لم يكن المواطنون العراقيون وحدهم من ذاق ويلات العنف الطائفي قبل سنوات، التي استهدفت امنهم وهجرتهم من مناطق سكناهم، بل ان هذا الصراع قد استهدف ايضا الفلسطينيين المقيمين منذ عقود في العراق، إذ تم قتل واختطاف عدد غير قليل منهم، فضلا على تهجيرهم قسرا، فلم يجدوا حلا غير الابتعاد عن المعيشة في الاحياء السكنية واختاروا الصحراء والسكن في خيم بديلا عن رفاهية المنازل، وذلك طمعا في الامان وطمأنينة النفس، ولتجنب مخاطر التهديد والاستهداف المباشر لحياتهم.
الصدفة وحدها قادتني الى مجموعة من الفلسطينيين من سكنة مخيم الوليد عندما كانوا يجرون فحوصات طبية روتينية في نطاق سلسلة الاجراءات الخاصة بالهجرة الى اوربا وامريكا بدعم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
الفلسطينيون تحدثوا عن معاناتهم في مخيم الوليد الصحراوي وكيف فضلوا العيش فيه لانقاذ انفسهم وأسرهم من خطر القتل على يد الجماعات المسلحة.
الفلسطيني جميل احمد محمود ولد في العراق عام 1955 وقد اختارت اسرته العراق ملاذا شأن أسر أخرى من فلسطينيي عام 1948 .
قضى محمود سني عمره في بغداد وكان يسكن في منطقة البلديات قبل ان تهجره الجماعات المسلحة، وقد انقذته القوات الامريكية كما انقذت عوائل فلسطينية عديدة من القتل على يد المسلحين، لينتقل الى مخيم الوليد مع فلسطينيين آخرين، يعيشون حاليا في ظروف صعبة بعد ان تقلصت المساعدات، وتم سحب الاطباء بعد غلق العيادة الطبية هناك، وقطعت عنهم الحصة التموينية بقرار من الحكومة، تمهيدا لغلق المخيم. ويؤكد محمود ان ابناء الفلسطينيين في مخيم الوليد حرموا من الدراسة ويعيشون في اوضاع نفسية سيئة.
الشاب مصطفى (23 عاما) يعيش في مخيم الوليد منذ ست سنوات يقضي معظم وقته في ممارسة لعبة كرة القدم مع اصدقائه. يجهل مستقبله وعبر عن المه لعدم تمكنه من مواصله دراسته.
اما الفلسطيني فهد العطاونة فيعيش مع افراد أسرته في مخيم الوليد منذ ست سنوات كان يسكن في شارع حيفا "في نعيم وعيش رغيد"، تحدث عن ظروف قاطني المخيم وسط غبار الصحراء والحشرات المميتة وفي ظل انعدام ابسط مقومات الحياة، وان أقرب مركز صحي يبعد عن المخيم نحو 170 كلم.
وتحدثت احدى نساء مخيم الوليد عن ظروف الحياة فيه، وكيف ان ابناءها قد حرموا من التعليم. وشكت ام خالد من امراض مزمنة عديدة تهدد حياتها، وناشدت الحكومة العراقية تسهيل اخراجهم من العراق عبر مفوضية اللاجئين من اجل مستقبل ابنائهم.
ويؤكد الفلسطيني جميل احمد محمود انه منذ الزيارة الاخيرة للوفد البرلماني لهم بدأت اجراءات هجرتهم مجددا من قبل المفوضية السامية للاجئين، ويرفض محمود بشدة العودة الى بغداد في حال فشلت مساعي الهجرة. كما ترفض أسر فلسطينية تسكن مخيم الوليد العودة الى بغداد، ويجد هؤلاء صعوبة في العودة الى فلسطين فهم لايملكون سوى هوية احوال خاصة بهم.
يشار الى ان مخيم الوليد يقع قرب نقطة التنف على الحدود العراقية السورية. وقد ظهر المخيم بعد هروب اللاجئين الفلسطينيين من بغداد بعد عام 2003 باتجاه الحدود السورية لكنه لم يسمح لهم بدخولها. ويضم المخيم أكثر من 450 لاجئا من فلسطين وعرب الاحواز وأكراد إيران، وقررت الحكومة العراقية اخلائه ونقل سكانه الى بغداد للاقامة في اماكن لم تحدد بعد.
وتتولى وزارة الهجرة والمهجرين متابعة ايواء هؤلاء. وأكد وكيل الوزارة سلام الخفاجي ان فرع الوزارة في الانبار يزورهم بصورة مستمرة ويقف عند مشاكلهم وتقديم المساعدات لهم ويتم تشجيعهم حاليا على العودة الى بغداد بدلا من اقامتهم في مكان لاتتوفر فيه شروط المعيشة.
ويؤكد الاعرجي ان قرارا صدر يقضي بنقلهم الى بغداد والى محافظتي الانبار والموصل بالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لكن سكان المخيم يخشون العودة الى بغداد بسبب ما عانوه من مشاكل امنية على يد مسلحين ويفضلون البقاء في المخيم على الرغم من ظروفه القاسية.
وترى عضوة لجنة المهجرين والمرحلين البرلمانية النائبة كريمة الجواري ان سكان مخيم الوليد من الفلسطينيين والاكراد الايرانيين مشمولون باتفاقية جنيف الرابعة، وان لم يكن العراق موقعا عليها، لكن العرف السائد ان الاتفاقية تسري على جميع الدول.
وكشفت الجواري تعرض سكان المخيم منذ سقوط النظام الى انتهاكات من قبل الحكومة ومن مواطنين عراقيين عندما كانوا يعيشون في بغداد، والان تحاول وزارة الداخلية اعادتهم الى بغداد رغم المخاطر المحدقة بهم.
وكان مجلس النواب شكل لجنة برلمانية تضم اعضاء من لجان حقوق الانسان والامن والدفاع والمهجرين والمرحلين، وقد زارت مخيم الوليد واطلعت على احوال ساكنيه واستمعت الى طروحاتهم وخرجت احدى توصياتها بضرورة الاسراع بترحيلهم الى خارج العراق انسجاما مع مطالبهم.
وتؤكد الجواري ان لجنة المهجرين والمرحلين في اتصال مستمر مع المفوضية السامية شؤون اللاجئين لتسهيل هجرة سكان مخيم الوليد وانقاذهم من الظروف المعيشية الصعبة التي يحيوها في المعسكر.
الصدفة وحدها قادتني الى مجموعة من الفلسطينيين من سكنة مخيم الوليد عندما كانوا يجرون فحوصات طبية روتينية في نطاق سلسلة الاجراءات الخاصة بالهجرة الى اوربا وامريكا بدعم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
الفلسطينيون تحدثوا عن معاناتهم في مخيم الوليد الصحراوي وكيف فضلوا العيش فيه لانقاذ انفسهم وأسرهم من خطر القتل على يد الجماعات المسلحة.
الفلسطيني جميل احمد محمود ولد في العراق عام 1955 وقد اختارت اسرته العراق ملاذا شأن أسر أخرى من فلسطينيي عام 1948 .
قضى محمود سني عمره في بغداد وكان يسكن في منطقة البلديات قبل ان تهجره الجماعات المسلحة، وقد انقذته القوات الامريكية كما انقذت عوائل فلسطينية عديدة من القتل على يد المسلحين، لينتقل الى مخيم الوليد مع فلسطينيين آخرين، يعيشون حاليا في ظروف صعبة بعد ان تقلصت المساعدات، وتم سحب الاطباء بعد غلق العيادة الطبية هناك، وقطعت عنهم الحصة التموينية بقرار من الحكومة، تمهيدا لغلق المخيم. ويؤكد محمود ان ابناء الفلسطينيين في مخيم الوليد حرموا من الدراسة ويعيشون في اوضاع نفسية سيئة.
الشاب مصطفى (23 عاما) يعيش في مخيم الوليد منذ ست سنوات يقضي معظم وقته في ممارسة لعبة كرة القدم مع اصدقائه. يجهل مستقبله وعبر عن المه لعدم تمكنه من مواصله دراسته.
اما الفلسطيني فهد العطاونة فيعيش مع افراد أسرته في مخيم الوليد منذ ست سنوات كان يسكن في شارع حيفا "في نعيم وعيش رغيد"، تحدث عن ظروف قاطني المخيم وسط غبار الصحراء والحشرات المميتة وفي ظل انعدام ابسط مقومات الحياة، وان أقرب مركز صحي يبعد عن المخيم نحو 170 كلم.
وتحدثت احدى نساء مخيم الوليد عن ظروف الحياة فيه، وكيف ان ابناءها قد حرموا من التعليم. وشكت ام خالد من امراض مزمنة عديدة تهدد حياتها، وناشدت الحكومة العراقية تسهيل اخراجهم من العراق عبر مفوضية اللاجئين من اجل مستقبل ابنائهم.
ويؤكد الفلسطيني جميل احمد محمود انه منذ الزيارة الاخيرة للوفد البرلماني لهم بدأت اجراءات هجرتهم مجددا من قبل المفوضية السامية للاجئين، ويرفض محمود بشدة العودة الى بغداد في حال فشلت مساعي الهجرة. كما ترفض أسر فلسطينية تسكن مخيم الوليد العودة الى بغداد، ويجد هؤلاء صعوبة في العودة الى فلسطين فهم لايملكون سوى هوية احوال خاصة بهم.
يشار الى ان مخيم الوليد يقع قرب نقطة التنف على الحدود العراقية السورية. وقد ظهر المخيم بعد هروب اللاجئين الفلسطينيين من بغداد بعد عام 2003 باتجاه الحدود السورية لكنه لم يسمح لهم بدخولها. ويضم المخيم أكثر من 450 لاجئا من فلسطين وعرب الاحواز وأكراد إيران، وقررت الحكومة العراقية اخلائه ونقل سكانه الى بغداد للاقامة في اماكن لم تحدد بعد.
وتتولى وزارة الهجرة والمهجرين متابعة ايواء هؤلاء. وأكد وكيل الوزارة سلام الخفاجي ان فرع الوزارة في الانبار يزورهم بصورة مستمرة ويقف عند مشاكلهم وتقديم المساعدات لهم ويتم تشجيعهم حاليا على العودة الى بغداد بدلا من اقامتهم في مكان لاتتوفر فيه شروط المعيشة.
ويؤكد الاعرجي ان قرارا صدر يقضي بنقلهم الى بغداد والى محافظتي الانبار والموصل بالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لكن سكان المخيم يخشون العودة الى بغداد بسبب ما عانوه من مشاكل امنية على يد مسلحين ويفضلون البقاء في المخيم على الرغم من ظروفه القاسية.
وترى عضوة لجنة المهجرين والمرحلين البرلمانية النائبة كريمة الجواري ان سكان مخيم الوليد من الفلسطينيين والاكراد الايرانيين مشمولون باتفاقية جنيف الرابعة، وان لم يكن العراق موقعا عليها، لكن العرف السائد ان الاتفاقية تسري على جميع الدول.
وكشفت الجواري تعرض سكان المخيم منذ سقوط النظام الى انتهاكات من قبل الحكومة ومن مواطنين عراقيين عندما كانوا يعيشون في بغداد، والان تحاول وزارة الداخلية اعادتهم الى بغداد رغم المخاطر المحدقة بهم.
وكان مجلس النواب شكل لجنة برلمانية تضم اعضاء من لجان حقوق الانسان والامن والدفاع والمهجرين والمرحلين، وقد زارت مخيم الوليد واطلعت على احوال ساكنيه واستمعت الى طروحاتهم وخرجت احدى توصياتها بضرورة الاسراع بترحيلهم الى خارج العراق انسجاما مع مطالبهم.
وتؤكد الجواري ان لجنة المهجرين والمرحلين في اتصال مستمر مع المفوضية السامية شؤون اللاجئين لتسهيل هجرة سكان مخيم الوليد وانقاذهم من الظروف المعيشية الصعبة التي يحيوها في المعسكر.