اقترحَ العاهل السعودي تأسيسَ مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية للوصول إلى "كلمة سواء" حاثا على التضامن والتسامح والاعتدال، والانتصار للوسطية، ودعا الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال افتتاحه الدورة الاستثنائية الرابعة لمنظمة التعاون الإسلامي ليلة الثلاثاء في الرياض، إلى نبذ التفرقة .. ومحاربة الغلو والفتن"، مشيرا الى أن "الأمة الإسلامية تعيش اليوم حالة من الفتن والتفرق التي بسببها تسيل دماء أبنائها في هذا الشهر المبارك الكريم في أرجاء كثيرة من العالم الإسلامي".بحسب تعبيره
عانى العراقيون خلال السنوات الأخيرة من انعكاسات التطرف الطائفي والمذهبي الذي أنتج عنفاً وترويعا وقتلاً في حياة الكثير منهم. فضلا عن تهجيرٍٍ قسري في بعض مناطق البلاد، لكن الإصرار على تجاوز مظاهر التطرف وسلوكه ابرز ما يعلنه المواطن العادي اليوم.
رئيس جماعة علماء العراق خالد الملا رحَب بدعوة العاهل السعودي وعدّها ضرورية جدا بالرغم من انها جاءت متأخرة، ولفت في اتصال مع إذاعة العراق الحر الى مفارقة أن منهج التطرف المذهبي في الساحة السنية، يبرز في المملكة السعودية بسبب تمركز مدارسها الفقهية المتشددة، مذكرا بأن تنظيم القاعدة وَجد في السعودية بيئةً مشجعة عندما أُسس لمقارعة السوفييت إبان احتلالهم أفغانستان .
دراما تلفزيونية محشورة بقمصان طائفية!
تأتي دعوة الملك السعودي هذه في وقت برزت وتفاقمت الصراعات الطائفية الإسلامية على صعد مختلفة، وصل الأمر انها انسحبت على الأعمال الدرامية التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة، فليس من العسير، بحسب رئيس جماعة علماء العراق خالد الملا، أن تشم َ نفَسٍا طائفيا في أعمال فنية تلفزيونية او إذاعية تسوّق لهذا المذهب أو ذاك. شيعياً كان أم سُنياً.
مع تأكيد رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا على أهمية حوار المذاهب وإنعاش مبادئ التقارب المذهبي التي أطلقت في فترات سابقة، فهو يربط دعوةَ الملك السعودي الأخيرة لتأسيس مركز للحوار المذهبي في الرياض، بمخاوف مما قد يجلبه التطرف المذهبي من أضرار على السعودية نفسها وغيرها من الدول المتطرفة مذهبيا في المنطقة، الملا الذي دعا الى الاعتراف بمذاهب المسلمين جميعا ومحاربة منهج التكفير التي يعمل به البعض لإلغاء الآخر، وإقصائه.
خالد الملا: رجال الدين يتحملون المسؤولية الأكبر للتعصب الطائفي!
ردا ً على سؤال حول دور رجال الدين في تأجيج التعصب الطائفي، والدفع باتجاه العنف أحيانا، اعترف الشيخ الملا بان نحو ثمانين بالمائة من مظاهر التعصب المذهبي يتحمله رجال الدين الذين لا يدركون خطورة دورهم الاجتماعي والإنساني، بل يميلون في خطابهم الى التحريض والكراهية وأحيانا الى التكفير. وشدد الملا ايضا على خطورة تمترس بعض السياسيين وراء الدين والمذهب لمكاسب مرحلية وغايات تبرر الوسيلة لدى بعضهم.
يشار الى أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ربط دعوتَه لإنشاء مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية أمام قادة 57 دولة إسلامية الثلاثاء، بأنها الحل الأمثل للفتن والفرقة التي بسببها تسيل دماء المسلمين، حاثا على التضامن والتسامح والاعتدال، إذ قال :" ان أقمنا العدل هزمنا الظلم، وان انتصرنا للوسطية قهرنا الغلو، وإنْ نبَذنا التفرقة حفظنا وحدتنا وقوتنا وعزمنا" بحسب تعبير الملك السعودي.