يدين غانم حداد لمؤسس معهد الموسيقى الشريف محي الدين حيدر بالفضل الكبير في ارساء مدرسة موسيقية عراقية حمل لواءها عدد من روادها منهم الموسيقار والعازف المميز حداد، الذي رحل قبل ايام في عمان، عن عمر ناهز السابعة والثمانين. وبوفاته يرحل آخر تلاميذ الشريف حيدر. وقد احتفظ بأسرار أستاذه الفنية وخصوصياته، وطرق تدريبه للموسيقى بشكل عام، ولآلة العود بشكل خاص.
ويستذكر الباحث والموسيقي باسم حنا بطرس ملامح من شخصية غانم حداد، إذ كتب عنه:
"إسمه الكامل غانم إيليا حداد، من عائلة بسيطة عشقت الموسيقى من حيث لا تدري، سوى أنها وجدت نفسها في بئرٍعميقةٍ، مكتنزة بالصوت العذب والنغم الجميل. كلُّ "صوتٍ بابتهاج" ينتشر في جنبات الدار البغدادية البسيطة، التي كانت تسكنها هذه العائلة بكامل أفرادها، وينتشر في أجوائها ملحة العيش الهادئ الحالم.
لكن غانماً، كان الأكثر بين أشقائه بريقاً في لمَعانٍ هادئ. بريقه تمثَّل في أناقة الهندام، وسامة الوجه، رشاقة القَوام، ملاحة المعشر، عفوية البساطة والتواضع. إنه الإبتسامة الدائمة.
ترجم كل هذه الملامح عبر النغمات الشفافة الواضحة التي تترنم بها أوتار كمانه، ودفق عوده، ووقع إيقاعه على الطبول".
ولم تتغير ملامح شخصية غانم حداد المتصالحة مع الاخرين، وهو يتحدث عن تجربته باسترسال وهدوء مميز خلال الحوار معه، متناولا تاثير الشريف حيدر الذي دعته الحكومة العراقية عام 1936 لتاسيس معهد الموسيقى، على عدد من تلامذته المبرزين ومنهم جميل بشير، وشقيقه منير، وسلمان شكر، فضلا عن حداد، الذي يتذكر كيف اكتشفوا العلوم الموسيقيّة وأسس العزف على آلتي العود والكمان الشرقي، ما أهلهم ليكونوا فيما بعد المرجع في تكوين نواة موسيقيّة جديدة قائمة على تطوير الفكر الموسيقي الآلي، وترسيخ مادّة تعبيريّة وتقنيّة ثريّة.
قدم الفنان غانم حداد خلال مسيرته الفنية انجازات موسيقية منوعة ومهمة أثرت على جيل من الموسيقيين والفنانين العراقيين والعرب. وقد عرف بتفرد عزفه على العود والكمان، وسجل العديد من تآليفه الموسيقية.
وتحدث حداد خلال الحوار عن مراحل مختلفة من تجربته الحياتية والابداعية، وتوقف عند محطات دراسته في معهد الفنون، الذي تخرج فيه عام 1946 وكيف ولع في عزف العود والكمان الشرقي، ليكون أحد المدرسين الأساسيين في المعهد نفسه فيما بعد. وتطرق الحوار ايضا الى دخول غانم حداد الاذاعة العراقية، وتاسيس فرقتها الموسيقية والغنائية، وتقديم العديد من الاغالني العراقية.
واستعاد غانم حداد مجيء الشيخ علي الدرويش من حلب السورية ليعمل في الاذاعة العراقية، وهو استاذ وفنان موسيقي ضليع بالموشحات، وساهم في ضم العديد من الاصوات الغنائية، التي اشتهرت في ما بعد ومنهم: حمدان الساحر، ووحيدة خليل، وهناء. ويستذكر دراسته في تشيكوسلافاكيا لفترة أتاحت له الاطلاع على التجارب الموسيقية العالمية، ما وسع من رؤيته، وفتح افاقا جديدة في تآليفه اللاحقة.
وحدثنا الفنان غانم حداد عن سعيه لتأسيس تخت شرقي موسيقي هو: خماسي الوتري، مع زملائه الفنانين: روحي الخماش، وحسين قدوري، وسالم حسين، وابراهيم الخليل، إذ قدموا اعمالا موسيقية مميزة داخل العراق وخارجه، ونجحوا في تسجيلها لتكون مقطوعات عراقية خالدة، ومنها مقطوعة "سولاف" التي الفها حداد، ولها وقع خاص في نفسه ما دفعه لاطلاق اسمها على ابنته.
وتعد "سولاف" مقطوعة تمثل حميمية العلاقة بين مكونات الشعب العراقي، القومية والطائفية، حين حمّلها الموسيقار تلك المعاني. ويرى اختصاصيون أن التجانس الموسيقي في «سولاف» بمثابة الهرمون الفقري لشهرة الفنان حداد عراقيا وعربيا.
ويستذكر الباحث والموسيقي باسم حنا بطرس ملامح من شخصية غانم حداد، إذ كتب عنه:
"إسمه الكامل غانم إيليا حداد، من عائلة بسيطة عشقت الموسيقى من حيث لا تدري، سوى أنها وجدت نفسها في بئرٍعميقةٍ، مكتنزة بالصوت العذب والنغم الجميل. كلُّ "صوتٍ بابتهاج" ينتشر في جنبات الدار البغدادية البسيطة، التي كانت تسكنها هذه العائلة بكامل أفرادها، وينتشر في أجوائها ملحة العيش الهادئ الحالم.
لكن غانماً، كان الأكثر بين أشقائه بريقاً في لمَعانٍ هادئ. بريقه تمثَّل في أناقة الهندام، وسامة الوجه، رشاقة القَوام، ملاحة المعشر، عفوية البساطة والتواضع. إنه الإبتسامة الدائمة.
ترجم كل هذه الملامح عبر النغمات الشفافة الواضحة التي تترنم بها أوتار كمانه، ودفق عوده، ووقع إيقاعه على الطبول".
ولم تتغير ملامح شخصية غانم حداد المتصالحة مع الاخرين، وهو يتحدث عن تجربته باسترسال وهدوء مميز خلال الحوار معه، متناولا تاثير الشريف حيدر الذي دعته الحكومة العراقية عام 1936 لتاسيس معهد الموسيقى، على عدد من تلامذته المبرزين ومنهم جميل بشير، وشقيقه منير، وسلمان شكر، فضلا عن حداد، الذي يتذكر كيف اكتشفوا العلوم الموسيقيّة وأسس العزف على آلتي العود والكمان الشرقي، ما أهلهم ليكونوا فيما بعد المرجع في تكوين نواة موسيقيّة جديدة قائمة على تطوير الفكر الموسيقي الآلي، وترسيخ مادّة تعبيريّة وتقنيّة ثريّة.
قدم الفنان غانم حداد خلال مسيرته الفنية انجازات موسيقية منوعة ومهمة أثرت على جيل من الموسيقيين والفنانين العراقيين والعرب. وقد عرف بتفرد عزفه على العود والكمان، وسجل العديد من تآليفه الموسيقية.
وتحدث حداد خلال الحوار عن مراحل مختلفة من تجربته الحياتية والابداعية، وتوقف عند محطات دراسته في معهد الفنون، الذي تخرج فيه عام 1946 وكيف ولع في عزف العود والكمان الشرقي، ليكون أحد المدرسين الأساسيين في المعهد نفسه فيما بعد. وتطرق الحوار ايضا الى دخول غانم حداد الاذاعة العراقية، وتاسيس فرقتها الموسيقية والغنائية، وتقديم العديد من الاغالني العراقية.
واستعاد غانم حداد مجيء الشيخ علي الدرويش من حلب السورية ليعمل في الاذاعة العراقية، وهو استاذ وفنان موسيقي ضليع بالموشحات، وساهم في ضم العديد من الاصوات الغنائية، التي اشتهرت في ما بعد ومنهم: حمدان الساحر، ووحيدة خليل، وهناء. ويستذكر دراسته في تشيكوسلافاكيا لفترة أتاحت له الاطلاع على التجارب الموسيقية العالمية، ما وسع من رؤيته، وفتح افاقا جديدة في تآليفه اللاحقة.
وحدثنا الفنان غانم حداد عن سعيه لتأسيس تخت شرقي موسيقي هو: خماسي الوتري، مع زملائه الفنانين: روحي الخماش، وحسين قدوري، وسالم حسين، وابراهيم الخليل، إذ قدموا اعمالا موسيقية مميزة داخل العراق وخارجه، ونجحوا في تسجيلها لتكون مقطوعات عراقية خالدة، ومنها مقطوعة "سولاف" التي الفها حداد، ولها وقع خاص في نفسه ما دفعه لاطلاق اسمها على ابنته.
وتعد "سولاف" مقطوعة تمثل حميمية العلاقة بين مكونات الشعب العراقي، القومية والطائفية، حين حمّلها الموسيقار تلك المعاني. ويرى اختصاصيون أن التجانس الموسيقي في «سولاف» بمثابة الهرمون الفقري لشهرة الفنان حداد عراقيا وعربيا.