روابط للدخول

خبر عاجل

واشنطن: الإرهاب يتراجع لكن تهديد القاعدة يتواصل


تفجير ارهابي في التاجي 23 تموز يقتل 42 ويجرح 40
تفجير ارهابي في التاجي 23 تموز يقتل 42 ويجرح 40
أكد أحدث تقرير حكومي أميركي تراجُع الإرهاب على المستوى العالمي خلال السنوات الماضية رغم أن تنظيماتٍ مثل القاعدة ما تزال تهدد الأمن والسلم الدولييْن.

وقالت الولايات المتحدة في التقرير السنوي الذي أصدَرته وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء عن الإرهاب حول العالم في سنة 2011 إن الهجمات الإرهابية انخفضت العام الماضي إلى أدنى مستوى منذ عام 2005.

وأضافت أن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن والقياديين الآخرين "يضع التنظيم في مسار انحدار سيكون من الصعب التراجع عنه." لكنها أشارت إلى قدرة هذا التنظيم على التكيّف خاصةً بعد أن تمكن من الانتشار عبر فروع تابعة له في مناطق من العالم ولا سيما الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

التقرير أرجعَ الفضل في مقتل بن لادن بعمليةٍ أميركية خاصة في باكستان وقادة آخرين في القاعدة مثل أنور العولقي الذي كان يدير عمليات التنظيم في شبه جزيرة العرب المتمركز في اليمن أرجَـعَه إلى تحسين التعاون في مكافحة الإرهاب على المستوييْن الإقليمي والدولي.

وأظهرَت الإحصاءات الملحقة بالتقرير أن إجمالي عدد الهجمات الإرهابية في العالم تراجَع إلى 10283 في العام الماضي بعد أن كان 11641 في 2010. كما انخفض عدد القتلى إلى 12533 في العام الماضي مقارنةً مع 13193 في العام السابق، مسجّلاً بذلك أدنى مستوى منذ عام 2005 الذي شهد أكثر من 11 ألف هجوم وسقوط أكثر من 14 ألف قتيل.

وأبـرَزَت وكالات أنباء عالمية ما أوضَحه التقرير بأن من أسباب الانخفاض العام في أعداد القتلى بسبب الإرهاب، والذي بلغ الذروة في 2007 عندما قتل 22 ألف شخص، تَـراجُع العنف في العراق حيث ما تزال فروع القاعدة تعمل مستفيدةً من الانسحاب العسكري الأميركي من هناك نهاية العام الماضي. وأضاف أنه يعتقد أن الجناح العراقي لهذا التنظيم "يمدّ وجوده إلى سوريا ويسعى إلى استغلال الانتفاضة الشعبية ضد دكتاتورية الرئيس السوري بشار الأسد"، على حد تعبيره.

وفي الفقرة المتعلقة بالعراق، ذكر التقرير أن العنف تراجع بشكل عام خلال السنة الماضية بالمقارنة مع الأعوام السابقة، مشيراً إلى التقدم الذي أحرزته قوات الأمن العراقية في مكافحة الجناح المحلي لتنظيم القاعدة بالإضافة إلى منظمات وجماعات طائفية متطرفة ومسلحة.

ولـفَت إلى أن قوات الأمن في إقليم كردستان العراق كانت فعّالة بشكل خاص في منع هجمات إرهابية. لكنه أضاف أنه "على الرغم من هذا التقدم فقد استمر وقوع تفجيرات إرهابية وغيرها من الهجمات"، بحسب تعبيره.

التقرير السنوي الأميركي وصَف إيران بأنها "الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم"، مشيراً إلى تقديم طهران التمويل والدعم "لمجموعات إرهابية ومسلحة في أرجاء الشرق الأوسط"، بحسب تعبيره. وأضاف أن إيران والقاعدة تساعدان في إذكاء الاضطرابات من خلال نشر"الإيديولوجية والخطاب العنيف المتطرف" في عدد من أكثر المناطق المضطربة في العالم.

وفي تصريحاتٍ أدلى بها لمناسبة صدور التقرير، قال منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية السفير دانييل بنجامين
Daniel Benjamin خلال مؤتمر صحفي في واشنطن الثلاثاء:
"لقد رأينا الملايين من المواطنين في جميع أنحاء الشرق الأوسط يقدّمون مطالب سلمية عامة للتغيير في عام 2011 دون أي إشارة إلى أفكار القاعدة التحريضية. وهذا يدحض زعم هذه الجماعة منذ فترة طويلة بأن التغيير في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال العنف. وأكد هؤلاء الرجال والنساء بأقوى الأشكال انعدام تأثير القاعدة على القضايا السياسية المركزية في دول رئيسية ذات أغلبية مسلمة."

وفي حديثه عن تراجع العنف في العراق خلال العام الماضي، قال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية:
"لو تتذكرون أين كنا في عام 2005 حينما كانت هناك كمية هائلة من العنف في العراق، وانخفاضُ مستواه هو بالتأكيد أحد الأسباب الرئيسية لتراجع الهجمات الإرهابية على المستوى العالمي. ورغم أننا قلقون للغاية بشأن استمرار العنف في العراق فإنه شهد بشكل عام انخفاضاً في البلاد خلال عام 2011."

وأضاف السفير بنجامين قائلاً:
"اعتقد أن الكلمة النهائية ستكون للعلماء حول هذا الموضوع وأسباب انخفاض الهجمات بشكلٍ عام. ولكن أريد التأكيد أن هذه ما تزال ظاهرة خطيرة جداً. وكما ذكرنا، فهي تتسبب في آلاف الإصابات الأمر الذي يدعو إلى درجة عالية من اليقظة. ولا يمكننا ضمان استمرار خطوط الاتجاه بالسير دائماً وفقاً لما نريد."

وفيما يتعلق بإيران، قال المسؤول الأميركي:
"نشعر بقلق عميق حول نشاطاتٍ بحدِ ذاتها لإيران، من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وكذلك تلك التي تُمارَس أيضاً بالاشتراك مع حزب الله إذ يسعون إلى زعزعة الاستقرار في جميع أنحاء العالم. ونحن ملتزمون تماماً بالعمل مع الشركاء والحلفاء لمواجهة وتعطيل الأنشطة الإيرانية ولمنع إيران من رعاية أعمال إرهابية جديدة."

وفي حديثه عن تمدّد القاعدة إلى سوريا، قال بنجامين:
"نعتقد أن عدد مقاتلي القاعدة وأولئك المرتبطين بها في سوريا هو قليل نسبياً. ولكن هناك مجموعة أكبر من المقاتلين الأجانب الذين لا ينتمي العديد منهم إلى القاعدة بشكل مباشر. وهم إما موجودون الآن هناك أو يتوجّهون إلى سوريا. ومن الواضح أن هذا الأمر مثير للقلق."

وفي تحليله لمضامين التقرير السنوي الأميركي عن الإرهاب حول العالم، قال الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد لإذاعة العراق الحر "إنه يتضمن مؤشرات واضحة جداً لمتتبعي الحركات الإرهابية خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي وكذلك في العراق...وهو يوثّق الانخفاض الواضح في العمليات الإرهابية خاصةً بعد مقتل بن لادن وقادة آخرين في القاعدة."

وأعرب محيي عن اعتقاده بأن تراجع الإرهاب على نحو ما تظهره الإحصاءات الملحقة بالتقرير "يعزى إلى استعمال أسلوب جديد في مكافحة الإرهاب وتصفية قيادات القاعدة وتدمير محطاتهم وأماكن تواجدهم في اليمن والمغرب ودول أخرى مثل أفغانستان حيث استُخدمت طائرات حديثة بدون طيار في أسلوب أثبت جدواه....وأثبت كذلك أن أميركا هي لحد الآن الراعية الكبيرة جداً لمكافحة القاعدة."

وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، عَـلّق الخبير الأمني العراقي على ما أوردَه التقرير في الفقرة الخاصة بالعراق في شأن استمرار تهديدات الجماعة المرتبطة بالقاعدة والتي تعرف باسم (دولة العراق الإسلامية) رغم إشادته بالتقدم الذي أحرزته القوات الأمنية العراقية في مكافحة الإرهاب.

كما أجاب عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بتصريحات منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية وما تضمنه التقرير السنوي الأميركي من إشارات إلى ما وُصفت بأنشطة إرهابية تدعمها إيران، والثاني حول تـمدّد القاعدة إلى سوريا وتوافد مقاتلين أجانب عليها منذ بدء الانتفاضة الشعبية السورية في آذار 2011.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقاطع صوتية من تصريحات منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية السفير دانييل بنجامين متحدثاً في واشنطن، ومقابلة مع د. معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد.

please wait

No media source currently available

0:00 0:15:07 0:00
رابط مباشر
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG