ربما لا يعرف كثيرون أن المئات من الموشحات والتراتيل الدينية الإسلامية التي كانت تبثها إذاعة وتلفزيون العراق خلال عقود هي من تأليف وإعداد وتلحين الموسيقار الكبير جميل جرجيس، ابن شماس الكنيسة الموصلي، ومؤلف التراتيل الكنسية ومعلمُها.
دأب طوال حياته التي ناهزت الثمانين سنة وحتى رحيله عام 2006 على أغناء ذائقة المستمع، والمكتبة الموسيقية العراقية بأعمال تنتمي بروحانياتها وتصوفها الى الإنسان والإيمان، والجماليات الراقية، دون ان تتعنوَن بالتسميات الدينية والطائفية، برغم أنها مزيج من موشحات عباسية، وتراتيل كنسية، ومدائح نبوية وصوفية. وسعى من خلالها لإشاعة روح المحبة والأخوّة والنقاء الإنساني والوطني.
أجريت هذا الحوار مع الراحل الموسيقار جميل جرجيس عام 2004 ببغداد، كشف خلاله كيف أن والده، شماس الكنيسة في الموصل ضمه الى كورال الكنيسة، حيث اندمج في تأدية وتأليف وتلحين التراتيل. وكيف اكتشف في أجواء الموصل جماليات "الموشحات العباسية" –بحسب وصفه- التي تختزن طاقة لحنية وغنائية صوفية رائعة. ( يمكن الاستماع الى مقاطع منها بصوت ضيف البرنامج الفنان جرجيس في الملف الصوتي المرفق):
ويستذكر ضيف برنامج" حوارات" الفنان جرجيس، الشيخَ السوري محمد نصار، الذي قدِم أواخر الثلاثينات من حلب الى الموصل، فكان أستاذه في تعلم الإلقاء والترتيل والأوزان، ويتذكر جرجيس صوتَ الشيخ نصار العميق و المليئ بالخشوع خصوصا عندما يرتل القران ، حتى أُطلق عليه "الشيخ ذو الحنجرة الباكية". وقد كشف الشيخ نصار للصبي جرجيس أفاقاً جديدة في عالم التأليف الموسيقي للأغنية والموشح الديني والتراتيل.
يسخر الفنان جرجيس خلال برنامج "حوارات"، من استسهال البعض إطلاق لقب "الفنان والمطرب" على بعض المغنين هذه الأيام ، مشددا على أن ( المطرب) درجة رفيعة في عالم الأصوات والغناء لا يبلغها الا المميزون، ومنهم الفنان محمد عبد الوهاب من خلال أعماله الموسيقية والغنائية الرائعة ومنها قصيدة أحمد شوقي التي غناها عبد الوهاب أمام ملك العراق فيصل الأول عام 1933 ببغداد( يمكن الاستماع الى مقاطع منها بصوت ضيف البرنامج في الملف الصوتي المرفق):
يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجـري في دُموعي تَجَنَّبَتكَ العَـوادي
سِر عَلى الماءِ كَالمَسيحِ رُوَيداً وَاِجرِ في اليَمِّ كَالشُعاعِ الهادي
وَأتِ قاعاً كَرَفرَفِ الخُلدِ طيباً أَو كَفِردَوسِـهِ بَشاشَـةَ وادي
قِف تَمَهَّل وَخُذ أَمانـاً لِقَلبـي مِن عُيونِ المَها وَراءَ السَوادِ
يتذكر الفنان جرجيس كيف أنه وبطانة من صبية المحلة كان يعتلي المنارة الحدباء وسط الموصل في أيام رمضان، ليطلق من قمتها بصوته المدائح النبوية والموشحات، قبل ان يذيع اسمه أستاذا في الموسيقى ومؤلفا للمئات من الأغاني والموشحات الدينية في إذاعة العراق .
واليوم مازالت قاعات اغلب الكنائس العراقية تصدح بتراتيل وأناشيد كنسية ألفها جميل جرجيس العراقي، الذي يؤكد خلال الحوار انه تربى على حب الآخرين، واحترام جميع الأديان، لأنه يؤمن بالله والإنسان والسلام.
دأب طوال حياته التي ناهزت الثمانين سنة وحتى رحيله عام 2006 على أغناء ذائقة المستمع، والمكتبة الموسيقية العراقية بأعمال تنتمي بروحانياتها وتصوفها الى الإنسان والإيمان، والجماليات الراقية، دون ان تتعنوَن بالتسميات الدينية والطائفية، برغم أنها مزيج من موشحات عباسية، وتراتيل كنسية، ومدائح نبوية وصوفية. وسعى من خلالها لإشاعة روح المحبة والأخوّة والنقاء الإنساني والوطني.
أجريت هذا الحوار مع الراحل الموسيقار جميل جرجيس عام 2004 ببغداد، كشف خلاله كيف أن والده، شماس الكنيسة في الموصل ضمه الى كورال الكنيسة، حيث اندمج في تأدية وتأليف وتلحين التراتيل. وكيف اكتشف في أجواء الموصل جماليات "الموشحات العباسية" –بحسب وصفه- التي تختزن طاقة لحنية وغنائية صوفية رائعة. ( يمكن الاستماع الى مقاطع منها بصوت ضيف البرنامج الفنان جرجيس في الملف الصوتي المرفق):
ويستذكر ضيف برنامج" حوارات" الفنان جرجيس، الشيخَ السوري محمد نصار، الذي قدِم أواخر الثلاثينات من حلب الى الموصل، فكان أستاذه في تعلم الإلقاء والترتيل والأوزان، ويتذكر جرجيس صوتَ الشيخ نصار العميق و المليئ بالخشوع خصوصا عندما يرتل القران ، حتى أُطلق عليه "الشيخ ذو الحنجرة الباكية". وقد كشف الشيخ نصار للصبي جرجيس أفاقاً جديدة في عالم التأليف الموسيقي للأغنية والموشح الديني والتراتيل.
يسخر الفنان جرجيس خلال برنامج "حوارات"، من استسهال البعض إطلاق لقب "الفنان والمطرب" على بعض المغنين هذه الأيام ، مشددا على أن ( المطرب) درجة رفيعة في عالم الأصوات والغناء لا يبلغها الا المميزون، ومنهم الفنان محمد عبد الوهاب من خلال أعماله الموسيقية والغنائية الرائعة ومنها قصيدة أحمد شوقي التي غناها عبد الوهاب أمام ملك العراق فيصل الأول عام 1933 ببغداد( يمكن الاستماع الى مقاطع منها بصوت ضيف البرنامج في الملف الصوتي المرفق):
يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجـري في دُموعي تَجَنَّبَتكَ العَـوادي
سِر عَلى الماءِ كَالمَسيحِ رُوَيداً وَاِجرِ في اليَمِّ كَالشُعاعِ الهادي
وَأتِ قاعاً كَرَفرَفِ الخُلدِ طيباً أَو كَفِردَوسِـهِ بَشاشَـةَ وادي
قِف تَمَهَّل وَخُذ أَمانـاً لِقَلبـي مِن عُيونِ المَها وَراءَ السَوادِ
يتذكر الفنان جرجيس كيف أنه وبطانة من صبية المحلة كان يعتلي المنارة الحدباء وسط الموصل في أيام رمضان، ليطلق من قمتها بصوته المدائح النبوية والموشحات، قبل ان يذيع اسمه أستاذا في الموسيقى ومؤلفا للمئات من الأغاني والموشحات الدينية في إذاعة العراق .
واليوم مازالت قاعات اغلب الكنائس العراقية تصدح بتراتيل وأناشيد كنسية ألفها جميل جرجيس العراقي، الذي يؤكد خلال الحوار انه تربى على حب الآخرين، واحترام جميع الأديان، لأنه يؤمن بالله والإنسان والسلام.