علمتنا الحياة والسنوات أن الذاكرة تحسن خزنَ الصور والأسماء والأحداث القابعة في عمق الزمن، فيما يشكو سطحُها سرعة تسامي وتطاير إحداثه وإبطالها.
الحوار مع جيل الأجداد والجدات له نكهة خاصة، إذ غالبا ما يكون غنيا بصور وأحداث وشخصيات ومعلومات يندر أن نجدها في كتاب او توثيق.
اللقاء بالسيد "ابو محمد" البغدادي التسعيني العتيد بسدارته العراقية المميزة، في احد شوارع الكرادة عام 2006 كان حافلا بتداعي الصور والوثائق والمعلومات التي وجدتُ من المهم توثيقها ضمن حوار إذاعي اشتمل ذكرياته عن (الكاريات) التي كانت تنقل البغداديين من منطقة الكرخ قرب الجعيفر مرورا بالمنطكة، والعطيفية الى مدينة الكاظمية قرب سوق الاستربادي أمام صحن الكاظمين كمحطة أخيرة، وعن شارع الرشيد الذي كان قيد التنظيم ، وعن الملك فيصل الأول حيث يتذكر ضيفنا انه شاهده وهو معتمر السدارة المعروفة والتي ارتبطت باسمه فأصبحت السدارة الفيصلية، والتي عرقها العراقيون بعد تاسيس الدولة العراقية وكان مصدر توريدها من ايطاليا، وبرع أشخاص بصيانتها وخياطتها فيما بعد، ومنهم ابراهيم السدايري الذي كان محله في سوق السراي.
ولا يغفل ابو محمد الحديث عن أزياء البغداديين من الرجال والنساء، خلال الربع الاول من القرن الماضي، حين لم يكن مألوفا أن تجد في الشارع ( مفرّعا) لا يعتمر عرقجينا، او يشماغا، أو فينة، أو عمامة أو طربوشا ... الخ، كل ٌ حسب موقعه الاجتماعي ومهنته ومنزلته، فللسادة العمامة السوداء والكشيدة الخضراء، ولرجال الدين العمامة البيضاء، وللتجار الكشيدة الصفراء، والعقال واليشماغ والعرقجين تعتمره رؤوس الأوساط المختلفة من أهالي بغداد وعمالها وحرفييها. اذ كان يندر ان تجد رجلا لا يعتمر شيئا على رأسه.
ويذكر البغدادي أبو محمد أن نساء المدينة كنّ يرتدين العباءة والبوشية سنوات العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وأن هذا الأمر شمل حتى المسيحيات لكن عباءاتهن كانت مختلفة بعض الشئ، فهي محلاة بالتطريز أحيانا وتبدو اكثر رونقا من عباءات نظيراتهن المسلمات السوداء.
ويتذكر ضيف برنامج حوارات أن السفور بدا يظهر في الشوارع البغدادية اثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، فصار من القبول والمألوف فيما بعد أن تسفر المرأة وتتواجد في الأماكن العامة.
ويذكر ابو محمد أن الخياط عاصم فليح، احد أشهر خياطي ذلك الزمن خاط له قاطا؛ جاكيت وبنطلون بمبلغ دينارين ونصف شملت القماش والخياطة، وكانت من الدرجة الأولى!
المزيد عن بغداد وأهلها واحوالهم من ذاكرة الكرادي ابو محمد، في الملف الصوتي.
الحوار مع جيل الأجداد والجدات له نكهة خاصة، إذ غالبا ما يكون غنيا بصور وأحداث وشخصيات ومعلومات يندر أن نجدها في كتاب او توثيق.
اللقاء بالسيد "ابو محمد" البغدادي التسعيني العتيد بسدارته العراقية المميزة، في احد شوارع الكرادة عام 2006 كان حافلا بتداعي الصور والوثائق والمعلومات التي وجدتُ من المهم توثيقها ضمن حوار إذاعي اشتمل ذكرياته عن (الكاريات) التي كانت تنقل البغداديين من منطقة الكرخ قرب الجعيفر مرورا بالمنطكة، والعطيفية الى مدينة الكاظمية قرب سوق الاستربادي أمام صحن الكاظمين كمحطة أخيرة، وعن شارع الرشيد الذي كان قيد التنظيم ، وعن الملك فيصل الأول حيث يتذكر ضيفنا انه شاهده وهو معتمر السدارة المعروفة والتي ارتبطت باسمه فأصبحت السدارة الفيصلية، والتي عرقها العراقيون بعد تاسيس الدولة العراقية وكان مصدر توريدها من ايطاليا، وبرع أشخاص بصيانتها وخياطتها فيما بعد، ومنهم ابراهيم السدايري الذي كان محله في سوق السراي.
ولا يغفل ابو محمد الحديث عن أزياء البغداديين من الرجال والنساء، خلال الربع الاول من القرن الماضي، حين لم يكن مألوفا أن تجد في الشارع ( مفرّعا) لا يعتمر عرقجينا، او يشماغا، أو فينة، أو عمامة أو طربوشا ... الخ، كل ٌ حسب موقعه الاجتماعي ومهنته ومنزلته، فللسادة العمامة السوداء والكشيدة الخضراء، ولرجال الدين العمامة البيضاء، وللتجار الكشيدة الصفراء، والعقال واليشماغ والعرقجين تعتمره رؤوس الأوساط المختلفة من أهالي بغداد وعمالها وحرفييها. اذ كان يندر ان تجد رجلا لا يعتمر شيئا على رأسه.
ويذكر البغدادي أبو محمد أن نساء المدينة كنّ يرتدين العباءة والبوشية سنوات العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وأن هذا الأمر شمل حتى المسيحيات لكن عباءاتهن كانت مختلفة بعض الشئ، فهي محلاة بالتطريز أحيانا وتبدو اكثر رونقا من عباءات نظيراتهن المسلمات السوداء.
ويتذكر ضيف برنامج حوارات أن السفور بدا يظهر في الشوارع البغدادية اثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، فصار من القبول والمألوف فيما بعد أن تسفر المرأة وتتواجد في الأماكن العامة.
ويذكر ابو محمد أن الخياط عاصم فليح، احد أشهر خياطي ذلك الزمن خاط له قاطا؛ جاكيت وبنطلون بمبلغ دينارين ونصف شملت القماش والخياطة، وكانت من الدرجة الأولى!
المزيد عن بغداد وأهلها واحوالهم من ذاكرة الكرادي ابو محمد، في الملف الصوتي.