ما يميز عفيفة اسكندر عن زميلاتها من المطربات العراقيات شغفها بالأدب العربي وحفظها لأشعار الغزل، وحرصها على وجود مكتبة خاصة في بيتها أنى ارتحلت أو تنقلت من دار الى أخرى.
رغم خطوط الشيخوخة والكهولة على مظهر هذه السيدة، التي كانت رمزا للجمال والحيوية والغنج في عقود سبقت، إلاّ ان مسحة جمال رصين ما زالت واضحة على وجهها ومحياها، على الرغم من انها تشكو ضعف البصر والسقم والالام، التي اقعدتها الفراش، ومازالت تتمتع بروح الفكاهة والدعابة، تساعدها على ذلك جليستها السيدة أم عيسى، وهي المرأة التي تولت العناية بعفيفة اسكندر، وتقيم معها منذ اكثر من ست سنوات. وتشرف على تطبيبها والعناية بها.
تحرص عفيفة اسكندر، كلما كان ذلك متاحا لها ولقدرتها على الحركة، على تحية نهر دجلة الخالد كل يوم من شرفة شقتها في الطابق الرابع من عمارة لا يعمل فيها المصعد الكهربائي. وتستعيد خلال تلك الاطلالة العديد من اغنياتها التي تغنت ببغداد ودجلة وأهلها، فتحيي صورا ومراحل وشخصيات وذكريات تعبر في ذاكرتها، كما تمر مويجات الماء منذ دهور في دجلة قرين بغداد والعراق.
عرف عن عفيفة المولودة عام 1921 خلال الخمسينات استضافتها اسبوعيا رهطا من اعلام البلد من السياسيين والشعراء والادباء، فضلا عن الموسيقيين في بيتها الانيق بمنطقة المسبح ببغداد، الذي تحول الى صالون ثقافي فني ادبي. وتذكر عفيفة اسكندر أو (عفاوي)، كما تحب أن تكنى، ان العلامة اللغوي مصطفى جواد وزميله جعفر الخليلي كانا من رواد صالونها الفني الادبي، وكانا يختاران لها القصائد لغنائها، ويصوبان قراءتها للاشعار استعدادا لحفلتها الغنائية الاسبوعية، التي كانت تبث من الاذاعة العراقية مساء كل يوم اثنين.
وتستذكر الفنانة عفيفة اسكندر وهي على فراش المرض أنها أعادت تأسيس مكتبتها كلما تعرضت لنكسة او أزمة. وتشكو من ان البعض استهدف كتبها العزيزة وخصوصا دواوين الشعراء ومنهم العباس بن الأحنف، كيف لا وقد غنت العديد من قصائده والتي جرت فيما بعد على لسان محبي غنائها مثل:
بلغي ياريحُ عنا أهلَ بغداد السلاما
بأبي من حرم النوم على عيني وناما
بأبي من أضرم القلب اشتياقا وهياما
فقضى الله علينا ان شحطنا وأقاما
اذكري من ليس ينساك ولاقى الحماما
ان من نام لعمري يحسب الناس نياما
*** *** ***
يا عسلي يا سكري يـا درّتـي يـا ذَهـبي
لـكم فـاقـتسمي وانتبهي صـفـا فــؤادي
الكرب لي فــي واردات كـيف يطيب العيش
من حاسد يَـقذفنا مــشـارف لـلـكذب
واصطبري لـوصـلنا وارتقبي لا تـجزعي
فــإن أتـتـكم رسـلي فـاسـتمعي واقتربي
إن خـفتِ أن يـفطن بي مـنكم رقيب فاكتبي
بالله يا سيدتي لا تغضبي من غضبي
تقول عفيفة ان أمها اليونانية (ماريكا دمتري) كانت المشجع الأول لها. ففقد كانت مغنية وتجيد العزف على أربع آلات موسيقية، وكانت تضغط على الطفلة "عفيفة" لتتعلم القراءة والموسيقى، وانها أهدتها عودا صغيرا لتتقن العزف عليه.
وتستذكر عفيفة اسكندر انها تزوجت في سن الثانية عشرة من عراقي أرمني يدعى "اسكندر اصطفيان" وهو عازف وفنان وكان عمره عندما تزوجا نحو الخمسين عاما، مَثّل لها الأستاذ الأول، وكان حنوا عليها ومنه أخذت لقب "اسكندر".
وتكشف اسكندر خلال الحوار معها كيف ان الكاتب السوداني الراحل الطيب صالح حين كان يعمل في (هيئة الاذاعة البريطانية) اختارها من بين المغنيات العربيات لتؤدي نماذج من الشعر العباسي والاندلسي للمستمعين العرب.
تعرف عفيفة اسكندر عدة لغات هي الانكليزية والفرنسية والالمانية والتركية. وقد زارت العديد من دول العالم ومكثت في بعضها مثل انكلترا وفرنسا وأمريكا ولبنان ومصر.
وتذكر عفيفة تاثير الفنانة سليمة مراد عليها، التي تلقبها بـ"الاستاذة" في التوجه الى الاغنية العراقية البغدادية. وفي معرض مشاكستها قالت: انها تحب ان تكنى بـ(عفاوي) وكان اول من اطلق عليها ذلك هو الفنان الممثل خليل الرفاعي، الذي استملح اسم عفاوي، ووقع موقع هوى في قلب فنانتنا الجميلة.
وكان من رواد صالونها الادبي والفني: نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي، وفائق السامرائي عضو مجلس الامة، والنائب حطاب الخضيري، واكرم أحمد وحسين مردان، وجعفر الخليلي، وابراهيم علي، والمحامي عباس البغدادي، والعلامة الدكتور مصطفى جواد، الذي كان مولعا بفنها وجمالها وكان مستشارها اللغوي وتقرأ له الشعر قبل أن تغنيه، فضلا عن الفنانين: حقي الشبلي، وعبدالله العزاوي، ومحمود شوكة، وصادق الازدي، والمصور آمري سليم، والمصور الراحل حازم باك. وأسماء كثيرة أخرى.
تقول الفنانة ان لها المئات من الاغاني المنوعة، وان اكثر الملحنين الذين تعاملت معهم هم: احمد الخليل، وناظم نعيم، وخزعل مهدي، وياسين الشيخلي، وعباس جميل.
ومن الاغاني التي قدمتها (يا عاقد الحاجبين) و(ياسكري يا عسلي) و(اريد الله يبين حوبتي بيهم) و(ﮔلب.. ﮔلب) و(غبت عني فما الخبر) و(جاني الحلو.. لابس حلو صبحية العيد) و(نم وسادك صدري) و (يايمة انطيلي الدربين انظر حبي واشوفه) و(مسافرين) و(قسما) و(حرﮔت الروح) وغيرها من الاغاني الكثيرة.
رغم خطوط الشيخوخة والكهولة على مظهر هذه السيدة، التي كانت رمزا للجمال والحيوية والغنج في عقود سبقت، إلاّ ان مسحة جمال رصين ما زالت واضحة على وجهها ومحياها، على الرغم من انها تشكو ضعف البصر والسقم والالام، التي اقعدتها الفراش، ومازالت تتمتع بروح الفكاهة والدعابة، تساعدها على ذلك جليستها السيدة أم عيسى، وهي المرأة التي تولت العناية بعفيفة اسكندر، وتقيم معها منذ اكثر من ست سنوات. وتشرف على تطبيبها والعناية بها.
تحرص عفيفة اسكندر، كلما كان ذلك متاحا لها ولقدرتها على الحركة، على تحية نهر دجلة الخالد كل يوم من شرفة شقتها في الطابق الرابع من عمارة لا يعمل فيها المصعد الكهربائي. وتستعيد خلال تلك الاطلالة العديد من اغنياتها التي تغنت ببغداد ودجلة وأهلها، فتحيي صورا ومراحل وشخصيات وذكريات تعبر في ذاكرتها، كما تمر مويجات الماء منذ دهور في دجلة قرين بغداد والعراق.
عرف عن عفيفة المولودة عام 1921 خلال الخمسينات استضافتها اسبوعيا رهطا من اعلام البلد من السياسيين والشعراء والادباء، فضلا عن الموسيقيين في بيتها الانيق بمنطقة المسبح ببغداد، الذي تحول الى صالون ثقافي فني ادبي. وتذكر عفيفة اسكندر أو (عفاوي)، كما تحب أن تكنى، ان العلامة اللغوي مصطفى جواد وزميله جعفر الخليلي كانا من رواد صالونها الفني الادبي، وكانا يختاران لها القصائد لغنائها، ويصوبان قراءتها للاشعار استعدادا لحفلتها الغنائية الاسبوعية، التي كانت تبث من الاذاعة العراقية مساء كل يوم اثنين.
وتستذكر الفنانة عفيفة اسكندر وهي على فراش المرض أنها أعادت تأسيس مكتبتها كلما تعرضت لنكسة او أزمة. وتشكو من ان البعض استهدف كتبها العزيزة وخصوصا دواوين الشعراء ومنهم العباس بن الأحنف، كيف لا وقد غنت العديد من قصائده والتي جرت فيما بعد على لسان محبي غنائها مثل:
بلغي ياريحُ عنا أهلَ بغداد السلاما
بأبي من حرم النوم على عيني وناما
بأبي من أضرم القلب اشتياقا وهياما
فقضى الله علينا ان شحطنا وأقاما
اذكري من ليس ينساك ولاقى الحماما
ان من نام لعمري يحسب الناس نياما
*** *** ***
يا عسلي يا سكري يـا درّتـي يـا ذَهـبي
لـكم فـاقـتسمي وانتبهي صـفـا فــؤادي
الكرب لي فــي واردات كـيف يطيب العيش
من حاسد يَـقذفنا مــشـارف لـلـكذب
واصطبري لـوصـلنا وارتقبي لا تـجزعي
فــإن أتـتـكم رسـلي فـاسـتمعي واقتربي
إن خـفتِ أن يـفطن بي مـنكم رقيب فاكتبي
بالله يا سيدتي لا تغضبي من غضبي
تقول عفيفة ان أمها اليونانية (ماريكا دمتري) كانت المشجع الأول لها. ففقد كانت مغنية وتجيد العزف على أربع آلات موسيقية، وكانت تضغط على الطفلة "عفيفة" لتتعلم القراءة والموسيقى، وانها أهدتها عودا صغيرا لتتقن العزف عليه.
وتستذكر عفيفة اسكندر انها تزوجت في سن الثانية عشرة من عراقي أرمني يدعى "اسكندر اصطفيان" وهو عازف وفنان وكان عمره عندما تزوجا نحو الخمسين عاما، مَثّل لها الأستاذ الأول، وكان حنوا عليها ومنه أخذت لقب "اسكندر".
وتكشف اسكندر خلال الحوار معها كيف ان الكاتب السوداني الراحل الطيب صالح حين كان يعمل في (هيئة الاذاعة البريطانية) اختارها من بين المغنيات العربيات لتؤدي نماذج من الشعر العباسي والاندلسي للمستمعين العرب.
تعرف عفيفة اسكندر عدة لغات هي الانكليزية والفرنسية والالمانية والتركية. وقد زارت العديد من دول العالم ومكثت في بعضها مثل انكلترا وفرنسا وأمريكا ولبنان ومصر.
وتذكر عفيفة تاثير الفنانة سليمة مراد عليها، التي تلقبها بـ"الاستاذة" في التوجه الى الاغنية العراقية البغدادية. وفي معرض مشاكستها قالت: انها تحب ان تكنى بـ(عفاوي) وكان اول من اطلق عليها ذلك هو الفنان الممثل خليل الرفاعي، الذي استملح اسم عفاوي، ووقع موقع هوى في قلب فنانتنا الجميلة.
وكان من رواد صالونها الادبي والفني: نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي، وفائق السامرائي عضو مجلس الامة، والنائب حطاب الخضيري، واكرم أحمد وحسين مردان، وجعفر الخليلي، وابراهيم علي، والمحامي عباس البغدادي، والعلامة الدكتور مصطفى جواد، الذي كان مولعا بفنها وجمالها وكان مستشارها اللغوي وتقرأ له الشعر قبل أن تغنيه، فضلا عن الفنانين: حقي الشبلي، وعبدالله العزاوي، ومحمود شوكة، وصادق الازدي، والمصور آمري سليم، والمصور الراحل حازم باك. وأسماء كثيرة أخرى.
تقول الفنانة ان لها المئات من الاغاني المنوعة، وان اكثر الملحنين الذين تعاملت معهم هم: احمد الخليل، وناظم نعيم، وخزعل مهدي، وياسين الشيخلي، وعباس جميل.
ومن الاغاني التي قدمتها (يا عاقد الحاجبين) و(ياسكري يا عسلي) و(اريد الله يبين حوبتي بيهم) و(ﮔلب.. ﮔلب) و(غبت عني فما الخبر) و(جاني الحلو.. لابس حلو صبحية العيد) و(نم وسادك صدري) و (يايمة انطيلي الدربين انظر حبي واشوفه) و(مسافرين) و(قسما) و(حرﮔت الروح) وغيرها من الاغاني الكثيرة.