روابط للدخول

خبر عاجل

شبيبة اليوم ومقاهي الأمس


واجهة مقهى الزهاوي في بغداد
واجهة مقهى الزهاوي في بغداد
أغنية (يا ﮔهوتك عزاوي) الشهيرة واحدة من التي يعشقها البغداديون بشكل عام، وقراء المقام بشكل خاص، إذ تبين حبهم للمقاهي التي هي مكان للتواصل الاجتماعي والأدبي، ولا زالت بعض المقاهي تحتفظ ببريقها إلى يومنا هذا.

وتعد مقاهي أم كلثوم والزهاوي والشابندر وناصر حكيم وغيرها الأكثر شعبية في بغداد لدى الأدباء والكتاب وعشاق الفن والتاريخ، ومكانا لتداول الأمور السياسية كما يقول أبو رافد احد رواد مقهى الزهاوي، الذي يرتاد هذا المقهى منذ أربعين عاما.

ويؤيد نوري صالح رجل مسن آخر ان اسم الزهاوي أطلق على هذا المقهى نسبة إلى الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي ولكن ما نراه اليوم هو عدم اهتمام الشباب به.

ويرى جاسم اللامي أن مقاهي ايام زمان كانت مجمعا للأدب والأخلاق والثقافة في حين لا نجد مكانا للثقافة في مقاهي ايامنا هذه، داعيا الشباب الى الاهتمام بالمقاهي القديمة والحفاظ على تراث آبائهم .

وترى بشرى الخرسان إن المقاهي القديمة هي تراث عراقي يجب الحفاظ عليه وهي أيضا أمكنة لتواجد الناس والتعارف والتعاون ووجهت دعوتها للشباب بالتوجه إلى هذه المقاهي والابقاء عليها ودعت أمانة بغداد الى القيام بحملة ميدانية للحفاظ على المقاهي التراثية.

بشرى العبيدي أستاذة جامعية تقول إنها تفضل زيارة المقاهي القديمة لانها تجعلك تشعر بالحياة وبالتاريخ. فعندما تدخلها كانك تدخل كل العراق وأصالته، مؤكدن انها ليست ضد المقاهي الحديثة ولكن يجب على الشباب أن يخصصوا جزء من وقتهم للتعرف على تراثهم.

زمن العبيدي من سكنة محافظة ديالى تقول يوجد مقهى الزهاوي هناك وعندما أمر به كل يوم وأنا متوجهة إلى عملي فإنني اسمع الحان عذبة لا اسمعها في المقاهي الحديثة مثل المقام العراقي وناظم الغزالي .

همام وهو طالب جامعي يقول: أنا أحب المقاهي الحديثة تماشيا مع عصر السرعة للتواصل مع الآخرين مضيفا المقاهي القديمة تمثل لنا تاريخ الأجداد ولكن المقاهي العصرية وما تمتلكه من حادثة تقدم خدمة أكثر للشاب العراقي .

أياد التميمي يؤكد انه يبحث عن الراحة وكيفية اختيار الناس في المقاهي هذا يعتمد على الشخص نفسه بغض النظر إن كانت قديمة أو حديثة مشيرا الى ان المقاهي القديمة ليست بحاجة إلى العناية من الجهات الحكومية بقدر حاجتها إلى الرواد .

محمد صباح شاب آخر يخالف رأي الشابين السابقين إذ يرى ان المقاهي القديمة هي مكان للتعلم من الآخرين ولكن المقاهي الحديثة فيها إساءة للشاب العراقي، ويضيف انه يرتاد المقاهي كل يوم جمعة إذ تذكره الصور القديمة بعراق بعيد عن العنف، وبالنهضة الأدبية التي عاشها العراق.

مجلس محافظة بغداد وعلى لسان عضوها محمد الربيعي يقول أن المجلس لديه مشروع بغداد عاصمة الثقافة لأحياء الأماكن الثقافية القديمة ولكن ما زال العمل في هذا المشروع بطيئا جدا .
و اجمع المتحدثون على إن المقاهي القديمة بحاجة إلى رعاية حكومية للحفاظ على أصالتها، وعلى الإعلام العراقي ان يسلط الضوء على هذه المقاهي القديمة وجمالها ليحرك في الآخرين رغبة الاهتمام بها لأنها ستكون نقطة استقطاب للسياح قبل العراقيين .
XS
SM
MD
LG