سَـلّّـطـَتْ وكالةُ أنباء عالمية الضوءَ مجدداً على دور تركيا الإقليمي الذي ما انـفكّ يستأثر باهتمام باحثين ومحللين منذ أن أعادَت أنقرة توجيهَ مسارِها الإستراتيجي خلال السنوات الماضية. واعتـَبر خبراء أن حكومة حزب العدالة والتنمية التي جاءت إلى السلطة في عام 2002 لم تُـعِد توجيهَ المسار بقدر ما عـادَت بالأحرى إلى حاضنتها الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط بعد عقودٍ من الطموحات السياسية والاقتصادية التي لم تفلح حتى في قبول انضمامها إلى العضوية الكاملة للاتحاد الأوروبي.
التحليلُ الذي بـثّته وكالة رويترز للأنباء من أنقرة الجمعة بقلم جوناثان بيرتش Jonathon Burch تناولَ خلافات أنقرة الأخيرة مع بغداد باعتبارها جزءاً من صراع أوسع على النفوذ في المنطقة يضعُها في مواجهة إيران بالتحالف مع دول الخليج العربية.
وفي إشارته إلى عامليْن اثنين مؤثِريْن هما تداعيات الربيع العربي والانسحاب العسكري الأميركي من العراق، ذكر التحليل أنهما أرغما أنقرة على إجراء تعديلات صعبة في سياساتها من خلال التخلي عن تحالفات قديمة وتشكيل أخرى جديدة ما دفعَها إلى الدخول في لعبةٍ إستراتيجية إقليمية بمواجهة طهران.
وفي هذا الصدد، ينقل التحليل عن الأكاديمي والمعلّق التركي البارز سولي اوزيل Soli Ozel القول إن "الأمر الحاسم حقاً هو الانسحاب الأميركي من العراق لأن ذلك جعل العراق بشكل أساسي ملعباً مفتوحاً بدرجة أكبر أمام الإيرانيين." وأضاف أن تركيا بدأت "تجد نفسها لا محالة وربما دون رغبة منها جزءاً من ألعاب طائفية على عكس الموقف الذي حاولت على نحو دقيق أن تحافظ عليه وهو تساميها عن الطائفية"، بحسب تعبيره.
وللتعقيب على رأي الأكاديمي التركي وما تضمّنه التحليل من تعليقات أخرى، أجريتُ مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري الذي يدرّس مادة (النظام السياسي في تركيا وإيران) والذي قال لإذاعة العراق الحر "إن الولايات المتحدة وظّفت
الطموح التركي في إيجاد دور إقليمي جديد في المنطقة بعد اختفاء وظيفتها السابقة بانهيار الحرب الباردة، وبالتالي فإن واشنطن تحاول توظيف المتغيّر التركي لموازنة ما يسمى بالنفوذ الإيراني في المنطقة الآخذ في التصاعد خصوصاً بعد عملية التغيير في العراق.......".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي أيضاً عن محورين آخرين يتعلق أحدهما بتداعيات الربيع العربي المؤثِرة في سياسة تركيا الإقليمية والتي تمثّلت بشكل خاص في الصراع المتنامي بينها وبين إيران كونهما يقفان على طرفيْ نقيض إزاء الانتفاضة التي تشهدها سوريا منذ نحو خمسة عشر شهراً. أما المحور الثاني فهو الأهمية التي توليها أنقرة للحفاظ على المصالح التجارية المتنامية مع العراق رغم اختلاف مواقفها مع بغداد وبالتحديد فيما يتعلق بأوضاع سوريا المجاورة لكلا الدولتين.
ومما جاء في التحليل الجديد الذي بُـثّ من أنقرة أن "التوتر بين تركيا وإيران تصاعدَ بسبب دعم كلٍ منهما لأحد طرفيْ الصراع السوري وقبول أنقرة استضافة جزء من درع دفاعية صاروخية لحلف شمال الأطلسي تقول الولايات المتحدة إنها موجّهة ضد الجمهورية الإسلامية."
ولم يغفل التحليل الإشارة إلى العلاقات الاقتصادية المتينة التي تربط العراق بتركيا رغم التوترات الأخيرة والتصريحات المتشنجة المتبادَلة بين رئيسيْ وزراء الدولتين نوري المالكي ورجب طيب أردوغان. وفي هذا الصدد، أفادت رويترز في إشارتها إلى ازدهار التبادل التجاري بأن أنقرة باعت سلعاً للعراق بأكثر من ثمانية مليارات دولار العام الماضي مما جعله ثاني أكبر سوق تصديرية لتركيا بعد ألمانيا. فيما أوضحت وزارة المالية التركية أن نحو 70 في المائة من الصادرات إلى العراق تذهب إلى إقليم كردستان. وفي حين برى مراقبون أن بإمكان تركيا أن تتحمل خسارة بعض المشاريع المموّلة من الحكومة في العراق مع توتر العلاقات فمن غير المرجّح أن يعاني التبادل التجاري الـمُزدهر بين الدولتين على الأمد الطويل.
التحليلُ الذي بـثّته وكالة رويترز للأنباء من أنقرة الجمعة بقلم جوناثان بيرتش Jonathon Burch تناولَ خلافات أنقرة الأخيرة مع بغداد باعتبارها جزءاً من صراع أوسع على النفوذ في المنطقة يضعُها في مواجهة إيران بالتحالف مع دول الخليج العربية.
وفي إشارته إلى عامليْن اثنين مؤثِريْن هما تداعيات الربيع العربي والانسحاب العسكري الأميركي من العراق، ذكر التحليل أنهما أرغما أنقرة على إجراء تعديلات صعبة في سياساتها من خلال التخلي عن تحالفات قديمة وتشكيل أخرى جديدة ما دفعَها إلى الدخول في لعبةٍ إستراتيجية إقليمية بمواجهة طهران.
وفي هذا الصدد، ينقل التحليل عن الأكاديمي والمعلّق التركي البارز سولي اوزيل Soli Ozel القول إن "الأمر الحاسم حقاً هو الانسحاب الأميركي من العراق لأن ذلك جعل العراق بشكل أساسي ملعباً مفتوحاً بدرجة أكبر أمام الإيرانيين." وأضاف أن تركيا بدأت "تجد نفسها لا محالة وربما دون رغبة منها جزءاً من ألعاب طائفية على عكس الموقف الذي حاولت على نحو دقيق أن تحافظ عليه وهو تساميها عن الطائفية"، بحسب تعبيره.
وللتعقيب على رأي الأكاديمي التركي وما تضمّنه التحليل من تعليقات أخرى، أجريتُ مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري الذي يدرّس مادة (النظام السياسي في تركيا وإيران) والذي قال لإذاعة العراق الحر "إن الولايات المتحدة وظّفت
الطموح التركي في إيجاد دور إقليمي جديد في المنطقة بعد اختفاء وظيفتها السابقة بانهيار الحرب الباردة، وبالتالي فإن واشنطن تحاول توظيف المتغيّر التركي لموازنة ما يسمى بالنفوذ الإيراني في المنطقة الآخذ في التصاعد خصوصاً بعد عملية التغيير في العراق.......".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي أيضاً عن محورين آخرين يتعلق أحدهما بتداعيات الربيع العربي المؤثِرة في سياسة تركيا الإقليمية والتي تمثّلت بشكل خاص في الصراع المتنامي بينها وبين إيران كونهما يقفان على طرفيْ نقيض إزاء الانتفاضة التي تشهدها سوريا منذ نحو خمسة عشر شهراً. أما المحور الثاني فهو الأهمية التي توليها أنقرة للحفاظ على المصالح التجارية المتنامية مع العراق رغم اختلاف مواقفها مع بغداد وبالتحديد فيما يتعلق بأوضاع سوريا المجاورة لكلا الدولتين.
ومما جاء في التحليل الجديد الذي بُـثّ من أنقرة أن "التوتر بين تركيا وإيران تصاعدَ بسبب دعم كلٍ منهما لأحد طرفيْ الصراع السوري وقبول أنقرة استضافة جزء من درع دفاعية صاروخية لحلف شمال الأطلسي تقول الولايات المتحدة إنها موجّهة ضد الجمهورية الإسلامية."
ولم يغفل التحليل الإشارة إلى العلاقات الاقتصادية المتينة التي تربط العراق بتركيا رغم التوترات الأخيرة والتصريحات المتشنجة المتبادَلة بين رئيسيْ وزراء الدولتين نوري المالكي ورجب طيب أردوغان. وفي هذا الصدد، أفادت رويترز في إشارتها إلى ازدهار التبادل التجاري بأن أنقرة باعت سلعاً للعراق بأكثر من ثمانية مليارات دولار العام الماضي مما جعله ثاني أكبر سوق تصديرية لتركيا بعد ألمانيا. فيما أوضحت وزارة المالية التركية أن نحو 70 في المائة من الصادرات إلى العراق تذهب إلى إقليم كردستان. وفي حين برى مراقبون أن بإمكان تركيا أن تتحمل خسارة بعض المشاريع المموّلة من الحكومة في العراق مع توتر العلاقات فمن غير المرجّح أن يعاني التبادل التجاري الـمُزدهر بين الدولتين على الأمد الطويل.