المندائية أولى الديانات الموحدة
تعود جذور الصابئة المندائيين الى ما قبل المسيحية، ولهم لغة تعدُ شكلا من أشكال اللغة الآرامية، ويعتبرون آدم نبيهم ويقدسون يوحنا المعمدان..
و يعتقد باحثون أن المندائية هي أول الأديان الموحدة، وتواجد اتباعها في عدد من المدن العراقية و في إقليم الأهواز في إيران، كما أن هناك البعض منهم في مدن فلسطينية، ودرج على تسميتهم باللهجة العراقية بـ "لصُّبة".
يذكر الباحث في شؤون الاهوار وتأريخ العمارة جبار الجويبراوي، أن الصابئة عرفوا بوداعتهم ومسالمتهم للطوائف التي جاوروها، وقد امتهنوا صياغة الذهب والفضة في المدن، وصناعة القوارب والعُدد الزراعية في القرى والأرياف قرب الأنهار ومنها دجلة و الكحلاء والمشرح. مشيرا الى أنهم حضوا بحماية شيوخ العشائر في تلك المناطق.
سجل العديد من أبناء الطائفة المندائية تميزا في مجالات العلوم والطب والهندسة والأدب والفنون والشعر وغيرها، وبرزت اسماء مهمة في تلك المجالات.
وذكر الباحث جبار الجويبراوي خلال حديثه لإذاعة العراق الحر دور معلميه من الصابئة الذين كانوا من أوائل المعلمين ي مدينة العمارة وحضوا نتيجة ذلك باحترام الطلبة وأهاليهم خلا ل النصف الأول من القرن الماضي، ،
ويحفظ أهالي العمار الفضل لـحوالي 45 معلما من الصابئة المندائيين الذين تخرجوا في مدرسة قلعة صالح التي أسست عام 1916، واخذوا على عاتقهم تدريس أبناء العمارة بمختلف انتماءاتهم.
التعميد في الأنهار بحماية الشيوخ أو الشرط
غالبا ما يختار الصابئة العيشَ قرب الأنهار لالتزامهم بطقس التعميد الذي عرفوا به ، حيث يجرون مراسيم التعميد في مناسبات متعددة سنويا، وذلك بارتداء الزي الأبيض، ونزول المعتمد إلى النهر، وأثناء ذلك تُرتل بعض الصلوات الدينية، لكي يغتسل من ذنوبه وخطاياه، بحسب معتقداتهم، ويرى الباحث جبار الجويبراوي أن كلمة صابئة مشتقة من الجذر (صبا) ، والذي يعني باللغة المندائية: "اصطبغ أو غطس في الماء.
ويوثق الجويبراوي ان الصابئة كانوا يمارسون طقوس التعميد المندائية في مياه الانهار في القرى والأرياف بدون قلق، حيث يوفر لهم شيوخ العشائر حماية من الفضوليين والمتلصصين، بينما يذكر ان رجال الشرطة خلال الخمسينات كانوا يؤمنون أجواءً آمنة للصابئة وهم يتعمدون في مياه نهر دجلة داخل مدينة العمارة.
وعلى الرغم مما تعرض له الصابئة من تهديد واضطهاد من قبل مجاميع متشددة، اجبرت الكثير منهم الى ترك البلاد، فان المتبقين منهم مازالوا يعيشون اليوم بوئام مع المسلمين في المدن المختلفة، ويلاحظ الباحث الجزيبراوي انهم كثيرا ما شاركوا المسلمين في مناسباتهم المختلفة خصوصا خلال شهري رمضان ومحرم.
عُرف عن أبناء المكونات الصغيرة في العراق وداعتهم ومسالمتهم ، وإذا ما تسنى للبعض منا مخالطتهم والاطلاع على عاداتهم وتقاليدهم، فان الكثير من أبناء الجيل الجديد لم تتح لهم فرص التواصل مع ابناء تلك المكونات
ويرى البعض إنشاء دار المعرفة المندائي اعترافا بدور الصابئة في حضارة العراق منذ القدم وفرصة للتعريف بتراثهم وثقافتهم ، زعيم الطائفة ستار جبار -الذي تقيم اسرته في استراليا حيث تعيش اكبر جالية صابئية في العالم-، كان أكد في حديث سابق لإذاعة العراق الحر أن معرفة الآخر والتعرف على ثقافته وعاداته ، تمثل عبور نصف المسافة بين الناس للاقتراب من بعضهم وللتعايش بسلام ومحبة.
ونقلت فرانس برس عن وكيل الوزارة طاهر الحمود قوله أنها خطوة لإنصاف هذه الطائفة لأنها تعرضت الى حيف وظلم كبير شأنها شان أقليات دينية الأخرى كالمسيحيين والايزيديين.
ومن المنتظر ان يباشر بانشاء دار المعرفة المندائي قريبا، ويقع قرب "المندى" احد ابرز معابد الصابئة ، في منطقة القادسية في بغداد والذي شيد في فترة الرئيس السابق صدام حسين في تسعينات القرن الماضي.
وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود وضع الحجر الأساس للمشروع بمشاركة زعيم الطائفة في العراق ستار جبار، و سيقام على مساحة 1080 مترا مربعا بكلفة تبلغ نحو مليون دولار، وسيضم قاعات لعروض متحفية، فضلا عن أماكن لتأدية الطقوس والنشاطات المختلفة لأبناء الطائفة.
طاهر الحمود أشار الى ان إنشاء دار المعرفة المندائي يأتي في إطار السعي للحافظ على ابناء الطائفة ، معترفا بان أعدادا كبيرة منهم تركت العراق بحكم الظروف الصعبة وعمليات الإرهاب التي طالتهم مثلما طالت الطوائف الأخرى. وشدد الحمود في حديثه لفرانس بريس على حرص الحكومة العراقية على المحافظة على هذه الطائفة، وإشعارها بالأمان ماديا ومعنويا.
15 أسرة مندائية تترك السويد وتعود الى البصرة
المتحدث باسم وزارة الثقافة عبد القادر السعدي ذكر في حديث لإذاعة العراق الحر أن وزارته حريصة على انجاز المشروع كتعبير عن اهتمامها بثقافة المكونات العراقية، ولأنه يقع في إطار مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013 .
وعدّ رئيسُ مجلس شؤون الصابئة المندائيين توما زكي زهرون إنشاء دار المعرفة المندائي، اعترافاً بان الصابئة جزء أساس في حضارة وادي الرافدين:
رئيس مجلس شؤون الصابئة المندائيين توما زكي زهرون تحدث لاذاعة العراق الحر عن انخفاض كبير في اعداد الصابئة خلا ل العقود الأخيرة فقد تناقص عديدهم من 100نحو ألف بداية الثمانينات الى حوالي 15 ألف حاليا ، يتركز وجودهم في مدن مثل بغداد والديوانية والكوت والعمارة والبصرة.
وعلى الرغم من نزوح اغلب الصابئة من موطنهم الأصلي العراق، إلا أن الكثير منهم مازال يحن الى العودة الى ارض الجدود، ويكشف رئيس مجلس شؤون الصابئة المندائيين توما زكي زهرون، خلال حديثه لاذاعة العراق الحر عن أن خمس عشرة عائلة صابئية مهاجرة الى السويد ، فضلت مؤخرا العودة الى محافظة البصرة، بسبب صعوبة تأقلمها أبنائها مع المجتمعات الغربية
المندائية أولى الديانات الموحدة
تعود جذور الصابئة المندائيين الى ما قبل المسيحية، ولهم لغة تعدُ شكلا من أشكال اللغة الآرامية، ويعتبرون آدم نبيهم ويقدسون يوحنا المعمدان..
و يعتقد باحثون أن المندائية هي أول الأديان الموحدة، وتواجد اتباعها في عدد من المدن العراقية و في إقليم الأهواز في إيران، كما أن هناك البعض منهم في مدن فلسطينية، ودرج على تسميتهم باللهجة العراقية بـ "لصُّبة".
يذكر الباحث في شؤون الاهوار وتأريخ العمارة جبار الجويبراوي، أن الصابئة عرفوا بوداعتهم ومسالمتهم للطوائف التي جاوروها، وقد امتهنوا صياغة الذهب والفضة في المدن، وصناعة القوارب والعُدد الزراعية في القرى والأرياف قرب الأنهار ومنها دجلة و الكحلاء والمشرح. مشيرا الى أنهم حضوا بحماية شيوخ العشائر في تلك المناطق.
سجل العديد من أبناء الطائفة المندائية تميزا في مجالات العلوم والطب والهندسة والأدب والفنون والشعر وغيرها، وبرزت اسماء مهمة في تلك المجالات.
وذكر الباحث جبار الجويبراوي خلال حديثه لإذاعة العراق الحر دور معلميه من الصابئة الذين كانوا من أوائل المعلمين ي مدينة العمارة وحضوا نتيجة ذلك باحترام الطلبة وأهاليهم خلا ل النصف الأول من القرن الماضي، ،
ويحفظ أهالي العمار الفضل لـحوالي 45 معلما من الصابئة المندائيين الذين تخرجوا في مدرسة قلعة صالح التي أسست عام 1916، واخذوا على عاتقهم تدريس أبناء العمارة بمختلف انتماءاتهم.
التعميد في الأنهار بحماية الشيوخ أو الشرط
غالبا ما يختار الصابئة العيشَ قرب الأنهار لالتزامهم بطقس التعميد الذي عرفوا به ، حيث يجرون مراسيم التعميد في مناسبات متعددة سنويا، وذلك بارتداء الزي الأبيض، ونزول المعتمد إلى النهر، وأثناء ذلك تُرتل بعض الصلوات الدينية، لكي يغتسل من ذنوبه وخطاياه، بحسب معتقداتهم، ويرى الباحث جبار الجويبراوي أن كلمة صابئة مشتقة من الجذر (صبا) ، والذي يعني باللغة المندائية: "اصطبغ أو غطس في الماء.
ويوثق الجويبراوي ان الصابئة كانوا يمارسون طقوس التعميد المندائية في مياه الانهار في القرى والأرياف بدون قلق، حيث يوفر لهم شيوخ العشائر حماية من الفضوليين والمتلصصين، بينما يذكر ان رجال الشرطة خلال الخمسينات كانوا يؤمنون أجواءً آمنة للصابئة وهم يتعمدون في مياه نهر دجلة داخل مدينة العمارة.
وعلى الرغم مما تعرض له الصابئة من تهديد واضطهاد من قبل مجاميع متشددة، اجبرت الكثير منهم الى ترك البلاد، فان المتبقين منهم مازالوا يعيشون اليوم بوئام مع المسلمين في المدن المختلفة، ويلاحظ الباحث الجزيبراوي انهم كثيرا ما شاركوا المسلمين في مناسباتهم المختلفة خصوصا خلال شهري رمضان ومحرم.
عُرف عن أبناء المكونات الصغيرة في العراق وداعتهم ومسالمتهم ، وإذا ما تسنى للبعض منا مخالطتهم والاطلاع على عاداتهم وتقاليدهم، فان الكثير من أبناء الجيل الجديد لم تتح لهم فرص التواصل مع ابناء تلك المكونات
ويرى البعض إنشاء دار المعرفة المندائي اعترافا بدور الصابئة في حضارة العراق منذ القدم وفرصة للتعريف بتراثهم وثقافتهم ، زعيم الطائفة ستار جبار -الذي تقيم اسرته في استراليا حيث تعيش اكبر جالية صابئية في العالم-، كان أكد في حديث سابق لإذاعة العراق الحر أن معرفة الآخر والتعرف على ثقافته وعاداته ، تمثل عبور نصف المسافة بين الناس للاقتراب من بعضهم وللتعايش بسلام ومحبة.