يَـتَحوّلُ مسارُ الجهود الدولية لحل أزمة سوريا نحو ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة في ضوء الأرقام اليومية التي تؤكد زيادة أعداد اللاجئين الفارّين من العنف إلى دول الجوار.
أحدث بيانات الأمم المتحدة تشير إلى فرار 100 ألف لاجئ من سوريا خلال آب المنصرم فقط، وهو أعلى رقم شهري منذ بدء الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 17 شهرا.
وفي إعلانها ذلك، قالت ناطقة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف الثلاثاء إن إجمالي عدد اللاجئين السوريين المسجّلين أو الذين ينتظرون التسجيل لدى هذه الوكالة الدولية بلغ في الثاني من أيلول234,368 فرداً. ووصَفت الناطقة ميليسا فليمنغ هذا الرقم بأنه "مُـذهل"، بحسب ما نقلت عنها أسوشييتد برس.
في غضون ذلك، اجتمع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق الثلاثاء في إطار مسعاه من أجل تسهيل دخول موظفي الإغاثة إلى المناطق التي تحتاج لعملهم فيها. وذكر الناطق باسم الصليب الأحمر الدولي هشام حسن أن المحادثات استغرقت 45 دقيقة دون الإدلاء بتفصيلات أخرى، بحسب ما أفادت رويترز.
وكانت هذه المنظمة الإنسانية الدولية أعلنت أن زيارة ماورر سوف تتركز على "الموقف الإنساني الذي يتدهور بسرعة" في سوريا.
الصين قالت من جهتها الثلاثاء إن "الوضع في سوريا يزداد سوءا" لكنها ما زالت تعارض أي تدخل خارجي مسلح فيها. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي بأن "الحل السياسي ما زال هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا."
صَـدَر هذا التصريح قبل ساعات من وصول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى بيجين في وقت لاحق الثلاثاء.
وكانت صحيفة (الشعب) الصينية قالت الاثنين إن اقتراح تركيا بإقامة "منطقة آمنة" داخل سوريا تحت حماية أجنبية للمدنيين الفارّين من العنف المتزايد هناك لن يساعد في حل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وفي تلخيصها لافتتاحية هذه الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، أشارت رويترز إلى خشية تركيا من حدوث تدفق كبير للاجئين مماثل لهروب نصف مليون كردي عراقي إلى الأراضي التركية بعد حرب الخليج عام 1991. ولكن الصحيفة انتقدت اقتراح أنقرة قائلةً أن مسألة المناطق الآمنة لن تنجح وإن "أي محاولات للمساعدة في تخفيف المشكلة لابد وأن تحترم سيادة سوريا واستقلالها." وأضافت "يجب عدم تسييس الإنسانية أو عسكرتها"، بحسب تعبيرها.
تتسارعُ الجهود الدولية في مجال الإغاثة الإنسانية في الوقت الذي وصَف الوسيط الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي مهمته بأنها "شبه مستحيلة" وطلبت روسيا من رعاياها مغادرة سوريا. ونُقل عن وزارة الخارجية الروسية القول في تحذيراتٍ نشَرتها مساء الاثنين إن "تصريحات الجيش السوري الحر بشأن عزمه على إسقاط الطائرات المدنية على دمشق وحلب، أثارت جزع موسكو"، معتبرةً أن "مثل هذه التهديدات تشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، ومضيفةً أنها "تؤكد توصيتها للمواطنين الروس لتجنّب الرحلات إلى سوريا، وتنصح الذين يعيشون هناك باستخدام طرق الخروج الآمن."
ولتحليل مستجدات الموقف الروسي، أجريتُ مقابلة مع الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو التي أجابت أولاً عن سؤال لإذاعة العراق الحر بشأن أسباب الطلب من الرعايا الروس مغادرة سوريا بالقول إن "روسيا بدأت تتفهم بأن الحرب الأهلية في سوريا تتعمق ولكن أي تغيرات جذرية في سياسة موسكو تجاه الأزمة السورية لم تحدث..أما التحذيرات الأخيرة للرعايا الروس حول مغادرة سوريا فهي ليست الأولى إذ سبق لوزارة الخارجية الروسية أن أصدرت تحذيرات مماثلة قبل بضعة أشهر وذلك بالإضافة إلى الإجراء الذي اتخذته شركة الطيران الروسية إيروفلوت بتعليق رحلاتها إلى سوريا منذ السادس من آب."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ظهر الثلاثاء ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجابت سوبونينا عن سؤال يتعلق بموقف موسكو من اقتراح إقامة مناطق آمنة داخل سوريا للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسبب زيادة أعداد اللاجئين السوريين الفارّين إلى دول الجوار. وفي هذا الصدد، قالت إن "موسكو تؤيد تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين السوريين وخاصةً للاجئين ولكنها تعارض إقامة مناطق عازلة داخل سوريا." وأعربت عن اعتقادها بأنه في حال مناقشة هذا الموضوع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فإن روسيا "سوف تصوّت ضده لأنها تعتبره انتهاكاً لسيادة سوريا."
وفي إجابتها عن سؤال آخر، توقَـعّت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط أن تشهد الأيام المقبلة مفاوضات دولية "مهمة" في شأن الأزمة السورية عند انعقاد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في مدينة فلاديفوستوك الروسية.
أحدث بيانات الأمم المتحدة تشير إلى فرار 100 ألف لاجئ من سوريا خلال آب المنصرم فقط، وهو أعلى رقم شهري منذ بدء الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 17 شهرا.
وفي إعلانها ذلك، قالت ناطقة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف الثلاثاء إن إجمالي عدد اللاجئين السوريين المسجّلين أو الذين ينتظرون التسجيل لدى هذه الوكالة الدولية بلغ في الثاني من أيلول234,368 فرداً. ووصَفت الناطقة ميليسا فليمنغ هذا الرقم بأنه "مُـذهل"، بحسب ما نقلت عنها أسوشييتد برس.
في غضون ذلك، اجتمع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق الثلاثاء في إطار مسعاه من أجل تسهيل دخول موظفي الإغاثة إلى المناطق التي تحتاج لعملهم فيها. وذكر الناطق باسم الصليب الأحمر الدولي هشام حسن أن المحادثات استغرقت 45 دقيقة دون الإدلاء بتفصيلات أخرى، بحسب ما أفادت رويترز.
وكانت هذه المنظمة الإنسانية الدولية أعلنت أن زيارة ماورر سوف تتركز على "الموقف الإنساني الذي يتدهور بسرعة" في سوريا.
الصين قالت من جهتها الثلاثاء إن "الوضع في سوريا يزداد سوءا" لكنها ما زالت تعارض أي تدخل خارجي مسلح فيها. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي بأن "الحل السياسي ما زال هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا."
صَـدَر هذا التصريح قبل ساعات من وصول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى بيجين في وقت لاحق الثلاثاء.
وكانت صحيفة (الشعب) الصينية قالت الاثنين إن اقتراح تركيا بإقامة "منطقة آمنة" داخل سوريا تحت حماية أجنبية للمدنيين الفارّين من العنف المتزايد هناك لن يساعد في حل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وفي تلخيصها لافتتاحية هذه الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، أشارت رويترز إلى خشية تركيا من حدوث تدفق كبير للاجئين مماثل لهروب نصف مليون كردي عراقي إلى الأراضي التركية بعد حرب الخليج عام 1991. ولكن الصحيفة انتقدت اقتراح أنقرة قائلةً أن مسألة المناطق الآمنة لن تنجح وإن "أي محاولات للمساعدة في تخفيف المشكلة لابد وأن تحترم سيادة سوريا واستقلالها." وأضافت "يجب عدم تسييس الإنسانية أو عسكرتها"، بحسب تعبيرها.
تتسارعُ الجهود الدولية في مجال الإغاثة الإنسانية في الوقت الذي وصَف الوسيط الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي مهمته بأنها "شبه مستحيلة" وطلبت روسيا من رعاياها مغادرة سوريا. ونُقل عن وزارة الخارجية الروسية القول في تحذيراتٍ نشَرتها مساء الاثنين إن "تصريحات الجيش السوري الحر بشأن عزمه على إسقاط الطائرات المدنية على دمشق وحلب، أثارت جزع موسكو"، معتبرةً أن "مثل هذه التهديدات تشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، ومضيفةً أنها "تؤكد توصيتها للمواطنين الروس لتجنّب الرحلات إلى سوريا، وتنصح الذين يعيشون هناك باستخدام طرق الخروج الآمن."
ولتحليل مستجدات الموقف الروسي، أجريتُ مقابلة مع الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو التي أجابت أولاً عن سؤال لإذاعة العراق الحر بشأن أسباب الطلب من الرعايا الروس مغادرة سوريا بالقول إن "روسيا بدأت تتفهم بأن الحرب الأهلية في سوريا تتعمق ولكن أي تغيرات جذرية في سياسة موسكو تجاه الأزمة السورية لم تحدث..أما التحذيرات الأخيرة للرعايا الروس حول مغادرة سوريا فهي ليست الأولى إذ سبق لوزارة الخارجية الروسية أن أصدرت تحذيرات مماثلة قبل بضعة أشهر وذلك بالإضافة إلى الإجراء الذي اتخذته شركة الطيران الروسية إيروفلوت بتعليق رحلاتها إلى سوريا منذ السادس من آب."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ظهر الثلاثاء ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجابت سوبونينا عن سؤال يتعلق بموقف موسكو من اقتراح إقامة مناطق آمنة داخل سوريا للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسبب زيادة أعداد اللاجئين السوريين الفارّين إلى دول الجوار. وفي هذا الصدد، قالت إن "موسكو تؤيد تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين السوريين وخاصةً للاجئين ولكنها تعارض إقامة مناطق عازلة داخل سوريا." وأعربت عن اعتقادها بأنه في حال مناقشة هذا الموضوع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فإن روسيا "سوف تصوّت ضده لأنها تعتبره انتهاكاً لسيادة سوريا."
وفي إجابتها عن سؤال آخر، توقَـعّت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط أن تشهد الأيام المقبلة مفاوضات دولية "مهمة" في شأن الأزمة السورية عند انعقاد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في مدينة فلاديفوستوك الروسية.