توصلت حكومةُ بغداد وحكومة ُ الإقليم في اربيل الى اتفاقٍ ينسّق حركة قوات الطرفين باتجاه الحدود السورية المتاخمة للإقليم، فقد أعلن الأمين العام لوزارة البيشمركه جبار ياور في مؤتمر صحفي مشترك مع قيادات عسكرية عراقية الأحد، عن التوصل الى اتفاق من سبع نقاط يخفف من الأزمة، ياور أعلن ان الاتفاق جاء بعد اجتماع للجنة العمل المشتركة عُقد السبت في بغداد بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة البيشمركه في حكومة إقليم كردستان، و ممثلين من المكتب الأمني الأميركي - العراقي، و وفد من السفارة الأمريكية في بغداد حضرَ الاجتماع كمنسّق.
وكانت العلاقات بين الحكومة العراقية وحكومة الإقليم شهدت توترا مضافا عندما اعترضت قوةٌ من البيشمركه في 27 الشهر الماضي، قوة ًعراقية حاولت التمركز في مناطق متنازع عليها بين الجانبين في قضاء زمّار التابع لمحافظة نينوى، قرب الحدود مع سورية.
وفي هذه المناسبة جدد أمين عام وزارة البشمركه جبار ياور خلال المؤتمر الصحفي، التأكيد َ بان قوات الإقليم "البيشمركه" و قوات حكومة العراق الفدرالية، تعمل كلُها ضمن منظومة الدفاع العراقية، بحسب تعبيره.
إلى ذلك أبدى عضو ائتلاف دولة القانون النائب فرات الشرع، تفاؤلا في أن الأيام المقبلة قد تشهد انفراجا في الأزمة بين بغداد واربيل، بل ذهب الى التأكيد خلال حديثه لإذاعة العراق الحر الى أن لجانا مشتركة ستحسم موضوع الشركات النفطية العاملة في الإقليم بدون رضا بغداد، فضلا عن التعاون في المجال الأمني.
من جانبه اخبر المستشار الإعلامي لبرلمان إقليم كردستان طارق جوهر إذاعةَ العراق الحر بان رئيس الإقليم وكبار المسؤولين ورؤساء القوى والأحزاب والكتل الكردية سيعقدون مساء الاثنين اجتماعاً موسعاً لدراسة مشروع تشكيل مجلس أعلى للمفاوضات مع بغداد، تتركز مهماته على متابعة الملفات العالقة مع الحكومة الفدرالية وطريقة إدارة المفاوضات، جوهر وجد َفي الأسلوب التشاوري الذي أوصل الطرفين إلى إنهاء الأزمة العسكرية الأخيرة، نموذجا جيد ا في إيجاد الحلول لبقية الملفات العالقة في المستقبل.
يتوقف مراقبون عند الدور الأمريكي الذي قد يساهم في توصل بغداد و اربيل الى موسم من التفاهمات لحلحلة الأزمات المختلفة بين الجانبين، فينبه المحلل السياسي سعد الحديثي الى أن الرعاية الأمريكية التي باركت حل َ الأزمة العسكرية الأخيرة، تؤكد أن الفرقاء السياسيين العراقيين لا يستطيعون التوصل الى تفاهمات بدون دور أممي او أمريكي لحل أزماتهم المتعددة
في حين يرى النائب عن كتلة العراقية قصي جمعة، أن الفرقاء السياسيين العراقيين لم يلتزموا باتفاقات مبدئية تنظم علاقاتهم ببعض لتجاوز الخلافات ، وان عدم رجوعهم الى الدستور لحلها او حسمها ساهم في تعميق الهوة أحيانا، وتجديد الخلاف وتطوره الى أزمات.
ترى هل يوفر الدستورُ حقا حلولا واضحة وحاسمة للأمور محط الخلاف بين القوى السياسية العراقية؟ لا يعتقد المحلل السياسي سعد الحديثي ذلك، فهو يلاحظ أن عمق الخلافات بين حكومة بغداد والإقليم فضلا عن خلافات القوى السياسية فيما بينها تجد حلولا مرحلية أحيانا على شكل اتفاقات ثنائية، إذ أن الدستور الذي يحتج به كل الأطراف مطاط ٌ، وكلٌ يفسره وفق رؤيته الخاصة، ما يشي بدوام الأزمات بحسب الحديثي .
لتشخيص العوامل التي دفعت اربيل وبغداد الى تخفيفَ أزمة القوات العسكرية الأخيرة والتوصل الى حلول بشأنها، لاحظ رئيسُ المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية الدكتور غسان العطية، أن التخفيف جاء بعد اتصال هاتفي بين نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وهو ما يجدد الاعتقاد بان الولايات المتحدة ما زالت لاعباً مهماً في الشأن العراقي عن طريق أربيل التي تستجيب لطلبات الولايات المتحدة، "العطية" نبّه إلى أن دوراً إقليمياً متعاظما في العراق تتقاسمه إيران وتركيا وبعض الدول الخليجية، خصوصا على صعيد ما أسماه بالصراع الشيعي- السني، بين القوى السياسية المحلية "العربية". ما يشيْ باستمرار دوامة عدم الاستقرار.
غسان العطية أشار خلال المقابلة الهاتفية التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، الى المخاوف من أن ما يجري في العراق اليوم والى حدٍ ما في سوريا، يدل على مستقبل ٍمقلق حول مَن يرثُ المنطقة جغرافيا وبإمكانياتها النفطية والاقتصادية والبشرية الكبيرة. ولم يفت العطيه الإشارة الى أن الولايات المتحدة من خلال تواجد كبريات الشركات النفطية مثل اكسون موبيل وشيفرون وتوتال التي وقعت عقود عمل مع إقليم كردستان، يمثل حضورا أمريكيا وغربيا مؤثرا في البلاد.
الباحث ورئيس المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية غسان العطية يرى أن العراق في ظل توترات المنطقة، وواقع القوى السياسية المحلية المتقاطعة، لم يعد مشروع َ دولة مستقلة متكاملة قوية، بل هو مشروع لمناطق نفوذ لحد التقسيم بتأثير دول الجوار، والولايات المتحدة وأوربا، ولذلك ليس من المتوقع أن يتجه بعض اللاعبين في المنطقة الى تأمين الاستقرار في العراق .
ويعتقد العطية أن تغييرا جوهريا في نتائج انتخابات مجلس النواب الجديدة عام 2014 يستبعد الميل الى التكتلات الطائفية والعرقية، قد يكون مفتاحا لتفكيك أزمات تهدد مستقبل العراق كبلدٍ مستقل وقوي.
الملف الصوتي بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد احمد الزبيدي
وكانت العلاقات بين الحكومة العراقية وحكومة الإقليم شهدت توترا مضافا عندما اعترضت قوةٌ من البيشمركه في 27 الشهر الماضي، قوة ًعراقية حاولت التمركز في مناطق متنازع عليها بين الجانبين في قضاء زمّار التابع لمحافظة نينوى، قرب الحدود مع سورية.
وفي هذه المناسبة جدد أمين عام وزارة البشمركه جبار ياور خلال المؤتمر الصحفي، التأكيد َ بان قوات الإقليم "البيشمركه" و قوات حكومة العراق الفدرالية، تعمل كلُها ضمن منظومة الدفاع العراقية، بحسب تعبيره.
إلى ذلك أبدى عضو ائتلاف دولة القانون النائب فرات الشرع، تفاؤلا في أن الأيام المقبلة قد تشهد انفراجا في الأزمة بين بغداد واربيل، بل ذهب الى التأكيد خلال حديثه لإذاعة العراق الحر الى أن لجانا مشتركة ستحسم موضوع الشركات النفطية العاملة في الإقليم بدون رضا بغداد، فضلا عن التعاون في المجال الأمني.
من جانبه اخبر المستشار الإعلامي لبرلمان إقليم كردستان طارق جوهر إذاعةَ العراق الحر بان رئيس الإقليم وكبار المسؤولين ورؤساء القوى والأحزاب والكتل الكردية سيعقدون مساء الاثنين اجتماعاً موسعاً لدراسة مشروع تشكيل مجلس أعلى للمفاوضات مع بغداد، تتركز مهماته على متابعة الملفات العالقة مع الحكومة الفدرالية وطريقة إدارة المفاوضات، جوهر وجد َفي الأسلوب التشاوري الذي أوصل الطرفين إلى إنهاء الأزمة العسكرية الأخيرة، نموذجا جيد ا في إيجاد الحلول لبقية الملفات العالقة في المستقبل.
إضافة الى أمريكا والغرب، لتركيا وإيران ودول خليجية أهدافٌ في العراق
يتوقف مراقبون عند الدور الأمريكي الذي قد يساهم في توصل بغداد و اربيل الى موسم من التفاهمات لحلحلة الأزمات المختلفة بين الجانبين، فينبه المحلل السياسي سعد الحديثي الى أن الرعاية الأمريكية التي باركت حل َ الأزمة العسكرية الأخيرة، تؤكد أن الفرقاء السياسيين العراقيين لا يستطيعون التوصل الى تفاهمات بدون دور أممي او أمريكي لحل أزماتهم المتعددة
في حين يرى النائب عن كتلة العراقية قصي جمعة، أن الفرقاء السياسيين العراقيين لم يلتزموا باتفاقات مبدئية تنظم علاقاتهم ببعض لتجاوز الخلافات ، وان عدم رجوعهم الى الدستور لحلها او حسمها ساهم في تعميق الهوة أحيانا، وتجديد الخلاف وتطوره الى أزمات.
ترى هل يوفر الدستورُ حقا حلولا واضحة وحاسمة للأمور محط الخلاف بين القوى السياسية العراقية؟ لا يعتقد المحلل السياسي سعد الحديثي ذلك، فهو يلاحظ أن عمق الخلافات بين حكومة بغداد والإقليم فضلا عن خلافات القوى السياسية فيما بينها تجد حلولا مرحلية أحيانا على شكل اتفاقات ثنائية، إذ أن الدستور الذي يحتج به كل الأطراف مطاط ٌ، وكلٌ يفسره وفق رؤيته الخاصة، ما يشي بدوام الأزمات بحسب الحديثي .
لتشخيص العوامل التي دفعت اربيل وبغداد الى تخفيفَ أزمة القوات العسكرية الأخيرة والتوصل الى حلول بشأنها، لاحظ رئيسُ المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية الدكتور غسان العطية، أن التخفيف جاء بعد اتصال هاتفي بين نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وهو ما يجدد الاعتقاد بان الولايات المتحدة ما زالت لاعباً مهماً في الشأن العراقي عن طريق أربيل التي تستجيب لطلبات الولايات المتحدة، "العطية" نبّه إلى أن دوراً إقليمياً متعاظما في العراق تتقاسمه إيران وتركيا وبعض الدول الخليجية، خصوصا على صعيد ما أسماه بالصراع الشيعي- السني، بين القوى السياسية المحلية "العربية". ما يشيْ باستمرار دوامة عدم الاستقرار.
غسان العطية أشار خلال المقابلة الهاتفية التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، الى المخاوف من أن ما يجري في العراق اليوم والى حدٍ ما في سوريا، يدل على مستقبل ٍمقلق حول مَن يرثُ المنطقة جغرافيا وبإمكانياتها النفطية والاقتصادية والبشرية الكبيرة. ولم يفت العطيه الإشارة الى أن الولايات المتحدة من خلال تواجد كبريات الشركات النفطية مثل اكسون موبيل وشيفرون وتوتال التي وقعت عقود عمل مع إقليم كردستان، يمثل حضورا أمريكيا وغربيا مؤثرا في البلاد.
الباحث ورئيس المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية غسان العطية يرى أن العراق في ظل توترات المنطقة، وواقع القوى السياسية المحلية المتقاطعة، لم يعد مشروع َ دولة مستقلة متكاملة قوية، بل هو مشروع لمناطق نفوذ لحد التقسيم بتأثير دول الجوار، والولايات المتحدة وأوربا، ولذلك ليس من المتوقع أن يتجه بعض اللاعبين في المنطقة الى تأمين الاستقرار في العراق .
ويعتقد العطية أن تغييرا جوهريا في نتائج انتخابات مجلس النواب الجديدة عام 2014 يستبعد الميل الى التكتلات الطائفية والعرقية، قد يكون مفتاحا لتفكيك أزمات تهدد مستقبل العراق كبلدٍ مستقل وقوي.
الملف الصوتي بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد احمد الزبيدي