تُـشَـدّدُ الإجراءاتُ الأمنية التي تسبقُ انعقادَ القمة العربية مع مواصلةِ بغداد إرسالَ إشاراتٍ تستهدفُ طَمأنةَ الوفود المشارِكة بالترتيبات الـمُحكَمة لتأمين المؤتمر. وفي أحدث بيان رسمي عن هذه الخطوات، أُفيدَ بأن الاجتماع الثالث لـ(خلية الأزمة) الذي رَأَسَـهُ السبت رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي بَـحَث مستجدات الوضع الأمني واستعدادات تضييف القمة المرتقبة. وأضاف البيان أن المالكي دعا الأجهزة الأمنية إلى "تشديد إجراءاتها والقيام بواجبها بأقصى درجات الانضباط والعمل على سد الثغرات الأمنية أمام المخربين والإرهابيين."
ولم تَـمضِ ساعات على صدور البيان حتى تجـدّدَ العنف مع إعلان الشرطة العراقية الأحد مقتل خمسة أشخاص بينهم أربعة نساء من عائلة شخص يعمل ضمن فريق حماية مسؤول محلي في منطقة المشاهدة شمال بغداد. وفي بثّها النبأ، ذكرت وكالة فرانس برس للأنباء أن هذه المنطقة كانت من المناطق التي نـشَطَ فيها تنظيم القاعدة قبل أن يتم نشر قوات الصحوة فيها قبل سنوات. وأضافت أن معدلات ضحايا العنف في العراق استمرت في التراجع بعد بلوغها الذروة في عاميْ 2006 و2007، مشيرةً إلى إحصاءات شهر شباط الماضي الذي شهد مقتل 150 عراقياً جرّاء العنف.
وكانت وكالة رويترز للأنباء بَـثّت تحليلاً من بغداد أعادَت صحيفةُ (شيكاغو تربيون) نَـشرَهُ الجمعة تحت عنوان (بعد رحيل القوات الأميركية، القاعدة تضعف فرص السلام في العراق)، واستهلّـَتهُ بالقول "كان العراقيون يأملون في أن يعني انسحاب القوات الأميركية العام الماضي انتهاء الحرب أخيراً لكن القاعدة وحلفاءها من المتشددين عازمون على إثبات العكس."
التحليلُ وصفَ التفجيرات والهجمات التي تشهدها البلاد بأنها "سِمة مُـزمِنة للحياة"، مضيفاً أنه في الشهور الثلاثة الماضية أُلقيت المسؤولية على مقاتلين مرتبطين بالقاعدة في هجماتٍ قتلت ما لا يقل عن 250 شخصاً. ورغم استبعاد العودة إلى العنف الطائفي الشامل وعدم تهديد مسلّحي هذا التنظيم بفرض حكمهم على مساحات واسعة من البلاد مثلما فعلوا في السنوات الأولى بعد الغزو فإن القاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة لم تُـبدِ "أي مؤشر على التخلي عن القتال. كما لم تُظهر قوات الأمن مؤشراً يذكر على امتلاكها القدرة اللازمة لسحقها."
ولَـفَت التحليل إلى أن القاعدة ستمثّل "مشكلة إلى أن يتم تعزيز قدرة قوات الأمن على جمع المعلومات والى أن تحصل على تكنولوجيا أكثر تطوراً وتتمكن من كسب ثقة العامة في المناطق التي لا يزال المتشددون يتمتعون بالدعم فيها"، على حد تعبير رويترز.
وفي تعقيبه على ما أورَده تحليل هذه الوكالة العالمية للأنباء، قال محلل الشؤون الأمنية علي الحيدري لإذاعة العراق الحر "إن القاعدة هي تنظيم دولي ومدعوم ولذلك ليس من السهل القول إنه انتهى ما لم يتم التأكد بأدلة قاطعة على أنه انتهى. وبالتالي يُلاحظ أن هذا التنظيم يقوم بين فترة وأخرى بمجموعة فعاليات كعمليات انتحارية واغتيالات وعمليات اقتحام، وهي في الحقيقة فعاليات يراد منها إثبات وجودها بالإضافة إلى إرسال رسالة إلى من يدعمهم بأنهم موجودون ويقومون بأعمال معيّنة.......".
وفي مقابلةٍ أجريتُها عبر الهاتف، أجاب المحلل الأمني العراقي عن أسئلة أخرى تتعلق بمدى فاعلية الإجراءات الأمنية التي تُتخذ لتأمين القمة العربية المقبلة وردع جماعات مسلّحة عن منع انعقادها في بغداد نهاية الشهر الحالي.
من جهته، قال الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق "إن تنظيم القاعدة لم يعد تنظيماً مركزياً وإنما أصبح فكرة جهادية تلهم العديد من المجموعات"، بحسب رأيه. وأعرب عن اعتقاده بأن "التهديدات التي تواجه انعقاد القمة العربية في بغداد لا تصدر عن القاعدة فحسب بل يمكن اعتبارها جزءاً من الصراع الإقليمي الذي يدور على الأرض العراقية. وإذا نظرنا إلى هذا الصراع، نجد أن خلفياته ما زالت موجود وهي تتعزز في ظل الفوضى التي انتقلت إلى سوريا"، على حد تعبيره.
وفي سياق المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف الأحد وأجاب فيها من بيروت عن أسئلة حول التهديدات التي يمكن أن تتسبّبَ بنقل مكان انعقاد القمة أو تأجيلها مرةً أخرى، أشار رزق إلى ما تَـردّد أخيراً في تقارير إعلامية بشأن احتمال إفراج السلطات السورية عن المتهم بتدبير تفجيرات لندن في عام 2005 والمعروف باسم (أبو مصعب السوري) من سجنه في حلب. وكانت الولايات المتحدة اعتقلته في باكستان قبل ترحيله إلى بلده الأصلي في إطار برنامج نقل السجناء.
أما رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي فقد صرّح لإذاعة العراق الحر بأن "القاعدة لا تزال موجودة في العراق وإنْ خفّت حدتها على اعتبار أن الكثير من أفراد هذا التنظيم قد رحلوا إلى سوريا مثلما رحلوا في السابق إلى بغداد...". وأعرب عن اعتقاده باحتمال أن تحاول القاعدة وأطراف أخرى "التأثير على المشهد العراقي قبل انعقاد القمة إذ يُتوقَع أن تزداد حدة التفجيرات والعمليات الإرهابية النوعية." لكنه أكد أن العديد من المسؤولين وصنّاع القرار أبلغوه في لقاءات خاصة "أنهم على ثقة بأن القمة ماضية قدُماً في بغداد ولن تتحوّل إلى أي مكان آخر."
وفي المقابلة التي أجريتُها معه عبر الهاتف، أجاب الهاشمي أيضاً عن سؤال آخر يتعلق بفاعلية الخطط التي تُراجَع في اجتماعات (خلية الأزمة) لتأمين انعقاد القمة العربية وأهمية البيانات الرسمية التي تصدر عن هذه المراجعات بين الحين والآخر لطمأنة الوفود الرسمية المشاركة.
ولم تَـمضِ ساعات على صدور البيان حتى تجـدّدَ العنف مع إعلان الشرطة العراقية الأحد مقتل خمسة أشخاص بينهم أربعة نساء من عائلة شخص يعمل ضمن فريق حماية مسؤول محلي في منطقة المشاهدة شمال بغداد. وفي بثّها النبأ، ذكرت وكالة فرانس برس للأنباء أن هذه المنطقة كانت من المناطق التي نـشَطَ فيها تنظيم القاعدة قبل أن يتم نشر قوات الصحوة فيها قبل سنوات. وأضافت أن معدلات ضحايا العنف في العراق استمرت في التراجع بعد بلوغها الذروة في عاميْ 2006 و2007، مشيرةً إلى إحصاءات شهر شباط الماضي الذي شهد مقتل 150 عراقياً جرّاء العنف.
وكانت وكالة رويترز للأنباء بَـثّت تحليلاً من بغداد أعادَت صحيفةُ (شيكاغو تربيون) نَـشرَهُ الجمعة تحت عنوان (بعد رحيل القوات الأميركية، القاعدة تضعف فرص السلام في العراق)، واستهلّـَتهُ بالقول "كان العراقيون يأملون في أن يعني انسحاب القوات الأميركية العام الماضي انتهاء الحرب أخيراً لكن القاعدة وحلفاءها من المتشددين عازمون على إثبات العكس."
التحليلُ وصفَ التفجيرات والهجمات التي تشهدها البلاد بأنها "سِمة مُـزمِنة للحياة"، مضيفاً أنه في الشهور الثلاثة الماضية أُلقيت المسؤولية على مقاتلين مرتبطين بالقاعدة في هجماتٍ قتلت ما لا يقل عن 250 شخصاً. ورغم استبعاد العودة إلى العنف الطائفي الشامل وعدم تهديد مسلّحي هذا التنظيم بفرض حكمهم على مساحات واسعة من البلاد مثلما فعلوا في السنوات الأولى بعد الغزو فإن القاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة لم تُـبدِ "أي مؤشر على التخلي عن القتال. كما لم تُظهر قوات الأمن مؤشراً يذكر على امتلاكها القدرة اللازمة لسحقها."
ولَـفَت التحليل إلى أن القاعدة ستمثّل "مشكلة إلى أن يتم تعزيز قدرة قوات الأمن على جمع المعلومات والى أن تحصل على تكنولوجيا أكثر تطوراً وتتمكن من كسب ثقة العامة في المناطق التي لا يزال المتشددون يتمتعون بالدعم فيها"، على حد تعبير رويترز.
وفي تعقيبه على ما أورَده تحليل هذه الوكالة العالمية للأنباء، قال محلل الشؤون الأمنية علي الحيدري لإذاعة العراق الحر "إن القاعدة هي تنظيم دولي ومدعوم ولذلك ليس من السهل القول إنه انتهى ما لم يتم التأكد بأدلة قاطعة على أنه انتهى. وبالتالي يُلاحظ أن هذا التنظيم يقوم بين فترة وأخرى بمجموعة فعاليات كعمليات انتحارية واغتيالات وعمليات اقتحام، وهي في الحقيقة فعاليات يراد منها إثبات وجودها بالإضافة إلى إرسال رسالة إلى من يدعمهم بأنهم موجودون ويقومون بأعمال معيّنة.......".
وفي مقابلةٍ أجريتُها عبر الهاتف، أجاب المحلل الأمني العراقي عن أسئلة أخرى تتعلق بمدى فاعلية الإجراءات الأمنية التي تُتخذ لتأمين القمة العربية المقبلة وردع جماعات مسلّحة عن منع انعقادها في بغداد نهاية الشهر الحالي.
من جهته، قال الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق "إن تنظيم القاعدة لم يعد تنظيماً مركزياً وإنما أصبح فكرة جهادية تلهم العديد من المجموعات"، بحسب رأيه. وأعرب عن اعتقاده بأن "التهديدات التي تواجه انعقاد القمة العربية في بغداد لا تصدر عن القاعدة فحسب بل يمكن اعتبارها جزءاً من الصراع الإقليمي الذي يدور على الأرض العراقية. وإذا نظرنا إلى هذا الصراع، نجد أن خلفياته ما زالت موجود وهي تتعزز في ظل الفوضى التي انتقلت إلى سوريا"، على حد تعبيره.
وفي سياق المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف الأحد وأجاب فيها من بيروت عن أسئلة حول التهديدات التي يمكن أن تتسبّبَ بنقل مكان انعقاد القمة أو تأجيلها مرةً أخرى، أشار رزق إلى ما تَـردّد أخيراً في تقارير إعلامية بشأن احتمال إفراج السلطات السورية عن المتهم بتدبير تفجيرات لندن في عام 2005 والمعروف باسم (أبو مصعب السوري) من سجنه في حلب. وكانت الولايات المتحدة اعتقلته في باكستان قبل ترحيله إلى بلده الأصلي في إطار برنامج نقل السجناء.
أما رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي فقد صرّح لإذاعة العراق الحر بأن "القاعدة لا تزال موجودة في العراق وإنْ خفّت حدتها على اعتبار أن الكثير من أفراد هذا التنظيم قد رحلوا إلى سوريا مثلما رحلوا في السابق إلى بغداد...". وأعرب عن اعتقاده باحتمال أن تحاول القاعدة وأطراف أخرى "التأثير على المشهد العراقي قبل انعقاد القمة إذ يُتوقَع أن تزداد حدة التفجيرات والعمليات الإرهابية النوعية." لكنه أكد أن العديد من المسؤولين وصنّاع القرار أبلغوه في لقاءات خاصة "أنهم على ثقة بأن القمة ماضية قدُماً في بغداد ولن تتحوّل إلى أي مكان آخر."
وفي المقابلة التي أجريتُها معه عبر الهاتف، أجاب الهاشمي أيضاً عن سؤال آخر يتعلق بفاعلية الخطط التي تُراجَع في اجتماعات (خلية الأزمة) لتأمين انعقاد القمة العربية وأهمية البيانات الرسمية التي تصدر عن هذه المراجعات بين الحين والآخر لطمأنة الوفود الرسمية المشاركة.