تـُواجهُ بغداد تطوراتٍ إقليميةً متسارعة تُعيدها إلى مُـمارَسةِ دورٍ طليعي في الشؤون العربية مع ما يتطلبُ ذلك من اتـخاذِ قراراتٍ تتماشى وتحديات المرحلة المقبلة. التجربة الديمقراطية التي تتطوّر في البلاد منذ (عملية حرية العراق) التي قادَتـها الولايات المتحدة وأطاحَت النظام السابق في 2003 شهدت بعد الانسحاب العسكري الأميركي نهاية العام الماضي أزماتٍ سياسيةً تُواصلُ مختلف الكتل والأحزاب بذلَ الجهود الرامية لـحلّها بتشجيعٍ من الأمـم الـمتحدة. فيما عبّرت واشنطن عن مساندتها لهذه المساعي عبر اتصالات رفيعة المستوى أجراها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الشهور الماضية مع الزعماء العراقيين.
وفي أحدث هذه الاتصالات، أفاد بيان رسمي عراقي بأن بايدن تداول معَ رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي "مختلف شؤون المنطقة" في محادثات هاتفية الاثنين. وأضاف البيان أن المالكي جدد "في هذا الإطار رفضه لمحاولات إدخال الأسلحة إلى سوريا من أي طرف كان." فيما أكد بايدن "موقف بلاده الرافض لتسليح كافة الأطراف في سوريا. وأبدى استعداد الولايات المتحدة الأميركية لدعم جهود العراق للخروج من طائلة البند السابع وحل المشاكل التي تحول دون ذلك بما فيها القضايا بين العراق والكويت"، بحسب تعبير البيان المنشور على الموقع الرسمي لرئيس الوزراء العراقي.
من جهته، أفاد البيت الأبيض في بيانٍ مقتضب بأن نائب الرئيس الأميركي هاتفَ في اليوم نفسه أيضاً أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مضيفاً أن بايدن ناقش مع كلا الزعيمين "التطورات الإقليمية الأخيرة بما في ذلك اجتماعهما المقرر في الكويت وقمة الجامعة العربية في بغداد يوم التاسع والعشرين من آذار، وأكد شراكة الولايات المتحدة الدائمة مع كلا الدولتين."
في غضون ذلك، أُعلن في تركيا أن مدير المخابرات المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بيتريوس خَتمَ زيارةً لأنقرة أجرى خلالها ما وُصفت بـ"محادثات مثمرة" مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولين آخرين يوميْ الاثنين والثلاثاء. وأفاد بيان للسفارة الأميركية في العاصمة التركية بأن بيتريوس، القائد السابق لقوات الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، بحث مع الزعماء الأتراك "التطورات الأمنية الإقليمية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب".
وفي عرضها لمضمون البيان، أشارت وكالة أسوشييتد برس للأنباء إلى علاقات التحالف الوثيقة بين أنقرة وواشنطن، مضيفةً أن كلا الدولتين "تشعران بالقلق لما يجري خاصةً في سوريا المجاورة لتركيا حيث أسفرت حملة القمع الحكومية عن مقتل الآلاف خلال العام الماضي."
المحادثاتُ الكويتية العراقية التي ستتواصل على مدى يومين تُجرى في ظل تطورات إقليمية تسبق انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد ويُتوقَع أن تتركز على تسوية ملفات عالقة من شأنها أن تضمن خروج العراق الكامل من أحكام الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.
وفي تحليله لأهمية الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء العراقي إلى الكويت الأربعاء، قال القائد السابق لسلاح الجو الكويتي اللواء صابر السويدان لإذاعة العراق الحر إن بالإمكان اعتبار هذه الجولة الجديدة من المحادثات "مفصلية إذ سبق للجانبين أن تبادلا العديد من الزيارات في السابق دون أن تسفر عن تطور يذكر فيما يتعلق بتسوية الملفات العالقة." وأعرب عن اعتقاده بأن الاتصالات التي أجراها نائب الرئيس الأميركي مع كلا الطرفين قبل بدء المحادثات كانت بهدف تشجيعهما على التوصل لاتفاقات "تغلق بعض الملفات والانتهاء من مشاكل تحول دون إخراج العراق حتى الآن من طائلة البند السابع لميثاق الأمم المتحدة...".
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف، أجاب اللواء السويدان عن سؤالين آخرين أحدهما يتعلق بالإشارات التي ورَدت في البيان الرسمي العراقي عن المحادثة الهاتفية بين بايدن والمالكي بشأن التأكيد على أهمية "عدم إدخال أسلحة إلى سوريا من أي طرف كان"، والثاني عن انعكاس التطورات الإقليمية المتسارعة على الجولة الحالية من المحادثات العراقية الكويتية.
من جهته، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري في تحليله للمحادثات العراقية الكويتية إلى الجوانب الإستراتيجية المؤثرة في علاقات الدولتين وما يتعلق بالأهمية التي توليها واشنطن لتقارب اثنتين من الدول المتحالفة معها في منطقة الخليج. وفي هذا الصدد، قال لإذاعة العراق الحر إن الولايات المتحدة معنية بتعزيز "الإستراتيجية التي بُنيت على أساسها منذ وقت طويل تحالفات لدعم ترتيباتها الدفاعية في المنطقة بصورة عامة." وأضاف أنه بعد عملية الغزو التي أطاحت النظام العراقي السابق مع ما رافقها من خسائر مالية وبشرية هائلة فإن "واشنطن يعنيها بشكل كبير نجاح مشروع الديمقراطية في العراق بالإطار الإستراتيجي العام، ومن بين الأمور التي تقف حائلاً دون أن يأخذ هذا الموضوع مداه هو تأزّم علاقات العراق مع محيطه الإقليمي وتحديداً مع العربية السعودية والكويت."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف وبمكن الاستماع إلى مقتطفاتٍ منها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات أخرى ذات صلة بالدور القيادي المرتقب لبغداد في المنطقة وسط التطورات الناتجة عن انتفاضات (الربيع العربي) والتحديات المرتبطة بضمان أمن الخليج. كما أجاب عن سؤال آخر يتعلق بما أثاره مراقبون من احتمال أن يكون الموقف العراقي الرسمي المتغيـّر إزاء سوريا "مرحلياً" بهدف تأمين مشاركة واسعة في القمة العربية المقبلة.
وفي أحدث هذه الاتصالات، أفاد بيان رسمي عراقي بأن بايدن تداول معَ رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي "مختلف شؤون المنطقة" في محادثات هاتفية الاثنين. وأضاف البيان أن المالكي جدد "في هذا الإطار رفضه لمحاولات إدخال الأسلحة إلى سوريا من أي طرف كان." فيما أكد بايدن "موقف بلاده الرافض لتسليح كافة الأطراف في سوريا. وأبدى استعداد الولايات المتحدة الأميركية لدعم جهود العراق للخروج من طائلة البند السابع وحل المشاكل التي تحول دون ذلك بما فيها القضايا بين العراق والكويت"، بحسب تعبير البيان المنشور على الموقع الرسمي لرئيس الوزراء العراقي.
من جهته، أفاد البيت الأبيض في بيانٍ مقتضب بأن نائب الرئيس الأميركي هاتفَ في اليوم نفسه أيضاً أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مضيفاً أن بايدن ناقش مع كلا الزعيمين "التطورات الإقليمية الأخيرة بما في ذلك اجتماعهما المقرر في الكويت وقمة الجامعة العربية في بغداد يوم التاسع والعشرين من آذار، وأكد شراكة الولايات المتحدة الدائمة مع كلا الدولتين."
في غضون ذلك، أُعلن في تركيا أن مدير المخابرات المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بيتريوس خَتمَ زيارةً لأنقرة أجرى خلالها ما وُصفت بـ"محادثات مثمرة" مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولين آخرين يوميْ الاثنين والثلاثاء. وأفاد بيان للسفارة الأميركية في العاصمة التركية بأن بيتريوس، القائد السابق لقوات الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، بحث مع الزعماء الأتراك "التطورات الأمنية الإقليمية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب".
وفي عرضها لمضمون البيان، أشارت وكالة أسوشييتد برس للأنباء إلى علاقات التحالف الوثيقة بين أنقرة وواشنطن، مضيفةً أن كلا الدولتين "تشعران بالقلق لما يجري خاصةً في سوريا المجاورة لتركيا حيث أسفرت حملة القمع الحكومية عن مقتل الآلاف خلال العام الماضي."
المحادثاتُ الكويتية العراقية التي ستتواصل على مدى يومين تُجرى في ظل تطورات إقليمية تسبق انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد ويُتوقَع أن تتركز على تسوية ملفات عالقة من شأنها أن تضمن خروج العراق الكامل من أحكام الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.
وفي تحليله لأهمية الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء العراقي إلى الكويت الأربعاء، قال القائد السابق لسلاح الجو الكويتي اللواء صابر السويدان لإذاعة العراق الحر إن بالإمكان اعتبار هذه الجولة الجديدة من المحادثات "مفصلية إذ سبق للجانبين أن تبادلا العديد من الزيارات في السابق دون أن تسفر عن تطور يذكر فيما يتعلق بتسوية الملفات العالقة." وأعرب عن اعتقاده بأن الاتصالات التي أجراها نائب الرئيس الأميركي مع كلا الطرفين قبل بدء المحادثات كانت بهدف تشجيعهما على التوصل لاتفاقات "تغلق بعض الملفات والانتهاء من مشاكل تحول دون إخراج العراق حتى الآن من طائلة البند السابع لميثاق الأمم المتحدة...".
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف، أجاب اللواء السويدان عن سؤالين آخرين أحدهما يتعلق بالإشارات التي ورَدت في البيان الرسمي العراقي عن المحادثة الهاتفية بين بايدن والمالكي بشأن التأكيد على أهمية "عدم إدخال أسلحة إلى سوريا من أي طرف كان"، والثاني عن انعكاس التطورات الإقليمية المتسارعة على الجولة الحالية من المحادثات العراقية الكويتية.
من جهته، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري في تحليله للمحادثات العراقية الكويتية إلى الجوانب الإستراتيجية المؤثرة في علاقات الدولتين وما يتعلق بالأهمية التي توليها واشنطن لتقارب اثنتين من الدول المتحالفة معها في منطقة الخليج. وفي هذا الصدد، قال لإذاعة العراق الحر إن الولايات المتحدة معنية بتعزيز "الإستراتيجية التي بُنيت على أساسها منذ وقت طويل تحالفات لدعم ترتيباتها الدفاعية في المنطقة بصورة عامة." وأضاف أنه بعد عملية الغزو التي أطاحت النظام العراقي السابق مع ما رافقها من خسائر مالية وبشرية هائلة فإن "واشنطن يعنيها بشكل كبير نجاح مشروع الديمقراطية في العراق بالإطار الإستراتيجي العام، ومن بين الأمور التي تقف حائلاً دون أن يأخذ هذا الموضوع مداه هو تأزّم علاقات العراق مع محيطه الإقليمي وتحديداً مع العربية السعودية والكويت."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف وبمكن الاستماع إلى مقتطفاتٍ منها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات أخرى ذات صلة بالدور القيادي المرتقب لبغداد في المنطقة وسط التطورات الناتجة عن انتفاضات (الربيع العربي) والتحديات المرتبطة بضمان أمن الخليج. كما أجاب عن سؤال آخر يتعلق بما أثاره مراقبون من احتمال أن يكون الموقف العراقي الرسمي المتغيـّر إزاء سوريا "مرحلياً" بهدف تأمين مشاركة واسعة في القمة العربية المقبلة.