يَـتصدّى العراقيون لموجةٍ جديدة من العنف الذي بَـدا من خلال أحدث هجوم نُـفّذ الاثنين أنه يستهدفُ بشكلٍ واضحٍ إعادةَ البلاد إلى التوترات الطائفية التي تؤكدُ جميعُ الأطراف الرغبةَ في طيّ صفحتها إلى الأبد.
التفجيرُ الانتحاري الذي وقع أمام ديوان الوقف الشيعي في وسط بغداد أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين الأبرياء وأعقَبهُ بعد ساعات هجومٌ آخر ضد ديوان الوقف السني دون أن يسفر عن وقوع ضحايا. وفيما لم تعلن أي جهة حتى عصر الثلاثاء المسؤولية عن العملية التي نُـفّذت في منطقة باب المعظم بسيارة ملغومة قال مسؤولون أمنيون إنها تحمل بصمات الجناح العراقي لتنظيم القاعدة المعروف باسم (دولة العراق الإسلامية) والذي غالباً ما يستعين بالانتحاريين في هجماته.
وفي حصيلةٍ أُعلنت مساء الاثنين، أُفيد بأن ما لا يقل عن 26 شخصاً لقوا مصرعهم جراء التفجير فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 190، بحسب ما نقلت رويترز عن مصادر أمنية وصحية. وفي مقارنة الحصيلة مع أعداد ضحايا هجمات الفترة الأخيرة، أشارت هذه الوكالة العالمية للأنباء إلى تفجيراتٍ تسببّت الأسبوع الماضي في مقتل 17 شخصاً على الأقل ما أنـهى هدوءاً نسبياً دام عدة أسابيع في بغداد. فيما انفجرت في أواسط نيسان أكثر من 20 قنبلة في مناطق مختلفة من البلاد ما أسفر عن سقوط 36 قتيلا. وأعلنت جماعة (دولة العراق الإسلامية) مسؤوليتها عن تلك الهجمات.
وجاء أحدث هجوم بعدما أثار قرار الوقف الشيعي بتملّك أوقاف مدينة سامراء لاسيما مرقد الإمامين العسكريين استياء قيادات سنية، بحسب ما أشارت إليه التقارير التي تَـوالى بَـثّها يوم الاثنين من بغداد والتي ذكـّرت بأن الهجوم على هذا المرقد عام 2006 تسبّب باشتعال صراع طائفي قتل فيه عشرات الآلاف في العامين التاليين.
وأشار نائب رئيس الوقف الشيعي الشيخ سامي المسعودي في تصريحاتٍ لوكالة فرانس برس للأنباء إلى تهديدات وصلت قبل أيام من تنفيذ الهجوم، مضيفاً "نحن لا نتهم أحداً وندعو الشارع العراقي وخصوصاً أبناء الطائفة إلى وأد الفتنة لأن هناك مخططاً لإشعال حرب أهلية بين أبناء الشعب وهناك قوى تريد أن تفرّق بين المذاهب في العراق"، على حد تعبيره.
واتـفقَ الناطق باسم الوقف السني فارس المهداوي مع هذا الرأي بقوله إن "هذه العمليات الجبانة والمتطرفة تحاول أن تبث الفرقة وهناك جهات تحاول أن تقوم بأعمال مماثلة لخلق الفتنة، لكننا لن نسمح لهم بتحقيق أحلامهم"، مشيراً إلى ما وصفها بـ"أيدٍ قذرة تحاول أن تعيد البلاد إلى الوراء"، بحسب ما نقلت عنه فرانس برس.
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في إدانته الهجوم "نؤكد أن هذه الجرائم البشعة ستفشل في زرع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي ولن تزيدنا إلا عزماً على محاربة الإرهاب ولن تثنينا عن التصدي لمشاريع الفتنة وتمزيق وحدة الصف، وما جريمة تعرّض ديوان الوقف السني إلى اعتداء إرهابي في وقت لاحق إلا دليل على أن هناك جهة واحدة تحاول إذكاء الفتنة"، بحسب تعبير البيان المنشور على الموقع الإلكتروني لرئيس الحكومة العراقية.
عـنفُ الاثنين تزامَن مع دخول الأزمة السياسية مرحلة جديدة من التصعيد مع دعوة التيار الصدري وكتلة العراقية المالكي إلى الاستقالة. وفي تغطيتها لتفاصيل التفجير الانتحاري، ربَـطت عدة تقارير إعلامية غربية الاعتداء باحتقانات المشهد السياسي العراقي.
صحيفةُ (وول ستريت جورنال) Wall Street Journal الأميركية ذكرت الثلاثاء في تقريرها المنشور تحت عنوان "قنبلة بغداد المميتة تشعل الانقسامات العراقية" أن الهجوم الانتحاري الأكثر دموية في العراق منذ أشهر "أثار توترات وسط حملة سياسية لإطاحة رئيس الوزراء"، مشيرةً إلى الدعوات الأخيرة للتصويت على سحب الثقة عن حكومته في البرلمان.
وقالت الصحيفة إن "الأزمة السياسية الطاحنة استَنفدت العراق منذ انتهاء المهمة العسكرية الأميركية في كانون الأول الماضي وأثارت التوترات الطائفية والمخاوف من تفاقم تدهور الوضع الأمني"، مضيفةً أن الأزمة بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة مع انضمام شركاء المالكي في التحالف السياسي إلى معارضيه في الحملة المطالبة بإزاحته عن رئاسة الحكومة، بحسب تعبيرها.
ولمزيدٍ من التحليل، أجريتُ مقابلة مع رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي الذي قال لإذاعة العراق الحر في تعقيبه على ما أورَدَه تقرير الصحيفة الأميركية البارزة في شأن المشهد السياسي الراهن على خلفية تفجير الاثنين إن الأزمة الراهنة "وصلت إلى أصعب المراحل وأكثرها تعقيداً فالخلافات كبيرة جداً وبالتالي توقعنا أن يترافق ذلك مع تصعيد على المستوى الأمني...".
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب الهاشمي عن سؤال آخر عما إذا كانت العملية الديمقراطية التي بدأت بعد إطاحة النظام السابق في عام 2003 لم تستكمل نضوجها بعد.
من جهته، قال محلل الشؤون الأمنية علي الحيدري في ردّه على سؤال عما إذا كان الوضع الأمني الذي بدأ يشهد تحسّناً في الشهور الماضية قد تَـهدّد بهجوم الاثنين إن "الإرهاب تمكّن وسوف يتمكن من تهديد الأمن ما لم توضع ضوابط فنية تكنولوجية قادرة على وقف العمليات الإرهابية...ذلك أننا الآن في مرحلة متوقفة في عملية التطور وهي مرحلة الإعداد البشري التي تم إنجازها. ولكن في الجانب الفني التكنولوجي، أجهزة كشف المتفجرات لا تعمل......".
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أوضح الحيدري لإذاعة العراق الحر أهمية المعدات الفنية المتطورة في كشف محاولات إرهابية قبل تنفيذها. كما أجاب عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بأسباب ترجيح الخبراء والمسؤولين ضلوع الجناح العراقي للقاعدة بتنفيذ التفجير الانتحاري الأخير رغم عدم إعلان هذا التنظيم المسؤولية عنه، والآخر عما إذا كانت الجماعات الإرهابية قادرة على تنفيذ تهديداتها بشنّ هجمات مماثلة أخرى في محاولة لاستغلال الأزمة السياسية وإشعال فتيل فتنة طائفية في البلاد.
التفجيرُ الانتحاري الذي وقع أمام ديوان الوقف الشيعي في وسط بغداد أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين الأبرياء وأعقَبهُ بعد ساعات هجومٌ آخر ضد ديوان الوقف السني دون أن يسفر عن وقوع ضحايا. وفيما لم تعلن أي جهة حتى عصر الثلاثاء المسؤولية عن العملية التي نُـفّذت في منطقة باب المعظم بسيارة ملغومة قال مسؤولون أمنيون إنها تحمل بصمات الجناح العراقي لتنظيم القاعدة المعروف باسم (دولة العراق الإسلامية) والذي غالباً ما يستعين بالانتحاريين في هجماته.
وفي حصيلةٍ أُعلنت مساء الاثنين، أُفيد بأن ما لا يقل عن 26 شخصاً لقوا مصرعهم جراء التفجير فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 190، بحسب ما نقلت رويترز عن مصادر أمنية وصحية. وفي مقارنة الحصيلة مع أعداد ضحايا هجمات الفترة الأخيرة، أشارت هذه الوكالة العالمية للأنباء إلى تفجيراتٍ تسببّت الأسبوع الماضي في مقتل 17 شخصاً على الأقل ما أنـهى هدوءاً نسبياً دام عدة أسابيع في بغداد. فيما انفجرت في أواسط نيسان أكثر من 20 قنبلة في مناطق مختلفة من البلاد ما أسفر عن سقوط 36 قتيلا. وأعلنت جماعة (دولة العراق الإسلامية) مسؤوليتها عن تلك الهجمات.
وجاء أحدث هجوم بعدما أثار قرار الوقف الشيعي بتملّك أوقاف مدينة سامراء لاسيما مرقد الإمامين العسكريين استياء قيادات سنية، بحسب ما أشارت إليه التقارير التي تَـوالى بَـثّها يوم الاثنين من بغداد والتي ذكـّرت بأن الهجوم على هذا المرقد عام 2006 تسبّب باشتعال صراع طائفي قتل فيه عشرات الآلاف في العامين التاليين.
وأشار نائب رئيس الوقف الشيعي الشيخ سامي المسعودي في تصريحاتٍ لوكالة فرانس برس للأنباء إلى تهديدات وصلت قبل أيام من تنفيذ الهجوم، مضيفاً "نحن لا نتهم أحداً وندعو الشارع العراقي وخصوصاً أبناء الطائفة إلى وأد الفتنة لأن هناك مخططاً لإشعال حرب أهلية بين أبناء الشعب وهناك قوى تريد أن تفرّق بين المذاهب في العراق"، على حد تعبيره.
واتـفقَ الناطق باسم الوقف السني فارس المهداوي مع هذا الرأي بقوله إن "هذه العمليات الجبانة والمتطرفة تحاول أن تبث الفرقة وهناك جهات تحاول أن تقوم بأعمال مماثلة لخلق الفتنة، لكننا لن نسمح لهم بتحقيق أحلامهم"، مشيراً إلى ما وصفها بـ"أيدٍ قذرة تحاول أن تعيد البلاد إلى الوراء"، بحسب ما نقلت عنه فرانس برس.
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في إدانته الهجوم "نؤكد أن هذه الجرائم البشعة ستفشل في زرع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي ولن تزيدنا إلا عزماً على محاربة الإرهاب ولن تثنينا عن التصدي لمشاريع الفتنة وتمزيق وحدة الصف، وما جريمة تعرّض ديوان الوقف السني إلى اعتداء إرهابي في وقت لاحق إلا دليل على أن هناك جهة واحدة تحاول إذكاء الفتنة"، بحسب تعبير البيان المنشور على الموقع الإلكتروني لرئيس الحكومة العراقية.
عـنفُ الاثنين تزامَن مع دخول الأزمة السياسية مرحلة جديدة من التصعيد مع دعوة التيار الصدري وكتلة العراقية المالكي إلى الاستقالة. وفي تغطيتها لتفاصيل التفجير الانتحاري، ربَـطت عدة تقارير إعلامية غربية الاعتداء باحتقانات المشهد السياسي العراقي.
صحيفةُ (وول ستريت جورنال) Wall Street Journal الأميركية ذكرت الثلاثاء في تقريرها المنشور تحت عنوان "قنبلة بغداد المميتة تشعل الانقسامات العراقية" أن الهجوم الانتحاري الأكثر دموية في العراق منذ أشهر "أثار توترات وسط حملة سياسية لإطاحة رئيس الوزراء"، مشيرةً إلى الدعوات الأخيرة للتصويت على سحب الثقة عن حكومته في البرلمان.
وقالت الصحيفة إن "الأزمة السياسية الطاحنة استَنفدت العراق منذ انتهاء المهمة العسكرية الأميركية في كانون الأول الماضي وأثارت التوترات الطائفية والمخاوف من تفاقم تدهور الوضع الأمني"، مضيفةً أن الأزمة بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة مع انضمام شركاء المالكي في التحالف السياسي إلى معارضيه في الحملة المطالبة بإزاحته عن رئاسة الحكومة، بحسب تعبيرها.
ولمزيدٍ من التحليل، أجريتُ مقابلة مع رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي الذي قال لإذاعة العراق الحر في تعقيبه على ما أورَدَه تقرير الصحيفة الأميركية البارزة في شأن المشهد السياسي الراهن على خلفية تفجير الاثنين إن الأزمة الراهنة "وصلت إلى أصعب المراحل وأكثرها تعقيداً فالخلافات كبيرة جداً وبالتالي توقعنا أن يترافق ذلك مع تصعيد على المستوى الأمني...".
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب الهاشمي عن سؤال آخر عما إذا كانت العملية الديمقراطية التي بدأت بعد إطاحة النظام السابق في عام 2003 لم تستكمل نضوجها بعد.
من جهته، قال محلل الشؤون الأمنية علي الحيدري في ردّه على سؤال عما إذا كان الوضع الأمني الذي بدأ يشهد تحسّناً في الشهور الماضية قد تَـهدّد بهجوم الاثنين إن "الإرهاب تمكّن وسوف يتمكن من تهديد الأمن ما لم توضع ضوابط فنية تكنولوجية قادرة على وقف العمليات الإرهابية...ذلك أننا الآن في مرحلة متوقفة في عملية التطور وهي مرحلة الإعداد البشري التي تم إنجازها. ولكن في الجانب الفني التكنولوجي، أجهزة كشف المتفجرات لا تعمل......".
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أوضح الحيدري لإذاعة العراق الحر أهمية المعدات الفنية المتطورة في كشف محاولات إرهابية قبل تنفيذها. كما أجاب عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بأسباب ترجيح الخبراء والمسؤولين ضلوع الجناح العراقي للقاعدة بتنفيذ التفجير الانتحاري الأخير رغم عدم إعلان هذا التنظيم المسؤولية عنه، والآخر عما إذا كانت الجماعات الإرهابية قادرة على تنفيذ تهديداتها بشنّ هجمات مماثلة أخرى في محاولة لاستغلال الأزمة السياسية وإشعال فتيل فتنة طائفية في البلاد.