الشاطر من يستفيد من تجاربه، والذكي من يتعلم من تجارب غيره. قولٌ ينطوي على درجة كبيرة من الصحة والمنطق نحتاج الى استعادته عند مواجهة المواقف والقرارات الخطيرة في حياتنا. ترى هل ينطبق ذلك على الشعوب والجماعات في مراحل التحول؟
يجمع مراقبون على أن التحول من نظام الحرب الواحد الصارم، الى النظام الديمقراطي ذي الاقتصاد الحر الذي شهدته تشيكوسلوفاكيا عام 1989 تميز بالسلاسة والسلمية المسؤولة حيث لم ترافقه أحداثُ عنف أو تصفيات أو تدمير لبنية الدولة ومؤسساتها والمجتمع، لذا اصُطلح على عملية التغيير تلك بالثورة المخملية. أية أسباب وعوامل تقف وراء ذلك؟
برغم الاختلافات الكبيرة بين الحالتين لماذا لم تحدث في العراق وغيره من بلدان الربيع العربي تحولات سلمية ومسؤولة؟
هل العيب في سياسيينا ومنطق التمسك بكراسي الحكم؟ أم في شعوبنا العاطفية المتعصبة بغضبها وانحيازها، وميلها الى العنف والانتقام والانقلاب؟ لا شك أن المقارنة المجردة بين ثقافتين غير موضوعية، لكن العاقل من استفاد من تجربته والحكيم من استفاد من تجارب غيره.
ضيف برنامج "حوارات" هو الدكتور موفق فتوحي المقيم في العاصمة التشيكية براغ منذ السبعينات حين قدِم من بغداد للتخصص في الاقتصاد عايش ورصد حياة المجتمع التشيكوسلوفاكي، خصوصا وانه تزوج من سيدة تشيكية، فضلا عن صلته الوثقى بالعراق التي لم تنقطع من خلال نشاطه السياسي الذي ابتدأ أيام كان طالبا في كلية التجارة ببغداد عام 1957.
تحليل فتوحي لخلفيات ودوافع التغيير داخل قطاع واسع من الشعبين التشيكي والسلوفاكي، جدير بالتوقف بحكم معايشته لتنامي حركة معارضة نهاية الثمانينات أقنعت قيادة الدولة التشيكوسلوفاكية أن لا مناص من أن التغيير قادم، وانه ليس تغييرا شكليا في قيادة الدولة وحكامها فحسب، بل انه سيشمل حياة المجتمع واقتصاده وينسحب على مستقبله.
وردا على التساؤل حول سلمية التغيير الذي حصل يقرن موفق فتوحي ذلك بثقافة وعراقة الشعبين التشيكي والسلوفاكي وتمسكهما بكيان الدولة والمحافظة على مؤسساتها، مع الحرص على تغيير طريقة الإدارة السياسية والاقتصادية للبلد.
ويلاحظ فتوحي أن التغيير التشيكي لم ترافقه مظاهر الانتقام والثأر من عناصر وجماعات (النظام السابق) إلا بحدودٍ ضيقة جدا، حسمها القضاء، لافتاً الى أن التغيير بداية التسعينات لم يلغ الحزب الشيوعي الذي كان يتحكم بقيادة البلاد في العقود السابقة، مشيرا الى ان ممثلي الحزب يشكلون اليوم نسبة مؤثرة من عدد اعضاء البرلمان التشيكي، بعد ان اندمجوا في الواقع السياسي الديمقراطي الجديد.
ويلاحظ موفق فتوحي أن الأوضاعَ السياسية فى العراق بعد تغيير النظام السابق عام 2003 ، واوضاع اغلب الدول العربية التي مرت بها رياح تغيير ما سمي بالربيع العربي، تكاد تشبه ما حدث فى التشيك قبل 22 عاما، مع الاعتراف بوجود حالات محدودة من تخبط وانعدام للرؤية مر بها التشيكيون ضمن عملية التحول، لكنهم نجحوا في تحقيق إنجازات سياسية وتنظيمية واقتصادية مهمة ومنها الانضمام للاتحاد الأوروبي عام 2008 حين قادت الاتحاد لستة اشهر,
ويعتقد فتوحي ان حالة من الخصام السياسى في العراق والتأزم المستمر بين قوى وأحزاب لا تتحاور، لكنها تريد أن تلقى بالاتهامات على الآخرين، جاعلة من المصلحة العامة للبلاد أمرا خارج أجندتها السياسية، ادى الى ان يخسر العراقيون فرصا كبيرة في عبور مرحلة بناء الدمقراطية والسيرفي طريق العمار والبناء. وتطوير حياة الفرد
ويرى موفق فتوحي أن مظاهر الفساد المالي والإداري، وطغيان الأزمات السياسية، وتلكوء قطاع الاستثمار والتنمية، وتكرار اعمال العنف والإرهاب، أحبطت المواطن وزجت بعدد كبيرة من العراقيين في أزمات الفقر والجهل والحاجة، وتنامي روح الشكوى والمطالب بدون جدوى.
يجمع مراقبون على أن التحول من نظام الحرب الواحد الصارم، الى النظام الديمقراطي ذي الاقتصاد الحر الذي شهدته تشيكوسلوفاكيا عام 1989 تميز بالسلاسة والسلمية المسؤولة حيث لم ترافقه أحداثُ عنف أو تصفيات أو تدمير لبنية الدولة ومؤسساتها والمجتمع، لذا اصُطلح على عملية التغيير تلك بالثورة المخملية. أية أسباب وعوامل تقف وراء ذلك؟
برغم الاختلافات الكبيرة بين الحالتين لماذا لم تحدث في العراق وغيره من بلدان الربيع العربي تحولات سلمية ومسؤولة؟
هل العيب في سياسيينا ومنطق التمسك بكراسي الحكم؟ أم في شعوبنا العاطفية المتعصبة بغضبها وانحيازها، وميلها الى العنف والانتقام والانقلاب؟ لا شك أن المقارنة المجردة بين ثقافتين غير موضوعية، لكن العاقل من استفاد من تجربته والحكيم من استفاد من تجارب غيره.
ضيف برنامج "حوارات" هو الدكتور موفق فتوحي المقيم في العاصمة التشيكية براغ منذ السبعينات حين قدِم من بغداد للتخصص في الاقتصاد عايش ورصد حياة المجتمع التشيكوسلوفاكي، خصوصا وانه تزوج من سيدة تشيكية، فضلا عن صلته الوثقى بالعراق التي لم تنقطع من خلال نشاطه السياسي الذي ابتدأ أيام كان طالبا في كلية التجارة ببغداد عام 1957.
تحليل فتوحي لخلفيات ودوافع التغيير داخل قطاع واسع من الشعبين التشيكي والسلوفاكي، جدير بالتوقف بحكم معايشته لتنامي حركة معارضة نهاية الثمانينات أقنعت قيادة الدولة التشيكوسلوفاكية أن لا مناص من أن التغيير قادم، وانه ليس تغييرا شكليا في قيادة الدولة وحكامها فحسب، بل انه سيشمل حياة المجتمع واقتصاده وينسحب على مستقبله.
وردا على التساؤل حول سلمية التغيير الذي حصل يقرن موفق فتوحي ذلك بثقافة وعراقة الشعبين التشيكي والسلوفاكي وتمسكهما بكيان الدولة والمحافظة على مؤسساتها، مع الحرص على تغيير طريقة الإدارة السياسية والاقتصادية للبلد.
ويلاحظ فتوحي أن التغيير التشيكي لم ترافقه مظاهر الانتقام والثأر من عناصر وجماعات (النظام السابق) إلا بحدودٍ ضيقة جدا، حسمها القضاء، لافتاً الى أن التغيير بداية التسعينات لم يلغ الحزب الشيوعي الذي كان يتحكم بقيادة البلاد في العقود السابقة، مشيرا الى ان ممثلي الحزب يشكلون اليوم نسبة مؤثرة من عدد اعضاء البرلمان التشيكي، بعد ان اندمجوا في الواقع السياسي الديمقراطي الجديد.
ويلاحظ موفق فتوحي أن الأوضاعَ السياسية فى العراق بعد تغيير النظام السابق عام 2003 ، واوضاع اغلب الدول العربية التي مرت بها رياح تغيير ما سمي بالربيع العربي، تكاد تشبه ما حدث فى التشيك قبل 22 عاما، مع الاعتراف بوجود حالات محدودة من تخبط وانعدام للرؤية مر بها التشيكيون ضمن عملية التحول، لكنهم نجحوا في تحقيق إنجازات سياسية وتنظيمية واقتصادية مهمة ومنها الانضمام للاتحاد الأوروبي عام 2008 حين قادت الاتحاد لستة اشهر,
ويعتقد فتوحي ان حالة من الخصام السياسى في العراق والتأزم المستمر بين قوى وأحزاب لا تتحاور، لكنها تريد أن تلقى بالاتهامات على الآخرين، جاعلة من المصلحة العامة للبلاد أمرا خارج أجندتها السياسية، ادى الى ان يخسر العراقيون فرصا كبيرة في عبور مرحلة بناء الدمقراطية والسيرفي طريق العمار والبناء. وتطوير حياة الفرد
ويرى موفق فتوحي أن مظاهر الفساد المالي والإداري، وطغيان الأزمات السياسية، وتلكوء قطاع الاستثمار والتنمية، وتكرار اعمال العنف والإرهاب، أحبطت المواطن وزجت بعدد كبيرة من العراقيين في أزمات الفقر والجهل والحاجة، وتنامي روح الشكوى والمطالب بدون جدوى.