أكدت بغداد مجدداً الأهمية القصوى التي توليها لتطورات الأزمة السورية والتي باتت تداعياتـُها تؤثر بشكلٍ ملحوظ في الشؤون الإقليمية والدولية مهددةً بالامتداد إلى دولٍ مجاورة.
وجاء أحدث تأكيد رسمي على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي الذي صرّح بأن الحكومة العراقية انتهجت سياسة "حيادية" تجاه الأوضاع في سوريا. وأوضح خلال لقائه عدداً من الإعلاميين والمثقفين في مكتبه الاثنين أن بغداد ما تزال متمسكة "بهذه السياسة
التي ترفض الانحياز إلى طرف معين بهذه الأزمة ضد آخر"، مضيفاً أنه "من هنا رفضنا عبور الأسلحة أو الأفراد من أراضينا أو أجوائنا سواء للنظام أو للمعارضة وشجعنا الحوار والحل السياسي المبني على إرادة السوريين أنفسهم"، بحسب النص المنشور على الموقع الإلكتروني لرئيس الحكومة العراقية.
التأكيداتُ الجديدة تأتي في أعقاب سلسلةِ تصريحاتٍ لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي مثـّلَ بغداد في اجتماع مجموعة العمل الدولية بشأن سوريا في جنيف السبت قبل مشاركته في مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة الاثنين.
وفي كلمة العراق الذي يرأس الدورة الحالية للقمة العربية، قال زيباري للشخصيات السورية المعارضة في مؤتمر القاهرة "القرار هو قراركم لصياغة مستقبل بلدكم. إننا سنبذل كل الجهود من أجل أن يكون هناك تحوّل سلمي وديمقراطي للسلطة." وأضاف أن الشعب السوري "هو الذي يقرر مصيره بنفسه بدون وصاية وتدخل خارجي".
وفي مقابلةٍ نُشرت الاثنين، نقلت وكالة فرانس برس للأنباء عنه القول إن الأزمة السورية باتت "تؤرق الجميع سواء داخل سوريا أو خارجها." وأوضح مجدداً أن هذه الأزمة "تؤثر على العراق وقد أعربنا عن مخاوفنا في العديد من المناسبات. موقفنا متوازن وواقعي وينطلق من المصلحة الوطنية للعراق. سوريا بلد جار وهناك تداخل اجتماعي وجغرافي بين البلدين. سوريا هي عمق للعراق والعراق هو عمق لسوريا، لذلك لدينا مخاوف من انتقال هذه الأزمة وهذا النزاع إلى دول الجوار ومنها العراق." وفي إشارته إلى "عملية التغيير"، شدد على أهمية أن تكون "مدروسة لأن لدينا مصالح مستقبلية وحيوية مع الشعب السوري".
تأكـيداتُ المالكي وزيباري أعـادَت إلى الأذهان "مبادرة" كانت بغداد تحدثت عنها في نهاية العام الماضي لجمع ممثلين عن المعارضة مع مندوبين من الحكومة السورية على طاولة حوار. وأعلن المالكي في حينه أن العراق سيرسل وفداً إلى دمشق لطرح هذه المبادرة قائلاً في مقابلة مع وكالة فرانس برس للأنباء على متن الطائرة التي أقلّته من الولايات المتحدة إلى العراق، ونشرتها صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية في 16 كانون الأول 2011، إن المبادرة "تهدف إلى فتح حوار بين أطراف المعارضة السورية من جهة والحكومة السورية من جهة أخرى للوصول إلى نتائج مرضية للجانبين." وأضاف أن "الولايات المتحدة وأوروبا متخوفتان من مرحلة ما بعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لذا تفهموا المبادرة العراقية"، بحسب تعبيره.
وفي تحليله لمغزى التصريحات الجديدة وما إذا كانت تحمل في طياتها تطلعات عراقية لممارسة دور دبلوماسي فاعل من خلال إحياء المبادرة الرامية إلى فتح حوار بين المعارضة والنظام السوري، قال الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد لإذاعة العراق الحر إن بإمكان العراق "أن يلعب دوراً كبيراً جداً على غرار ما بذله من جهود سابقة في حل بعض المشاكل العالقة كتلك التي تخص الموقف الأوروبي المتشدد تجاه إيران واستضافته محادثات طهران مع القوى العالمية ...لذلك باستطاعة بغداد وبجدارتها الدبلوماسية أن تثبت مواقفها المحايدة واستمرار تمسكها بسياسة الحياد على نحو ما أكده رئيس الوزراء العراقي الاثنين في اجتماعه مع عدد من الإعلاميين والمثقفين...".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث محيي عن موضوعات أخرى ذات صلة بينها تسارع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها القوى الكبرى بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية عبر مهمة الوسيط المشترك كوفي أنان.
من جهته، أعرب الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان عن اعتقاده بأنه "ما تزال هناك آراء متباينة إنْ لم تكن متضاربة بين الفئات السياسية العراقية إزاء الأزمة السورية....فتصريحات زيباري على سبيل المثال تعكس وجهة نظر فصيل عراقي في السلطة متشدد ضد النظام السوري بينما يُلاحظ أن تصريحات المالكي تدلل على أنه بدأ يتخلى عن مواقفه السابقة المؤيدة لدمشق ويأخذ منحى جديداً أقرب إلى الوسط والاعتدال ربما لكي يلعب العراق دوراً في المستقبل باعتباره رئيساً للدورة الحالية للقمة العربية...".
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب السمان عن سؤال آخر بشأن المخاوف المتزايدة من احتمال حدوث مواجهة عسكرية بين سوريا وتركيا على خلفية أحدث التصريحات التي صدرت عن الرئيس السوري بشار الأسد من جهة والأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن من جهة أخرى.
أما المحلل السياسي العراقي عباس الياسري فقد اعتبر أن لدى بغداد ما يؤهلها للعب "دور المحاور ما بين دمشق وأطراف المعارضة السورية خاصةً وأنها بقيت على الحياد مثلما بدا في مواقف الحكومة ومواقف الجهات السياسية العراقية التي كانت دائماً محايدة إذ أنها كانت مع الشعب السوري في خياراته ولكن ضد الفوضى وضد الحرب الأهلية داخل سوريا... فيما كانت مواقف دول أخرى على النقيض من ذلك سواء بعض الدول العربية أو دول الإقليم مثل تركيا إضافةً إلى القوى العالمية التي اتخذ بعضها مواقف ضد الحكومة السورية والبعض الآخر مواقف مناصرة لدمشق كروسيا والصين." وأضاف أن الحكومة السورية تريد من جهتها أيضاً "حبل إنقاذ أو منفذ، وهو ما يمكن أن تقدّمه لها بغداد"، بحسب رأيه.
وجاء أحدث تأكيد رسمي على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي الذي صرّح بأن الحكومة العراقية انتهجت سياسة "حيادية" تجاه الأوضاع في سوريا. وأوضح خلال لقائه عدداً من الإعلاميين والمثقفين في مكتبه الاثنين أن بغداد ما تزال متمسكة "بهذه السياسة
التي ترفض الانحياز إلى طرف معين بهذه الأزمة ضد آخر"، مضيفاً أنه "من هنا رفضنا عبور الأسلحة أو الأفراد من أراضينا أو أجوائنا سواء للنظام أو للمعارضة وشجعنا الحوار والحل السياسي المبني على إرادة السوريين أنفسهم"، بحسب النص المنشور على الموقع الإلكتروني لرئيس الحكومة العراقية.
التأكيداتُ الجديدة تأتي في أعقاب سلسلةِ تصريحاتٍ لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي مثـّلَ بغداد في اجتماع مجموعة العمل الدولية بشأن سوريا في جنيف السبت قبل مشاركته في مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة الاثنين.
وفي كلمة العراق الذي يرأس الدورة الحالية للقمة العربية، قال زيباري للشخصيات السورية المعارضة في مؤتمر القاهرة "القرار هو قراركم لصياغة مستقبل بلدكم. إننا سنبذل كل الجهود من أجل أن يكون هناك تحوّل سلمي وديمقراطي للسلطة." وأضاف أن الشعب السوري "هو الذي يقرر مصيره بنفسه بدون وصاية وتدخل خارجي".
وفي مقابلةٍ نُشرت الاثنين، نقلت وكالة فرانس برس للأنباء عنه القول إن الأزمة السورية باتت "تؤرق الجميع سواء داخل سوريا أو خارجها." وأوضح مجدداً أن هذه الأزمة "تؤثر على العراق وقد أعربنا عن مخاوفنا في العديد من المناسبات. موقفنا متوازن وواقعي وينطلق من المصلحة الوطنية للعراق. سوريا بلد جار وهناك تداخل اجتماعي وجغرافي بين البلدين. سوريا هي عمق للعراق والعراق هو عمق لسوريا، لذلك لدينا مخاوف من انتقال هذه الأزمة وهذا النزاع إلى دول الجوار ومنها العراق." وفي إشارته إلى "عملية التغيير"، شدد على أهمية أن تكون "مدروسة لأن لدينا مصالح مستقبلية وحيوية مع الشعب السوري".
تأكـيداتُ المالكي وزيباري أعـادَت إلى الأذهان "مبادرة" كانت بغداد تحدثت عنها في نهاية العام الماضي لجمع ممثلين عن المعارضة مع مندوبين من الحكومة السورية على طاولة حوار. وأعلن المالكي في حينه أن العراق سيرسل وفداً إلى دمشق لطرح هذه المبادرة قائلاً في مقابلة مع وكالة فرانس برس للأنباء على متن الطائرة التي أقلّته من الولايات المتحدة إلى العراق، ونشرتها صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية في 16 كانون الأول 2011، إن المبادرة "تهدف إلى فتح حوار بين أطراف المعارضة السورية من جهة والحكومة السورية من جهة أخرى للوصول إلى نتائج مرضية للجانبين." وأضاف أن "الولايات المتحدة وأوروبا متخوفتان من مرحلة ما بعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لذا تفهموا المبادرة العراقية"، بحسب تعبيره.
وفي تحليله لمغزى التصريحات الجديدة وما إذا كانت تحمل في طياتها تطلعات عراقية لممارسة دور دبلوماسي فاعل من خلال إحياء المبادرة الرامية إلى فتح حوار بين المعارضة والنظام السوري، قال الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد لإذاعة العراق الحر إن بإمكان العراق "أن يلعب دوراً كبيراً جداً على غرار ما بذله من جهود سابقة في حل بعض المشاكل العالقة كتلك التي تخص الموقف الأوروبي المتشدد تجاه إيران واستضافته محادثات طهران مع القوى العالمية ...لذلك باستطاعة بغداد وبجدارتها الدبلوماسية أن تثبت مواقفها المحايدة واستمرار تمسكها بسياسة الحياد على نحو ما أكده رئيس الوزراء العراقي الاثنين في اجتماعه مع عدد من الإعلاميين والمثقفين...".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث محيي عن موضوعات أخرى ذات صلة بينها تسارع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها القوى الكبرى بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية عبر مهمة الوسيط المشترك كوفي أنان.
من جهته، أعرب الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان عن اعتقاده بأنه "ما تزال هناك آراء متباينة إنْ لم تكن متضاربة بين الفئات السياسية العراقية إزاء الأزمة السورية....فتصريحات زيباري على سبيل المثال تعكس وجهة نظر فصيل عراقي في السلطة متشدد ضد النظام السوري بينما يُلاحظ أن تصريحات المالكي تدلل على أنه بدأ يتخلى عن مواقفه السابقة المؤيدة لدمشق ويأخذ منحى جديداً أقرب إلى الوسط والاعتدال ربما لكي يلعب العراق دوراً في المستقبل باعتباره رئيساً للدورة الحالية للقمة العربية...".
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب السمان عن سؤال آخر بشأن المخاوف المتزايدة من احتمال حدوث مواجهة عسكرية بين سوريا وتركيا على خلفية أحدث التصريحات التي صدرت عن الرئيس السوري بشار الأسد من جهة والأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن من جهة أخرى.
أما المحلل السياسي العراقي عباس الياسري فقد اعتبر أن لدى بغداد ما يؤهلها للعب "دور المحاور ما بين دمشق وأطراف المعارضة السورية خاصةً وأنها بقيت على الحياد مثلما بدا في مواقف الحكومة ومواقف الجهات السياسية العراقية التي كانت دائماً محايدة إذ أنها كانت مع الشعب السوري في خياراته ولكن ضد الفوضى وضد الحرب الأهلية داخل سوريا... فيما كانت مواقف دول أخرى على النقيض من ذلك سواء بعض الدول العربية أو دول الإقليم مثل تركيا إضافةً إلى القوى العالمية التي اتخذ بعضها مواقف ضد الحكومة السورية والبعض الآخر مواقف مناصرة لدمشق كروسيا والصين." وأضاف أن الحكومة السورية تريد من جهتها أيضاً "حبل إنقاذ أو منفذ، وهو ما يمكن أن تقدّمه لها بغداد"، بحسب رأيه.