تُـسلّـَطُ الأضواءُ مجدداً على دور تنظيم القاعدة في استغلالِ صراعاتٍ محلية أو تأجيجها بهدف إذكاء توتراتٍ عرقية أو طائفية في غير منطقة من العالم. وفي الشرق الأوسط خصوصاً، تضمّنت العديد من التقارير والتصريحات الرسمية الصادرة عن حكوماتٍ أو مسؤولين عبر السنوات الماضية معلوماتٍ عن استغلال فروع هذا التنظيم لساحات نزاعٍ داخلية في تكثيف عملياتٍ إرهابية يسقط ضحيتها مدنيون أبرياء.
أزمةُ سوريا المستمرة منذ ستة عشر شهراً اسـتـُغِلت هي أيضاً لتصعيد العنف من خلال تفجيراتٍ قالت حكومات تراقب الوضع الميداني عن كثب إن القاعدة تقف وراءها. ففي حزيران الماضي، ذكر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن لدى حكومته ما يدعو للاعتقاد بأن الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة "ارتكبت هجمات تهدف إلى تفاقم العنف، ما يسبب تداعيات خطيرة بالنسبة للمجتمع الدولي"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة (غارديان) اللندنية
The Guardian.
فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جهته إنه يعتقد أن القاعدة مسؤولة عن تفجيرين انتحاريين في دمشق في أيار أسفرا عن سقوط 55 قتيلا على الأقل.
وفي أحدث التصريحات الرسمية المماثلة ما أعلَـنه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أخيراً عن وجود "معلومات مؤكدة" بأن متشددين من القاعدة يعبرون العراق إلى سوريا لشنّ هجمات هناك موضحاً أن الحكومة العراقية عززت الأمن على امتداد الحدود المشتركة.
وأضاف في مؤتمر صحفي في بغداد الخميس أن "ضباط عمليات" من القاعدة ينتقلون عبر مسارات التهريب القديمة حاملين أسلحة. وفي هذا الصدد، قال ما نصّه "لدينا معلومات مؤكدة عن أن أعضاء من شبكات القاعدة الإرهابية توجهوا إلى الجانب الآخر.. إلى سوريا للمساعدة والاتصال وشن هجمات إرهابية"، بحسب تعبيره.
زيباري ذكر أن "أغلب الانتحاريين والمقاتلين الأجانب هم عناصر من القاعدة كانوا يتسللون من سوريا للعراق. لذلك فإنهم على معرفة بالمسارات وحلقات الاتصال." وأضاف أن "هذا مبعث القلق الأساسي بالنسبة لنا.. بشأن الانتشار.. أن تكون هناك جماعات متطرفة لها وجود قوي في دول مجاورة ويكون لها قاعدة."
ولمزيدٍ من المعلومات عن انتقال عناصر القاعدة من العراق إلى سوريا، أجريتُ مقابلة مع رئيس (مجلس إنقاذ الأنبار) والخبير في شؤون مكافحة الإرهاب الشيخ حميد الهايس الذي قال لإذاعة العراق الحر إن
"القاعدة دائماً تختار المناطق الهشة والضعيفة ومناطق النزاع للتواجد فيها..وبالتأكيد أنهم عندما وجدوا بيئة ملائمة داخل الأراضي السورية فقد تسللوا إلى هناك. كما أن أكثر عناصر القاعدة من المطلوبين لدى العراق يتواجدون حالياً داخل سوريا. وعندما تتهيأ لهم بيئة داخل العراق يعبرون ثانيةً، أما إذا وجدوا أن البيئة أفضل في سوريا فيعودون إليها لأنهم لا يفرّقون بين هنا وهناك..". وأشار إلى وجود "تسهيلات من بعض المناطق الحدودية، والتي هي عشائرية مشتركة بين البلدين، ما تؤمن لهم العبور بهذا الاتجاه أو ذاك."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف، ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أعرب الهايس عن اعتقاده بأن "بعض" الجهات في محافظة الأنبار "تُسهّل حركة عبور متشددين"، داعياً إلى إجراء تحقيقاتٍ حكومية في هذه المزاعم. كما أجاب عن سؤال آخر عما إذا كانت القاعدة ما تزال نشيطة في العراق رغم العبور المتزايد لعناصرها إلى سوريا. وفي هذا الصدد، أشار إلى "استمرار نشاطها بل وحتى تصعيد عملياتها" في عدة مناطق من البلاد.
يُشـار إلى تحليلٍ بَـثّـته وكالة رويترز للأنباء تحت عنوان (الحروب المحلية تعتّم على تهديد القاعدة للغرب) ويقول فيه الكاتب وليام ماكلين William Maclean
إنه بعد مرور أكثر من عام على قتل القوات الأميركية لأسامة بن لادن لا تزال بعض الجماعات المرتبطة بالقاعدة تمثل بلا شك تهديداً للغرب. ويضيف أن الاضطرابات في سوريا والصومال ومناطق من ليبيا ومالي والعراق ونيجيريا تسمح "للميليشيات الإسلامية بالتجنيد والتدريب والتسليح والتنظيم. ومع ذلك فقد أصبحت أهدافها قريبة على نحو متزايد وليس في أوروبا أو الولايات المتحدة." وينقل عن مسؤولين غربيين أن "العديد من الجماعات - التي تتفاخر بالأسلحة التي حصلت عليها في الآونة الأخيرة وبالأموال التي جمعتها من الفدى مقابل الإفراج عن مخطوفين وبالأراضي التي سيطرت عليها في مناطق نائية وبمجموعة من المتطوعين الغربيين الذين تحولوا إلى التشدد - لديها فيما يبدو المال الكافي لتدبير مؤامرات يمكن تنفيذها داخل حدود الدول الغربية."
كما ينقل التحليل عن مسؤول غربي كبير في مكافحة الإرهاب قوله لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته "لم يعد لديك بؤرة محركة واحدة للقاعدة بعد مقتل بن لادن. التهديد العام بات اقل بصورة طفيفة"، مضيفاً أنه "بدلاً من ذلك هناك المزيد من الفوضى وزيادة في قدرة المتشددين فيما يرجع إلى السياسة والأزمات الإقليمية."
وفيما يتعلق بعبور عناصر من القاعدة الحدود العراقية إلى سوريا، أشار الكاتب إلى أن تدفق المقاتلين الذين أكسبتهم مهاجمة القوات الأميركية في العراق قوة "يبعث على قلق الدول الغربية." كما أن هذه الدول "تخشى من احتمال أن تقع أسلحة متطورة في أيدي الجماعات المتمردة وبينها القاعدة والتي ربما تهدد المصالح الغربية. لكن التدفق دفع أيضاً بعض المحللين إلى إثارة المخاوف من تكرار تجربة القاعدة في العراق."
وفي تحليله لتجربة القاعدة في العراق وما إذا كان هذا التنظيم يسعى لتكرارها في سوريا، قال الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش لإذاعة العراق الحر إن "الفوضى هي ثغرة تدخل منها القاعدة، وبعد أن تشتتت واغتيل معظم زعمائها لم يعد لها تلك القدرة التنظيمية القوية...ولكنها تجد في سوريا الآن فرصة ذهبية لتكرار تجربة العراق."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف، ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب درويش أيضاً عن سؤال عما إذا كانت القاعدة فقدت القدرة على شنّ هجمات رئيسية على غرار الحادي عشر من أيلول في نيويورك وغيرها من عمليات إرهابية ما يجعلها تركّز على الصراعات المحلية بدءاً من الساحة العراقية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح النظام السابق في عام 2003. وفي ردّه على سؤال آخر، قال درويش إن تفعيل القاعدة لنشاطات خلاياها في عدة دول "لا ينفي أن خط المواجهة الأساسية أو خط المعركة الأمامي لا يزال العراق". كما اعتَـبر أن "نجاح تجربة العراق الديمقراطية يشكّل هزيمة لإيديولوجية القاعدة." وأضاف أنه من هذا المنطلق "مهما فُتِحت جبهات أخرى فإن العراق سيبقى جبهة أساسية بالنسبة لهذا التنظيم"، بحسب رأيه.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش، والشيخ حميد الهايس رئيس (مجلس إنقاذ الأنبار).
أزمةُ سوريا المستمرة منذ ستة عشر شهراً اسـتـُغِلت هي أيضاً لتصعيد العنف من خلال تفجيراتٍ قالت حكومات تراقب الوضع الميداني عن كثب إن القاعدة تقف وراءها. ففي حزيران الماضي، ذكر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن لدى حكومته ما يدعو للاعتقاد بأن الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة "ارتكبت هجمات تهدف إلى تفاقم العنف، ما يسبب تداعيات خطيرة بالنسبة للمجتمع الدولي"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة (غارديان) اللندنية
The Guardian.
فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جهته إنه يعتقد أن القاعدة مسؤولة عن تفجيرين انتحاريين في دمشق في أيار أسفرا عن سقوط 55 قتيلا على الأقل.
وفي أحدث التصريحات الرسمية المماثلة ما أعلَـنه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أخيراً عن وجود "معلومات مؤكدة" بأن متشددين من القاعدة يعبرون العراق إلى سوريا لشنّ هجمات هناك موضحاً أن الحكومة العراقية عززت الأمن على امتداد الحدود المشتركة.
وأضاف في مؤتمر صحفي في بغداد الخميس أن "ضباط عمليات" من القاعدة ينتقلون عبر مسارات التهريب القديمة حاملين أسلحة. وفي هذا الصدد، قال ما نصّه "لدينا معلومات مؤكدة عن أن أعضاء من شبكات القاعدة الإرهابية توجهوا إلى الجانب الآخر.. إلى سوريا للمساعدة والاتصال وشن هجمات إرهابية"، بحسب تعبيره.
زيباري ذكر أن "أغلب الانتحاريين والمقاتلين الأجانب هم عناصر من القاعدة كانوا يتسللون من سوريا للعراق. لذلك فإنهم على معرفة بالمسارات وحلقات الاتصال." وأضاف أن "هذا مبعث القلق الأساسي بالنسبة لنا.. بشأن الانتشار.. أن تكون هناك جماعات متطرفة لها وجود قوي في دول مجاورة ويكون لها قاعدة."
ولمزيدٍ من المعلومات عن انتقال عناصر القاعدة من العراق إلى سوريا، أجريتُ مقابلة مع رئيس (مجلس إنقاذ الأنبار) والخبير في شؤون مكافحة الإرهاب الشيخ حميد الهايس الذي قال لإذاعة العراق الحر إن
"القاعدة دائماً تختار المناطق الهشة والضعيفة ومناطق النزاع للتواجد فيها..وبالتأكيد أنهم عندما وجدوا بيئة ملائمة داخل الأراضي السورية فقد تسللوا إلى هناك. كما أن أكثر عناصر القاعدة من المطلوبين لدى العراق يتواجدون حالياً داخل سوريا. وعندما تتهيأ لهم بيئة داخل العراق يعبرون ثانيةً، أما إذا وجدوا أن البيئة أفضل في سوريا فيعودون إليها لأنهم لا يفرّقون بين هنا وهناك..". وأشار إلى وجود "تسهيلات من بعض المناطق الحدودية، والتي هي عشائرية مشتركة بين البلدين، ما تؤمن لهم العبور بهذا الاتجاه أو ذاك."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف، ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أعرب الهايس عن اعتقاده بأن "بعض" الجهات في محافظة الأنبار "تُسهّل حركة عبور متشددين"، داعياً إلى إجراء تحقيقاتٍ حكومية في هذه المزاعم. كما أجاب عن سؤال آخر عما إذا كانت القاعدة ما تزال نشيطة في العراق رغم العبور المتزايد لعناصرها إلى سوريا. وفي هذا الصدد، أشار إلى "استمرار نشاطها بل وحتى تصعيد عملياتها" في عدة مناطق من البلاد.
يُشـار إلى تحليلٍ بَـثّـته وكالة رويترز للأنباء تحت عنوان (الحروب المحلية تعتّم على تهديد القاعدة للغرب) ويقول فيه الكاتب وليام ماكلين William Maclean
إنه بعد مرور أكثر من عام على قتل القوات الأميركية لأسامة بن لادن لا تزال بعض الجماعات المرتبطة بالقاعدة تمثل بلا شك تهديداً للغرب. ويضيف أن الاضطرابات في سوريا والصومال ومناطق من ليبيا ومالي والعراق ونيجيريا تسمح "للميليشيات الإسلامية بالتجنيد والتدريب والتسليح والتنظيم. ومع ذلك فقد أصبحت أهدافها قريبة على نحو متزايد وليس في أوروبا أو الولايات المتحدة." وينقل عن مسؤولين غربيين أن "العديد من الجماعات - التي تتفاخر بالأسلحة التي حصلت عليها في الآونة الأخيرة وبالأموال التي جمعتها من الفدى مقابل الإفراج عن مخطوفين وبالأراضي التي سيطرت عليها في مناطق نائية وبمجموعة من المتطوعين الغربيين الذين تحولوا إلى التشدد - لديها فيما يبدو المال الكافي لتدبير مؤامرات يمكن تنفيذها داخل حدود الدول الغربية."
كما ينقل التحليل عن مسؤول غربي كبير في مكافحة الإرهاب قوله لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته "لم يعد لديك بؤرة محركة واحدة للقاعدة بعد مقتل بن لادن. التهديد العام بات اقل بصورة طفيفة"، مضيفاً أنه "بدلاً من ذلك هناك المزيد من الفوضى وزيادة في قدرة المتشددين فيما يرجع إلى السياسة والأزمات الإقليمية."
وفيما يتعلق بعبور عناصر من القاعدة الحدود العراقية إلى سوريا، أشار الكاتب إلى أن تدفق المقاتلين الذين أكسبتهم مهاجمة القوات الأميركية في العراق قوة "يبعث على قلق الدول الغربية." كما أن هذه الدول "تخشى من احتمال أن تقع أسلحة متطورة في أيدي الجماعات المتمردة وبينها القاعدة والتي ربما تهدد المصالح الغربية. لكن التدفق دفع أيضاً بعض المحللين إلى إثارة المخاوف من تكرار تجربة القاعدة في العراق."
وفي تحليله لتجربة القاعدة في العراق وما إذا كان هذا التنظيم يسعى لتكرارها في سوريا، قال الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش لإذاعة العراق الحر إن "الفوضى هي ثغرة تدخل منها القاعدة، وبعد أن تشتتت واغتيل معظم زعمائها لم يعد لها تلك القدرة التنظيمية القوية...ولكنها تجد في سوريا الآن فرصة ذهبية لتكرار تجربة العراق."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف، ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب درويش أيضاً عن سؤال عما إذا كانت القاعدة فقدت القدرة على شنّ هجمات رئيسية على غرار الحادي عشر من أيلول في نيويورك وغيرها من عمليات إرهابية ما يجعلها تركّز على الصراعات المحلية بدءاً من الساحة العراقية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح النظام السابق في عام 2003. وفي ردّه على سؤال آخر، قال درويش إن تفعيل القاعدة لنشاطات خلاياها في عدة دول "لا ينفي أن خط المواجهة الأساسية أو خط المعركة الأمامي لا يزال العراق". كما اعتَـبر أن "نجاح تجربة العراق الديمقراطية يشكّل هزيمة لإيديولوجية القاعدة." وأضاف أنه من هذا المنطلق "مهما فُتِحت جبهات أخرى فإن العراق سيبقى جبهة أساسية بالنسبة لهذا التنظيم"، بحسب رأيه.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش، والشيخ حميد الهايس رئيس (مجلس إنقاذ الأنبار).