ثلاث قصائد جديدة، وجميلة، ومسبوكة سبكاً شعرياً فنياً رائعاً، لثلاثة شعراء عراقيين متميزين، ينتمون لأجيال عمرية، وشعرية مختلفة، تتواصل شاعريتهم بتسلسلية زمنية إبداعية باهرة.
فمن قصيدة الشاعر سعد محمد الحسن (مفاتيح)، الى قصيدة الشاعر ميثاق الهلالي (حزام خصرك)، الى خاتمة قصائد حلقة هذا الاسبوع من "مواويل وشعر" قصيدة (قشمرة) للشاعر عارف مأمون، يتنقل الأيقاع الشعري بجمالية واضحة من قصيدة الى أخرى. وتتحول اللغة بشكلها المعلن والمخفي من شاعر الى آخر برشاقة، بينما تتناغم الصور الشعرية بين القصائد الثلاثة رغم الإختلاف الواضح في البنية الشعرية والفنية لكل قصيدة.
فمن شعرية الجيل "الأكبر" سناً وتجربة، يقدم البرنامج في هذه الحلقة قصيدة (مفاتيح) للشاعر المعروف سعد محمد الحسن، وهو الشاعر (العماري) الأشهر في الجنوب العراقي، والشاعر الذي يعد اليوم واحداً من أهم شعراء القصيدة الشعبية الصلبة المشاكسة والمعاندة أيضاً، رغم ليونة مفرداته، وسهولة معانيها، بخاصة عندما يمضي بها الى بساتين الحب، والطبيعة الجميلة.
إنه بإختصار شاعر يحسب لقصائده ألف حساب، ويتمعن المختصون في تدقيق معاني قصائده الملغومة، حتى في وضوح لغته الشعرية، أو في "حسچتها" اللاذعة.
أما عن قصيدة (حزام خصرك) فأعتقد أن الشاعر ميثاق الهلالي قد بالغ كثيراً في تجميل وتطييب طعمها الشعري حتى لتخال أحياناً أنه رشَّ عليها بعضاً من رضاب الحبيبة العسلي. هو شاعر موهوب، وفاعل، وهي قصيدة "حلوة جدا".
كذلك الحال مع قصيدة (قشمره) للشاعر عارف مأمون. فهي قصيدة مكتوبة بذائقة عالية، وحرص شعري شديد. وأعتقد أن عارف مامون قد نجح نجاحاً كبيراً في سباق عرض مؤهلاته الشعرية بهذه القصيدة، تماماً كما يتفنن، وينجح أبطال كمال الأجسام في عرض المناطق الجميلة في أجسامهم في المسابقات الجمالية. اليكم القصائد الثلاث لتقرروا بأنفسكم بعدها.
المفاتيح
لا تقفل قفل وتحسبه مامون
اذا ترهم عليه كومة مفاتيح
ولا تتبع اثر بخدود الرمال
اذا چانت مطر ومسودنه الريح
ولا تعاشر بشر وتورجه بسرار
اذا ماي الحياء بگصَّته شحيح
ولتعاتب نخل ماحمَّل عثوگ
خطية النخل برگاب الفلاليح
اذا مركب شله وحَب ايد الگياش
موصوچ النهر صوچ الملاليح
اذا شطك حطب وجروفه نيران
بعد تعتب عليمن علسوابيح؟
اذا جنحك شمع والشمس تتنخاك
موفشله لون ابابها اطيح
واذا كلك خشب وتصيحك النار
شحلاة الدم لون علموقف يسيح
العيد يجي بفرحة يوزع الناس
ونه حصتي التعب مثل المراجيح
من اصابعها يسيل الخير جروان
وتال البوه حصتها المراويح
ملح بعيونهن لا تغفه وتنام
لچن من تحترگ تغفه المصابيح
وعلى الماي العذب ماهادت بيوم
لچن حضن الوصل عيد التماسيح
حزام خصرك
بعدهه تريد جيتك..چم جرح بالروح
تسحگ عالملح وتخضر أجدامك
ورخي حزام خصرك سودنيت الناس
مو ضاگت الوسعه بشدة احزامك
عله خمرة شفافك طشريت أحلام
وأنت أعله المرايه أطشر أحلامك
شتحط؟ ياسياج؟ مبين البستان
شگ صدر السياج وطلع شمامك
أنه جامات عمري يطگن مِنّ تفوت
وعله خدك..حچايه وينكسر جامك
تدري النار تصعد بيه إذا مريت
وأطفه..ومن وراي يصعدن آثامك
ماصيرن وراك الدنيه بيه ادور
لا اگدر اعوفك وامشي گدامك
اتفاقيات رادوا بسمك يعقدون
وأجت كلهه الدول تتوسل أبهامك
وماوقعت..موزغرآ ولكن عيب
ياهي من الدول تتگدر أولامك!
الدول أعلامهه أعله الساريات تصير
وأنت معلگات بصدرك اعلامك
وماريدك تجي...وتجيب دمعه وياك
اريدك من تجي تجيب الفرح كله
وعلى عتبة عيوني تحل ضواك خدود
وبّاب المشاعر شعرك تحله
وعله شعرك أتوله وبيدي البسك تاج
وانت عله الجرح والنزف تتوله
وأحلفك بالعشگ..بالمستحه البشفاك
بدم آخرجرح بالروح تندله
چنت تشتاگلی؟ لو بس حچي الينگال
وإذا گلبك يعن بليل شتگله
وچنت مثلي تغمس بالجگاره الليل!
يكبر جرحك وتتوسل الذله
وهم أتاني جيتي وتحلم لملگاي؟
وتكفر بالحلم چي مالحگ حله؟
واگلك مو مهم چنت انه افكر بيك
انه بعازتك هسه العتب خله
بس دايخ بطعم شفايفك والليل
مل مني وزهگ بس انه مامله
تمرين عله خدك كاتبه من سنين
ولو مية سنه يمرَّن ولا أحله
ولو مية سنه يمرن ولا أحله
قشمرة
مو طبعك هذاك وموش ذاك إنته
اذا تسكت گبل بالسكته نقره وجوه
هسه بلا ملامح عندك السكته
تقابلني بصمت بي تنشده خرسان
بوكت گلبي اعله بابك كسّرت صمته
أسمع حس نعاوي..شلون ضحكه تريد؟
هم سامع بواچي وآه بالنكته؟!
امغيّم من شهر بس مو دليل امطار
ابشرك من تغيّم تذبل النبته
المريض امسده يمك يا طبيب الناس
مجرد بس تباوع تنعرف علته
بأشعه تريد تفهم شنهو حال الجام
طبع الجام واضح ليش ظللته
جهاز الصفنه عاطل لا تجرّب بيه
من وجه القصيده افتهم سالفته
رادك بالدرب ومضه ورفيج وعين
مو توگف صنم گدام قافلته
اجاك بلا ذنوب وجنّه تحت الايد
ليش اذنوب كافر تالي حملته
ما نجزم ظلمته يجوز بيها اشكال
لكن عل الاقل ينگال ورطته
طفل وانطيته لعبه وگتله باچر عيد
اذا مو عيد باچر يعني قشمرتنه؟
فمن قصيدة الشاعر سعد محمد الحسن (مفاتيح)، الى قصيدة الشاعر ميثاق الهلالي (حزام خصرك)، الى خاتمة قصائد حلقة هذا الاسبوع من "مواويل وشعر" قصيدة (قشمرة) للشاعر عارف مأمون، يتنقل الأيقاع الشعري بجمالية واضحة من قصيدة الى أخرى. وتتحول اللغة بشكلها المعلن والمخفي من شاعر الى آخر برشاقة، بينما تتناغم الصور الشعرية بين القصائد الثلاثة رغم الإختلاف الواضح في البنية الشعرية والفنية لكل قصيدة.
فمن شعرية الجيل "الأكبر" سناً وتجربة، يقدم البرنامج في هذه الحلقة قصيدة (مفاتيح) للشاعر المعروف سعد محمد الحسن، وهو الشاعر (العماري) الأشهر في الجنوب العراقي، والشاعر الذي يعد اليوم واحداً من أهم شعراء القصيدة الشعبية الصلبة المشاكسة والمعاندة أيضاً، رغم ليونة مفرداته، وسهولة معانيها، بخاصة عندما يمضي بها الى بساتين الحب، والطبيعة الجميلة.
إنه بإختصار شاعر يحسب لقصائده ألف حساب، ويتمعن المختصون في تدقيق معاني قصائده الملغومة، حتى في وضوح لغته الشعرية، أو في "حسچتها" اللاذعة.
أما عن قصيدة (حزام خصرك) فأعتقد أن الشاعر ميثاق الهلالي قد بالغ كثيراً في تجميل وتطييب طعمها الشعري حتى لتخال أحياناً أنه رشَّ عليها بعضاً من رضاب الحبيبة العسلي. هو شاعر موهوب، وفاعل، وهي قصيدة "حلوة جدا".
كذلك الحال مع قصيدة (قشمره) للشاعر عارف مأمون. فهي قصيدة مكتوبة بذائقة عالية، وحرص شعري شديد. وأعتقد أن عارف مامون قد نجح نجاحاً كبيراً في سباق عرض مؤهلاته الشعرية بهذه القصيدة، تماماً كما يتفنن، وينجح أبطال كمال الأجسام في عرض المناطق الجميلة في أجسامهم في المسابقات الجمالية. اليكم القصائد الثلاث لتقرروا بأنفسكم بعدها.
المفاتيح
للشاعر سعد محمد الحسن
لا تقفل قفل وتحسبه مامون
اذا ترهم عليه كومة مفاتيح
ولا تتبع اثر بخدود الرمال
اذا چانت مطر ومسودنه الريح
ولا تعاشر بشر وتورجه بسرار
اذا ماي الحياء بگصَّته شحيح
ولتعاتب نخل ماحمَّل عثوگ
خطية النخل برگاب الفلاليح
اذا مركب شله وحَب ايد الگياش
موصوچ النهر صوچ الملاليح
اذا شطك حطب وجروفه نيران
بعد تعتب عليمن علسوابيح؟
اذا جنحك شمع والشمس تتنخاك
موفشله لون ابابها اطيح
واذا كلك خشب وتصيحك النار
شحلاة الدم لون علموقف يسيح
العيد يجي بفرحة يوزع الناس
ونه حصتي التعب مثل المراجيح
من اصابعها يسيل الخير جروان
وتال البوه حصتها المراويح
ملح بعيونهن لا تغفه وتنام
لچن من تحترگ تغفه المصابيح
وعلى الماي العذب ماهادت بيوم
لچن حضن الوصل عيد التماسيح
*** *** ***
حزام خصرك
للشاعر ميثاق الهلالي
بعدهه تريد جيتك..چم جرح بالروحتسحگ عالملح وتخضر أجدامك
ورخي حزام خصرك سودنيت الناس
مو ضاگت الوسعه بشدة احزامك
عله خمرة شفافك طشريت أحلام
وأنت أعله المرايه أطشر أحلامك
شتحط؟ ياسياج؟ مبين البستان
شگ صدر السياج وطلع شمامك
أنه جامات عمري يطگن مِنّ تفوت
وعله خدك..حچايه وينكسر جامك
تدري النار تصعد بيه إذا مريت
وأطفه..ومن وراي يصعدن آثامك
ماصيرن وراك الدنيه بيه ادور
لا اگدر اعوفك وامشي گدامك
اتفاقيات رادوا بسمك يعقدون
وأجت كلهه الدول تتوسل أبهامك
وماوقعت..موزغرآ ولكن عيب
ياهي من الدول تتگدر أولامك!
الدول أعلامهه أعله الساريات تصير
وأنت معلگات بصدرك اعلامك
وماريدك تجي...وتجيب دمعه وياك
اريدك من تجي تجيب الفرح كله
وعلى عتبة عيوني تحل ضواك خدود
وبّاب المشاعر شعرك تحله
وعله شعرك أتوله وبيدي البسك تاج
وانت عله الجرح والنزف تتوله
وأحلفك بالعشگ..بالمستحه البشفاك
بدم آخرجرح بالروح تندله
چنت تشتاگلی؟ لو بس حچي الينگال
وإذا گلبك يعن بليل شتگله
وچنت مثلي تغمس بالجگاره الليل!
يكبر جرحك وتتوسل الذله
وهم أتاني جيتي وتحلم لملگاي؟
وتكفر بالحلم چي مالحگ حله؟
واگلك مو مهم چنت انه افكر بيك
انه بعازتك هسه العتب خله
بس دايخ بطعم شفايفك والليل
مل مني وزهگ بس انه مامله
تمرين عله خدك كاتبه من سنين
ولو مية سنه يمرَّن ولا أحله
ولو مية سنه يمرن ولا أحله
*** *** ***
قشمرة
للشاعر عارف مامون
مو طبعك هذاك وموش ذاك إنتهاذا تسكت گبل بالسكته نقره وجوه
هسه بلا ملامح عندك السكته
تقابلني بصمت بي تنشده خرسان
بوكت گلبي اعله بابك كسّرت صمته
أسمع حس نعاوي..شلون ضحكه تريد؟
هم سامع بواچي وآه بالنكته؟!
امغيّم من شهر بس مو دليل امطار
ابشرك من تغيّم تذبل النبته
المريض امسده يمك يا طبيب الناس
مجرد بس تباوع تنعرف علته
بأشعه تريد تفهم شنهو حال الجام
طبع الجام واضح ليش ظللته
جهاز الصفنه عاطل لا تجرّب بيه
من وجه القصيده افتهم سالفته
رادك بالدرب ومضه ورفيج وعين
مو توگف صنم گدام قافلته
اجاك بلا ذنوب وجنّه تحت الايد
ليش اذنوب كافر تالي حملته
ما نجزم ظلمته يجوز بيها اشكال
لكن عل الاقل ينگال ورطته
طفل وانطيته لعبه وگتله باچر عيد
اذا مو عيد باچر يعني قشمرتنه؟
