يحتفل الصحفيون العراقيون هذه الايام بالذكرى الثالثة والاربعين بعد المائة لتاسيس الصحافة العراقية، الذي يوافق في الخامس عشر من حزيران من كل عام. هذا التاريخ يشير الى ولادة اول صحيفة عراقية في عام 1869 تحمل اسم "زوراء".
ويستذكر التاريخ مواقف كبيرة للصحافة العراقية، وتاثيرها المباشر في الاحداث السياسية والاجتماعية، وقدرتها على تشكيل الراي الراي العام بل وتوجيهه ازاء العديد من القضايا.
لقد انجبت الصحافة العراقية اسماء لامعة امثال:روفائيل بطي،والجواهري، وعبد الكريم الصفار، وكاظم الدجيلي، وعشرات الاسماء التي اتحفت الصحافة باعمال رائدة.
ولان الصحافة العراقية جزء من النسق السياسي العام فقد شهدت كبوتها في عهد النظام السابق، إذ قيدت حرية العمل الصحفي، وكمّمت افواه الصحفين، فولدت صحافة السلطة بعد ان وئدت صحافة الرأي. ولم يطل الامر، اذ انطلقت الصحافة العراقية في عهد جديد بعد سقوط النظام في 9 نيسان 2003 ليشهد العراق فورة صحفية كبيرة، وليتمتع الصحفيون بمساحة من الحرية وممارسة العمل الصحفي، على الرغم من المخاطر التي تعرضوا لها خلال سنوات العنف الطائفي.
ويستذكر الصحفيون عيدهم بمزيد من الامل في ان تشهد الصحافة العراقية تشريع قوانين تسند وتدعم عملهم، مثلما تشير الصحفية الشابة زينب جليل، التي تأمل استحداث مؤسسات تعنى بتطوير قدرات الصحفيين الشباب.
اما الصحفي عدنان لفتة فيدعو في عيد الصحافة العراقية الى ضرورة ان تكون هناك مرونة اكبر من قبل المؤسسات الحكومية في التعامل مع الصحفيين.
ويرى الصحفي كريم حمادي ان الصحافة العراقية بأمس الحاجة الى حرية الوصول الى المعلومة، كذلك حاجة الصحفي الى الامان على المستويين الشخصي والاقتصادي ليتمكن من اداء عمله والابداع فيه.
الفورة الصحفية التي شهدها العراق لم تكن في كل الاحوال في صالح الصحافة، بعد ان ولج طارئون على المهنة يتسابقون بحثا عن مكاسب مادية ومصالح شخصية.
ويقول الصحفي حازم الشرع في هذا الخصوص ان الفورة الصحفية التي شهدها العراق بعد التغيير اوجدت كوادر صحفية عديدة، وبعد سنوات على تلك الفورة لم يتم انتاج كوادر جديدة، لذلك تعاني العديد من المؤسسات الصحفية من الخمول والركود، كما ان معظم اهتمامات الصحفيين لا تصب في مجال الصحافة الاستقصائية، التي تكشف الحقائق، بل هم متابعون للاحداث فقط، وبذلك ابتعدوا عن قضايا المواطن، وقضايا حقوق الانسان، وتركز اهتمامهم على متابعة العملية السياسية.
وبحسب نقابة الصحفيين العراقيين فان هناك اكثر من 16 الف صحفي مسجل في النقابة، وهو عدد كبير جدا، يؤشر الى خلل واضح في المشهد الصحفي، لاسيما ان عددا كبيرا من هؤلاء الصحفيين يفتقرون الى الموهبة الصحفية.
ويؤكد الصحفي حازم الشرع ان هذا الكم قد اثر على النوع حتما، اذ لم نشهد اعمالا صحفية مرموقة، إلاّ في حدود ضيقة، كما لم يفلح هؤلاء الصحفيون في مجال الصحافة الاستقصائية باستثناء القليل منهم، ما لا يتناسب مع حجم الاموال الطائلة، التي انفقت من قبل الدول المانحة على المنظمات المعنية بتطوير الصحفيين، بعد ان ظلت تلك المنظمات تهتم بالكم على اساس النوع، لتستوفي شروط منح الاموال لها.
ويطالب الشرع بضرورة تشريع قوانين مهمة للصحفيين تضمن حق حرية الوصول الى المعلومة وحرية التعبير وغيرها.
واضاف طارق حرب ان الوالي العثماني مدحت باشا اصدرها باسم (زوراء) في حين ان اللغة العربية تكتبها الزوراء، وانها صدرت باللغة التركية على الرغم من وجود ترجمة لها بالعربية. اما من يقول ان صحفيين عراقيين قد عملوا في الجريدة وكتبوا فيها فان ذلك تم بعد سنوات.
واكد طارق حرب انه لا يمكن اعتبار الجرائد التي اصدرتها دولة احتلال جرائد للدول المحتلة، أي لا يمكن اعتبار الجريدة، التي اصدرتها فرنسا في الجزائر باللغة الفرنسية، جريدة جزائرية، ولا يمكن اعتبار الجريدة، التي اصدرتها بريطانيا في احدى مستعمراتها باللغة الانكليزية جريدة من جرائد هذه المستعمرة، وكذلك الحال بالنسبة لجريدة (زوراء ) التي اصدرها الاحتلال العثماني.
ودعا طارق حرب الى ضرورة ازالة اللبس الحاصل. فهناك عدة صحف عراقية ادارة وتمويلا صدرت بعد (زوراء) بسنوات يمكن اعتمادها، وجعل يوم تاسيسها يوما للصحافة العراقية.
ويتساءل طارق حرب: كيف مرّ هذا الاشكال على اسماء صحفية واعلامية عراقية كبيرة، ورضوا بان يكون تأسيس (زوراء) عيدا للصحافة العراقية.
وردّ استاذ الصحافة في كلية الاعلام بجامعة بغداد الدكتور كاظم المقدادي بقوة على تصريحات طارق حرب، وعدّها تدخلا منه في شأن صحفي غير معني به، مؤكدا ان العراق كان جزءّ من الدولة العثمانية، وان الجريدة قد صدرت على ارض عراقية، وعمل فيها خيرة الصحفيين العراقيين.
واشار المقدادي الى حادثة تاريخية تعود الى عام 1994 عندما كان في احتفالية لتاسيس جريدة (زوراء) وكان المحتفلون قد كتبوا اسم الزوراء وليس (زوراء) فقام بتنبيههم، وقد اراد من سرد هذه الحادثة القول بان ليس طارق حرب من اكتشف بانها (زوراء) بغير الـ التعريف.
ويرى المقدادي ان جريدة الاهرام المصرية التي صدرت بعد (زوراء) بسنوات مازالت مستمرة بالصدور، بل اضحت مؤسسة كبيرة تضاهي كبريات الصحف العالمية، الا ان (زوراء) لم تستمر، وان صدورها لسنوات في عهد النظام السابق لم يكن كافيا، إذ كانت جريدة بائسة. وان هذا الانقطاع الصحفي، وعدم معرفة الاجيال الجديدة به هو من جعل البعض يتصدى لتاريخ الصحافة العراقية من غير اهلها.
الى ذلك أوضح معاون عميد كلية الاعلام بجامعة بغداد الدكتور عمار طاهر ان جريدة (زوراء) صدرت في بغداد وكنت موجهة الى الجمهور العراقي، وكانت تنشر فرمانات الباب العالي الموجهة الى الولاة العثمانيين في الدول التابعة لها ومنها العراق، وقد نبّأت (زوراء) بظهور الصحافة في العراق.
ويستذكر التاريخ مواقف كبيرة للصحافة العراقية، وتاثيرها المباشر في الاحداث السياسية والاجتماعية، وقدرتها على تشكيل الراي الراي العام بل وتوجيهه ازاء العديد من القضايا.
لقد انجبت الصحافة العراقية اسماء لامعة امثال:روفائيل بطي،والجواهري، وعبد الكريم الصفار، وكاظم الدجيلي، وعشرات الاسماء التي اتحفت الصحافة باعمال رائدة.
ولان الصحافة العراقية جزء من النسق السياسي العام فقد شهدت كبوتها في عهد النظام السابق، إذ قيدت حرية العمل الصحفي، وكمّمت افواه الصحفين، فولدت صحافة السلطة بعد ان وئدت صحافة الرأي. ولم يطل الامر، اذ انطلقت الصحافة العراقية في عهد جديد بعد سقوط النظام في 9 نيسان 2003 ليشهد العراق فورة صحفية كبيرة، وليتمتع الصحفيون بمساحة من الحرية وممارسة العمل الصحفي، على الرغم من المخاطر التي تعرضوا لها خلال سنوات العنف الطائفي.
ويستذكر الصحفيون عيدهم بمزيد من الامل في ان تشهد الصحافة العراقية تشريع قوانين تسند وتدعم عملهم، مثلما تشير الصحفية الشابة زينب جليل، التي تأمل استحداث مؤسسات تعنى بتطوير قدرات الصحفيين الشباب.
اما الصحفي عدنان لفتة فيدعو في عيد الصحافة العراقية الى ضرورة ان تكون هناك مرونة اكبر من قبل المؤسسات الحكومية في التعامل مع الصحفيين.
ويرى الصحفي كريم حمادي ان الصحافة العراقية بأمس الحاجة الى حرية الوصول الى المعلومة، كذلك حاجة الصحفي الى الامان على المستويين الشخصي والاقتصادي ليتمكن من اداء عمله والابداع فيه.
الفورة الصحفية التي شهدها العراق لم تكن في كل الاحوال في صالح الصحافة، بعد ان ولج طارئون على المهنة يتسابقون بحثا عن مكاسب مادية ومصالح شخصية.
ويقول الصحفي حازم الشرع في هذا الخصوص ان الفورة الصحفية التي شهدها العراق بعد التغيير اوجدت كوادر صحفية عديدة، وبعد سنوات على تلك الفورة لم يتم انتاج كوادر جديدة، لذلك تعاني العديد من المؤسسات الصحفية من الخمول والركود، كما ان معظم اهتمامات الصحفيين لا تصب في مجال الصحافة الاستقصائية، التي تكشف الحقائق، بل هم متابعون للاحداث فقط، وبذلك ابتعدوا عن قضايا المواطن، وقضايا حقوق الانسان، وتركز اهتمامهم على متابعة العملية السياسية.
وبحسب نقابة الصحفيين العراقيين فان هناك اكثر من 16 الف صحفي مسجل في النقابة، وهو عدد كبير جدا، يؤشر الى خلل واضح في المشهد الصحفي، لاسيما ان عددا كبيرا من هؤلاء الصحفيين يفتقرون الى الموهبة الصحفية.
ويؤكد الصحفي حازم الشرع ان هذا الكم قد اثر على النوع حتما، اذ لم نشهد اعمالا صحفية مرموقة، إلاّ في حدود ضيقة، كما لم يفلح هؤلاء الصحفيون في مجال الصحافة الاستقصائية باستثناء القليل منهم، ما لا يتناسب مع حجم الاموال الطائلة، التي انفقت من قبل الدول المانحة على المنظمات المعنية بتطوير الصحفيين، بعد ان ظلت تلك المنظمات تهتم بالكم على اساس النوع، لتستوفي شروط منح الاموال لها.
ويطالب الشرع بضرورة تشريع قوانين مهمة للصحفيين تضمن حق حرية الوصول الى المعلومة وحرية التعبير وغيرها.
*** *** ***
فجر الخبير القانوني طارق حرب قنبلة صحفية قبل ايام قليلة من ذكرى تاسيس الصحافة العراقية في الخامس عشر من حزيران، وذلك عندما صرح انه من الخطأ اعتبار يوم صدور جريدة (زوراء) في 15 حزيران 1869، يوماً للصحافة العراقية، لان (زوراء) ليست صحيفة عراقية، اسماً وملكية وادارة وتحريرا وتمويلا وطباعة وموضوعا.واضاف طارق حرب ان الوالي العثماني مدحت باشا اصدرها باسم (زوراء) في حين ان اللغة العربية تكتبها الزوراء، وانها صدرت باللغة التركية على الرغم من وجود ترجمة لها بالعربية. اما من يقول ان صحفيين عراقيين قد عملوا في الجريدة وكتبوا فيها فان ذلك تم بعد سنوات.
واكد طارق حرب انه لا يمكن اعتبار الجرائد التي اصدرتها دولة احتلال جرائد للدول المحتلة، أي لا يمكن اعتبار الجريدة، التي اصدرتها فرنسا في الجزائر باللغة الفرنسية، جريدة جزائرية، ولا يمكن اعتبار الجريدة، التي اصدرتها بريطانيا في احدى مستعمراتها باللغة الانكليزية جريدة من جرائد هذه المستعمرة، وكذلك الحال بالنسبة لجريدة (زوراء ) التي اصدرها الاحتلال العثماني.
ودعا طارق حرب الى ضرورة ازالة اللبس الحاصل. فهناك عدة صحف عراقية ادارة وتمويلا صدرت بعد (زوراء) بسنوات يمكن اعتمادها، وجعل يوم تاسيسها يوما للصحافة العراقية.
ويتساءل طارق حرب: كيف مرّ هذا الاشكال على اسماء صحفية واعلامية عراقية كبيرة، ورضوا بان يكون تأسيس (زوراء) عيدا للصحافة العراقية.
وردّ استاذ الصحافة في كلية الاعلام بجامعة بغداد الدكتور كاظم المقدادي بقوة على تصريحات طارق حرب، وعدّها تدخلا منه في شأن صحفي غير معني به، مؤكدا ان العراق كان جزءّ من الدولة العثمانية، وان الجريدة قد صدرت على ارض عراقية، وعمل فيها خيرة الصحفيين العراقيين.
واشار المقدادي الى حادثة تاريخية تعود الى عام 1994 عندما كان في احتفالية لتاسيس جريدة (زوراء) وكان المحتفلون قد كتبوا اسم الزوراء وليس (زوراء) فقام بتنبيههم، وقد اراد من سرد هذه الحادثة القول بان ليس طارق حرب من اكتشف بانها (زوراء) بغير الـ التعريف.
ويرى المقدادي ان جريدة الاهرام المصرية التي صدرت بعد (زوراء) بسنوات مازالت مستمرة بالصدور، بل اضحت مؤسسة كبيرة تضاهي كبريات الصحف العالمية، الا ان (زوراء) لم تستمر، وان صدورها لسنوات في عهد النظام السابق لم يكن كافيا، إذ كانت جريدة بائسة. وان هذا الانقطاع الصحفي، وعدم معرفة الاجيال الجديدة به هو من جعل البعض يتصدى لتاريخ الصحافة العراقية من غير اهلها.
الى ذلك أوضح معاون عميد كلية الاعلام بجامعة بغداد الدكتور عمار طاهر ان جريدة (زوراء) صدرت في بغداد وكنت موجهة الى الجمهور العراقي، وكانت تنشر فرمانات الباب العالي الموجهة الى الولاة العثمانيين في الدول التابعة لها ومنها العراق، وقد نبّأت (زوراء) بظهور الصحافة في العراق.