توفي في لندن يوم الجمعة الثالث عشر من نيسان الفنان والمنظر التشكيلي محمود صبري، عن عمر يناهز الخامسة والثمانين، ليثير موتـُه بعيدا عن العراق- الذي تعلق به بشكل صميمي من خلال أعماله الفنية ونشاطه الفكري والسياسي- أسئلة ًعن مئات المبدعين العراقيين الذين يرحلون وعيونهم ترنو الى الوطن البعيد!
ولد الفنان صبري عام 1927 فى محلة المهدية ببغداد، وبعد إكماله الدراسة الثانوية سافر الى بريطانيا لدراسة العلوم الاقتصادية التي أتمها عام 1949، ليعود الى بغداد ويعمل موظفا حكوميا في قطاع المصارف ومديرا فيما بعد لشركة المعارض.
برغم أن محمود صبري لم يدرس الرسم أكاديميا، إلا انه كان رساما موهوبا شغوفا بتوظيف موهبته للتعبير عن أفكاره ومواقفه، فقد كشفت أعماله منذ البداية عن رسام مبدع، بعيد ٍعن التقليدية في أشكال تعبيره ومضامينها، قريب الى واقع الإنسان العراقي
تواصل محمود صبري مع مجموعة من نظرائه الفنانين عند عودته الى بغداد وانضم الى جماعة الرواد التي أسسها الفنان فائق حسن العائد من فرنسا، وشارك في معرضها الأول الذي أقيم عام 1950 في منزل عضوها حينذاك الفنان د خالد القصاب، ويذكر الراحل محمود صبري خلال فلم وثائقي عن حياته انه هو من اقترح أن تحمل الجماعة اسم "الرواد"، وقد تميزوا بالتعامل مع التراث الإنساني كإرث لجميع الفنانين والمثقفين في حين كان أعضاء جماعة بغداد للفن الحديث وعلى رأسهم الفنانَين جواد سليم وشاكر حسن آل سعيد، يميلون الى الاهتمام بالتراث المحلي والعربي الإسلامي في أعمالهم الفنية. بحسب شهادة الراحل صبري.
ترك الفنان محمود صبري عددا من اللوحات والتخطيطات التي تناولت موضوعة الشهيد فقد كان موضوعه الأثير، ويكشف في شهادته الفلمية عن انه تاثر بمقتل احد المناضلين العراقيين اوائل الخمسينات لينعكس الحادث في إعماله اللاحقة .
ويعتبر الناقد سهيل سامي نادر لوحةَ "ثورة الجزائر" وهي واحدة من أشهر لوحات محمود صبري، أنها "الجورنيكا العربية" عن حق ، في مقارنة مع اللوحة الشهيرة للفنان العالمي بيكاسو. بأسلوب رسمها وإنشائها. فهي تأليف خيالي لا يخلو من تعقيد شكلي وإنشائي بسبب الطاقة الانفعالية التي أودعها الفنان ، بحسب سامي نادر.
ويشير رئيس مركز الجواهري في براغ رواء الجصاني في حديث لإذاعة العراق الحر ان موضوع الشهيد رافق الفنان محمود صبري بشكل مُلح فظهر جليا في الكثير من أعماله، و كان متأثرا بقصيدة للشاعر الجواهري تتحدث عن الشهيد :
سلامٌ على مثقل بالحديد
ويشمخ كالقائد الظافر
كأن القيود على معصميه
مفاتيح مستقبل زاهر
سلام على جاعلين الحتوف
جسراً الى الموكب العابر
مثلت العاصمة التشيكوسلوفاكية براغ محطة مهمة في حياة ونشاط الراحل محمود صبري حيث عاش فيها فترات طويلة وحتى آخر ايام حياته برغم تردده أيضا على العاصمة البريطانية حيث تعيش ابنته. ويوثق رواء الجصاني أن محمود صبري كان سباقا للوقوف بجانب شعبه، فقد كان من الناشطين في لجنة الدفاع عن العراقيين بعد انقلاب شباط 1963 مع الجواهري والعديد من الوجوه الوطنية ومنهم الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني. وقد شارك صبري عام 1991 في مؤتمر المعارضة العراقية في بيروت.
ساهم محمود صبري في وضع اللبنات الأولى للفن العراقي الحديث وعمل على تعميق المفاهيم الحديثة في الفن، فقد انغمر في التنظير لمشروعه الفني في الستينات والسبعينات، حتى توصل الى رؤية جديدة تربط بين الفن والعلم، وهو ما تجلى في أسلوبه الجديد في الرسم، الذي سماه "واقعية الكم"، ووضع له أساسا نظريا تضمنه كتاب حمل التسمية نفسها، ونشر عام 1971.
تسبب غياب الفنان محمود صبري عن ساحة الإنتاج التشكيلي العراقية لمدة طويلة بغموض في تقييم دوره وموقعه في الحركة الفنية لدى جيل من الفنانين العراقيين داخل البلاد، وربما ساهمت في ذلك ايضا نظريته واقعية الكم التي تعتمد على الربط بين الفن والعلم. والتي صعب فهما من قبل الكثيرين.
يؤكد عارفوه أن محمود صبري واصل نشاطه ب حتى آخر ايامه على الرسم وتطوير نظريته ورؤيته لمهمة الفن في ضوء التطورات الجديدة التي حصلت في مجال العلوم والفيزياء، فقد كان فكره متوقدا وظل منتجا برغم معاناته من المرض والشيخوخة.
ولد الفنان صبري عام 1927 فى محلة المهدية ببغداد، وبعد إكماله الدراسة الثانوية سافر الى بريطانيا لدراسة العلوم الاقتصادية التي أتمها عام 1949، ليعود الى بغداد ويعمل موظفا حكوميا في قطاع المصارف ومديرا فيما بعد لشركة المعارض.
برغم أن محمود صبري لم يدرس الرسم أكاديميا، إلا انه كان رساما موهوبا شغوفا بتوظيف موهبته للتعبير عن أفكاره ومواقفه، فقد كشفت أعماله منذ البداية عن رسام مبدع، بعيد ٍعن التقليدية في أشكال تعبيره ومضامينها، قريب الى واقع الإنسان العراقي
تواصل محمود صبري مع مجموعة من نظرائه الفنانين عند عودته الى بغداد وانضم الى جماعة الرواد التي أسسها الفنان فائق حسن العائد من فرنسا، وشارك في معرضها الأول الذي أقيم عام 1950 في منزل عضوها حينذاك الفنان د خالد القصاب، ويذكر الراحل محمود صبري خلال فلم وثائقي عن حياته انه هو من اقترح أن تحمل الجماعة اسم "الرواد"، وقد تميزوا بالتعامل مع التراث الإنساني كإرث لجميع الفنانين والمثقفين في حين كان أعضاء جماعة بغداد للفن الحديث وعلى رأسهم الفنانَين جواد سليم وشاكر حسن آل سعيد، يميلون الى الاهتمام بالتراث المحلي والعربي الإسلامي في أعمالهم الفنية. بحسب شهادة الراحل صبري.
ترك الفنان محمود صبري عددا من اللوحات والتخطيطات التي تناولت موضوعة الشهيد فقد كان موضوعه الأثير، ويكشف في شهادته الفلمية عن انه تاثر بمقتل احد المناضلين العراقيين اوائل الخمسينات لينعكس الحادث في إعماله اللاحقة .
ويعتبر الناقد سهيل سامي نادر لوحةَ "ثورة الجزائر" وهي واحدة من أشهر لوحات محمود صبري، أنها "الجورنيكا العربية" عن حق ، في مقارنة مع اللوحة الشهيرة للفنان العالمي بيكاسو. بأسلوب رسمها وإنشائها. فهي تأليف خيالي لا يخلو من تعقيد شكلي وإنشائي بسبب الطاقة الانفعالية التي أودعها الفنان ، بحسب سامي نادر.
ويشير رئيس مركز الجواهري في براغ رواء الجصاني في حديث لإذاعة العراق الحر ان موضوع الشهيد رافق الفنان محمود صبري بشكل مُلح فظهر جليا في الكثير من أعماله، و كان متأثرا بقصيدة للشاعر الجواهري تتحدث عن الشهيد :
سلامٌ على مثقل بالحديد
ويشمخ كالقائد الظافر
كأن القيود على معصميه
مفاتيح مستقبل زاهر
سلام على جاعلين الحتوف
جسراً الى الموكب العابر
مثلت العاصمة التشيكوسلوفاكية براغ محطة مهمة في حياة ونشاط الراحل محمود صبري حيث عاش فيها فترات طويلة وحتى آخر ايام حياته برغم تردده أيضا على العاصمة البريطانية حيث تعيش ابنته. ويوثق رواء الجصاني أن محمود صبري كان سباقا للوقوف بجانب شعبه، فقد كان من الناشطين في لجنة الدفاع عن العراقيين بعد انقلاب شباط 1963 مع الجواهري والعديد من الوجوه الوطنية ومنهم الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني. وقد شارك صبري عام 1991 في مؤتمر المعارضة العراقية في بيروت.
ساهم محمود صبري في وضع اللبنات الأولى للفن العراقي الحديث وعمل على تعميق المفاهيم الحديثة في الفن، فقد انغمر في التنظير لمشروعه الفني في الستينات والسبعينات، حتى توصل الى رؤية جديدة تربط بين الفن والعلم، وهو ما تجلى في أسلوبه الجديد في الرسم، الذي سماه "واقعية الكم"، ووضع له أساسا نظريا تضمنه كتاب حمل التسمية نفسها، ونشر عام 1971.
تسبب غياب الفنان محمود صبري عن ساحة الإنتاج التشكيلي العراقية لمدة طويلة بغموض في تقييم دوره وموقعه في الحركة الفنية لدى جيل من الفنانين العراقيين داخل البلاد، وربما ساهمت في ذلك ايضا نظريته واقعية الكم التي تعتمد على الربط بين الفن والعلم. والتي صعب فهما من قبل الكثيرين.
يؤكد عارفوه أن محمود صبري واصل نشاطه ب حتى آخر ايامه على الرسم وتطوير نظريته ورؤيته لمهمة الفن في ضوء التطورات الجديدة التي حصلت في مجال العلوم والفيزياء، فقد كان فكره متوقدا وظل منتجا برغم معاناته من المرض والشيخوخة.