يتفق معنيون على الحاجة لبناء المزيد من المدارس لاستيعاب الأعداد المتصاعدة من الطلبة الذين يدخلون المرحلة الابتداية، ومن المتوقع ان يصل عددهم هذا العام الى نحو مليون و250 الف طالب، بحسب مسؤول في وزرة التربية.
ويعترف رئيس لجنة التربية والتعليم النيابية عادل فهد شرشوب بان العراق يعاني من نقص كبير في عدد المدارس يصل الى 6000 مدرسة، وبعجز يصل الى 600 مدرسة سنوياًً، أمام هذه الأرقام تشهد خطط إنشاء مدارس جديدة في عموم المحافظات تعثرا كبيرا، فضلا عن أن عمليات تأهيل المدارس الآيلة للسقوط غير مجدية، بحسب شرشوب الذي لفت في تصريحات صحفية مؤخرا الى اضطرار اغلب مديريات التربية الى دمج أكثر من مدرسة في بناية واحدة، وهو ما يعرف بازدواج الدوام.
على رقم هاتف إذاعة العراق الحر ترك المستمع إبراهيم محمد من محافظة ديالى رسالة صوتية يشكو فيها هدم المدرسة الوحيدة في قريته، بذريعة بناء أخرى جديدة لم يشهد اية مؤشرات عن بدء العمل فيها، مشيرا الى أن أبناءه على أعتاب العام الدراسي الجديد وان اقرب مدرسة تبعد ثلاثة كيلومترات عن قريتهم.
وبهذا الشان أوضح ممثل اتحاد المقاولين العراقيين علي غالب، في حديث لإذاعة العراق الحر أن الإخلال بشروط العقود تتحمله الأطراف المتعاقدة، وان وجود مقاول ثانوي مسمى ومثبت في العقد، يشركه بالمسؤولية عند الإخلال بشروط العقد، وهذا بالطبع لا يعفي المقاول الأول من مسؤولية الإخفاق.
العيساوي دعا البرلمان والحكومة (الأحد) الى التحرك لتفادي نتائج تأخر تشييد المدارس البديلة في المحافظة، وإنقاذ عشرات الالاف من الطلبة الذين خسروا مدارسهم دون ان يظهر مؤشر لبناء البديل، والعام الدراسي الجديد على الأبواب.
الى ذلك يؤكد ممثل اتحاد المقاولين العراقيين علي غالب ان لدى الوزارات العراقية ومؤسساتها خبرة كبيرة ومتراكمة في تنفيذ عقود الإنشاء وضبط مواصفاتها وتنفيذ شروط التعاقد بشانها، الا ان البعض من القائمين على تنفيذ العقود اليوم ليسوا بالقدر الكافي من الخبرة لإدارة أعمال بمبالغ كبيرة.
يميل مدير تربية محافظة الانبار نافع حسين الى طمأنة الطلبة وأهليهم بان الوزارة وعدت بتوفير كرافانات بديلة عن المدارس المزالة ريثما تنتهي الأبنية الجديد قريبا بحسب ظنه، وفي اتصال هاتفي اجرته اذاعة العراق الحر معع اوضح حسين انه تم بالفعل هدم 78 مدرسة في محافظة الانبار، في حين لم تبدأ بعدُ مراحل التشييد بطريقة البناء الجاهز، الموعودة من الشركة المنفذة، مؤكدا أن إنشاء مدرسة بأسلوب البناء الجاهز لن تحتاج الى أكثر من ثلاثة أشهر.
مع استعداد عدة ملايين من الطلبة العراقيين لبدء العام الدراسي الجديد يخشى اهالي التلاميذ الذين هدمت مدارسهم، من أن يُحْرَمَ أبناؤهم من الدوام العام الجديد، خصوصا وان بعض تلك المدارس في قرى ونواحٍ لا تتوفر فيها اكثر من مدرسة واحدة.
في غضون ذلك أنتقدت عضو لجنة التربية النائبة سميعة الغلاب قيام وزارة التربية منذ أشهر من خلال مقاولين بهدم عدد من المدارس بحجة اعادة بنائها كونها قديمة أو آيلة للسقوط في بغداد وعدد من المحافظات، وقالت الغلاب في تصريحات صحفية أن معظم المدارس التي تم هدمُها بحالة جيدة وأفضل من التي سيتم بناؤها، وان الفساد الاداري والمالي حاضرٌ بحسب الغلاب.
من جهته طالب عضو مجلس محافظة الانبار فيصل العيساوي بتهيئة كرفانات أو خيم لاستيعاب الطلبة او الاضطرار الى إلغاء العام الدراسي بحسب العيساوي الذي ادعى أن المبالغ المخصصة للبناء قد حولت الى محافظات أخرى محذرا من وجود فساد يتعلق بالمشروع.
من جهتها، نفت وزارة التربية اجراء أي تصرف بالأموال المخصصة لهدم وانشاء المدارس الآيلة للسقوط، وبرر المتحدث باسمها وليد حسين التأخر في انجاز بناء تلك المدارس بتلكوء إداراتها في (إفراغها) لغاية اتمام طلبتها الامتحانات النهائية بحسب تعبيره، فضلاً عن تأخيرات روتينية، واعداً بان نشهد أنشاء المدارس الحديثة الطراز قريبا، وكشف المتحدث خلال حديثه لاذاعة العراق الحر ان الوزير شكل لجنة مختصة للاتصال بالشركة القبرصية في الاردن المكلفة بانجاز العمل من قبل منشأة الفاو الحكومية، بغية معاينة معاملها الخاصة بإنتاج الألواح والمقاطع الكونكريتية اللازمة لتشيد الأبنية.
يلاحظ ممثل اتحاد المقاولين العراقيين علي غالب انه في الوقت الذي تتطلع فيه الكثير من الدول لتنفيذ مشاريع ومنشات مهمة لمواطنيها، لكن تعوزها الموارد المالية اللازمة، بينما في العراق تتوفر الموارد المالية والتخصيصات لتطوير البنى التحتية او انشاء مرافق مهمة، لكنها تهدر بسبب سوء التخطيط والادارة.
وبين هذه الرأي وذاك، تتساءل ام عبد الله من إحدى نواحي محافظة الانبار عن مصير ابنتها التلميذة وهي تواجه حقيقة أن تلتحق بمدرسة بدوام مزدوج بأربع وجبات، ينتهي الساعة السابعة مساء!
شارك في إعداد هذا التقرير مراسل اذاعة العراق الحر في الرمادي برهان العبيدي.
ويعترف رئيس لجنة التربية والتعليم النيابية عادل فهد شرشوب بان العراق يعاني من نقص كبير في عدد المدارس يصل الى 6000 مدرسة، وبعجز يصل الى 600 مدرسة سنوياًً، أمام هذه الأرقام تشهد خطط إنشاء مدارس جديدة في عموم المحافظات تعثرا كبيرا، فضلا عن أن عمليات تأهيل المدارس الآيلة للسقوط غير مجدية، بحسب شرشوب الذي لفت في تصريحات صحفية مؤخرا الى اضطرار اغلب مديريات التربية الى دمج أكثر من مدرسة في بناية واحدة، وهو ما يعرف بازدواج الدوام.
على رقم هاتف إذاعة العراق الحر ترك المستمع إبراهيم محمد من محافظة ديالى رسالة صوتية يشكو فيها هدم المدرسة الوحيدة في قريته، بذريعة بناء أخرى جديدة لم يشهد اية مؤشرات عن بدء العمل فيها، مشيرا الى أن أبناءه على أعتاب العام الدراسي الجديد وان اقرب مدرسة تبعد ثلاثة كيلومترات عن قريتهم.
أسئلة حول الشركة المنفذة
تحتفظ اغلب المحافظات العراقية بقصص عن تلكوء تشييد أبنية المدارس فيها، ففي الوقت الذي هدمت نحو 150 بناية مدرسة في محافظة بغداد منذ نحو عام ضمن مشروع أعمار المدارس الآيلة للسقوط، لم تشهد مواقع تلك البنايات التي غدت أرضا، مؤشرات لاعمار البنايات البديلة، بالرغم من ان الحكومة المركزية منحت وزارة التربية الأموال الكافية وصلاحيات التعاقد مع الشركات المنفذة بحسب عضو لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة بغداد نسرين هادي، التي فسرت التأخير في البدء ببناء تلك المدارس الى ضعف قدرات وخبرة الشركة القبرصية التي تم التعاقد معها من قبل شركة الفاو العامة التابعة لوزارة الإسكان والتي أحيل اليها المشروع.وبهذا الشان أوضح ممثل اتحاد المقاولين العراقيين علي غالب، في حديث لإذاعة العراق الحر أن الإخلال بشروط العقود تتحمله الأطراف المتعاقدة، وان وجود مقاول ثانوي مسمى ومثبت في العقد، يشركه بالمسؤولية عند الإخلال بشروط العقد، وهذا بالطبع لا يعفي المقاول الأول من مسؤولية الإخفاق.
خبرات ضعيفة في تنفيذ العقود
في محافظة الانبار تتكرر القصة بتفاصيل أخرى، فقد جرى خلال الشهر الماضي هدم ُنحو 80 مدرسة شخصت بان أبنيتها آيلة للسقوط بغية بناء أخرى جديدة، بحسب عضو مجلس الانبار فيصل العيساوي الذي كشف عن ان محتويات الابنية وبقاياها بيعت لصالح الشركات المنفذة، محذرا من وجود فساد في الامر.العيساوي دعا البرلمان والحكومة (الأحد) الى التحرك لتفادي نتائج تأخر تشييد المدارس البديلة في المحافظة، وإنقاذ عشرات الالاف من الطلبة الذين خسروا مدارسهم دون ان يظهر مؤشر لبناء البديل، والعام الدراسي الجديد على الأبواب.
الى ذلك يؤكد ممثل اتحاد المقاولين العراقيين علي غالب ان لدى الوزارات العراقية ومؤسساتها خبرة كبيرة ومتراكمة في تنفيذ عقود الإنشاء وضبط مواصفاتها وتنفيذ شروط التعاقد بشانها، الا ان البعض من القائمين على تنفيذ العقود اليوم ليسوا بالقدر الكافي من الخبرة لإدارة أعمال بمبالغ كبيرة.
يميل مدير تربية محافظة الانبار نافع حسين الى طمأنة الطلبة وأهليهم بان الوزارة وعدت بتوفير كرافانات بديلة عن المدارس المزالة ريثما تنتهي الأبنية الجديد قريبا بحسب ظنه، وفي اتصال هاتفي اجرته اذاعة العراق الحر معع اوضح حسين انه تم بالفعل هدم 78 مدرسة في محافظة الانبار، في حين لم تبدأ بعدُ مراحل التشييد بطريقة البناء الجاهز، الموعودة من الشركة المنفذة، مؤكدا أن إنشاء مدرسة بأسلوب البناء الجاهز لن تحتاج الى أكثر من ثلاثة أشهر.
كرافانات او خيم قد تستقبل الطلبة
مع استعداد عدة ملايين من الطلبة العراقيين لبدء العام الدراسي الجديد يخشى اهالي التلاميذ الذين هدمت مدارسهم، من أن يُحْرَمَ أبناؤهم من الدوام العام الجديد، خصوصا وان بعض تلك المدارس في قرى ونواحٍ لا تتوفر فيها اكثر من مدرسة واحدة.في غضون ذلك أنتقدت عضو لجنة التربية النائبة سميعة الغلاب قيام وزارة التربية منذ أشهر من خلال مقاولين بهدم عدد من المدارس بحجة اعادة بنائها كونها قديمة أو آيلة للسقوط في بغداد وعدد من المحافظات، وقالت الغلاب في تصريحات صحفية أن معظم المدارس التي تم هدمُها بحالة جيدة وأفضل من التي سيتم بناؤها، وان الفساد الاداري والمالي حاضرٌ بحسب الغلاب.
من جهته طالب عضو مجلس محافظة الانبار فيصل العيساوي بتهيئة كرفانات أو خيم لاستيعاب الطلبة او الاضطرار الى إلغاء العام الدراسي بحسب العيساوي الذي ادعى أن المبالغ المخصصة للبناء قد حولت الى محافظات أخرى محذرا من وجود فساد يتعلق بالمشروع.
من جهتها، نفت وزارة التربية اجراء أي تصرف بالأموال المخصصة لهدم وانشاء المدارس الآيلة للسقوط، وبرر المتحدث باسمها وليد حسين التأخر في انجاز بناء تلك المدارس بتلكوء إداراتها في (إفراغها) لغاية اتمام طلبتها الامتحانات النهائية بحسب تعبيره، فضلاً عن تأخيرات روتينية، واعداً بان نشهد أنشاء المدارس الحديثة الطراز قريبا، وكشف المتحدث خلال حديثه لاذاعة العراق الحر ان الوزير شكل لجنة مختصة للاتصال بالشركة القبرصية في الاردن المكلفة بانجاز العمل من قبل منشأة الفاو الحكومية، بغية معاينة معاملها الخاصة بإنتاج الألواح والمقاطع الكونكريتية اللازمة لتشيد الأبنية.
125 طالباً في صف واحد!!
بهذا الشان تشير عضو لجنة التربية في محافظة بغداد نسرين هادي الى ان تهديم العدد الكبير من المدارس في بعض المحافظات جعل عشرات الالاف من الطلبة بلا مقاعد دراسية ما يعني التوجه الى نظام الدمج والدوام المشترك في بناية واحدة، لافتة الى أن بعض صفوف المدارس يصل عدد طلابها اليوم الى 125 للصف الواحد! وقد تضطر بعض المدارس المزدوجة الى استقبال خمس وجبات من الطلبة يوميا.يلاحظ ممثل اتحاد المقاولين العراقيين علي غالب انه في الوقت الذي تتطلع فيه الكثير من الدول لتنفيذ مشاريع ومنشات مهمة لمواطنيها، لكن تعوزها الموارد المالية اللازمة، بينما في العراق تتوفر الموارد المالية والتخصيصات لتطوير البنى التحتية او انشاء مرافق مهمة، لكنها تهدر بسبب سوء التخطيط والادارة.
وبين هذه الرأي وذاك، تتساءل ام عبد الله من إحدى نواحي محافظة الانبار عن مصير ابنتها التلميذة وهي تواجه حقيقة أن تلتحق بمدرسة بدوام مزدوج بأربع وجبات، ينتهي الساعة السابعة مساء!
شارك في إعداد هذا التقرير مراسل اذاعة العراق الحر في الرمادي برهان العبيدي.