يعد الحديث عن الجنس وكشف أسراره واحدة من المناطق المحرمة والمثيرة للقلق لدى الكثيرين، وبرغم ان كلنا مر في مراحل مختلفة بهذه التساؤلات الحادة عن الجنس وأسراره، منذ الطفولة. ولأن الاطفال ميالون لاكتشاف الحياة وما فيها تأتي اسئلتهم "المحرجة" تعبيرا عن طبيعتهم، لكن كثيرا من الاباء والامهات يقعون في مواجهة تلك الاسئلة من اطفالهم في ورطة اذا لم يكونوا من الذكاء والحس التربوي، بحيث يوفرون اجوبة مقنعة على تساؤلات ابنائهم وبناتهم، التي طالما ارقتهم وهم في نفس المرحلة العمرية.
تشير أخصائية علم النفس التربوي والناشطة المدنية الدكتورة نهى الدرويش
الى أن الاجوبة على أسئلة الجنس غالبا ً ما تشوبها المحاذير، إذ أن هذه المنطقة محاطة دائما بالعيب والخجل والحرام بحيث تتداخل الحقائق العلمية و الطبيعية والفسلجية مع نواهي ومحاذير تنسب الى التربية والاخلاق والدين.
وتلاحظ الدرويش أن الاطفال في المجتمعات الريفية غالبا ً ما تتوفر لهم فكرة اولى عن الفروقات بين الجنسين عن طريق مشاهدة عمليات التلقيح والولادة في عالم الحيوانات والمواشي الموجودة في البيئة المحيطة، ما يحقق معرفة بايولوجية أولى قد يفتقدها ابن المدينة.
من جانبه يلفت مدير مركز تأهيل الأحداث ولي الخفاجي الى وقوع الاباء في مجتمعاتنا بين نقيضين؛ أن يكونوا صريحين وواضحين في كشف المعلومة لصغارهم، وبين الموانع اوالروادع الاجتماعية والدينية والعرفية.
ويرى الخفاجي أن التوجه لنهج الفصل بين الجنسين في مراحل الدراسة الابتدائية سيسهم في ترسيخ ضبابية العلاقة والبعاد عن حياة الجنس الاخر. ما يزيد الفضول في العرفة ويعزز الفقر في الفهم.
يكشف وليّ الخفاجي عن ان الحذر والاخفاء وصل الى حد ان مدرّسة موضوع الاحياء في مدرسة متوسطة، تتجاوز الفصول المتعلقة بالحياة الجنسية للأحياء تحاشيا الى احراج قد يقع فيه المدرّس او المدرسة امام الطلبة، وهو ما يزيد من طلاسم الجنس لدى الطالبات والطلاب.
ويرى الخفاجي أن نهج التهرب من الأسئلة واخفاء المعلومات تحت شعار العيب والحرام، تقود أحيانا الى نتائج سلبية يمكن ان نجدها اسباب في جنوح الكثير من الاحداث والمراهقين وهم ينحرفون، ليسقطوا في سلوك الجريمة. ومخالَفة القانون.
يسهم ضعف الأبوين في تقديم المشورة والتوضيح بشكل مبسط يتناسب وعمر الطفل أو المراهق والمراهقة، ما يشعر الابناء بأن ميدان الجنس، ميدانُ مخيف وآثم، فتتوالد لديه مشاعر القلق والاضطراب والرفض، وهذا ما يسميه البعض بـ"الكبت"، وقد يتعدي الامر ذلك بالتأثير على نظرة الفتى والفتاة الي الجنس الآخر
لنعترف أن أغلبنا واجه أسئلة اكتشاف الجنس لأول مرة بريبة وحرج وعدم إدراك لما يحدث وكيف! ولنعترف بان مجتمعنا لا يوفر بيئة وشفافية تتيح تداول المعلومات الجنسية بموضوعية ومسؤولية للجيل الجديد، لذا كان اللجوء الى الزوايا المخفية عن طريق القراءة الممنوعة وتداول المعلومات مع الأقران او التقاط المفردات والمفاهيم من الشارع والتي غالبا ما تكون مشوهة ومريضة! ما يخلق تابو الجنس الحاضر بقوة في حياة المراهق، والمسكوت عنه غالبا ً بقمع المجتمع والاعتبارات الأخلاقية والدينية.
تشير اختصاصية علم النفس التربوي والناشطة نهى الدرويش وهي أم وجدة! الى أن للكبت نتائج متنوعة منها تأجيج الفضول الجنسي بحيث يتحول الصغير الى مفتش عن الامور الغامضة، وعن اجابات في كل حديث، في كل مجلة، في مواقع الانترنت، وفي المراجع وعند الاقران، واذا واجهه الفشل في الوصول الي اجابات مقنعة قد فتقد الصغير ثقته في نفسه كما يفقد الصغير ثقته بوالديه اللذين يفشلان في مواجهة اسئلته العفوية.
ينبغي على المربي ألا تُربكه كثرة الأسئلة او مضمونها، ولا يزعجه إلحاح الصغار في معرفة المزيد، بل التجاوب مع هذه الحاجة، والاستعداد للتعامل مع هذا الفضول كواجب أساسي وليس هامشي، ولا بديل في هذا الأمر، لانه يحدد موقف الابن والابنة من الجنس، وبالتالي يحكم علي حياتهما الجنسية المستقبلية بالنجاح او الفشل.
وإذا ما صعُب تخصيص درس يهتم بالثقافة الجنسية في ماحل الدراسة المختلفة، ترى الدكتورة نهى الدرويش أن من الضروري ان يؤهل المعلمون والمعلمات للتعامل مع الاسئلة الضاغطة على الفتى والفتاة حول الجنس، وتشدد الدرويش على أن علماء النفس يؤكدون أن من توابع الكبت هي الاضطراب السلوكي والعدوان، وفي بعض الاحيان عدم الانضباط بالمدرسة. ويتخوف الآباء والأمهات عادة من أسئلة الأبناء الجنسية والمحرجة، أو حتى يتهربون من شرح الموضوع لهم، إما لأنهم تعرفوا على الأمور الجنسية عن طريق الصدفة، ولم يتعرضوا لأي نوع من أنواع التربية الجنسية، أو لأنهم يشعرون بأن عملية "التربية الجنسية" والخوض فيها قد يتعرض في آخر المطاف إلى حياة الآباء والأمهات الخاصة، مما يثير لديهم تحفظا.
لنتذكر أن لأبنائنا ميل طبيعي وفطري لاكتشاف الحياة بكل ما فيها، فتأتي أسئلتهم تعبيرا طبيعيا عن يقظة عقولهم، وبالتالي ينبغي على المربي ألا تربكه كثرة الأسئلة أو مضمونها، وألا يزعجه إلحاح الصغار في معرفة المزيد، بل على المربين التجاوب مع هذه الحاجة.
تختلف الأسئلة الجنسية باختلاف المراحل العمرية، الى ذلك يفضل بعض التربويين أن يجري بدءا من سن مبكرة شرح التغيرات الهرمونية والفسلجية التي ستطرأ على الأبناء خلال مرحلة المراهقة بشكل مبسط ، خصوصا ما يتعلق بالدورة الشهرية والحيض لدى البنت، والاحتلام وقذف المني لدى الصبي، لئلا تصدمهما التغيرات الجنسية بدون إدراك ووعي. ويفضل المختصون أن يجري تقديم هذه التحولات على أنها ترقية ومسؤولية شخصية.
سنتابع في "حوارات" أخرى موضوع الجنس في حياتنا، وسنتطرق الى دور وسائل الاتصال الحديثة عبر شبكة الانترنت والأفلام والصور وعالم المعلومات المفتوح بلا حدود، وأساليب تحصين المراهقين للتعامل مع الحقائق بوعي ومسؤولية، ودور الأسرة والمدرسة والمجتمع في تأهيل الأبناء والبنات لمراحل عمرية جديدة مع تجنيبهم صدمات التحول الجنسي.
وكذلك ما يتعلق بالخطاب الديني التربوي وكيف له ُ أن يقدم العون بدون ترهيب وتحذير الى جيلٍ يحتاجه الوطن ليكون سليما معافى.
تشير أخصائية علم النفس التربوي والناشطة المدنية الدكتورة نهى الدرويش
الى أن الاجوبة على أسئلة الجنس غالبا ً ما تشوبها المحاذير، إذ أن هذه المنطقة محاطة دائما بالعيب والخجل والحرام بحيث تتداخل الحقائق العلمية و الطبيعية والفسلجية مع نواهي ومحاذير تنسب الى التربية والاخلاق والدين.
وتلاحظ الدرويش أن الاطفال في المجتمعات الريفية غالبا ً ما تتوفر لهم فكرة اولى عن الفروقات بين الجنسين عن طريق مشاهدة عمليات التلقيح والولادة في عالم الحيوانات والمواشي الموجودة في البيئة المحيطة، ما يحقق معرفة بايولوجية أولى قد يفتقدها ابن المدينة.
من جانبه يلفت مدير مركز تأهيل الأحداث ولي الخفاجي الى وقوع الاباء في مجتمعاتنا بين نقيضين؛ أن يكونوا صريحين وواضحين في كشف المعلومة لصغارهم، وبين الموانع اوالروادع الاجتماعية والدينية والعرفية.
ويرى الخفاجي أن التوجه لنهج الفصل بين الجنسين في مراحل الدراسة الابتدائية سيسهم في ترسيخ ضبابية العلاقة والبعاد عن حياة الجنس الاخر. ما يزيد الفضول في العرفة ويعزز الفقر في الفهم.
يكشف وليّ الخفاجي عن ان الحذر والاخفاء وصل الى حد ان مدرّسة موضوع الاحياء في مدرسة متوسطة، تتجاوز الفصول المتعلقة بالحياة الجنسية للأحياء تحاشيا الى احراج قد يقع فيه المدرّس او المدرسة امام الطلبة، وهو ما يزيد من طلاسم الجنس لدى الطالبات والطلاب.
ويرى الخفاجي أن نهج التهرب من الأسئلة واخفاء المعلومات تحت شعار العيب والحرام، تقود أحيانا الى نتائج سلبية يمكن ان نجدها اسباب في جنوح الكثير من الاحداث والمراهقين وهم ينحرفون، ليسقطوا في سلوك الجريمة. ومخالَفة القانون.
يسهم ضعف الأبوين في تقديم المشورة والتوضيح بشكل مبسط يتناسب وعمر الطفل أو المراهق والمراهقة، ما يشعر الابناء بأن ميدان الجنس، ميدانُ مخيف وآثم، فتتوالد لديه مشاعر القلق والاضطراب والرفض، وهذا ما يسميه البعض بـ"الكبت"، وقد يتعدي الامر ذلك بالتأثير على نظرة الفتى والفتاة الي الجنس الآخر
ورطة الأسئلة الجنسية كيف نواجهها ونجيب عليها؟
لنعترف أن أغلبنا واجه أسئلة اكتشاف الجنس لأول مرة بريبة وحرج وعدم إدراك لما يحدث وكيف! ولنعترف بان مجتمعنا لا يوفر بيئة وشفافية تتيح تداول المعلومات الجنسية بموضوعية ومسؤولية للجيل الجديد، لذا كان اللجوء الى الزوايا المخفية عن طريق القراءة الممنوعة وتداول المعلومات مع الأقران او التقاط المفردات والمفاهيم من الشارع والتي غالبا ما تكون مشوهة ومريضة! ما يخلق تابو الجنس الحاضر بقوة في حياة المراهق، والمسكوت عنه غالبا ً بقمع المجتمع والاعتبارات الأخلاقية والدينية.تشير اختصاصية علم النفس التربوي والناشطة نهى الدرويش وهي أم وجدة! الى أن للكبت نتائج متنوعة منها تأجيج الفضول الجنسي بحيث يتحول الصغير الى مفتش عن الامور الغامضة، وعن اجابات في كل حديث، في كل مجلة، في مواقع الانترنت، وفي المراجع وعند الاقران، واذا واجهه الفشل في الوصول الي اجابات مقنعة قد فتقد الصغير ثقته في نفسه كما يفقد الصغير ثقته بوالديه اللذين يفشلان في مواجهة اسئلته العفوية.
ينبغي على المربي ألا تُربكه كثرة الأسئلة او مضمونها، ولا يزعجه إلحاح الصغار في معرفة المزيد، بل التجاوب مع هذه الحاجة، والاستعداد للتعامل مع هذا الفضول كواجب أساسي وليس هامشي، ولا بديل في هذا الأمر، لانه يحدد موقف الابن والابنة من الجنس، وبالتالي يحكم علي حياتهما الجنسية المستقبلية بالنجاح او الفشل.
وإذا ما صعُب تخصيص درس يهتم بالثقافة الجنسية في ماحل الدراسة المختلفة، ترى الدكتورة نهى الدرويش أن من الضروري ان يؤهل المعلمون والمعلمات للتعامل مع الاسئلة الضاغطة على الفتى والفتاة حول الجنس، وتشدد الدرويش على أن علماء النفس يؤكدون أن من توابع الكبت هي الاضطراب السلوكي والعدوان، وفي بعض الاحيان عدم الانضباط بالمدرسة. ويتخوف الآباء والأمهات عادة من أسئلة الأبناء الجنسية والمحرجة، أو حتى يتهربون من شرح الموضوع لهم، إما لأنهم تعرفوا على الأمور الجنسية عن طريق الصدفة، ولم يتعرضوا لأي نوع من أنواع التربية الجنسية، أو لأنهم يشعرون بأن عملية "التربية الجنسية" والخوض فيها قد يتعرض في آخر المطاف إلى حياة الآباء والأمهات الخاصة، مما يثير لديهم تحفظا.
لنتذكر أن لأبنائنا ميل طبيعي وفطري لاكتشاف الحياة بكل ما فيها، فتأتي أسئلتهم تعبيرا طبيعيا عن يقظة عقولهم، وبالتالي ينبغي على المربي ألا تربكه كثرة الأسئلة أو مضمونها، وألا يزعجه إلحاح الصغار في معرفة المزيد، بل على المربين التجاوب مع هذه الحاجة.
تختلف الأسئلة الجنسية باختلاف المراحل العمرية، الى ذلك يفضل بعض التربويين أن يجري بدءا من سن مبكرة شرح التغيرات الهرمونية والفسلجية التي ستطرأ على الأبناء خلال مرحلة المراهقة بشكل مبسط ، خصوصا ما يتعلق بالدورة الشهرية والحيض لدى البنت، والاحتلام وقذف المني لدى الصبي، لئلا تصدمهما التغيرات الجنسية بدون إدراك ووعي. ويفضل المختصون أن يجري تقديم هذه التحولات على أنها ترقية ومسؤولية شخصية.
سنتابع في "حوارات" أخرى موضوع الجنس في حياتنا، وسنتطرق الى دور وسائل الاتصال الحديثة عبر شبكة الانترنت والأفلام والصور وعالم المعلومات المفتوح بلا حدود، وأساليب تحصين المراهقين للتعامل مع الحقائق بوعي ومسؤولية، ودور الأسرة والمدرسة والمجتمع في تأهيل الأبناء والبنات لمراحل عمرية جديدة مع تجنيبهم صدمات التحول الجنسي.
وكذلك ما يتعلق بالخطاب الديني التربوي وكيف له ُ أن يقدم العون بدون ترهيب وتحذير الى جيلٍ يحتاجه الوطن ليكون سليما معافى.