على الرغم من الأزمة السياسية التي تعيشها مصر، غير أن القاهرة تحافظ على نكهة لياليها الرمضانية الساحرة، والخيام الرمضانية، والأمسيات الثقافية.
وتتنوع أساليب وعادات ومظاهر الاحتفاء برمضان التي يحرص عليها أهل المحروسة منذ مولد قاهرة المعز لدين الله الفاطمى قبل أكثر من ألف عام، وتوارثوها جيلا بعد جيل، ولم تتغير تلك العادات مع مرور الزمن، أو تتبدل تأثرا بمظاهر التحديث.
فعشية مطلع رمضان تتجمع الأسر أمام شاشات التليفزيون في انتظار ثبوت رؤية هلاله، وما أن تعلن دار الأفتاء ثبوت الرؤية، تبث شاشة التليفزيون المصري الأغاني التراثية عن الشهر الكريم وفي مقدمتها "أهو جه يا ولاد"، و "رمضان جانا".
ينطلق الأطفال إلى الشوارع، ويقومون بجمع الأموال من جيرانهم لشراء "زينة رمضان"، ويعاونهم الكبار في تزيين الشوارع بالأوراق الملونة، ويعلقون الفوانيس الورقية المزينة بالأضواء، على شرفات المنازل وعلى واجهات المحلات، وتزدان مآذن المساجد بالاضواء البيضاء والخضراء.
فوانيس رمضان أشهر ما يتسم به الشهر الكريم عند الأطفال، الذين يبتهجون عند الإمساك بها ويلوحون بها يمينا ويسارا مرددين أغان تراثية منها أغنية "حالو يا حالو"، و"وحوي يا وحوي".
يشار إلى أن مظاهر "الفانوس" في مصر بدأ عند استقبال أهالي القاهرة للخليفة المعز لدين الله الفاطمي عند زيارته القاهرة وتسلمه الولاية في إحدى ليالي رمضان، حينها أمر قائد جيوشه جوهر الصقلي الأهالي باستقبال الخليفة بالفوانيس لإضاءة الطريق له، وظل الخلفاء بعده يأمرون بالإكثار من المصابيح في رمضان لأنس المارة وبهجتهم وإضاءة للمتهجدين.
ويقوم صناع "الفوانيس الشعبية" وخاصة في منطقتي السيدة زينب وباب الشعرية بابتكارات متجددة تشد انتباه الاطفال وتحفزهم على شرائها بألوان زجاجها المتعدد، ورغم غزو الأسواق بفوانيس "مستوردة" تعمل بالبطارية وتخرج أغان ومقطوعات موسيقية لكن الفانوس اليدوي لا زال يأخذ بريق "التراث".
يقول سيد إبراهيم أحد الحرفيين في مصنع فوانيس بالسيدة زينب إن "الفوانيس الصفيح ستظل هي الأصل لدى كل المصريين"، مؤكدا أنه "مهما تم استيراد فوانيس من الصين، إلا أن "أبو شمعة" هو الأصل والأطفال يفضلونها أيضاً".
ويضيف إبراهيم، في حديث لإذاعة العراق الحر أن "الفانوس المصري يتكون من زجاج، وصفيح، فنقوم بتجميع الصفيح مع بعضه ونقطع الزجاج ونلونه، ثم باقى مراحل التصنيع بتجميع الصفيح ولحمه حول الزجاج ثم تجميع الفانوس مع بعضه".
ويوضح الحرفي المصري إن "الفوانيس متعددة ألاشكال وألاحجام أصغرهلا فانوس رباعي الشكل وقد يكون له باب يُفتح ويغلق لوضع الشمعة بداخله، أو يكون ذا كعب ولا يتعدى طوله العشرة سنتيمترات، أما أكبرها فيسمى "أبو الولاد" وهو بشكل نجمة كبيرة متشعبة ذات إثنى عشر ذراعاً وفي أركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجماً".
وإذا كان "الفانوس الصفيح" ارتبط به الأطفال في رمضان، فإنه ورغم عادة السهر إلى الصباح والتي لازمت المصريين، فإن "المسحراتي" لا زال يطوف حواري وأزقة الأحياء الشعبية قبل الفجر ينادي للسحور "إصحى يانايم.. وحد الدايم".
ويقول محمود أبو المكارم- الذي ورث التسحير عن والده بحي إمبابة إن "ما نردده اليوم يختلف عما كان يردده المسحراتي في السنوات الماضية"، موضحا أن "أباه حكى له أن مسحراتي زمان كان ينشد القصائد التي يذكر بها النائم على أربع مرات في الأولى يقول "أيها النوام قوموا للفلاح، واذكروا الله الذي أجرى الرياح، إن جيش الليل قد ولى وراح، وتدانى عسكر الصبح ولاح. اشربوا عجلى فقد جاء الصباح» وفي التذكير الثاني يقول «تسحروا رضي الله عنكم.. كلوا غفر الله لكم.. كلوا من الطيبات واعملوا الصالحات».
وما ان يحل المغرب حتى ينطلق مدفع الإفطار، ثم تغص المساجد بمصلي التراويح، وحلقات الذكر وتتعالى أصوات الأئمة مذكرة بفضل الشهر الكريم.
وفي القاهرة العديد من المساجد التي اكتسبت شهرة خاصة، أشهرها مساجد سيدنا الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، وعمرو بن العاص، ناهيك عن الأزهر الشريف.
وفي هذه الأثناء، تمتلأ المقاهي خاصة المنتشرة في أحياء القاهرة التاريخية والشعبية بالمواطنين والذين يتناولون المشروبات الساخنة والباردة في حين يحرص بعضهم على تدخين "الشيشة"، قبل صلاة الفجر، وقبل أن يمتنع الصائمون عن تناول أي أطعمة أو شراب.
أما الأكلات الشهيرة في رمضان في مصر، فأبرزها: الفول والزبادي ويمثلا مكونان أساسيان في وجبة السحور لدى المصريين، أما في الإفطار فيحرص المصريون على أكل "شوربة الدجاج"، و"المحشي بأصنافه"، وأيضا "الملوخية" التي تشتهر بها مصر.
كما يقبل المصريون على شراء التمور، التي تشتهر مصر بإنتاج أجود أنواعها في الواحة وسيوة، ويقبلون على محلات بيع "المخلل أو الطرشي" وباعة العرقسوس والتمر الهندي، إضافة إلى محلات المكسرات والياميش وقمر الدين والمكسرات والأخيرة يحرص المصريون على شرائها رغم ارتفاع أسعارها.
وتشتهر مصر أيضا بالخيم الرمضانية والأمسيات الثقافية والفنية وحفلات إحياء التراث المصري والعربي، وتنظم وزارة الثقافة عروض خاصة للأطفال من أشهرها "عرض الأرجواز" و"خيال الظل".
ومع مرور أيام رمضان تنشغل البيوت بالاستعداد لعيد الفطر، بعمل الكعك والبسكويت، وتحمل
السيدات صاجات العجائن من البيوت حتى الأفران لتسويتها، ويصطحبون أطفالهم لشراء "الملابس الجديدة"، مترقبين تكبيرات العيد.
وتتنوع أساليب وعادات ومظاهر الاحتفاء برمضان التي يحرص عليها أهل المحروسة منذ مولد قاهرة المعز لدين الله الفاطمى قبل أكثر من ألف عام، وتوارثوها جيلا بعد جيل، ولم تتغير تلك العادات مع مرور الزمن، أو تتبدل تأثرا بمظاهر التحديث.
فعشية مطلع رمضان تتجمع الأسر أمام شاشات التليفزيون في انتظار ثبوت رؤية هلاله، وما أن تعلن دار الأفتاء ثبوت الرؤية، تبث شاشة التليفزيون المصري الأغاني التراثية عن الشهر الكريم وفي مقدمتها "أهو جه يا ولاد"، و "رمضان جانا".
ينطلق الأطفال إلى الشوارع، ويقومون بجمع الأموال من جيرانهم لشراء "زينة رمضان"، ويعاونهم الكبار في تزيين الشوارع بالأوراق الملونة، ويعلقون الفوانيس الورقية المزينة بالأضواء، على شرفات المنازل وعلى واجهات المحلات، وتزدان مآذن المساجد بالاضواء البيضاء والخضراء.
فوانيس رمضان أشهر ما يتسم به الشهر الكريم عند الأطفال، الذين يبتهجون عند الإمساك بها ويلوحون بها يمينا ويسارا مرددين أغان تراثية منها أغنية "حالو يا حالو"، و"وحوي يا وحوي".
يشار إلى أن مظاهر "الفانوس" في مصر بدأ عند استقبال أهالي القاهرة للخليفة المعز لدين الله الفاطمي عند زيارته القاهرة وتسلمه الولاية في إحدى ليالي رمضان، حينها أمر قائد جيوشه جوهر الصقلي الأهالي باستقبال الخليفة بالفوانيس لإضاءة الطريق له، وظل الخلفاء بعده يأمرون بالإكثار من المصابيح في رمضان لأنس المارة وبهجتهم وإضاءة للمتهجدين.
ويقوم صناع "الفوانيس الشعبية" وخاصة في منطقتي السيدة زينب وباب الشعرية بابتكارات متجددة تشد انتباه الاطفال وتحفزهم على شرائها بألوان زجاجها المتعدد، ورغم غزو الأسواق بفوانيس "مستوردة" تعمل بالبطارية وتخرج أغان ومقطوعات موسيقية لكن الفانوس اليدوي لا زال يأخذ بريق "التراث".
يقول سيد إبراهيم أحد الحرفيين في مصنع فوانيس بالسيدة زينب إن "الفوانيس الصفيح ستظل هي الأصل لدى كل المصريين"، مؤكدا أنه "مهما تم استيراد فوانيس من الصين، إلا أن "أبو شمعة" هو الأصل والأطفال يفضلونها أيضاً".
ويضيف إبراهيم، في حديث لإذاعة العراق الحر أن "الفانوس المصري يتكون من زجاج، وصفيح، فنقوم بتجميع الصفيح مع بعضه ونقطع الزجاج ونلونه، ثم باقى مراحل التصنيع بتجميع الصفيح ولحمه حول الزجاج ثم تجميع الفانوس مع بعضه".
ويوضح الحرفي المصري إن "الفوانيس متعددة ألاشكال وألاحجام أصغرهلا فانوس رباعي الشكل وقد يكون له باب يُفتح ويغلق لوضع الشمعة بداخله، أو يكون ذا كعب ولا يتعدى طوله العشرة سنتيمترات، أما أكبرها فيسمى "أبو الولاد" وهو بشكل نجمة كبيرة متشعبة ذات إثنى عشر ذراعاً وفي أركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجماً".
وإذا كان "الفانوس الصفيح" ارتبط به الأطفال في رمضان، فإنه ورغم عادة السهر إلى الصباح والتي لازمت المصريين، فإن "المسحراتي" لا زال يطوف حواري وأزقة الأحياء الشعبية قبل الفجر ينادي للسحور "إصحى يانايم.. وحد الدايم".
ويقول محمود أبو المكارم- الذي ورث التسحير عن والده بحي إمبابة إن "ما نردده اليوم يختلف عما كان يردده المسحراتي في السنوات الماضية"، موضحا أن "أباه حكى له أن مسحراتي زمان كان ينشد القصائد التي يذكر بها النائم على أربع مرات في الأولى يقول "أيها النوام قوموا للفلاح، واذكروا الله الذي أجرى الرياح، إن جيش الليل قد ولى وراح، وتدانى عسكر الصبح ولاح. اشربوا عجلى فقد جاء الصباح» وفي التذكير الثاني يقول «تسحروا رضي الله عنكم.. كلوا غفر الله لكم.. كلوا من الطيبات واعملوا الصالحات».
وما ان يحل المغرب حتى ينطلق مدفع الإفطار، ثم تغص المساجد بمصلي التراويح، وحلقات الذكر وتتعالى أصوات الأئمة مذكرة بفضل الشهر الكريم.
وفي القاهرة العديد من المساجد التي اكتسبت شهرة خاصة، أشهرها مساجد سيدنا الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، وعمرو بن العاص، ناهيك عن الأزهر الشريف.
وفي هذه الأثناء، تمتلأ المقاهي خاصة المنتشرة في أحياء القاهرة التاريخية والشعبية بالمواطنين والذين يتناولون المشروبات الساخنة والباردة في حين يحرص بعضهم على تدخين "الشيشة"، قبل صلاة الفجر، وقبل أن يمتنع الصائمون عن تناول أي أطعمة أو شراب.
أما الأكلات الشهيرة في رمضان في مصر، فأبرزها: الفول والزبادي ويمثلا مكونان أساسيان في وجبة السحور لدى المصريين، أما في الإفطار فيحرص المصريون على أكل "شوربة الدجاج"، و"المحشي بأصنافه"، وأيضا "الملوخية" التي تشتهر بها مصر.
كما يقبل المصريون على شراء التمور، التي تشتهر مصر بإنتاج أجود أنواعها في الواحة وسيوة، ويقبلون على محلات بيع "المخلل أو الطرشي" وباعة العرقسوس والتمر الهندي، إضافة إلى محلات المكسرات والياميش وقمر الدين والمكسرات والأخيرة يحرص المصريون على شرائها رغم ارتفاع أسعارها.
وتشتهر مصر أيضا بالخيم الرمضانية والأمسيات الثقافية والفنية وحفلات إحياء التراث المصري والعربي، وتنظم وزارة الثقافة عروض خاصة للأطفال من أشهرها "عرض الأرجواز" و"خيال الظل".
ومع مرور أيام رمضان تنشغل البيوت بالاستعداد لعيد الفطر، بعمل الكعك والبسكويت، وتحمل
السيدات صاجات العجائن من البيوت حتى الأفران لتسويتها، ويصطحبون أطفالهم لشراء "الملابس الجديدة"، مترقبين تكبيرات العيد.