الخلافات على أشدها في العراق، والتوتر يتعمق، والاتهامات والانتقادات المتبادلة تتصاعد، بنما يفجر الإرهابيون والانتحاريون هنا وهناك أنفسهم بحزام ناسف، أو بسيارة مفخخة، ليقتلوا أبناء هذا الشعب.
قبل أيام قليلة من بدء العام الجديد، 2012، وبعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، بدأت أزمة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم بالتورط في الإرهاب فغادر بغداد إلى كردستان وأكد انه لم يهرب، وأنه بريئ، وذهب في زيارة، ثم أعلن انه مقيم هناك في الوقت الحالي، وطالب بنقل قضيته إلى كركوك، ورفضت رئاسة الإقليم تسليمه إلى بغداد. الهاشمي ما لبث أن غادر في جولة شملت قطر والسعودية ثم تركيا وما يزال فيها.
بعد قضية الهاشمي بدأت الخلافات تتصاعد بين اربيل وبغداد حيث كال رئيس الإقليم مسعود بارزاني اتهامات لرئيس الوزراء نوري المالكي، بالاستبداد وبالسعي إلى خلق دكتاتورية جديدة، ثم لم يحضر قمة بغداد وغادر إلى الولايات المتحدة حيث كرر هناك اتهاماته للمالكي بالاستبداد وبالدكتاتورية.
بارزاني حذر في تصريحات صحفية من احتمال سعي الأكراد إلى إسقاط الحكومة بسحب الثقة عنها، بل وهدد أيضا باستخدام ما وصفه مراقبون بأنه آخر ورقة يملكها ضد المالكي وهي الإعلان عن دولة كردية مستقلة.
بعض هذه التصريحات سبق انعقاد القمة العربية في بغداد في آذار الماضي، وبعضها أعقبها غير أن المالكي التزم الصمت إزاءها بشكل عام، ثم ما لبث أن أطلق العنان لنفسه في مقابلة أجرتها معه صحيفة آوينه الكردية، واستخدم نبرة قاسية جدا مع الأكراد واتهم قيادات كردية بتهريب النفط.
هذه صورة سريعة ومبسطة للازمة السياسية التي يشهدها العراق حاليا، ولكن، هل يمر العراق بأزمة بالفعل؟ وهل الأوضاع سيئة إلى هذا الحد؟
الكاتب والمحلل السياسي خالد السراي قال لا، وأكد أن الفترة الحالية هي الأفضل منذ عام 2003 وفسر ذلك بان جميع السياسيين فقدوا أقنعتهم، التي سقطت أخيرا وتخلوا عن أدوارهم الاستعراضية السابقة، وأصبحوا يظهرون على حقيقتهم الآن.
غير أن المحلل السياسي واثق الهاشمي رأى أن الوضع السياسي متأزم بالفعل، وأن المخرج من هذه الأزمة غير واضح بالمرة، غير انه لاحظ أن ما يطرح الآن من حلول دستورية مثل سحب الثقة من الحكومة، أو حل البرلمان، قد لا يكون الحل الأمثل بالنسبة للشركاء السياسيين بكافة انتماءاتهم، لأنهم وبكل بساطة لا يرغبون في مغادرة مقاعدهم ومناصبهم الحالية، التي قد لا يعودون إليها على الإطلاق.
المحلل السياسي خالد السراي تحدث عن تكبد مختلف الأطراف السياسية خسائر كبيرة عدا دولة القانون، ولاحظ أولا أن تصريحات رئيس إقليم كردستان جعلت الأكراد يفقدون شعبيتهم في مناطق العراق الأخرى، كما أظهرت بارزاني يتصرف وكأنه وحده المسؤول عن تقرير مصير كردستان دون شركاء سياسيين.
واضاف أن استخدام مظلومية الأكراد القديمة لتكبيل ضمير العرب في العراق مثل استخدام هولوكوست اليهود للتأثير على ضمير أوربا أمر لا يمكن تطبيقه في العراق ووصف ذلك بأنه لعبة خطرة للغاية.
المحلل السياسي خالد السراي أشار أيضا في حديثه لإذاعة العراق إلى الخسائر التي تتكبدها القائمة العراقية، ملاحظا أن القائمة فقدت العديد من عناصرها، كما لاحظ أن نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي قد تحول إلى ورقة ضغط قد يستخدمها الكثيرون، وقال إن كل التحركات التي تعلن عن مساعٍ لإسقاط حكومة المالكي، رغم كونها ستعتمد على إجراءات دستورية وشرعية، هي مساع غير مقنعة أولا، حسب قوله، وتبدو وكأنها تحقق عكس المطلوب منها تماما أي تعزيز نفوذ المالكي ودولة القانون.
السراي قال إن المالكي يستغل نقاط ضعف جميع خصومه لتعزيز موقفه، ولزيادة ضعفهم بشكل اكبر، وعزا السراي ذلك إلى أخطاء منافسي المالكي بالدرجة الأساس.
المحلل السياسي واثق الهاشمي أكد في حديثه لإذاعة العراق الحر أن في العراق أزمة سياسية وعزا ذلك إلى صراع على المناصب، والى رفض الكتل فكرة التحول إلى المعارضة، غير انه عبر عن تفاؤله أيضا. وقال إن كل هذه المشاكل والأزمات ستدفع الناخب العراقي في نهاية الأمر إلى استبعاد ذوي الأداء السيئ، وإلغاء الوجوه الحالية التي لاحظ عدم نجاحها والبحث عن وجوه جديدة تكون قادرة على حل مشاكله.
هذا وقد وصل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الخميس (19نيسان) إلى أنقرة حيث سيناقش مع كبار المسؤولين الأتراك تعزيز العلاقات بين الطرفين، كما سيبحث معهم الصراع مع حزب العمال الكردستاني التركي، والأوضاع في المنطقة، ثم الأوضاع في العراق لاسيما التوتر مع بغداد.
رئيس إقليم كردستان سيلتقي في تركيا إضافة إلى المسؤولين الأتراك، نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي قال في السابع عشر من هذا الشهر إنه في انتظار بارزاني للتباحث معه في بعض الأمور منها ما يتعلق بعودته إلى اربيل.
الهاشمي أكد انه لم يلمس أي تحسس من جانب الأخوة في الإقليم إزاء عودة الهاشمي، غير انه قال إن بعض القياديين الأكراد طلبوا منه التريث في العودة لحين اجتماع الرئاسات الثلاث لمناقشة قضيته.
هذا وذكرت تقارير ام رئيس الوزراء نوري المالكي سيتوجه الى طهران في زيارة وصفت بأنها ليست سياسية، بل لمناقشة قضايا مثل الكهرباء والطاقة والمياه والعلاقات التجارية، إضافة إلى المباحثات حول الملف النووي الايراني.
ساهم في الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد محمد كريم
قبل أيام قليلة من بدء العام الجديد، 2012، وبعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، بدأت أزمة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم بالتورط في الإرهاب فغادر بغداد إلى كردستان وأكد انه لم يهرب، وأنه بريئ، وذهب في زيارة، ثم أعلن انه مقيم هناك في الوقت الحالي، وطالب بنقل قضيته إلى كركوك، ورفضت رئاسة الإقليم تسليمه إلى بغداد. الهاشمي ما لبث أن غادر في جولة شملت قطر والسعودية ثم تركيا وما يزال فيها.
بعد قضية الهاشمي بدأت الخلافات تتصاعد بين اربيل وبغداد حيث كال رئيس الإقليم مسعود بارزاني اتهامات لرئيس الوزراء نوري المالكي، بالاستبداد وبالسعي إلى خلق دكتاتورية جديدة، ثم لم يحضر قمة بغداد وغادر إلى الولايات المتحدة حيث كرر هناك اتهاماته للمالكي بالاستبداد وبالدكتاتورية.
بارزاني حذر في تصريحات صحفية من احتمال سعي الأكراد إلى إسقاط الحكومة بسحب الثقة عنها، بل وهدد أيضا باستخدام ما وصفه مراقبون بأنه آخر ورقة يملكها ضد المالكي وهي الإعلان عن دولة كردية مستقلة.
بعض هذه التصريحات سبق انعقاد القمة العربية في بغداد في آذار الماضي، وبعضها أعقبها غير أن المالكي التزم الصمت إزاءها بشكل عام، ثم ما لبث أن أطلق العنان لنفسه في مقابلة أجرتها معه صحيفة آوينه الكردية، واستخدم نبرة قاسية جدا مع الأكراد واتهم قيادات كردية بتهريب النفط.
هذه صورة سريعة ومبسطة للازمة السياسية التي يشهدها العراق حاليا، ولكن، هل يمر العراق بأزمة بالفعل؟ وهل الأوضاع سيئة إلى هذا الحد؟
الكاتب والمحلل السياسي خالد السراي قال لا، وأكد أن الفترة الحالية هي الأفضل منذ عام 2003 وفسر ذلك بان جميع السياسيين فقدوا أقنعتهم، التي سقطت أخيرا وتخلوا عن أدوارهم الاستعراضية السابقة، وأصبحوا يظهرون على حقيقتهم الآن.
غير أن المحلل السياسي واثق الهاشمي رأى أن الوضع السياسي متأزم بالفعل، وأن المخرج من هذه الأزمة غير واضح بالمرة، غير انه لاحظ أن ما يطرح الآن من حلول دستورية مثل سحب الثقة من الحكومة، أو حل البرلمان، قد لا يكون الحل الأمثل بالنسبة للشركاء السياسيين بكافة انتماءاتهم، لأنهم وبكل بساطة لا يرغبون في مغادرة مقاعدهم ومناصبهم الحالية، التي قد لا يعودون إليها على الإطلاق.
المحلل السياسي خالد السراي تحدث عن تكبد مختلف الأطراف السياسية خسائر كبيرة عدا دولة القانون، ولاحظ أولا أن تصريحات رئيس إقليم كردستان جعلت الأكراد يفقدون شعبيتهم في مناطق العراق الأخرى، كما أظهرت بارزاني يتصرف وكأنه وحده المسؤول عن تقرير مصير كردستان دون شركاء سياسيين.
واضاف أن استخدام مظلومية الأكراد القديمة لتكبيل ضمير العرب في العراق مثل استخدام هولوكوست اليهود للتأثير على ضمير أوربا أمر لا يمكن تطبيقه في العراق ووصف ذلك بأنه لعبة خطرة للغاية.
المحلل السياسي خالد السراي أشار أيضا في حديثه لإذاعة العراق إلى الخسائر التي تتكبدها القائمة العراقية، ملاحظا أن القائمة فقدت العديد من عناصرها، كما لاحظ أن نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي قد تحول إلى ورقة ضغط قد يستخدمها الكثيرون، وقال إن كل التحركات التي تعلن عن مساعٍ لإسقاط حكومة المالكي، رغم كونها ستعتمد على إجراءات دستورية وشرعية، هي مساع غير مقنعة أولا، حسب قوله، وتبدو وكأنها تحقق عكس المطلوب منها تماما أي تعزيز نفوذ المالكي ودولة القانون.
السراي قال إن المالكي يستغل نقاط ضعف جميع خصومه لتعزيز موقفه، ولزيادة ضعفهم بشكل اكبر، وعزا السراي ذلك إلى أخطاء منافسي المالكي بالدرجة الأساس.
المحلل السياسي واثق الهاشمي أكد في حديثه لإذاعة العراق الحر أن في العراق أزمة سياسية وعزا ذلك إلى صراع على المناصب، والى رفض الكتل فكرة التحول إلى المعارضة، غير انه عبر عن تفاؤله أيضا. وقال إن كل هذه المشاكل والأزمات ستدفع الناخب العراقي في نهاية الأمر إلى استبعاد ذوي الأداء السيئ، وإلغاء الوجوه الحالية التي لاحظ عدم نجاحها والبحث عن وجوه جديدة تكون قادرة على حل مشاكله.
هذا وقد وصل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الخميس (19نيسان) إلى أنقرة حيث سيناقش مع كبار المسؤولين الأتراك تعزيز العلاقات بين الطرفين، كما سيبحث معهم الصراع مع حزب العمال الكردستاني التركي، والأوضاع في المنطقة، ثم الأوضاع في العراق لاسيما التوتر مع بغداد.
رئيس إقليم كردستان سيلتقي في تركيا إضافة إلى المسؤولين الأتراك، نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي قال في السابع عشر من هذا الشهر إنه في انتظار بارزاني للتباحث معه في بعض الأمور منها ما يتعلق بعودته إلى اربيل.
الهاشمي أكد انه لم يلمس أي تحسس من جانب الأخوة في الإقليم إزاء عودة الهاشمي، غير انه قال إن بعض القياديين الأكراد طلبوا منه التريث في العودة لحين اجتماع الرئاسات الثلاث لمناقشة قضيته.
هذا وذكرت تقارير ام رئيس الوزراء نوري المالكي سيتوجه الى طهران في زيارة وصفت بأنها ليست سياسية، بل لمناقشة قضايا مثل الكهرباء والطاقة والمياه والعلاقات التجارية، إضافة إلى المباحثات حول الملف النووي الايراني.
ساهم في الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد محمد كريم