برغم ارتفاع أسعاره، العراقيون يأكلون 1,25 مليون طن من الرز سنويا !
سعد كامل ونبيل الحيدري
توقعت تقارير مختصة ارتفاعَ الأسعار العالمية للسلع الغذائية، ومنها الرز والحنطة والسكر الأبيض المكرر، ورصدت تلك التقارير ارتفاعاً فعليا في أسعار تلك المواد في السوق العالمية مع توقع توالي الارتفاع في الفترة المقبلة.
وتأتي هذه الأخبار مع انتقادات متتالية من المواطنين العراقيين لتذبذب مفردات الحصة التموينية كما ونوعا، فكثيرا ما يرسل مستمعو إذاعة العراق الحر شكاواهم من تقلص عدد مفردات الحصة الشهرية، فضلا عن رداءة بعض مكوناتها.
الى ذلك استبعدت وزارة التجارة تأثر العراق بالتنبؤات العالمية لأزمة الرز
وفق ما ورد في تقرير خاص بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( فاو ) من توقعات تراجع إنتاج مادة الرز وارتفاع أسعار المعروض منه في الأسواق العالمية لعام 2012 ، بفعل انخفاض مناسيب الأمطار الموسمية عن معدلاتها الطبيعية في كثير من البلدان المعروفة بزراعة الرز من بينها الهند وتايوان وكوريا وكمبوديا والنيبال
مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب في وزارة التجارة حسن اسماعيل أكد لمراسل اذاعة العراق الحر في بغداد الزميل سعد كامل أن الحكومة وفرت تخصيصات مالية خلال عام 2012 كافية لتغطية التعاقدات الاستيرادية للرز بما يوفر إمدادات ومخزونات من مادة الرز تغطي حاجة البلد لعام او اكثر، وأوضح المسؤول الحكومي بان هناك
تطمينات بتوفر الرز للمواطنين هذا العام
موضحا لدينا تعاقدات لتوريد حوالي 950 الف طن من الرز من اصل حاجة البلد السنوية التي تقدر ب مليون و250 الف طن، فيما إعلانات المناقصات مستمرة لتصدير الرز مع وجود شحنات تصل الى 250 الف طن من الرز في الموانيء وحوالي 300 الف طن على متن البواخر في طريق الشحن
ولفت شهاب الى ان المزارع العالمية في القارة الهندية المتاثرة بالجفاف تنتج انواعا من الرز تقع خارج المواصفات الاستيرادية المقبولة في العراق حيث تتجه وزارة االتجارة في ابرام تعاقدات البطاقة التموينية مع كبرى الشركات الرصينة في تايلند واميركا الجنوبية والمعروفة بوفرة وجودة انتاجها من الرز المتواصلة بتامين حصص شهرية من الرز للعراق تقدر ب 106 الف طن بقيمة 65 الى 70 مليون دورلار
واورد تقرير منظمة الفاو للاغذية ان تجارة الرز عالميا تبدو عرضة للهبوط نتيجة انخفاض معدلات الطلب على الاستيراد من قبل البلدان الاسيوية التي وصل البعض منها الى مرحلة الاكتفاء الذاتي في تامين ذلك المحصول الغذائي الستراتيجي فيما نسب الانتاج المحلي من مادة الرز في العراق مازالت تلبي نحو 5% من حاجة الطلب
زراعة الشلب تتراجع بسبب المياه وانخفاض الدعم الحكومي !
وقال مسؤول قسم تطوير زراعة الرز في وزارة الزراعة الدكتور احمد شهاب " زراعة الشلب في العراق اخذة بالتراجع بفعل تقليص الحصص المائية وارتفاع تكاليف الانتاج وضعف الخدمات الزراعية المقدمة للفلاح وتواضع اسعار الرز المسوق الى مخازن الدولة والتي لاتزيد عن 750 الف لافضل الانواع ( رز العنبر ) فيما الاصناف الاخرى يصل الى 700 الف دينار "
ولفت شهاب الى عزوف كثير من المزارعين في المحافظات النجف والديوانية والبصرة والعمارة وذي قار المعروفة بانتاجها للرز عن زراعة محصول الشلب واتجاههم الى محاصيل ذات مردودات ربحية وجدوى اقتصادية مطالبا الحكومة والبرلمان باصدار قرار يرفع سعر الرز المحلي المسوق لصالح البطاقة التموينية الى مليون دينار للطن وبما يرفع من نسبة المساحات الزراعية المتجة للرز والتي قدرت العام الماضي بحوالي 200 الف دونم زرع اقل من نصفها بمحصول الشلب بسبب قلة الدعم والاهتمام
من جهته الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان حذر من نتائج اقتصادية وانسانية وخيمة في حال بقاء العراق تحت هيمنة الشركات والبلدان التي تحتكر انتاج واسواق الحبوب والمحاصيل الستراتيجية مؤكدا ان العراق خرج من قائمة البلدان المنتجة و يعتمد حاليا على الاستيراد في تلبية حوالي 80% من احتياجاته الصناعية والزراعية انطوان دعا اصحاب القرار الى بتامين احتياطيات كافية من المحاصيل الستراتيجية وبما يمنع البلد من التعرض لاحتكار الدول المنتجة والشركات التي تتحكم بالاسواق العالمية وتفرض ضغوطات سياسية على البلدان الفقيرة وذات الاقتصاديات الانتقالية"
في المانيا خبراء يحذرون من تردي الواقع الزراعي في العراق
أقام الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون بألمانيا والذي يديره المهندس هيثم الطعان، سلسلة ًمن المؤتمرات والندوات والمحاضرات تحت شعار( دجلة والفرات شريانا الحياة في العراق) حول واقع البيئة والزراعة والمياه في العراق، شارك فيها على مدى سنة، عشراتٌ من المختصين العراقيين والأجانب.
خلال اتصال هاتفي سالت الطعان عن جدية المخاوف من أن واقع الزراعة في العراق يتجه الى تدهور مقلق، فأوضح بان أغلب المراقبين يبدون مخاوفهم من تدهور الزراعة ما لم تفعّل السياسية الزراعية في البلاد بشكل يأخذ في الاعتبار وضع خطط قريبة الأجل وإستراتيجية، لتطوير الخبرات الزراعية، والعمل بمسؤولية بخصوص حماية الموارد المائية، بالاتفاق مع دول الجوار، وحث المزارعين على اعتماد الأساليب الحديثة في الزراعة، ويخشى المهندس هيثم الطعان من أن تطمينات المسؤولين الحكوميين بتوفير السلع الغذائية لا تكفي، بل هناك ضرورة لتنشيط الزراعة في ارض السواد ، بلاد ما بين النهرين.
سعد كامل ونبيل الحيدري
توقعت تقارير مختصة ارتفاعَ الأسعار العالمية للسلع الغذائية، ومنها الرز والحنطة والسكر الأبيض المكرر، ورصدت تلك التقارير ارتفاعاً فعليا في أسعار تلك المواد في السوق العالمية مع توقع توالي الارتفاع في الفترة المقبلة.
وتأتي هذه الأخبار مع انتقادات متتالية من المواطنين العراقيين لتذبذب مفردات الحصة التموينية كما ونوعا، فكثيرا ما يرسل مستمعو إذاعة العراق الحر شكاواهم من تقلص عدد مفردات الحصة الشهرية، فضلا عن رداءة بعض مكوناتها.
الى ذلك استبعدت وزارة التجارة تأثر العراق بالتنبؤات العالمية لأزمة الرز
وفق ما ورد في تقرير خاص بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( فاو ) من توقعات تراجع إنتاج مادة الرز وارتفاع أسعار المعروض منه في الأسواق العالمية لعام 2012 ، بفعل انخفاض مناسيب الأمطار الموسمية عن معدلاتها الطبيعية في كثير من البلدان المعروفة بزراعة الرز من بينها الهند وتايوان وكوريا وكمبوديا والنيبال
مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب في وزارة التجارة حسن اسماعيل أكد لمراسل اذاعة العراق الحر في بغداد الزميل سعد كامل أن الحكومة وفرت تخصيصات مالية خلال عام 2012 كافية لتغطية التعاقدات الاستيرادية للرز بما يوفر إمدادات ومخزونات من مادة الرز تغطي حاجة البلد لعام او اكثر، وأوضح المسؤول الحكومي بان هناك
تطمينات بتوفر الرز للمواطنين هذا العام
موضحا لدينا تعاقدات لتوريد حوالي 950 الف طن من الرز من اصل حاجة البلد السنوية التي تقدر ب مليون و250 الف طن، فيما إعلانات المناقصات مستمرة لتصدير الرز مع وجود شحنات تصل الى 250 الف طن من الرز في الموانيء وحوالي 300 الف طن على متن البواخر في طريق الشحن
ولفت شهاب الى ان المزارع العالمية في القارة الهندية المتاثرة بالجفاف تنتج انواعا من الرز تقع خارج المواصفات الاستيرادية المقبولة في العراق حيث تتجه وزارة االتجارة في ابرام تعاقدات البطاقة التموينية مع كبرى الشركات الرصينة في تايلند واميركا الجنوبية والمعروفة بوفرة وجودة انتاجها من الرز المتواصلة بتامين حصص شهرية من الرز للعراق تقدر ب 106 الف طن بقيمة 65 الى 70 مليون دورلار
واورد تقرير منظمة الفاو للاغذية ان تجارة الرز عالميا تبدو عرضة للهبوط نتيجة انخفاض معدلات الطلب على الاستيراد من قبل البلدان الاسيوية التي وصل البعض منها الى مرحلة الاكتفاء الذاتي في تامين ذلك المحصول الغذائي الستراتيجي فيما نسب الانتاج المحلي من مادة الرز في العراق مازالت تلبي نحو 5% من حاجة الطلب
زراعة الشلب تتراجع بسبب المياه وانخفاض الدعم الحكومي !
وقال مسؤول قسم تطوير زراعة الرز في وزارة الزراعة الدكتور احمد شهاب " زراعة الشلب في العراق اخذة بالتراجع بفعل تقليص الحصص المائية وارتفاع تكاليف الانتاج وضعف الخدمات الزراعية المقدمة للفلاح وتواضع اسعار الرز المسوق الى مخازن الدولة والتي لاتزيد عن 750 الف لافضل الانواع ( رز العنبر ) فيما الاصناف الاخرى يصل الى 700 الف دينار "
ولفت شهاب الى عزوف كثير من المزارعين في المحافظات النجف والديوانية والبصرة والعمارة وذي قار المعروفة بانتاجها للرز عن زراعة محصول الشلب واتجاههم الى محاصيل ذات مردودات ربحية وجدوى اقتصادية مطالبا الحكومة والبرلمان باصدار قرار يرفع سعر الرز المحلي المسوق لصالح البطاقة التموينية الى مليون دينار للطن وبما يرفع من نسبة المساحات الزراعية المتجة للرز والتي قدرت العام الماضي بحوالي 200 الف دونم زرع اقل من نصفها بمحصول الشلب بسبب قلة الدعم والاهتمام
من جهته الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان حذر من نتائج اقتصادية وانسانية وخيمة في حال بقاء العراق تحت هيمنة الشركات والبلدان التي تحتكر انتاج واسواق الحبوب والمحاصيل الستراتيجية مؤكدا ان العراق خرج من قائمة البلدان المنتجة و يعتمد حاليا على الاستيراد في تلبية حوالي 80% من احتياجاته الصناعية والزراعية انطوان دعا اصحاب القرار الى بتامين احتياطيات كافية من المحاصيل الستراتيجية وبما يمنع البلد من التعرض لاحتكار الدول المنتجة والشركات التي تتحكم بالاسواق العالمية وتفرض ضغوطات سياسية على البلدان الفقيرة وذات الاقتصاديات الانتقالية"
في المانيا خبراء يحذرون من تردي الواقع الزراعي في العراق
أقام الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون بألمانيا والذي يديره المهندس هيثم الطعان، سلسلة ًمن المؤتمرات والندوات والمحاضرات تحت شعار( دجلة والفرات شريانا الحياة في العراق) حول واقع البيئة والزراعة والمياه في العراق، شارك فيها على مدى سنة، عشراتٌ من المختصين العراقيين والأجانب.
خلال اتصال هاتفي سالت الطعان عن جدية المخاوف من أن واقع الزراعة في العراق يتجه الى تدهور مقلق، فأوضح بان أغلب المراقبين يبدون مخاوفهم من تدهور الزراعة ما لم تفعّل السياسية الزراعية في البلاد بشكل يأخذ في الاعتبار وضع خطط قريبة الأجل وإستراتيجية، لتطوير الخبرات الزراعية، والعمل بمسؤولية بخصوص حماية الموارد المائية، بالاتفاق مع دول الجوار، وحث المزارعين على اعتماد الأساليب الحديثة في الزراعة، ويخشى المهندس هيثم الطعان من أن تطمينات المسؤولين الحكوميين بتوفير السلع الغذائية لا تكفي، بل هناك ضرورة لتنشيط الزراعة في ارض السواد ، بلاد ما بين النهرين.