لازمت الأغنيةُ الوطنية والأناشيد الحماسية ذاكرةَ العراقيين على مدى عقود من حياتهم، فدرج الطلاب على ترديد الأناشيد الوطنية كل يوم في المدرسة، وصدح المذياع والتلفزيون بها وهو يتابع أخبار السياسية، والبيانات، والقرارات الرئاسية، عدا عن مئات الأغاني الحماسية التي اقترنت بالحروب والمواجهات العسكرية خصوصا خلال الحرب العراقية الإيرانية وما تلاها.
يستذكر العسكري السابق في الجيش العراقي حسين علي كيف كان العراقيون خلال الثمانينات مرهونين بإيقاع الأغاني الوطنية التي ترافق أخبار الحرب والهجمات التي تقترن بالتالي بمشاعر الخوف والقلق على الأبناء والآباء في جبهات القتال، ويتحدث علي عن إذاعة تلك الأغاني من خلال مكبرات الصوت في جبهات القتال عندما يشتد الصدام بين الجانبين، لبث روح الاندفاع والشجاعة لدى المقاتلين.
تكاد الأغنية الحماسية والوطنية تختفي اليوم من مفردات بث اغلب الإذاعات والفضائيات العراقية لتحل محلها أغنية تزخر بالبهرجة والميوعة والأجواء الراقصة، وتفتقد المعاني الوطنية، بحسب الإعلامية عالية طالب، التي تخشى أن ينحسر طقس المشاعر الوطنية وأغانيها عن حياة العراقيين.
مع هذا الواقع يطمح عدد من الموسيقيين والمعنيين إلى إحياء الأغنية الوطنية الواعية ذات الإبعاد الإنسانية والتربوية التي ترسخ المفاهيم والقيم الوطنية بين أبناء المجتمع لتكون أداة فاعلة في التغير الايجابي والحث على حب الوطن والابتعاد عن بؤر التوتر الطائفي أو العرقي أو العشائري، وغيرها
يشير الناقد الموسيقي سامر المشعل الى أن مجتمع اليوم بحاجة إلى نشر قيم التسامح والأخوة التقارب عبر الأغنية التي تحسن مناغاة العقل والعاطفة، وتحثهما نحو الخير والسلام، وتغادر التأزم السياسي والطائفي.
ترى أية أغنية وطنية يمكن ان يُستحث بها الحس الوطني والمشاعر الحماسية والخيّرة؟
الفنان الموسيقي جواد محسن يجد أن إحياء الأغنية الوطنية يحتاج إلى تجديد الوعي لدى المعنيين في مؤسسات الثقافة والإعلام ومنها الإذاعات والقنوات الفضائية، ليدركوا كم أثّر الفن الغنائي والموسيقي في حياة شعوب أخرى. في مواجهة أشكال الانقسامات المجتمعية بالإلحان الحماسية والنغم الجميل والكلمة المعبرة.
"الأغنية الوطنية موجودة وهناك تجارب جميلة تستحق الإشادة من قبل ملحنين ومطربين شباب حاولوا ترسيخ مفاهيم وطنية!" هذا ما يقوله أستاذ التربية الموسيقية في الجامعة المستنصرية الدكتور هيثم شعوبي لكنه يلاحظ أن تلك الأغاني لا تجد طريقها للبث في وسائل الإعلام.
برغم تأكيده على أهميتها، يبرر نقيب الفنانين صباح المندلاوي غياب الأغنية الهادفة ذات التوجه الثقافي والوطني بغياب الدعم المالي للجهات الراعية للإنتاج الفني الرصين وتكريس القيم الوطنية عبر أغاني تخاطب الوجدان العراق.
في حين يأمل رئيس اتحاد الموسيقيين عبد الرزاق العزاوي اهتماما أكثر من قبل المؤلفين والموسيقيين لبث الحياة في الأغنية الوطنية والجماعية ويحث إعادة درس النشيد والتربية الموسيقية في في المدارس الابتدائية.
قال لي احدهم :" في رأسي يقبع أرشيفٌ لمئات الأغاني والألحان والأناشيد الوطنية العربية والعراقية، يحثني إيقاعُ بعضها على ترديدها بيسر ومتعة اليوم، برغم أنني لم اسمعها منذ سنوات طويلة، وكأنها تعيدني إلى الماضي.!"
شارك في الاعداد مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد عماد جاسم
يستذكر العسكري السابق في الجيش العراقي حسين علي كيف كان العراقيون خلال الثمانينات مرهونين بإيقاع الأغاني الوطنية التي ترافق أخبار الحرب والهجمات التي تقترن بالتالي بمشاعر الخوف والقلق على الأبناء والآباء في جبهات القتال، ويتحدث علي عن إذاعة تلك الأغاني من خلال مكبرات الصوت في جبهات القتال عندما يشتد الصدام بين الجانبين، لبث روح الاندفاع والشجاعة لدى المقاتلين.
تكاد الأغنية الحماسية والوطنية تختفي اليوم من مفردات بث اغلب الإذاعات والفضائيات العراقية لتحل محلها أغنية تزخر بالبهرجة والميوعة والأجواء الراقصة، وتفتقد المعاني الوطنية، بحسب الإعلامية عالية طالب، التي تخشى أن ينحسر طقس المشاعر الوطنية وأغانيها عن حياة العراقيين.
مع هذا الواقع يطمح عدد من الموسيقيين والمعنيين إلى إحياء الأغنية الوطنية الواعية ذات الإبعاد الإنسانية والتربوية التي ترسخ المفاهيم والقيم الوطنية بين أبناء المجتمع لتكون أداة فاعلة في التغير الايجابي والحث على حب الوطن والابتعاد عن بؤر التوتر الطائفي أو العرقي أو العشائري، وغيرها
يشير الناقد الموسيقي سامر المشعل الى أن مجتمع اليوم بحاجة إلى نشر قيم التسامح والأخوة التقارب عبر الأغنية التي تحسن مناغاة العقل والعاطفة، وتحثهما نحو الخير والسلام، وتغادر التأزم السياسي والطائفي.
ترى أية أغنية وطنية يمكن ان يُستحث بها الحس الوطني والمشاعر الحماسية والخيّرة؟
الفنان الموسيقي جواد محسن يجد أن إحياء الأغنية الوطنية يحتاج إلى تجديد الوعي لدى المعنيين في مؤسسات الثقافة والإعلام ومنها الإذاعات والقنوات الفضائية، ليدركوا كم أثّر الفن الغنائي والموسيقي في حياة شعوب أخرى. في مواجهة أشكال الانقسامات المجتمعية بالإلحان الحماسية والنغم الجميل والكلمة المعبرة.
"الأغنية الوطنية موجودة وهناك تجارب جميلة تستحق الإشادة من قبل ملحنين ومطربين شباب حاولوا ترسيخ مفاهيم وطنية!" هذا ما يقوله أستاذ التربية الموسيقية في الجامعة المستنصرية الدكتور هيثم شعوبي لكنه يلاحظ أن تلك الأغاني لا تجد طريقها للبث في وسائل الإعلام.
برغم تأكيده على أهميتها، يبرر نقيب الفنانين صباح المندلاوي غياب الأغنية الهادفة ذات التوجه الثقافي والوطني بغياب الدعم المالي للجهات الراعية للإنتاج الفني الرصين وتكريس القيم الوطنية عبر أغاني تخاطب الوجدان العراق.
في حين يأمل رئيس اتحاد الموسيقيين عبد الرزاق العزاوي اهتماما أكثر من قبل المؤلفين والموسيقيين لبث الحياة في الأغنية الوطنية والجماعية ويحث إعادة درس النشيد والتربية الموسيقية في في المدارس الابتدائية.
قال لي احدهم :" في رأسي يقبع أرشيفٌ لمئات الأغاني والألحان والأناشيد الوطنية العربية والعراقية، يحثني إيقاعُ بعضها على ترديدها بيسر ومتعة اليوم، برغم أنني لم اسمعها منذ سنوات طويلة، وكأنها تعيدني إلى الماضي.!"
شارك في الاعداد مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد عماد جاسم