ربما يتفق الجميع على أن بغداد، عاصمة العراق، مدينة خربة، شوارعها مدمرة ومليئة بالحفر، ومبانيها شبه مهدمة، وأحياؤها بلا بريق، وأسواقها بدائية، ومدارسها قديمة، ومستشفياتها قذرة، لاسيما الحكومية منها، وليس فيها وحدات سكنية كافية، بحيث أن بعض الوافدين الجدد إليها يضطرون إلى العيش في بيوت من تنك أو من ألقش.
يقطن بغداد حاليا وحسب تقديرات متداولة حوالى سبعة ملايين نسمة ولا يمكن التأكد من هذا التقدير إلا بتعداد سكاني قد لا ينظم على الإطلاق.
هذا العدد الكبير من الناس يحتاجون إلى خدمات لا أول لها ولا آخر.. وبغداد بحكومتها وبرلمانها ومؤسساتها المتعددة وموظفيها الكثيرين لا يستطيعون جميعا توفير ما يكفي من الخدمات لهؤلاء البشر.
من حقنا أن نقول بأن هذا الوضع يعكس فشلا ذريعا للدولة بشكل عام وهو فشل ظهر واضحا في مسح أو في دراسة حديثة وضعتها وحدة المعلومات في مجلة الايكونوميست البريطانية أوردت أسماء 140 مدينة في العالم صنفتها حسب معايير ومقاييس المعيشة فيها ومدى تلبيتها لاحتياجات السكان على صعد عديدة منها النقل والمواصلات والتعليم والخدمات الصحية وما شابه، لكن اسم بغداد لم يرد في هذه الدراسة على الإطلاق. اسم بغداد ملغي من إحصاءات عالمية ومن تقديرات ورتب وتصنيفات مهمة تمنح المدن أهمية ومعنى خاصين.
أما السبب فلأن الحياة في بغداد صعبة لكل ساكن فيها سواء أكان من سكان المدينة الأصليين أم من الجدد.
مواطنون أكدوا في حديثهم لإذاعة العراق الحر أن بغداد مدينة من الصعب العيش لاسيما على صعيد توفر المياه الصالحة للشرب والكهرباء.
غير أن مشاكل بغداد لا تقتصر على الماء والكهرباء فقط فكل ما فيها مثلوم ويحمل آثار دمار وتدمير.
أضف إلى ذلك أن هذه المدينة لم تستطع أن تواكب الزيادة الهائلة في عدد سكانها لا على صعيد التعليم ولا على صعيد الخدمات الصحية ولا السكن .. الخ من متطلبات حياة كريمة.
الصحفي هادي جلو، احد سكنة بغداد وصف مدينته بأنها مدينة تتردى فيها الخدمات من جميع الأنواع النقل والمواصلات والصحة وغيرها.
جلو قال إن البعض يتهم أمانة بغداد بالتقصير غير انه اعتبر أن الجميع مسؤول وأن تردي الأوضاع بلغ حدا بحيث لا تستحق بغداد أن يوضع اسمها في أي استبيان أو تقرير دولي بسبب انعدام الخدمات فيها على صعد عدة.
يعتقد جلو كما يعتقد آخرون أن سبب التردي هو انعدام التوافق السياسي وقلة الكفاءات والفساد وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب رغم أن الجهات المدنية والمنظمات أشارت بشكل متكرر إلى هذه المشاكل والى ضرورة إيجاد حل لها.
جلو أشار إلى الفساد والى الترهل الإداري والى عدم وجود الكفاءات الكافية مع توفر إرادة سياسية حقيقية.
عبد الهادي قال "إن على المسؤولين عن بغداد أن يعلنوا وقف جميع المشاريع أيا كان نوعها عدا مشروع الكهرباء لأن الطاقة الكهربائية هي المحرك الأساسي لكل شئ ولكل مشروع ولكل معمل ولكل نشاط".
يقول البعض إن بغداد لم تشهد تطويرا للبنى التحتية فيها منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، كما لم تشهد بناء وحدات سكنية منذ عام 1977 ولم تستطع هذه المدينة أن تواكب الزيادة السكانية الهائلة فيها.
وبالطبع لا ننسى ما خلفته الحروب والتفجيرات والهجمات والصراعات المسلحة وهو ما يصر المسؤولون بالتحديد على تذكره وذكره في كل لقاء باعتباره مبررا واضحا لما يمكن أن نسميه فشلا في إدارة شؤون مدينة مثل بغداد.
رئيس لجنة التخطيط في محافظة بغداد محمد الربيعي لاحظ انعدام الإرادة الحقيقية لتحقيق إعمار بغداد وأقر بانعدام التخطيط وبفشل جميع المؤسسات والجهات في منح العاصمة، حلة تليق بها كما ذكر بالحروب والدمار الذي مرت به هذه المدينة غير انه انتقد الايكونومست وقال إن تقريرها تعامل بشئ من القسوة مع هذه المدينة رغم ما يواجه الساكن فيها من مصاعب.
الربيعي اعتبر أيضا أن الجميع دون استثناء مسؤول عن فشل تنمية بغداد وإعمارها ومنحها ما تستحق من احترام وجهود بما في ذلك المواطن الساكن في بغداد.
الجميلي قالت أيضا إن النواب جاهلون بمهامهم وإن التعامل يعتمد على المحسوبية مع انعدام التوافق الوطني مشيرة إلى أن الكتل السياسية تتعامل إحداها مع الأخرى وفق مبدأ إذا حاسبتني حاسبتك وإذا غضضت الطرف غضضت الطرف أيضا.
أما آخر المدن مرتبة من مجموع 140 في العالم فهي مدينة دكا في بنغلاديش.
أما أفضل إقليم في العالم على صعيد مستوى المعيشة وخدماتها فهو إقليم أوربا الغربية.
تعتمد دراسة الايكونوميست معايير معينة منها نسب الجرائم والإرهاب والصراعات المسلحة وعدم الاستقرار ثم هناك الخدمات الصحية الخاصة ونوعيتها والخدمات الصحية العامة ونوعيتها ومدى انتشار المخدرات ودرجات الحرارة ودرجة الفساد والقيود الاجتماعية والدينية ودرجة الرقابة ومدى القدرة على ممارسة الرياضة وتوفر المرافق الثقافية وتوفر الأطعمة والمشروبات والبضائع الاستهلاكية والخدمات ثم مدى توفر التعليم الخاص ونوعيته ومدى جودة شبكة الطرق ووسائل النقل العامة والسكن الجيد والكريم وتوفر الطاقة والمياه الصالحة للشرب ثم توفر الاتصالات وأمور أخرى عديدة.
وحتى تنشر وحدة المعلومات التابعة لمجلة ايكونوميست تقريرها المقبل نأمل أن ينجح المسؤولون والدولة في رفع مستوى بغداد لتحل في المرتبة الأخيرة في الأقل.
ساهم في الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد محمد كريم
يقطن بغداد حاليا وحسب تقديرات متداولة حوالى سبعة ملايين نسمة ولا يمكن التأكد من هذا التقدير إلا بتعداد سكاني قد لا ينظم على الإطلاق.
هذا العدد الكبير من الناس يحتاجون إلى خدمات لا أول لها ولا آخر.. وبغداد بحكومتها وبرلمانها ومؤسساتها المتعددة وموظفيها الكثيرين لا يستطيعون جميعا توفير ما يكفي من الخدمات لهؤلاء البشر.
من حقنا أن نقول بأن هذا الوضع يعكس فشلا ذريعا للدولة بشكل عام وهو فشل ظهر واضحا في مسح أو في دراسة حديثة وضعتها وحدة المعلومات في مجلة الايكونوميست البريطانية أوردت أسماء 140 مدينة في العالم صنفتها حسب معايير ومقاييس المعيشة فيها ومدى تلبيتها لاحتياجات السكان على صعد عديدة منها النقل والمواصلات والتعليم والخدمات الصحية وما شابه، لكن اسم بغداد لم يرد في هذه الدراسة على الإطلاق. اسم بغداد ملغي من إحصاءات عالمية ومن تقديرات ورتب وتصنيفات مهمة تمنح المدن أهمية ومعنى خاصين.
أما السبب فلأن الحياة في بغداد صعبة لكل ساكن فيها سواء أكان من سكان المدينة الأصليين أم من الجدد.
مواطنون أكدوا في حديثهم لإذاعة العراق الحر أن بغداد مدينة من الصعب العيش لاسيما على صعيد توفر المياه الصالحة للشرب والكهرباء.
غير أن مشاكل بغداد لا تقتصر على الماء والكهرباء فقط فكل ما فيها مثلوم ويحمل آثار دمار وتدمير.
أضف إلى ذلك أن هذه المدينة لم تستطع أن تواكب الزيادة الهائلة في عدد سكانها لا على صعيد التعليم ولا على صعيد الخدمات الصحية ولا السكن .. الخ من متطلبات حياة كريمة.
الصحفي هادي جلو، احد سكنة بغداد وصف مدينته بأنها مدينة تتردى فيها الخدمات من جميع الأنواع النقل والمواصلات والصحة وغيرها.
جلو قال إن البعض يتهم أمانة بغداد بالتقصير غير انه اعتبر أن الجميع مسؤول وأن تردي الأوضاع بلغ حدا بحيث لا تستحق بغداد أن يوضع اسمها في أي استبيان أو تقرير دولي بسبب انعدام الخدمات فيها على صعد عدة.
يعتقد جلو كما يعتقد آخرون أن سبب التردي هو انعدام التوافق السياسي وقلة الكفاءات والفساد وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب رغم أن الجهات المدنية والمنظمات أشارت بشكل متكرر إلى هذه المشاكل والى ضرورة إيجاد حل لها.
جلو أشار إلى الفساد والى الترهل الإداري والى عدم وجود الكفاءات الكافية مع توفر إرادة سياسية حقيقية.
لا توجد إرادة حقيقية لإعمار بغداد رغم الأموال:
الخبير في مجال الجودة وتطبيق معاييرها كاظم عبد الهادي وضع اليد على الجرح وقال إن سبب تردي أوضاع بغداد ومعايير المعيشة فيها هو عدم وجود إرادة حقيقية لبنائها لدى المسؤولين.عبد الهادي قال "إن على المسؤولين عن بغداد أن يعلنوا وقف جميع المشاريع أيا كان نوعها عدا مشروع الكهرباء لأن الطاقة الكهربائية هي المحرك الأساسي لكل شئ ولكل مشروع ولكل معمل ولكل نشاط".
يقول البعض إن بغداد لم تشهد تطويرا للبنى التحتية فيها منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، كما لم تشهد بناء وحدات سكنية منذ عام 1977 ولم تستطع هذه المدينة أن تواكب الزيادة السكانية الهائلة فيها.
وبالطبع لا ننسى ما خلفته الحروب والتفجيرات والهجمات والصراعات المسلحة وهو ما يصر المسؤولون بالتحديد على تذكره وذكره في كل لقاء باعتباره مبررا واضحا لما يمكن أن نسميه فشلا في إدارة شؤون مدينة مثل بغداد.
رئيس لجنة التخطيط في محافظة بغداد محمد الربيعي لاحظ انعدام الإرادة الحقيقية لتحقيق إعمار بغداد وأقر بانعدام التخطيط وبفشل جميع المؤسسات والجهات في منح العاصمة، حلة تليق بها كما ذكر بالحروب والدمار الذي مرت به هذه المدينة غير انه انتقد الايكونومست وقال إن تقريرها تعامل بشئ من القسوة مع هذه المدينة رغم ما يواجه الساكن فيها من مصاعب.
الربيعي اعتبر أيضا أن الجميع دون استثناء مسؤول عن فشل تنمية بغداد وإعمارها ومنحها ما تستحق من احترام وجهود بما في ذلك المواطن الساكن في بغداد.
نائبة: البرلمان الحالي أفشل برلمان حتى الآن
أما وحدة الجميلي وهي مقررة لجنة الخدمات والاعمار في مجلس النواب فأقرت من جانبها بضعف الخدمات المقدمة لسكان بغداد منذ عام 2003 حتى الآن وأسهبت في الحديث عن الكثير من أوجه الضعف والتراجع والتردي في العاصمة العراقية وعندما سألناها عما تفعله لجنة الخدمات والاعمار في البرلمان كي تحسن من وضع العاصمة قال إن البرلمان الحالي أفشل برلمان حتى الآن وإن لجنتها ليس فيها مستشار واحد يمكن الاعتماد عليه.الجميلي قالت أيضا إن النواب جاهلون بمهامهم وإن التعامل يعتمد على المحسوبية مع انعدام التوافق الوطني مشيرة إلى أن الكتل السياسية تتعامل إحداها مع الأخرى وفق مبدأ إذا حاسبتني حاسبتك وإذا غضضت الطرف غضضت الطرف أيضا.
ملبورن أفضل مدن العالم على صعيد المعيشة
الدراسة التي نشرتها وحدة المعلومات في مجلة الايكونوميست عن أفضل المدن للمعيشة في العالم، اختارت مدينة ملبورن الاسترالية لتحتل المرتبة الأولى فيما جاءت فيينا في المرتبة الثانية وفانكوفر في المرتبة الثالثة، وجاءت لندن في المرتبة 55.أما آخر المدن مرتبة من مجموع 140 في العالم فهي مدينة دكا في بنغلاديش.
أما أفضل إقليم في العالم على صعيد مستوى المعيشة وخدماتها فهو إقليم أوربا الغربية.
تعتمد دراسة الايكونوميست معايير معينة منها نسب الجرائم والإرهاب والصراعات المسلحة وعدم الاستقرار ثم هناك الخدمات الصحية الخاصة ونوعيتها والخدمات الصحية العامة ونوعيتها ومدى انتشار المخدرات ودرجات الحرارة ودرجة الفساد والقيود الاجتماعية والدينية ودرجة الرقابة ومدى القدرة على ممارسة الرياضة وتوفر المرافق الثقافية وتوفر الأطعمة والمشروبات والبضائع الاستهلاكية والخدمات ثم مدى توفر التعليم الخاص ونوعيته ومدى جودة شبكة الطرق ووسائل النقل العامة والسكن الجيد والكريم وتوفر الطاقة والمياه الصالحة للشرب ثم توفر الاتصالات وأمور أخرى عديدة.
وحتى تنشر وحدة المعلومات التابعة لمجلة ايكونوميست تقريرها المقبل نأمل أن ينجح المسؤولون والدولة في رفع مستوى بغداد لتحل في المرتبة الأخيرة في الأقل.
ساهم في الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد محمد كريم