وصـَفت الحكومةُ العراقية مجدداً الوضعَ في سوريا بأنه "خطير" مكررةً القولَ على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي إن "جميع الدول لن تكون بمأمن مما يحصل هناك."
وَرَدَ ذلكَ في سياق أحدث تصريحاتٍ أدلى بها المالكي ونُشِرت مقتطفاتٌ منها على موقعه الإلكتروني السبت. وجدد رئيس الحكومة العراقية الحديث في المقابلة التي أجرتها معه قناة (خبر) التلفزيونية التركية عن أهمية "تغليب لغة الحوار وإيقاف تسليح جميع الأطراف ووضع آلية للحوار لتأسيس حكومة شراكة تمثل كل أطياف الشعب السوري الشقيق"، على حد تعبيره.
المالكي اعـتبرَ في المقابلة ذاتها أيضاً أن دورَ تركيا في المنطقة "مهم" ولكنه دعا إلى أن يُمارَسَ هذا الدور "بعيداً عن سياسة التدخلات في شؤون الدول الأخرى." ونُقل عنه القول إن من القضايا التي سُجلت على أنقرة هو تعاملها مع إقليم كردستان العراق "وكأنه دولة مستقلة"، مؤكداً أن "هذا الأمر مرفوض" بالنسبة لبغداد. وأضاف أنه إذا كانت لدى تركيا "الرغبة في إقامة علاقات طيبة فيجب أن تكون علاقاتها مع الإقليم عبر بوابة العراق، سيما وأن العراق لديه الرغبة في حل جميع الإشكاليات بما يخدم مصلحة الشعبين الجارين"، بحسب ما ورد في نص البيان المنشور على موقعه الرسمي.
تأكيدُ المالكي على "تغليب لغة الحوار" جاء بعد يومين من المؤتمر الإقليمي الذي ضَـيّفَـتهُ إيران الخميس وأعلنَت في ختامه أنه تمخض عن دعمِ دعوتها لوقف العنف في سوريا وإجراءِ حوارٍ بين الرئيس بشار الأسد ومعارضيه بشأن برنامجه "الإصلاحي". وتجددت التصريحات العراقية بشأن "خطورة الملف السوري" قبل بضعة أيام من القمة الإسلامية التي ستنعقد في السعودية الثلاثاء المقبل فيما استضافت اسطنبول السبت محادثات أميركية-تركية تركّزت على سـبُل حلّ ما وصَفتها وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون بـ"الأزمة السياسية والإنسانية المتنامية" في سوريا. وأضافَت إثر محادثاتها مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو أن واشنطن وأنقرة ستعززان التنسيق بشأن سوريا. كما صرّح الاثنان في مؤتمرهما الصحفي المشترك بأن فرض مناطق حظر جوي يمكن أن يكون خياراً متاحاً.
وفي تحليله للجهود الدبلوماسية المتسارعة إقليمياً ودولياً، قال الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد لإذاعة العراق الحر "إن المباحثات التي تُجرى هنا وهناك تتركز على ما يبدو على مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، وهناك أكثر من ملاحظة في التصريحات الأخيرة بأن المسألة حُسمت لصالح تغيير الصورة الحالية رغم الإشارات التي صدَر بعضها من واشنطن في شأن غموض مستقبل سوريا حتى بتغيير بشار..إلى جانب تساؤلات عن هوية البديل والنظام الجديد الذي ستنتقل إليه السلطة وما إذا كان يعرف مخارج الأمور أو مستقبل العلاقات بين دمشق وأطراف أخرى مثل إسرائيل وحزب الله اللبناني....". وأعرب محيي عن اعتقاده بأن مثل "هذه المسائل غير مُـتَفق عليها حتى الآن بين أطراف دولية رئيسية كالاتحاد الأوروبي وروسيا وأميركا....".
يُشـارُ إلى مساعي إيران الدبلوماسية التي لوحظ أنها تسارَعت خاصةً في أعقاب ما أعلنَه معارضون مسلّحون سوريون عن اختطاف مجموعة من الإيرانيين الذين قال المقاتلون إنهم من عناصر الحرس الثوري الإيراني فيما عَـرّفَـتهُم طهران في بادئ الأمر بأنهم "زوار" للعتبات المقدسة في دمشق قبل إقرارها لاحقاً بأن بعضهم من "المتقاعدين" العسكريين. وفي إطار هذه المساعي، زارَ وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي تركيا فيما أجرى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي محادثات في كلٍ من دمشق وبغداد الأسبوع الماضي.
الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق ربَـطَ في تحليلٍ لتطورات الأزمة بين الصراع داخل سوريا ونفوذ طهران في المنطقة، مشيراً إلى مخاوف إقليمية من احتمالات امتداد العنف إلى دول مجاورة من جهة ومحادثات القوى العالمية مع إيران في شأن برنامجها النووي من جهة أخرى. وفي هذا الصدد، لاحَظ أن "ما يمكن رؤيته اليوم في سوريا يذكّر في بعض جوانبه بما شوهد في العراق منذ ثماني سنوات فضلاً عن أن النظام السوري يبدو أنه هو نفسه جزء من هذا الاشتباك بين المجتمع الغربي بشكل عام والنفوذ الإيراني في المنطقة..".
أحدُ الحلول المقترحة التي طُرحت غير مرة كمخرجٍ للأزمة السورية يشابه السيناريو الذي وافق بمقتضاه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على خطة تسليم السلطة إلى نائبه لبدء مرحلة انتقالية. وذكرت تقارير إعلامية أن مثل هذا السيناريو يصطدم بموقفيْ الصين وروسيا اللتين نقضتا مشاريعَ قراراتٍ دولية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل وقف العنف في سوريا. فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده التي استضافت المعارضة السورية ترفض فكرة تنحي الرئيس بشار الأسد.
الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو أجابت عن سؤال لإذاعة العراق الحر بشأن الموقف الروسي، قائلةً "إنه لا يتعلق بمصالح روسيا الاقتصادية والتي هي ليست كبيرة في سوريا على أي حال، ولا يتعلق أيضاً بالتسهيلات التي تحصل عليها في طرطوس بالنسبة للسفن الروسية العسكرية إذ أن هذا الميناء ليس قاعدة بل يستخدم فقط لإجراء عمليات الترميم والتزود بالوقود والمواد الغذائية." وأضافت أن "الأزمة السورية هي أكبر بكثير من ذلك وهي ترتبط برؤية موسكو إلى القوانين الدولية الحالية وخشيتها من أن سيناريو التدخل العسكري على غرار ما حصل في العراق وليبيا يمكن أن يتكرر في غيرهما من الدول ليس في سوريا فقط بل في إيران وأماكن أخرى"، على حد تعبيرها.
من جهته، قال اللواء صابر السويدان القائد السابق لسلاح الجو الكويتي في ردّه على سؤال لإذاعة العراق الحر بشأن الموقف الروسي من احتمالات أيّ تحرك دولي بـقراراتٍ من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "إن الوضع السوري يختلف عن الليبي..ففي ليبيا كان هناك قرار من الأمم المتحدة نتج عنه تدخل أوروبي وأميركي بينما الوضع في سوريا مختلف تماماً مع الملاحظة بأنها المنطقة الأخيرة الباقية لروسيا من حيث النفوذ والاستثمارات الأمر الذي يبرر عدم رغبة موسكو بسقوط نظام دمشق. ولهذا السبب أيضاً، تتردد الولايات المتحدة ومعها المجتمع الدولي في التدخل العسكري لأنه غير ممكن في الوقت الحاضر." كما أشار السويدان إلى ما يبدو بأنه "استمرار الرهان على أن التغيير لا يمكن أن يحصل واقعياً في سوريا إلا عبر عمليات داخلية أو حتى عن طريق انقلاب عسكري أو انقلاب قصر"، بحسب رأيه.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقتطفات من مقابلات مع د. معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد، والباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق من بيروت، والخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط د. ييلينا سوبونينا من موسكو، واللواء صابر السويدان القائد السابق لسلاح الجو الكويتي.
وَرَدَ ذلكَ في سياق أحدث تصريحاتٍ أدلى بها المالكي ونُشِرت مقتطفاتٌ منها على موقعه الإلكتروني السبت. وجدد رئيس الحكومة العراقية الحديث في المقابلة التي أجرتها معه قناة (خبر) التلفزيونية التركية عن أهمية "تغليب لغة الحوار وإيقاف تسليح جميع الأطراف ووضع آلية للحوار لتأسيس حكومة شراكة تمثل كل أطياف الشعب السوري الشقيق"، على حد تعبيره.
المالكي اعـتبرَ في المقابلة ذاتها أيضاً أن دورَ تركيا في المنطقة "مهم" ولكنه دعا إلى أن يُمارَسَ هذا الدور "بعيداً عن سياسة التدخلات في شؤون الدول الأخرى." ونُقل عنه القول إن من القضايا التي سُجلت على أنقرة هو تعاملها مع إقليم كردستان العراق "وكأنه دولة مستقلة"، مؤكداً أن "هذا الأمر مرفوض" بالنسبة لبغداد. وأضاف أنه إذا كانت لدى تركيا "الرغبة في إقامة علاقات طيبة فيجب أن تكون علاقاتها مع الإقليم عبر بوابة العراق، سيما وأن العراق لديه الرغبة في حل جميع الإشكاليات بما يخدم مصلحة الشعبين الجارين"، بحسب ما ورد في نص البيان المنشور على موقعه الرسمي.
تأكيدُ المالكي على "تغليب لغة الحوار" جاء بعد يومين من المؤتمر الإقليمي الذي ضَـيّفَـتهُ إيران الخميس وأعلنَت في ختامه أنه تمخض عن دعمِ دعوتها لوقف العنف في سوريا وإجراءِ حوارٍ بين الرئيس بشار الأسد ومعارضيه بشأن برنامجه "الإصلاحي". وتجددت التصريحات العراقية بشأن "خطورة الملف السوري" قبل بضعة أيام من القمة الإسلامية التي ستنعقد في السعودية الثلاثاء المقبل فيما استضافت اسطنبول السبت محادثات أميركية-تركية تركّزت على سـبُل حلّ ما وصَفتها وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون بـ"الأزمة السياسية والإنسانية المتنامية" في سوريا. وأضافَت إثر محادثاتها مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو أن واشنطن وأنقرة ستعززان التنسيق بشأن سوريا. كما صرّح الاثنان في مؤتمرهما الصحفي المشترك بأن فرض مناطق حظر جوي يمكن أن يكون خياراً متاحاً.
وفي تحليله للجهود الدبلوماسية المتسارعة إقليمياً ودولياً، قال الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد لإذاعة العراق الحر "إن المباحثات التي تُجرى هنا وهناك تتركز على ما يبدو على مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، وهناك أكثر من ملاحظة في التصريحات الأخيرة بأن المسألة حُسمت لصالح تغيير الصورة الحالية رغم الإشارات التي صدَر بعضها من واشنطن في شأن غموض مستقبل سوريا حتى بتغيير بشار..إلى جانب تساؤلات عن هوية البديل والنظام الجديد الذي ستنتقل إليه السلطة وما إذا كان يعرف مخارج الأمور أو مستقبل العلاقات بين دمشق وأطراف أخرى مثل إسرائيل وحزب الله اللبناني....". وأعرب محيي عن اعتقاده بأن مثل "هذه المسائل غير مُـتَفق عليها حتى الآن بين أطراف دولية رئيسية كالاتحاد الأوروبي وروسيا وأميركا....".
يُشـارُ إلى مساعي إيران الدبلوماسية التي لوحظ أنها تسارَعت خاصةً في أعقاب ما أعلنَه معارضون مسلّحون سوريون عن اختطاف مجموعة من الإيرانيين الذين قال المقاتلون إنهم من عناصر الحرس الثوري الإيراني فيما عَـرّفَـتهُم طهران في بادئ الأمر بأنهم "زوار" للعتبات المقدسة في دمشق قبل إقرارها لاحقاً بأن بعضهم من "المتقاعدين" العسكريين. وفي إطار هذه المساعي، زارَ وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي تركيا فيما أجرى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي محادثات في كلٍ من دمشق وبغداد الأسبوع الماضي.
الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق ربَـطَ في تحليلٍ لتطورات الأزمة بين الصراع داخل سوريا ونفوذ طهران في المنطقة، مشيراً إلى مخاوف إقليمية من احتمالات امتداد العنف إلى دول مجاورة من جهة ومحادثات القوى العالمية مع إيران في شأن برنامجها النووي من جهة أخرى. وفي هذا الصدد، لاحَظ أن "ما يمكن رؤيته اليوم في سوريا يذكّر في بعض جوانبه بما شوهد في العراق منذ ثماني سنوات فضلاً عن أن النظام السوري يبدو أنه هو نفسه جزء من هذا الاشتباك بين المجتمع الغربي بشكل عام والنفوذ الإيراني في المنطقة..".
أحدُ الحلول المقترحة التي طُرحت غير مرة كمخرجٍ للأزمة السورية يشابه السيناريو الذي وافق بمقتضاه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على خطة تسليم السلطة إلى نائبه لبدء مرحلة انتقالية. وذكرت تقارير إعلامية أن مثل هذا السيناريو يصطدم بموقفيْ الصين وروسيا اللتين نقضتا مشاريعَ قراراتٍ دولية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل وقف العنف في سوريا. فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده التي استضافت المعارضة السورية ترفض فكرة تنحي الرئيس بشار الأسد.
الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو أجابت عن سؤال لإذاعة العراق الحر بشأن الموقف الروسي، قائلةً "إنه لا يتعلق بمصالح روسيا الاقتصادية والتي هي ليست كبيرة في سوريا على أي حال، ولا يتعلق أيضاً بالتسهيلات التي تحصل عليها في طرطوس بالنسبة للسفن الروسية العسكرية إذ أن هذا الميناء ليس قاعدة بل يستخدم فقط لإجراء عمليات الترميم والتزود بالوقود والمواد الغذائية." وأضافت أن "الأزمة السورية هي أكبر بكثير من ذلك وهي ترتبط برؤية موسكو إلى القوانين الدولية الحالية وخشيتها من أن سيناريو التدخل العسكري على غرار ما حصل في العراق وليبيا يمكن أن يتكرر في غيرهما من الدول ليس في سوريا فقط بل في إيران وأماكن أخرى"، على حد تعبيرها.
من جهته، قال اللواء صابر السويدان القائد السابق لسلاح الجو الكويتي في ردّه على سؤال لإذاعة العراق الحر بشأن الموقف الروسي من احتمالات أيّ تحرك دولي بـقراراتٍ من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "إن الوضع السوري يختلف عن الليبي..ففي ليبيا كان هناك قرار من الأمم المتحدة نتج عنه تدخل أوروبي وأميركي بينما الوضع في سوريا مختلف تماماً مع الملاحظة بأنها المنطقة الأخيرة الباقية لروسيا من حيث النفوذ والاستثمارات الأمر الذي يبرر عدم رغبة موسكو بسقوط نظام دمشق. ولهذا السبب أيضاً، تتردد الولايات المتحدة ومعها المجتمع الدولي في التدخل العسكري لأنه غير ممكن في الوقت الحاضر." كما أشار السويدان إلى ما يبدو بأنه "استمرار الرهان على أن التغيير لا يمكن أن يحصل واقعياً في سوريا إلا عبر عمليات داخلية أو حتى عن طريق انقلاب عسكري أو انقلاب قصر"، بحسب رأيه.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقتطفات من مقابلات مع د. معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد، والباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق من بيروت، والخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط د. ييلينا سوبونينا من موسكو، واللواء صابر السويدان القائد السابق لسلاح الجو الكويتي.