لم تمضِ ساعات على أحدث نداء دولي للالتزام بوقف النار في سوريا حتى أفادت الأنباء بمقتل أكثر من عشرين شخصاً الثلاثاء في أعمال العنف المتواصلة.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد مجدداً أهمية تعاون الحكومة السورية والمعارضة المسلحة على حد سواء مع مهمة حفظ السلام الدولية التي تَـقرّر بموجبها نشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة لدعم اتفاق وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان.
لكن نشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان أفادوا بأن الساعات الماضية شهدت مقتل عشرة مدنيين جراء سقوط قذائف هاون أطلقتها القوات النظامية في إدلب إضافةً إلى مقتل 12 جندياً على الأقل باشتباك عنيف مع معارضين مسلحين خارج قاعدة عسكرية في دير الزور الثلاثاء.
وكان عشرات آخرون قتلوا أو أصيبوا في الأيام السابقة بسلسلةِ تفجيراتٍ متفرقة. وقال بيان صحفي لمكتب الأمين العام للأمم المتحدة إن بان يدين "التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مدينتي إدلب ودمشق الاثنين وفي 27 نيسان وقتلت وأصابت عشرات الأشخاص." وأضاف البيان أن الأمين العام لاحظَ تحسّناً "في المناطق التي انتشر بها مراقبو الأمم المتحدة لكنه لا يزال يشعر بقلق بالغ بسبب تقارير عن استمرار العنف والقتل والانتهاكات في سوريا في الأيام الأخيرة".
وفي تقريرٍ عن التفجيرات الأخيرة التي استهدفت مكاتب الأمن وغيرها من رموز الدولة مثل البنك المركزي، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أنها أثارت "مجموعة من النظريات بما في ذلك أن بعضها قد يكون من فعل رجال الأمن بهدف تشويه سمعة المتمردين أو أنها تشير إلى بروز إسلاميين سوريين مرتبطين بتنظيم القاعدة الذين لا شك في خبرتهم بعد سنوات من النشاط عبر الحدود في العراق".
لكن التقرير أضافَ أنه "انطلاقاً من علمهم بأن الرئيس السوري يصوّر معارضيه على مدى 14 شهرا ماضية بأنهم إرهابيون ونظراً لحرصهم على الحفاظ على الدعم الغربي والعربي فإن عدة مقاتلين متمردين ذكروا لرويترز أن تفجيراتهم على عكس تنظيم القاعدة تستهدف أهدافا عسكرية ولا تستهدف المدنيين على الإطلاق."
وأشارت هذه الوكالة العالمية للأنباء إلى أن "بعض المهارات المتعلقة بالتفجيرات ربما تكون قد استوحيت من المقاتلين الذين شاركوا بالتمرد في العراق المجاور ضد قوات الاحتلال الأميركية." ونقلت عن المحلل جوزيف هوليداي Joseph Holliday من (معهد دراسة الحرب) ومقره الولايات المتحدة القول "ليس هناك شك في أن الكثير من السوريين قاتلوا مع عناصر تنظيم القاعدة في العراق ومن المرجح أن العديد من المتمردين اليوم تعلموا المهارات الخاصة بالتفجيرات من القتال هناك." لكن هوليداي اعتبر أنه "لا يزال من غير الممكن استبعاد قيام الحكومة بتدبير على الأقل بعض من تلك الهجمات ولا سيما تلك التي أعقبها بثّ لقطات على شاشة التلفزيون الحكومي لمدنيين مخضبين بالدماء ينددون بالمتمردين ويصفونهم بأنهم إرهابيون".
في غضون ذلك، لا تلوح في الأفق بوادر أي تحرك دولي منسّق لوقف العنف في غياب التوافق اللازم لجميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إصدارِ قرارٍ ملزم لا يعرقلُه تصويت النقض (الفيتو) من روسيا أو الصين. فيما اكتفت هاتان القوتان على ما يبدو بالانضمام إلى بقية الأطراف في إصدار التصريحات الداعمة لخطة وقف النار التي اقترحها مبعوث السلام الدولي- العربي كوفي أنان.
وفي تحليله لتطورات الأيام الأخيرة، وصف الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان المشهد الحالي بأنه "معقد جداً". وأضاف في تصريحاتٍ لإذاعة العراق الحر "هناك شبه قنوط شعبي أو اكتئاب جماعي مما يحدث في سوريا لأنه كانت هناك توقعات بأن تؤدي مبادرة كوفي أنان إلى وقف نزيف الدماء ولكن حتى الآن لم يحدث ذلك."
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الخبير السوري عن مهمة مراقبي حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة قائلاً إن وجودهم "أدى إلى تقليص العدد اليومي للضحايا إذ أن هذا العدد كان نحو ثمانين فيما الحديث الآن هو عن عشرين أو ثلاثين قتيلا رغم أن سقوط أي شخص واحد هو أمر كارثي." كما أجاب السمان عن سؤال يتعلق بمواقف القوى الدولية، وخاصةً الولايات المتحدة وروسيا، إزاء استمرار الأزمة في الوقت الذي يؤدي العنف اليومي إلى سقوط أعداد متزايدة من الضحايا.
يُشار إلى مقالة رأي نَشرتها صحيفة Washington Post (واشنطن بوست) الثلاثاء تحت عنوان "إلى متى ينتظر السوريون؟" وتناول فيها الكاتب الأميركي ريتشارد كووين Richard Cohen مواقف القوى الدولية قائلاً:
"يبدو أن لدى الولايات المتحدة خطتين للتعامل مع مجريات الأمور التي تتسارع باتجاه حرب أهلية في سوريا. الأولى تدعو إلى التطبيق الشامل لوقف النار مع التعاون الكامل للنظام السوري في منح بعض السلطات إلى المعارضة. فيما تتصوّر الخطة البديلة ردّاً عسكرياً يعتمد على القوة الجوية. ولكن هذه الخطة لن تُنـفّذ إلا في حال فشل الخطة الأولى ومقتل مزيدٍ من السوريين".
ويرى الكاتب أنه ليس بوسع أحد التكهن بأعداد المزيد من القتلى قبل أن يتقرر تنفيذ الخطة البديلة. لكنه يضيف "من الواضح أن الحصيلة التي تجاوزت تسعة آلاف ينبغي أن تتصاعد قبل أن تتحرك الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وربما الأتراك والسعوديون لوقف إراقة الدماء". وفي إشارته إلى التقارير التي أفادت بمقتل أكثر من 500 منذ وقف النار في 12 نيسان، يعلّق الكاتب الأميركي بالقول إن هذا الاتفاق يتضمن "إطلاقاً للنار أكثر مما يتضمن وقفاً".
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد مجدداً أهمية تعاون الحكومة السورية والمعارضة المسلحة على حد سواء مع مهمة حفظ السلام الدولية التي تَـقرّر بموجبها نشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة لدعم اتفاق وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان.
لكن نشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان أفادوا بأن الساعات الماضية شهدت مقتل عشرة مدنيين جراء سقوط قذائف هاون أطلقتها القوات النظامية في إدلب إضافةً إلى مقتل 12 جندياً على الأقل باشتباك عنيف مع معارضين مسلحين خارج قاعدة عسكرية في دير الزور الثلاثاء.
وكان عشرات آخرون قتلوا أو أصيبوا في الأيام السابقة بسلسلةِ تفجيراتٍ متفرقة. وقال بيان صحفي لمكتب الأمين العام للأمم المتحدة إن بان يدين "التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مدينتي إدلب ودمشق الاثنين وفي 27 نيسان وقتلت وأصابت عشرات الأشخاص." وأضاف البيان أن الأمين العام لاحظَ تحسّناً "في المناطق التي انتشر بها مراقبو الأمم المتحدة لكنه لا يزال يشعر بقلق بالغ بسبب تقارير عن استمرار العنف والقتل والانتهاكات في سوريا في الأيام الأخيرة".
وفي تقريرٍ عن التفجيرات الأخيرة التي استهدفت مكاتب الأمن وغيرها من رموز الدولة مثل البنك المركزي، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أنها أثارت "مجموعة من النظريات بما في ذلك أن بعضها قد يكون من فعل رجال الأمن بهدف تشويه سمعة المتمردين أو أنها تشير إلى بروز إسلاميين سوريين مرتبطين بتنظيم القاعدة الذين لا شك في خبرتهم بعد سنوات من النشاط عبر الحدود في العراق".
لكن التقرير أضافَ أنه "انطلاقاً من علمهم بأن الرئيس السوري يصوّر معارضيه على مدى 14 شهرا ماضية بأنهم إرهابيون ونظراً لحرصهم على الحفاظ على الدعم الغربي والعربي فإن عدة مقاتلين متمردين ذكروا لرويترز أن تفجيراتهم على عكس تنظيم القاعدة تستهدف أهدافا عسكرية ولا تستهدف المدنيين على الإطلاق."
وأشارت هذه الوكالة العالمية للأنباء إلى أن "بعض المهارات المتعلقة بالتفجيرات ربما تكون قد استوحيت من المقاتلين الذين شاركوا بالتمرد في العراق المجاور ضد قوات الاحتلال الأميركية." ونقلت عن المحلل جوزيف هوليداي Joseph Holliday من (معهد دراسة الحرب) ومقره الولايات المتحدة القول "ليس هناك شك في أن الكثير من السوريين قاتلوا مع عناصر تنظيم القاعدة في العراق ومن المرجح أن العديد من المتمردين اليوم تعلموا المهارات الخاصة بالتفجيرات من القتال هناك." لكن هوليداي اعتبر أنه "لا يزال من غير الممكن استبعاد قيام الحكومة بتدبير على الأقل بعض من تلك الهجمات ولا سيما تلك التي أعقبها بثّ لقطات على شاشة التلفزيون الحكومي لمدنيين مخضبين بالدماء ينددون بالمتمردين ويصفونهم بأنهم إرهابيون".
في غضون ذلك، لا تلوح في الأفق بوادر أي تحرك دولي منسّق لوقف العنف في غياب التوافق اللازم لجميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إصدارِ قرارٍ ملزم لا يعرقلُه تصويت النقض (الفيتو) من روسيا أو الصين. فيما اكتفت هاتان القوتان على ما يبدو بالانضمام إلى بقية الأطراف في إصدار التصريحات الداعمة لخطة وقف النار التي اقترحها مبعوث السلام الدولي- العربي كوفي أنان.
وفي تحليله لتطورات الأيام الأخيرة، وصف الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان المشهد الحالي بأنه "معقد جداً". وأضاف في تصريحاتٍ لإذاعة العراق الحر "هناك شبه قنوط شعبي أو اكتئاب جماعي مما يحدث في سوريا لأنه كانت هناك توقعات بأن تؤدي مبادرة كوفي أنان إلى وقف نزيف الدماء ولكن حتى الآن لم يحدث ذلك."
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الخبير السوري عن مهمة مراقبي حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة قائلاً إن وجودهم "أدى إلى تقليص العدد اليومي للضحايا إذ أن هذا العدد كان نحو ثمانين فيما الحديث الآن هو عن عشرين أو ثلاثين قتيلا رغم أن سقوط أي شخص واحد هو أمر كارثي." كما أجاب السمان عن سؤال يتعلق بمواقف القوى الدولية، وخاصةً الولايات المتحدة وروسيا، إزاء استمرار الأزمة في الوقت الذي يؤدي العنف اليومي إلى سقوط أعداد متزايدة من الضحايا.
يُشار إلى مقالة رأي نَشرتها صحيفة Washington Post (واشنطن بوست) الثلاثاء تحت عنوان "إلى متى ينتظر السوريون؟" وتناول فيها الكاتب الأميركي ريتشارد كووين Richard Cohen مواقف القوى الدولية قائلاً:
"يبدو أن لدى الولايات المتحدة خطتين للتعامل مع مجريات الأمور التي تتسارع باتجاه حرب أهلية في سوريا. الأولى تدعو إلى التطبيق الشامل لوقف النار مع التعاون الكامل للنظام السوري في منح بعض السلطات إلى المعارضة. فيما تتصوّر الخطة البديلة ردّاً عسكرياً يعتمد على القوة الجوية. ولكن هذه الخطة لن تُنـفّذ إلا في حال فشل الخطة الأولى ومقتل مزيدٍ من السوريين".
ويرى الكاتب أنه ليس بوسع أحد التكهن بأعداد المزيد من القتلى قبل أن يتقرر تنفيذ الخطة البديلة. لكنه يضيف "من الواضح أن الحصيلة التي تجاوزت تسعة آلاف ينبغي أن تتصاعد قبل أن تتحرك الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وربما الأتراك والسعوديون لوقف إراقة الدماء". وفي إشارته إلى التقارير التي أفادت بمقتل أكثر من 500 منذ وقف النار في 12 نيسان، يعلّق الكاتب الأميركي بالقول إن هذا الاتفاق يتضمن "إطلاقاً للنار أكثر مما يتضمن وقفاً".