يُـثير عنفُ العراق المتجدد تساؤلاتٍ بِـقَـدْرِ ما أثارَه من إدانات شعبية ورسمية متواصلة للإرهاب الذي حصد عشرات القتلى والجرحى من الضحايا الأبرياء في سلسلةِ هجمات يوميْ الأحد والاثنين.
بـعثةُ الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) دانَت بأشد العبارات الاعتداءات التي ارتُكبت في شهر رمضان المبارك "وما يحمله من رسائل السلام والمصالحة" في الوقت الذي يستقبل العراقيون الآلاف من العائدين الذين فروا من العنف الدائر في سوريا." وأكدت (يونامي) في بيان الإدانة "وجوب محاسبة المجرمين الذين ارتكبوا هذه الهجمات"، بحسب تعبير نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جورجي بوستن.
وفي واشنطن، نددت الإدارة الأميركية بالاعتداءات التي اعتبرتها عملاً "جباناً" خلال الشهر الفضيل. وفي إدانتها للعنف المتجدد، ذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن جهود الإرهابيين لاستغلال شهر الصيام سوف يكون مصيرها الفشل.
وأضافت قائلةً:
"ندين بشدة هذه الهجمات التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع في العراق. إن استهداف الأبرياء هو دائماً عمل جبان. وهو يستحق الشجب خاصةً خلال هذا الشهر الفضيل. وأود القول إنه من غير الاعتيادي، ولكن لسوء الحظ، إنه أمر اعتيادي أن نرى إرهابيين يستغلون هذا الشهر الفضيل."
نولاند كررت القول إن الولايات المتحدة تعتقد أن قوات الأمن العراقية قادرة على حماية البلاد "وأن الوضع الأمني تحسّن خلال الأعوام الأخيرة في العراق"، مشيرةً إلى الدعم الأمني الأميركي المتواصل منذ الانسحاب العسكري في كانون الأول الماضي.
سلسلةُ الهجمات المنسّـقة التي استهدفت مواقع مختلفة من أنحاء البلاد نُـفِذت في الوقت الذي يعود آلاف العراقيين إلى الوطن فراراً من العنف المتصاعد في سوريا المجاورة. وقالت ناطقة باسم الأمم المتحدة إن 80 حافلة على الأقل محملة باللاجئين العراقيين العائدين عبرت الحدود الأسبوع الماضي، بحسب ما نقلت عنها رويترز.
وأشارت هذه الوكالة العالمية للأنباء في تقريرها عن ضحايا العنف المتجدد إلى إمكانية "أن يؤدي صراع طائفي في سوريا ما بعد بشار الأسد إلى تزايد التوتر عبر الحدود والإضرار بفرص العراق في التغلب على التحديات الأمنية والسياسية الهائلة التي تواجهه." فيما قالت
صحيفة (وول ستريت جورنال) Wall Street Journal
في تقريرٍ نشَرته الثلاثاء تحت عنوان "تفجيرات العراق تشير إلى امتداد الحرب"
إن الهجمات الأخيرة "تضيف تعقيداً جديداً إلى العلاقة المضطربة" بين الحكومة العراقية والمعارضة السورية، مشيرةً إلى الاتهامات التي وُجّهت بالسماح بمرور أسلحة من إيران لدعم الرئيس السوري وهي مزاعم تنفيها بغداد التي تحاول جاهدةً الحفاظ على الحياد في الصراع السوري.
وأشارت (وول ستريت جورنال) إلى التوجيه الذي أصدره رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الاثنين بفتح الحدود أمام اللاجئين من الدولة المجاورة بعد أن كانت بغداد أعلنت أنها "تعتذر عن استقبالهم بسبب الوضع الأمني." وأضافت الصحيفة الأميركية أن التوجيه الجديد "بدا تنازلاً للعشائر العراقية القوية على طول الحدود مع سوريا"، مشيرةً إلى أن المالكي أوعز "للهلال الأحمر العراقي وقوات الأمن في البلاد لتسريع الاستعدادات لأي تدفق محتمل للاجئين السوريين في العراق."
من جهتها، ذكرت صحيفة (غارديان) اللندنية The Guardian
في تقرير نشرته تحت عنوان "فراغ القوة المتنامي في العراق يترك الباب مفتوحاً أمام القاعدة"
أن الهجمات الخطيرة الأخيرة لها "أثر زعزعة الاستقرار الذي يبعث على القلق في بلدٍ يُظهر علامات قليلة على قدرة مُكوّناته الرئيسية على تجاوز انعدام الثقة العميق فيما بينها. وما يبعث على القلق أيضاً هو أن أمل ما بعد الحرب والمتمثل في قدرة الدولة على التوحيد لم يتمكن مرةً أخرى من وقف ارتكاب مذابح في مدن متعددة."
وفي تحليله للعنف المتجدد، قال رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي لإذاعة العراق الحر "هناك ثلاثة مسببات للتفجيرات الكبيرة الأخيرة، الأول هو ما يحدث حالياً في سوريا والثاني هو الخلافات السياسية إذ اعتاد المواطن العراقي أن يلحظ تزامناً بين هذه وتلك. أما المسبب الثالث فهو عودة تنظيم القاعدة بقوة عبر البيان الذي أصدره زعيمه الجديد أبو بكر البغدادي قبل ثلاثة أيام....". وأضاف الهاشمي أنه بصرف النظر عن مجموعة العوامل المسبّبة فإن المواطن العراقي يتساءل عند كل مرة يتجدد فيها العنف "ما هو دور القوات الأمنية، هل هو دور التحليل فقط أم دور المتابعة ومنع وقوع الحدث والتعامل إزاءه من ناحية استخباراتية...إذ ليس ثمة شك بأن ما حدث يوم أمس قد يكون إخفاقاً كبيراً."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب المحلل السياسي العراقي عن سؤال آخر عما أشارت إليه تحليلات غربية بأن عمليات الاثنين الإرهابية أظهرت تنسيقاً دقيقاً بين الذين نفّذوها في مناطق مختلفة وفي أوقات متزامنة وبأشكال متعددة تراوحت بين تفجيرات بسيارات ملغومة أو هجمات مسلحة وما غير ذلك.
من جهته، اعتَـبر الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق "أن الوضع المتأزم داخل سوريا وما يرافقه من حرب بدأت تأخذ المنحى الطائفي والمذهبي" يلقي بظلاله على العراق. وفي هذا الصدد، أعرب عن اعتقاده بأن "موقع سوريا الجغرافي وتأثيرها على ملفات المنطقة سوف يؤدي إلى مزيدٍ من التعقيد في ملفات دولٍ مجاورة لها خاصةً العراق."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث رزق عن أسباب العنف المتجدد مشيراً إلى ترابط العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مع الأوضاع الأمنية في العراق. كما أجاب عن سؤال آخر يتعلق بمسؤولية الهجمات التي يُنـسَـب تنفيذها بين الحين والآخر إما إلى جهات إرهابية مجهولة أو إلى الجناح المحلي لتنظيم القاعدة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق متحدثاً من بيروت، ورئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي متحدثاً من بغداد.
بـعثةُ الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) دانَت بأشد العبارات الاعتداءات التي ارتُكبت في شهر رمضان المبارك "وما يحمله من رسائل السلام والمصالحة" في الوقت الذي يستقبل العراقيون الآلاف من العائدين الذين فروا من العنف الدائر في سوريا." وأكدت (يونامي) في بيان الإدانة "وجوب محاسبة المجرمين الذين ارتكبوا هذه الهجمات"، بحسب تعبير نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جورجي بوستن.
وفي واشنطن، نددت الإدارة الأميركية بالاعتداءات التي اعتبرتها عملاً "جباناً" خلال الشهر الفضيل. وفي إدانتها للعنف المتجدد، ذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن جهود الإرهابيين لاستغلال شهر الصيام سوف يكون مصيرها الفشل.
وأضافت قائلةً:
"ندين بشدة هذه الهجمات التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع في العراق. إن استهداف الأبرياء هو دائماً عمل جبان. وهو يستحق الشجب خاصةً خلال هذا الشهر الفضيل. وأود القول إنه من غير الاعتيادي، ولكن لسوء الحظ، إنه أمر اعتيادي أن نرى إرهابيين يستغلون هذا الشهر الفضيل."
نولاند كررت القول إن الولايات المتحدة تعتقد أن قوات الأمن العراقية قادرة على حماية البلاد "وأن الوضع الأمني تحسّن خلال الأعوام الأخيرة في العراق"، مشيرةً إلى الدعم الأمني الأميركي المتواصل منذ الانسحاب العسكري في كانون الأول الماضي.
سلسلةُ الهجمات المنسّـقة التي استهدفت مواقع مختلفة من أنحاء البلاد نُـفِذت في الوقت الذي يعود آلاف العراقيين إلى الوطن فراراً من العنف المتصاعد في سوريا المجاورة. وقالت ناطقة باسم الأمم المتحدة إن 80 حافلة على الأقل محملة باللاجئين العراقيين العائدين عبرت الحدود الأسبوع الماضي، بحسب ما نقلت عنها رويترز.
وأشارت هذه الوكالة العالمية للأنباء في تقريرها عن ضحايا العنف المتجدد إلى إمكانية "أن يؤدي صراع طائفي في سوريا ما بعد بشار الأسد إلى تزايد التوتر عبر الحدود والإضرار بفرص العراق في التغلب على التحديات الأمنية والسياسية الهائلة التي تواجهه." فيما قالت
صحيفة (وول ستريت جورنال) Wall Street Journal
في تقريرٍ نشَرته الثلاثاء تحت عنوان "تفجيرات العراق تشير إلى امتداد الحرب"
إن الهجمات الأخيرة "تضيف تعقيداً جديداً إلى العلاقة المضطربة" بين الحكومة العراقية والمعارضة السورية، مشيرةً إلى الاتهامات التي وُجّهت بالسماح بمرور أسلحة من إيران لدعم الرئيس السوري وهي مزاعم تنفيها بغداد التي تحاول جاهدةً الحفاظ على الحياد في الصراع السوري.
وأشارت (وول ستريت جورنال) إلى التوجيه الذي أصدره رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الاثنين بفتح الحدود أمام اللاجئين من الدولة المجاورة بعد أن كانت بغداد أعلنت أنها "تعتذر عن استقبالهم بسبب الوضع الأمني." وأضافت الصحيفة الأميركية أن التوجيه الجديد "بدا تنازلاً للعشائر العراقية القوية على طول الحدود مع سوريا"، مشيرةً إلى أن المالكي أوعز "للهلال الأحمر العراقي وقوات الأمن في البلاد لتسريع الاستعدادات لأي تدفق محتمل للاجئين السوريين في العراق."
من جهتها، ذكرت صحيفة (غارديان) اللندنية The Guardian
في تقرير نشرته تحت عنوان "فراغ القوة المتنامي في العراق يترك الباب مفتوحاً أمام القاعدة"
أن الهجمات الخطيرة الأخيرة لها "أثر زعزعة الاستقرار الذي يبعث على القلق في بلدٍ يُظهر علامات قليلة على قدرة مُكوّناته الرئيسية على تجاوز انعدام الثقة العميق فيما بينها. وما يبعث على القلق أيضاً هو أن أمل ما بعد الحرب والمتمثل في قدرة الدولة على التوحيد لم يتمكن مرةً أخرى من وقف ارتكاب مذابح في مدن متعددة."
وفي تحليله للعنف المتجدد، قال رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي لإذاعة العراق الحر "هناك ثلاثة مسببات للتفجيرات الكبيرة الأخيرة، الأول هو ما يحدث حالياً في سوريا والثاني هو الخلافات السياسية إذ اعتاد المواطن العراقي أن يلحظ تزامناً بين هذه وتلك. أما المسبب الثالث فهو عودة تنظيم القاعدة بقوة عبر البيان الذي أصدره زعيمه الجديد أبو بكر البغدادي قبل ثلاثة أيام....". وأضاف الهاشمي أنه بصرف النظر عن مجموعة العوامل المسبّبة فإن المواطن العراقي يتساءل عند كل مرة يتجدد فيها العنف "ما هو دور القوات الأمنية، هل هو دور التحليل فقط أم دور المتابعة ومنع وقوع الحدث والتعامل إزاءه من ناحية استخباراتية...إذ ليس ثمة شك بأن ما حدث يوم أمس قد يكون إخفاقاً كبيراً."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب المحلل السياسي العراقي عن سؤال آخر عما أشارت إليه تحليلات غربية بأن عمليات الاثنين الإرهابية أظهرت تنسيقاً دقيقاً بين الذين نفّذوها في مناطق مختلفة وفي أوقات متزامنة وبأشكال متعددة تراوحت بين تفجيرات بسيارات ملغومة أو هجمات مسلحة وما غير ذلك.
من جهته، اعتَـبر الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق "أن الوضع المتأزم داخل سوريا وما يرافقه من حرب بدأت تأخذ المنحى الطائفي والمذهبي" يلقي بظلاله على العراق. وفي هذا الصدد، أعرب عن اعتقاده بأن "موقع سوريا الجغرافي وتأثيرها على ملفات المنطقة سوف يؤدي إلى مزيدٍ من التعقيد في ملفات دولٍ مجاورة لها خاصةً العراق."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث رزق عن أسباب العنف المتجدد مشيراً إلى ترابط العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مع الأوضاع الأمنية في العراق. كما أجاب عن سؤال آخر يتعلق بمسؤولية الهجمات التي يُنـسَـب تنفيذها بين الحين والآخر إما إلى جهات إرهابية مجهولة أو إلى الجناح المحلي لتنظيم القاعدة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق متحدثاً من بيروت، ورئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي متحدثاً من بغداد.