تواصل أطراف إقليمية ودولية مناشدة الجارتين تركيا وسوريا بضبط النفس فيما أكد العراق مجدداً أن التصعيد يهدد بامتداد الأزمة السورية.
وانضمّت إيران إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في دعوة أنقرة ودمشق إلى معالجة واقعة إسقاط الطائرة التركية بالوسائل الدبلوماسية. ناطقٌ باسم بان صرح مساء السبت بأن الأمين العام للمنظمة الدولية "يتابع الوضع عن كثب وهو يأمل بمعالجة هذا الحادث الخطير بضبط النفس من الجانبين من خلال القنوات الدبلوماسية."
وفي طهران، أُعلن أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي هاتَـفَ نظيرَه التركي أحمد داود أوغلو مُـبدياً أمله في تسوية "المسألة سلمياً للحفاظ على الاستقرار في المنطقة."
لكن مخاطر المواجهة العسكرية تصاعدت الأحد مع الإعلان في أنقرة بأن الطائرة أُسقطت في المياه الدولية وفي بروكسل بأن مبعوثين من دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيجتمعون يوم الثلاثاء بناءً على طلب تركيا للتشاور بخصوص الرد.
وفي بغداد، صَـدَرت أشد العبارات وضوحاً منذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا قبل ستة عشر شهراً بأنها مَـعنـية "ربما أكثر من غيرها" بما يجري في هذا البلد المجاور الذي يرتبط معه العراق بعدة أمور مشتركة وبالتالي لا يمكن تجاوز دوره "في عملية المعالجة للأزمة السورية."
وفي تأكيده ذلك، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزراء خارجية السويد وبلغاريا وبولندا في بغداد السبت "لدينا مصالح مشتركة، وحدود مشتركة، نحن جيران ولدينا جالية عراقية، ومصالح أمنية، ولدينا الكثير من الأمور المشتركة فلذلك ما يجري في سوريا يـهمّنا ويعنينا وربما يعنينا أكثر من غيرنا."
زيباري أوضـَح أن "قلقنا الأكبر هو أن تتمدد الأزمة نحو الدول المجاورة"، مضيفاً "ليس هناك من دولة محصّنة ضد هذا التمدد، بسبب تركيبة المجتمعات، والامتدادات، والعلاقات، والأبعاد الإتنية والمذهبية." ولَـفَـتَ إلى أنه في حال تحوّل الصراع في سوريا "إلى صراع مذهبي بالكامل أو إلى حرب أهلية، فالعراق سيتأثر، ولبنان سيتأثر، والأردن لن يكون محصّناً ضد ذلك"، بحسب تعبيره.
وفي حديثه عن واقعة إسقاط الطائرة التركية الجمعة، اعتبَـر أنها تمثل "تهديداً خطيراً ومؤشراً على أن الصراع أثره سيتجاوز سوريا."
الموقعُ الإلكتروني لوزارة الخارجية العراقية أبـرَز تأكيد زيباري بأن "العراق ينطلق من مصالحه الوطنية ودائماً وقَف مع حركات الشعوب المطالبة بالحرية والحقوق الديمقراطية ومع التحول السياسي الديمقراطي المدروس بدون فرض أو وصاية"، مشدداً على أهمية أن "يكون العراق طرفاً في أي مباحثات دولية أو إقليمية حول الوضع في سوريا."
التأكيداتُ الرسمية بأهمية التطورات في سوريا بالنسبة للعراق لم تقتصر على تصريحات زيباري إذ أوضَح نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أيضاً خلال اجتماعه مع الوفد الوزاري الأوروبي الزائر موقف بغداد "الداعم للتحول الديمقراطي للشعب السوري" معرباً عن "قلق العراق من العناصر التكفيرية التي تحاول جرّ الشعب السوري إلى صراعات طائفية مما يلقي بظلاله على المنطقة، وأيضاً موقف العراق الرافض لتسليح طرفيْ النزاع، مشدداً على التمسك بخطة كوفي عنان بالإصلاح"، بحسب ما ورد في نص بيان المكتب الإعلامي للشهرستاني.
إلى ذلك، أعرب رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي من جهته أيضاًً عن قلقه "إزاء الوضع في سوريا وخطورة سيناريو الحرب الأهلية"، محذراً من أن "أي تدخل دولي قد يولد مزيداً من التوتر خصوصاً فيما يتعلق بتزويد الأطراف المتنازعة بالسلاح"، على حد تعبير بيان المكتب الإعلامي للنجيفي.
يُشار إلى ما قالَـهُ وزير خارجية السويد كارل بيلدت في المؤتمر الصحافي المشترك مع زيباري بأن "العراق جزء من الإقليم والعراق جزء من الحل." وأضاف "من المهم أن تكون الدول الأكثر تأثراً والتي تملك في الوقت نفسه القدر الأكبر على التأثير في التطورات في سوريا شريكاً كاملاً في الجهود."
فيما ذكر وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف "أن تـَحوّل العراق بعد سقوط صدام حسين من الممكن أن يكون نموذجاً لما سيحدث في سوريا"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.
وفي تحليله لمغزى كل هذه التصريحات التي صدرت في بغداد بشأن سوريا، قال رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي لإذاعة العراق الحر إن "الأزمة السورية قد تكون شبيهة بأزمة العراق في البداية..والآن هناك الكثير من الدول التي تتصارع في سوريا إذ ستكون سوريا مسرحاً لتصفية الكثير من الأجندات على المستويات العربية والإقليمية والأوروبية....".
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف الأحد ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أضاف الهاشمي أن "الأزمة بدأت فعلاً بالتمدد بعد إسقاط الطائرة التركية..إضافةً إلى قضية التسليح التي بدأت تفاصيلها تتكشف فيما يتعلق بتسليح طرفي النزاع على الأرض أي القوات الحكومية والجماعات المعارضة...وكل هذه التطورات من شأنها أن تثير مشكلة كبيرة في المنطقة، وستضع المنطقة أمام خطر كبير"، بحسب رأيه.
من جهته، أعرب الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان في تحليله للتصريحات العراقية الجديدة عن اعتقاده "بأن هناك انقساما في السياسة العراقية تجاه سوريا مع وجود مواقف متناقضة بين السياسيين العراقيين وداخل الحكومة حيث توجد جهات مؤيدة لدمشق تمدّها بالمال والمعرفة فضلاً عن التقارير التي أشارت إلى الدعم المالي والنفطي... وبالتالي لا يمكن معرفة تأثير مثل هذه التصريحات الجديدة في ضوء الانقسام الواضح بين أطراف الحكومة العراقية تجاه سوريا...مع الإشارة إلى موقف رئيس الوزراء العراقي الذي كان ينظر في السابق إلى سوريا وكأنها مُسبّبة للمشاكل ويتهمها بإرسال إرهابيين إلى العراق..."، على حد تعبيره.
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب السمان عن سؤال آخر لإذاعة العراق الحر عن تداعيات إسقاط الطائرة التركية. وفي هذا الصدد، اعتبر أن الواقعة تؤشر إلى "دخول دمشق في أزمة جديدة خاصةً بعد إعلان أنقرة بأن الطائرة أُسقطت في المياه الدولية، فضلاً عن أن هذا التطور جاء مباشرةً بعد هروب قائد طائرة سورية إلى الأردن.."، بحسب رأيه.
وفي تعقيبه على وجهة نظر الخبير السوري بشأن تعدد المواقف ضمن الحكومة العراقية إزاء سوريا، قال المحلل السياسي العراقي أمير جبار الساعدي "من الملاحظ أن كل المواقف التي رسمها العراق مع بدء الأزمة السورية وقبل تسنّمه رئاسة القمة العربية الأخيرة أنه كان من الباحثين أو الـمُصِـرّين على إيجاد حلول سلمية داعمة إنْ كانت للنظام السوري أو للشعب السوري...مؤكداً الحلول الحوارية التي تبتعد بطرفي النزاع عن استخدام الأسلحة وذلك من خلال خطة سلام اقترَحتها بغداد بشكل رسمي...". وأضاف الساعدي في مقابلة أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق أن "التصريحات الرسمية الجديدة تمثل الموقف الموحد لبغداد لكونها صادرة عن وزير خارجية البلاد وبالتالي فهي ملزمة للحكومة العراقية"، بحسب رأيه.
وانضمّت إيران إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في دعوة أنقرة ودمشق إلى معالجة واقعة إسقاط الطائرة التركية بالوسائل الدبلوماسية. ناطقٌ باسم بان صرح مساء السبت بأن الأمين العام للمنظمة الدولية "يتابع الوضع عن كثب وهو يأمل بمعالجة هذا الحادث الخطير بضبط النفس من الجانبين من خلال القنوات الدبلوماسية."
وفي طهران، أُعلن أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي هاتَـفَ نظيرَه التركي أحمد داود أوغلو مُـبدياً أمله في تسوية "المسألة سلمياً للحفاظ على الاستقرار في المنطقة."
لكن مخاطر المواجهة العسكرية تصاعدت الأحد مع الإعلان في أنقرة بأن الطائرة أُسقطت في المياه الدولية وفي بروكسل بأن مبعوثين من دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيجتمعون يوم الثلاثاء بناءً على طلب تركيا للتشاور بخصوص الرد.
وفي بغداد، صَـدَرت أشد العبارات وضوحاً منذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا قبل ستة عشر شهراً بأنها مَـعنـية "ربما أكثر من غيرها" بما يجري في هذا البلد المجاور الذي يرتبط معه العراق بعدة أمور مشتركة وبالتالي لا يمكن تجاوز دوره "في عملية المعالجة للأزمة السورية."
وفي تأكيده ذلك، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزراء خارجية السويد وبلغاريا وبولندا في بغداد السبت "لدينا مصالح مشتركة، وحدود مشتركة، نحن جيران ولدينا جالية عراقية، ومصالح أمنية، ولدينا الكثير من الأمور المشتركة فلذلك ما يجري في سوريا يـهمّنا ويعنينا وربما يعنينا أكثر من غيرنا."
زيباري أوضـَح أن "قلقنا الأكبر هو أن تتمدد الأزمة نحو الدول المجاورة"، مضيفاً "ليس هناك من دولة محصّنة ضد هذا التمدد، بسبب تركيبة المجتمعات، والامتدادات، والعلاقات، والأبعاد الإتنية والمذهبية." ولَـفَـتَ إلى أنه في حال تحوّل الصراع في سوريا "إلى صراع مذهبي بالكامل أو إلى حرب أهلية، فالعراق سيتأثر، ولبنان سيتأثر، والأردن لن يكون محصّناً ضد ذلك"، بحسب تعبيره.
وفي حديثه عن واقعة إسقاط الطائرة التركية الجمعة، اعتبَـر أنها تمثل "تهديداً خطيراً ومؤشراً على أن الصراع أثره سيتجاوز سوريا."
الموقعُ الإلكتروني لوزارة الخارجية العراقية أبـرَز تأكيد زيباري بأن "العراق ينطلق من مصالحه الوطنية ودائماً وقَف مع حركات الشعوب المطالبة بالحرية والحقوق الديمقراطية ومع التحول السياسي الديمقراطي المدروس بدون فرض أو وصاية"، مشدداً على أهمية أن "يكون العراق طرفاً في أي مباحثات دولية أو إقليمية حول الوضع في سوريا."
التأكيداتُ الرسمية بأهمية التطورات في سوريا بالنسبة للعراق لم تقتصر على تصريحات زيباري إذ أوضَح نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أيضاً خلال اجتماعه مع الوفد الوزاري الأوروبي الزائر موقف بغداد "الداعم للتحول الديمقراطي للشعب السوري" معرباً عن "قلق العراق من العناصر التكفيرية التي تحاول جرّ الشعب السوري إلى صراعات طائفية مما يلقي بظلاله على المنطقة، وأيضاً موقف العراق الرافض لتسليح طرفيْ النزاع، مشدداً على التمسك بخطة كوفي عنان بالإصلاح"، بحسب ما ورد في نص بيان المكتب الإعلامي للشهرستاني.
إلى ذلك، أعرب رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي من جهته أيضاًً عن قلقه "إزاء الوضع في سوريا وخطورة سيناريو الحرب الأهلية"، محذراً من أن "أي تدخل دولي قد يولد مزيداً من التوتر خصوصاً فيما يتعلق بتزويد الأطراف المتنازعة بالسلاح"، على حد تعبير بيان المكتب الإعلامي للنجيفي.
يُشار إلى ما قالَـهُ وزير خارجية السويد كارل بيلدت في المؤتمر الصحافي المشترك مع زيباري بأن "العراق جزء من الإقليم والعراق جزء من الحل." وأضاف "من المهم أن تكون الدول الأكثر تأثراً والتي تملك في الوقت نفسه القدر الأكبر على التأثير في التطورات في سوريا شريكاً كاملاً في الجهود."
فيما ذكر وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف "أن تـَحوّل العراق بعد سقوط صدام حسين من الممكن أن يكون نموذجاً لما سيحدث في سوريا"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.
وفي تحليله لمغزى كل هذه التصريحات التي صدرت في بغداد بشأن سوريا، قال رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي لإذاعة العراق الحر إن "الأزمة السورية قد تكون شبيهة بأزمة العراق في البداية..والآن هناك الكثير من الدول التي تتصارع في سوريا إذ ستكون سوريا مسرحاً لتصفية الكثير من الأجندات على المستويات العربية والإقليمية والأوروبية....".
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف الأحد ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أضاف الهاشمي أن "الأزمة بدأت فعلاً بالتمدد بعد إسقاط الطائرة التركية..إضافةً إلى قضية التسليح التي بدأت تفاصيلها تتكشف فيما يتعلق بتسليح طرفي النزاع على الأرض أي القوات الحكومية والجماعات المعارضة...وكل هذه التطورات من شأنها أن تثير مشكلة كبيرة في المنطقة، وستضع المنطقة أمام خطر كبير"، بحسب رأيه.
من جهته، أعرب الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان في تحليله للتصريحات العراقية الجديدة عن اعتقاده "بأن هناك انقساما في السياسة العراقية تجاه سوريا مع وجود مواقف متناقضة بين السياسيين العراقيين وداخل الحكومة حيث توجد جهات مؤيدة لدمشق تمدّها بالمال والمعرفة فضلاً عن التقارير التي أشارت إلى الدعم المالي والنفطي... وبالتالي لا يمكن معرفة تأثير مثل هذه التصريحات الجديدة في ضوء الانقسام الواضح بين أطراف الحكومة العراقية تجاه سوريا...مع الإشارة إلى موقف رئيس الوزراء العراقي الذي كان ينظر في السابق إلى سوريا وكأنها مُسبّبة للمشاكل ويتهمها بإرسال إرهابيين إلى العراق..."، على حد تعبيره.
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب السمان عن سؤال آخر لإذاعة العراق الحر عن تداعيات إسقاط الطائرة التركية. وفي هذا الصدد، اعتبر أن الواقعة تؤشر إلى "دخول دمشق في أزمة جديدة خاصةً بعد إعلان أنقرة بأن الطائرة أُسقطت في المياه الدولية، فضلاً عن أن هذا التطور جاء مباشرةً بعد هروب قائد طائرة سورية إلى الأردن.."، بحسب رأيه.
وفي تعقيبه على وجهة نظر الخبير السوري بشأن تعدد المواقف ضمن الحكومة العراقية إزاء سوريا، قال المحلل السياسي العراقي أمير جبار الساعدي "من الملاحظ أن كل المواقف التي رسمها العراق مع بدء الأزمة السورية وقبل تسنّمه رئاسة القمة العربية الأخيرة أنه كان من الباحثين أو الـمُصِـرّين على إيجاد حلول سلمية داعمة إنْ كانت للنظام السوري أو للشعب السوري...مؤكداً الحلول الحوارية التي تبتعد بطرفي النزاع عن استخدام الأسلحة وذلك من خلال خطة سلام اقترَحتها بغداد بشكل رسمي...". وأضاف الساعدي في مقابلة أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق أن "التصريحات الرسمية الجديدة تمثل الموقف الموحد لبغداد لكونها صادرة عن وزير خارجية البلاد وبالتالي فهي ملزمة للحكومة العراقية"، بحسب رأيه.